ما بعرف
18/08/2007, 01:38
كروكر متشائم من إمكان إجراء استفتاء كركوك... وبريطانيا تؤكّد أنها «لم تخسر» في الجنوب
«إنّ انسحاب قواتنا من العراق، سيعني أمراً واحداً: لن نكون بعدها القوة الأكبر في العالم»! بهذه «النظرية»، دافع المتحدّث الرسمي باسم البيت الابيض، طوني سنو، عن خيار الإبقاء على الاحتلال الاميركي للعراق. وفي محاضرة ألقاها مساء أول من أمس أمام مركز «هيودسون للدراسات»، نصح سنو جميع الاميركيين، سياسيين ومواطنين، ممّن يطالبون بانسحاب أميركي قريب من بلاد الرافدين، باستبدال تساؤلاتهم من «كيف نغادر العراق؟» بـ «كيف نفوز ونبقى في العراق؟».
ولدى توجيه الأسئلة له عن أسباب إصرار الإدارة على البقاء في العراق، قال سنو إنّ ذلك مرتبط بـ «قرار اتخذه الاميركيون خلال القرن الماضي بتحويل الولايات المتحدة من بلد يقع خلف المحيطات، لا قيمة سياسية له، إلى قائد للعالم». وعندما أراد سنو تبرير بقاء قواته في العراق، وضع معادلة برسم الأميركيين، مفادها أنّ الانسحاب سيعني «أننا لا نريد أن نبقى القوة الأعظم في العالم».
ورغم نفي البيت الأبيض للتقرير الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس عن نية إدارة الرئيس جورج بوش اقتصار شهادة السفير رايان كروكر والجنرال دايفيد بيترايوس أمام الكونغرس على «جلسة موجزة» لتجنيبهما عبء محاسبة الكونغرس على خلفية الإخفاق في العراق، علّق سنو على التقرير الصحافي بالقول «هذه فكرة لا نزال نبحثها وسيكون علينا الانتظار لنرى كيف ستسير الأمور».
من جهته، بدا كروكر، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز» أول من أمس، في غاية التشاؤم حيال قدرة الطبقة السياسية العراقية على تطبيق المادة 140 من الدستور، التي تنصّ على إجراء استفتاء لتحديد مصير مدينة كركوك من ناحية إلحاقها بإقليم كردستان أو إعطائها حكماً ذاتياً، أو إبقائها على وضعيتها الحالية. وشكّك كروكر في إمكان الالتزام بموعد نهاية العام الجاري لإجراء الاستفتاء، قائلاً «لقد تمّ وضع الاستفتاء الشعبي في نهاية العام الجاري بناءً على توقّعات مبنية على أنّ الاستعدادات المطلوبة لذلك ستكون جاهزة في الموعد المحدَّد، مثل إجراءات التطبيع والتعويض على المواطنين العرب...لكنّ ذلك لم يحصل».
وللاستفتاء المذكور حول كركوك أهمية تعقدها كل من واشنطن والحكومتين العراقية والكردية في ما بات يُعرَف بـ «دفع المصالحة السياسية قدماً»، نظراً لغنى المدينة نفطياً، ولتنوّعها العرقي والطائفي وللنفوذ التركي في أوساط القومية التركمانية التي تطالب بالحكم الذاتي.
وفي السياق، قال ممثّل هيئة الأمم المتحدة في بغداد، سيد عريقات، أمس إنّ المنظّمة الدولية «ستكون جاهزة للمساعدة جدياً، سياسياً وتقنياً، في موضوع الاستفتاء، إذا ما تمّ التقدّم بالطلب منها في سبيل ذلك». غير أنّ الأمين العام للمنظّمة بان كي مون أعلن أمس في بيان أصدره مكتب الامم المتحدة في بيروت بمناسبة الذكرى الرابعة لاستهداف مركز المنظّمة في بغداد بعد أشهر من الاحتلال عام 2003، أن تفعيل دور المنظّمة في العراق بموجب القرار الدولي 1770، الذي صدر الأسبوع الماضي عن مجلس الأمن الدولي، مرتبط بتحسّن الأوضاع الأمنية في البلاد.
من جهة أخرى، دافع سفير بريطانيا في بغداد، دومينيك أسكويت، أمس عن المهمة التي تنفّذها قوات بلاده المحتلّة في جنوب العراق، في ردود مبَطّنة على التقارير الأميركية الصادرة أخيراً والمنتقدة لما سمته «الفشل» البريطاني خصوصاً في البصرة، حيث ركّزت تقارير عديدة على أن لا سيطرة للقوات البريطانية حتى على محيط القصور الرئاسية التي تستعملها القيادة العسكرية، وأنها سمحت للميليشيات الشيعية بإحكام قبضتها على شوارع المدينة.
وقال أسكويت، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» أمس، «نحن لم نخسر في جنوب العراق، وجئنا إلى المنطقة لإيجاد الظروف المناسبة في أربع محافظات قبل تسليمها إلى السلطات العراقية، وفعلنا ذلك في ثلاث محافظات ونفعل الأمر نفسه في المحافظة الرابعة، أي في البصرة».
