Rena
21/08/2007, 00:54
الآن وانا في ربيع عمري , أحاور الكبير , أستوعب الصغير .
أنتمي إلى كل شيء , السخيف والمهم والعظيم والقليل الحضور ....
مع كل ما يحاولونه من زرع بذور الأمل في نفسي ما زلت أحسُّ بأنني لا شيء ..... لا شيء في زمن اللاشيء .... معادلة لم أعرف درجتها , أهي من الدرجة الأولى !
الثانية ! ' أم الثالثة ! وهل يمكن أن تكون من الدرجة الرابعة ...!!؟
لا أدري ....
أعلم بعض الحقائق أو بالأحرى أشباه الحقائق إن صح وصفها , أعيش تناقضات واضطرابات وصراعات داخلية وقلق يولد في كل لحظة ومن شدة تمسكه بالحياة ووجود من يغذيه ويؤمن له الحضن الحنون والبيت الآمن , يتكاثر بشدة ويأبى أن يلد فرداً فرداً , فلقد أقسم على إنجاب التوائم ومع الكره الأعمى له فإننا نتمسك به جداً .
أعود إلى طفولتي .... لم يكن موجوداً فيها سوى الله , أحببته , تعلقت به , صليت له , قرأت كتبه , تمنيت دخول جنته , كنت أحس بانه منقذ البشرية والحامي الأول وعندما ازداد وعيي , بدأت بمقارنة بين معتقدات الماضي والحاضر ....
أحببت الله مع أنني أعلم أنه لم يحبني قط ...
كانت تقول لي أمي من يعذب أمه وأباه لا يحبه الله , وأنا كنت أعشق تعذيبهما , فكيف له أن يحبني !
تعلقت به مع أنني لا أعني له شيء فلديه الملايين و يعرف طريقة صنع البشر من طين فلا حاجة له بانسانٍ مثلي .
يقولون إن الله قريب يستجيب ومنذ أن خلقت , أصلي له أنا وملايين البشر لنشر السلام والتخلص من اسرائيل وكل قوى الشر في هذا العالم ولكنه لا يريد أن يستمع إلينا .... أو لعلها الملائكة تخون عملها ولا توصل دعواتنا إلى الله ...!؟
ولكن ما مصلحة الملائكة بمثل هذا العمل المشين ..!!
وهل سنناديها بعد اليوم بالملائكة إن ثبتت عليها تهمة الخيانة ..؟!
أم أننا لا نستحق قبول دعواتنا !
في ظهر أحد الأيام دخل أبي إلى غرفتي ووجد بين كفتي كتاب , دنا مني فلاحظ وجود الانجيل , فرمقني أبي بنظرة حادة لم أعرف تفسيرها , فقاطعت سلسلة أفكاره لشعوري بأنه سيؤنبني فقلت له : الإلمام بدين من سبقنا واجب علينا ولا سيما وأننا نعاشر بعضنا وتوجد بيننا علاقات شتى وأواصر ود وقرابة – أخذت ألقي على مسامعه محاضرة في حوار الديانات – فقال : الاطلاع على دين غيرنا واجب علينا , ولكن ... ديننا احق علينا أنت هل تعلمين ما يحتويه القرآن ؟! هل تعلمين شيئاً عن الدين الاسلامي ...!!
أسئلة لا أجد لها جواباً ولكنني أعرف كيف أخرج نفسي من أي سؤال محرج فقلت : أعرف القليل ولكنني أريد الرجوع إلى الديانات التي سبقت الاسلام والتي مهدت
لظهور الدعوة .... وما بالك يا أبي تتحدث كرجال الدين !
(( لم أعهد أبي يهتم للدين فلم أره يوماً يعلمنا بديننا ولا يشرح لنا أي شيء فيه ولولا المدرسة لما كنت عرفت ما اسم ديني )) وكيف أنه عندما قررت أن أقتني كتاباً سماوياً اخترت الإنجيل وحتى أنني عندما اريد أن أقسم أقسم بالعذراء ولا أعلم لماذا ...
وبالرغم من أن اسمي يدل على انني مسلمة وهويتي أيضاً لكنني أشعر بانني لا أنتمي لهم . هذا الشيء يثير حقد الكثيرين عليَّ لا أعرف اذا كان أحد شعر بمثل شعوري عند دخول الكنيسة , رأيت صورة مريم العذراء وهي تحمل عيسى عليه السلام وملامحها تشعرك بالأمان والسلام ولشدة خشوعي تمنيت لو أنني أبكي أمامها وأشكي لها همي وكان هناك رجل طيب يسمون الأب .... شعرت أن روحي ملك يديه بانه فعلاً يستحق كلمة أب فالأب يغفر ويجمل طريق الخير أمام أبناءه ويساعدهم .
فيال جنوني لم أجد شيئاً جميلاً في ديني حتى وجدت المسيحية أفضل من الاسلام ... ومالي لهذه المقارنة التي لا تصح بين دينين ...
قررت ان اعلم أكثر عن الاسلام ..... اشتريت القران والكتب الدينية وحاولت ان امحي جهلي بديني ..
رأيته أيضاً متسامحاً ... ولكن يوجد فئات معينة تشوه صورته ..... فعندما كنت في الصف الاول الابتدائي دخلت معلمة التربية الدينية وبدات بالحديث عن جهنم ونارها وأننا جميعاً سنوضع فيها إن لم نكن صالحين ...
كانت تجعلنا نخاف من الله ليس كخوف المؤمن من ربه ولكن الطفل عندما يخاف يكون في مضمونه يكره , فكانت فكرة الله يعني لنا الخوف ومن المؤكد أن الطفل لن يحب من يخاف منه وإن أظهر ذلك .
سؤال لم أجد له جواب لماذا عندما نخطأ ونغرق في الخطيئة ندخل الى الكنيسة ونجد أنفسنا نعترف بخطأنا مهما كان كبيراً وتجد ذاك الرجل الطيب يجعلك تشعر بأن طريق التوبة مفتوحة أمامك وأن الله غفور رحيم ولكن ادخل الى جامع ترى فيه الشيخ وتقترب منه لتبوح له بخطأ ساقتك له متاع الدنيا تخاف منه وتفضل الانتحار على البوح له لانك ما ان تفوهت بكلمة حتى يجعلك تندم على تلك الطريق التي سلكتها لتذهب اليه .
لا ادري لماذا أخاف من شيخ الجامع ....
أيجوز لكثرة مشاحنتي مع شيخ حارتنا ..!
يدعي بأنه رجل دين وتقي .... ولكنني أقسم على أنه عاشر عاهرات مدينتنا واحدة واحدة , والجميع يعلم هذه الحقيقة ولطالما سألت نفسي لماذا هو من يدعو الناس للقيام الى الصلاة في كل يوم .
لماذا لا يأتون برجلٍ مؤمن في الباطن قبل الظاهر يحيي فينا الشعور الديني ويجعلنا نفتخر بديننا ....!
لماذا يصرون على تأكيد تلازم الإرهاب والإسلام ووضعهما في خانة واحدة ؟
لم أؤمن يوماً بالإلحاد ولا بوجود الملحدين ولكنني وجدت الإلحاد هو طريق الخشوع ومعرفة الحق ...
وجدت الملحدين أشد إيماناً من المؤمنين .... وإن أظهروا عكس ما يدعون .... فلو عدنا إلى الخلفية النفسية التي سبقت إلحاد الملحد لوجدنا أن إلحاده بدأ نتيجةً لتفيكر منطقي حيادي مجردٍ من التعصب ..
لا أريد الدفاع عن الملحدين والتشكيك بإيمان المؤمنين ....[
ولكنني أدافع عن الايمان الحقيقي .... لا عن التعصب والانعزالية الدينية .... وإلا لشاركنا اليهود في فوقيتهم ..
]فمثلاً ... عندما تجلس مع ملحد .... لا يسألك أنت من أي دين أو من أي طائفة .... يعاملك كانسان ....
يغلِّب البشرية في التعامل على المعاملة الدينية ...
يشعرك براحة وسلامٍ داخلي .....
فالملحد والمؤمن الحقيقي جميعهم سواء ....
تعشق دنياك مع الملحد ....
وتعشق آخرتك مع المؤمن ...
وتعشق الله مع الملحد من حيث لا تعلم ..
وتحس بوجه الشبه بين الملحد والمؤمن الحقيقي ....
ذاك الشبه الذي لا تعرف أين يكمن ....
وفي نهاية عمري لن أجد من يجيبني عن الأسئلة التي تجول بخاطري وسأبقى في تلك الحيرة إلى أجلٍ غير مسمىَّ ..
وذهب ربيع العمر قبل أن يبدأ .....
أنتمي إلى كل شيء , السخيف والمهم والعظيم والقليل الحضور ....
مع كل ما يحاولونه من زرع بذور الأمل في نفسي ما زلت أحسُّ بأنني لا شيء ..... لا شيء في زمن اللاشيء .... معادلة لم أعرف درجتها , أهي من الدرجة الأولى !
الثانية ! ' أم الثالثة ! وهل يمكن أن تكون من الدرجة الرابعة ...!!؟
لا أدري ....
أعلم بعض الحقائق أو بالأحرى أشباه الحقائق إن صح وصفها , أعيش تناقضات واضطرابات وصراعات داخلية وقلق يولد في كل لحظة ومن شدة تمسكه بالحياة ووجود من يغذيه ويؤمن له الحضن الحنون والبيت الآمن , يتكاثر بشدة ويأبى أن يلد فرداً فرداً , فلقد أقسم على إنجاب التوائم ومع الكره الأعمى له فإننا نتمسك به جداً .
أعود إلى طفولتي .... لم يكن موجوداً فيها سوى الله , أحببته , تعلقت به , صليت له , قرأت كتبه , تمنيت دخول جنته , كنت أحس بانه منقذ البشرية والحامي الأول وعندما ازداد وعيي , بدأت بمقارنة بين معتقدات الماضي والحاضر ....
أحببت الله مع أنني أعلم أنه لم يحبني قط ...
كانت تقول لي أمي من يعذب أمه وأباه لا يحبه الله , وأنا كنت أعشق تعذيبهما , فكيف له أن يحبني !
تعلقت به مع أنني لا أعني له شيء فلديه الملايين و يعرف طريقة صنع البشر من طين فلا حاجة له بانسانٍ مثلي .
يقولون إن الله قريب يستجيب ومنذ أن خلقت , أصلي له أنا وملايين البشر لنشر السلام والتخلص من اسرائيل وكل قوى الشر في هذا العالم ولكنه لا يريد أن يستمع إلينا .... أو لعلها الملائكة تخون عملها ولا توصل دعواتنا إلى الله ...!؟
ولكن ما مصلحة الملائكة بمثل هذا العمل المشين ..!!
وهل سنناديها بعد اليوم بالملائكة إن ثبتت عليها تهمة الخيانة ..؟!
أم أننا لا نستحق قبول دعواتنا !
في ظهر أحد الأيام دخل أبي إلى غرفتي ووجد بين كفتي كتاب , دنا مني فلاحظ وجود الانجيل , فرمقني أبي بنظرة حادة لم أعرف تفسيرها , فقاطعت سلسلة أفكاره لشعوري بأنه سيؤنبني فقلت له : الإلمام بدين من سبقنا واجب علينا ولا سيما وأننا نعاشر بعضنا وتوجد بيننا علاقات شتى وأواصر ود وقرابة – أخذت ألقي على مسامعه محاضرة في حوار الديانات – فقال : الاطلاع على دين غيرنا واجب علينا , ولكن ... ديننا احق علينا أنت هل تعلمين ما يحتويه القرآن ؟! هل تعلمين شيئاً عن الدين الاسلامي ...!!
أسئلة لا أجد لها جواباً ولكنني أعرف كيف أخرج نفسي من أي سؤال محرج فقلت : أعرف القليل ولكنني أريد الرجوع إلى الديانات التي سبقت الاسلام والتي مهدت
لظهور الدعوة .... وما بالك يا أبي تتحدث كرجال الدين !
(( لم أعهد أبي يهتم للدين فلم أره يوماً يعلمنا بديننا ولا يشرح لنا أي شيء فيه ولولا المدرسة لما كنت عرفت ما اسم ديني )) وكيف أنه عندما قررت أن أقتني كتاباً سماوياً اخترت الإنجيل وحتى أنني عندما اريد أن أقسم أقسم بالعذراء ولا أعلم لماذا ...
وبالرغم من أن اسمي يدل على انني مسلمة وهويتي أيضاً لكنني أشعر بانني لا أنتمي لهم . هذا الشيء يثير حقد الكثيرين عليَّ لا أعرف اذا كان أحد شعر بمثل شعوري عند دخول الكنيسة , رأيت صورة مريم العذراء وهي تحمل عيسى عليه السلام وملامحها تشعرك بالأمان والسلام ولشدة خشوعي تمنيت لو أنني أبكي أمامها وأشكي لها همي وكان هناك رجل طيب يسمون الأب .... شعرت أن روحي ملك يديه بانه فعلاً يستحق كلمة أب فالأب يغفر ويجمل طريق الخير أمام أبناءه ويساعدهم .
فيال جنوني لم أجد شيئاً جميلاً في ديني حتى وجدت المسيحية أفضل من الاسلام ... ومالي لهذه المقارنة التي لا تصح بين دينين ...
قررت ان اعلم أكثر عن الاسلام ..... اشتريت القران والكتب الدينية وحاولت ان امحي جهلي بديني ..
رأيته أيضاً متسامحاً ... ولكن يوجد فئات معينة تشوه صورته ..... فعندما كنت في الصف الاول الابتدائي دخلت معلمة التربية الدينية وبدات بالحديث عن جهنم ونارها وأننا جميعاً سنوضع فيها إن لم نكن صالحين ...
كانت تجعلنا نخاف من الله ليس كخوف المؤمن من ربه ولكن الطفل عندما يخاف يكون في مضمونه يكره , فكانت فكرة الله يعني لنا الخوف ومن المؤكد أن الطفل لن يحب من يخاف منه وإن أظهر ذلك .
سؤال لم أجد له جواب لماذا عندما نخطأ ونغرق في الخطيئة ندخل الى الكنيسة ونجد أنفسنا نعترف بخطأنا مهما كان كبيراً وتجد ذاك الرجل الطيب يجعلك تشعر بأن طريق التوبة مفتوحة أمامك وأن الله غفور رحيم ولكن ادخل الى جامع ترى فيه الشيخ وتقترب منه لتبوح له بخطأ ساقتك له متاع الدنيا تخاف منه وتفضل الانتحار على البوح له لانك ما ان تفوهت بكلمة حتى يجعلك تندم على تلك الطريق التي سلكتها لتذهب اليه .
لا ادري لماذا أخاف من شيخ الجامع ....
أيجوز لكثرة مشاحنتي مع شيخ حارتنا ..!
يدعي بأنه رجل دين وتقي .... ولكنني أقسم على أنه عاشر عاهرات مدينتنا واحدة واحدة , والجميع يعلم هذه الحقيقة ولطالما سألت نفسي لماذا هو من يدعو الناس للقيام الى الصلاة في كل يوم .
لماذا لا يأتون برجلٍ مؤمن في الباطن قبل الظاهر يحيي فينا الشعور الديني ويجعلنا نفتخر بديننا ....!
لماذا يصرون على تأكيد تلازم الإرهاب والإسلام ووضعهما في خانة واحدة ؟
لم أؤمن يوماً بالإلحاد ولا بوجود الملحدين ولكنني وجدت الإلحاد هو طريق الخشوع ومعرفة الحق ...
وجدت الملحدين أشد إيماناً من المؤمنين .... وإن أظهروا عكس ما يدعون .... فلو عدنا إلى الخلفية النفسية التي سبقت إلحاد الملحد لوجدنا أن إلحاده بدأ نتيجةً لتفيكر منطقي حيادي مجردٍ من التعصب ..
لا أريد الدفاع عن الملحدين والتشكيك بإيمان المؤمنين ....[
ولكنني أدافع عن الايمان الحقيقي .... لا عن التعصب والانعزالية الدينية .... وإلا لشاركنا اليهود في فوقيتهم ..
]فمثلاً ... عندما تجلس مع ملحد .... لا يسألك أنت من أي دين أو من أي طائفة .... يعاملك كانسان ....
يغلِّب البشرية في التعامل على المعاملة الدينية ...
يشعرك براحة وسلامٍ داخلي .....
فالملحد والمؤمن الحقيقي جميعهم سواء ....
تعشق دنياك مع الملحد ....
وتعشق آخرتك مع المؤمن ...
وتعشق الله مع الملحد من حيث لا تعلم ..
وتحس بوجه الشبه بين الملحد والمؤمن الحقيقي ....
ذاك الشبه الذي لا تعرف أين يكمن ....
وفي نهاية عمري لن أجد من يجيبني عن الأسئلة التي تجول بخاطري وسأبقى في تلك الحيرة إلى أجلٍ غير مسمىَّ ..
وذهب ربيع العمر قبل أن يبدأ .....