وشدّد السفير البريطاني على ضرورة إعادة السيطرة الأمنية في محافظة البصرة إلى قوات الأمن العراقية قبل نهاية هذا العام، مشيراً إلى أن قوات بلاده التي تستعدّ للانسحاب النهائي من البلاد في غضون 3 أشهر، «أحدثت الكثير من التقدم في إعداد الجيش العراقي، لكنها تحتاج إلى بذل المزيد على صعيد إعداد قوات الشرطة العراقية».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
«إنّ انسحاب قواتنا من العراق، سيعني أمراً واحداً: لن نكون بعدها القوة الأكبر في العالم»! بهذه «النظرية»، دافع المتحدّث الرسمي باسم البيت الابيض، طوني سنو، عن خيار الإبقاء على الاحتلال الاميركي للعراق. وفي محاضرة ألقاها مساء أول من أمس أمام مركز «هيودسون للدراسات»، نصح سنو جميع الاميركيين، سياسيين ومواطنين، ممّن يطالبون بانسحاب أميركي قريب من بلاد الرافدين، باستبدال تساؤلاتهم من «كيف نغادر العراق؟» بـ «كيف نفوز ونبقى في العراق؟».
ولدى توجيه الأسئلة له عن أسباب إصرار الإدارة على البقاء في العراق، قال سنو إنّ ذلك مرتبط بـ «قرار اتخذه الاميركيون خلال القرن الماضي بتحويل الولايات المتحدة من بلد يقع خلف المحيطات، لا قيمة سياسية له، إلى قائد للعالم». وعندما أراد سنو تبرير بقاء قواته في العراق، وضع معادلة برسم الأميركيين، مفادها أنّ الانسحاب سيعني «أننا لا نريد أن نبقى القوة الأعظم في العالم».
ورغم نفي البيت الأبيض للتقرير الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس عن نية إدارة الرئيس جورج بوش اقتصار شهادة السفير رايان كروكر والجنرال دايفيد بيترايوس أمام الكونغرس على «جلسة موجزة» لتجنيبهما عبء محاسبة الكونغرس على خلفية الإخفاق في العراق، علّق سنو على التقرير الصحافي بالقول «هذه فكرة لا نزال نبحثها وسيكون علينا الانتظار لنرى كيف ستسير الأمور».
من جهته، بدا كروكر، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز» أول من أمس، في غاية التشاؤم حيال قدرة الطبقة السياسية العراقية على تطبيق المادة 140 من الدستور، التي تنصّ على إجراء استفتاء لتحديد مصير مدينة كركوك من ناحية إلحاقها بإقليم كردستان أو إعطائها حكماً ذاتياً، أو إبقائها على وضعيتها الحالية. وشكّك كروكر في إمكان الالتزام بموعد نهاية العام الجاري لإجراء الاستفتاء، قائلاً «لقد تمّ وضع الاستفتاء الشعبي في نهاية العام الجاري بناءً على توقّعات مبنية على أنّ الاستعدادات المطلوبة لذلك ستكون جاهزة في الموعد المحدَّد، مثل إجراءات التطبيع والتعويض على المواطنين العرب...لكنّ ذلك لم يحصل».
وللاستفتاء المذكور حول كركوك أهمية تعقدها كل من واشنطن والحكومتين العراقية والكردية في ما بات يُعرَف بـ «دفع المصالحة السياسية قدماً»، نظراً لغنى المدينة نفطياً، ولتنوّعها العرقي والطائفي وللنفوذ التركي في أوساط القومية التركمانية التي تطالب بالحكم الذاتي.
وفي السياق، قال ممثّل هيئة الأمم المتحدة في بغداد، سيد عريقات، أمس إنّ المنظّمة الدولية «ستكون جاهزة للمساعدة جدياً، سياسياً وتقنياً، في موضوع الاستفتاء، إذا ما تمّ التقدّم بالطلب منها في سبيل ذلك». غير أنّ الأمين العام للمنظّمة بان كي مون أعلن أمس في بيان أصدره مكتب الامم المتحدة في بيروت بمناسبة الذكرى الرابعة لاستهداف مركز المنظّمة في بغداد بعد أشهر من الاحتلال عام 2003، أن تفعيل دور المنظّمة في العراق بموجب القرار الدولي 1770، الذي صدر الأسبوع الماضي عن مجلس الأمن الدولي، مرتبط بتحسّن الأوضاع الأمنية في البلاد.
من جهة أخرى، دافع سفير بريطانيا في بغداد، دومينيك أسكويت، أمس عن المهمة التي تنفّذها قوات بلاده المحتلّة في جنوب العراق، في ردود مبَطّنة على التقارير الأميركية الصادرة أخيراً والمنتقدة لما سمته «الفشل» البريطاني خصوصاً في البصرة، حيث ركّزت تقارير عديدة على أن لا سيطرة للقوات البريطانية حتى على محيط القصور الرئاسية التي تستعملها القيادة العسكرية، وأنها سمحت للميليشيات الشيعية بإحكام قبضتها على شوارع المدينة.
وقال أسكويت، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» أمس، «نحن لم نخسر في جنوب العراق، وجئنا إلى المنطقة لإيجاد الظروف المناسبة في أربع محافظات قبل تسليمها إلى السلطات العراقية، وفعلنا ذلك في ثلاث محافظات ونفعل الأمر نفسه في المحافظة الرابعة، أي في البصرة».
وشدّد السفير البريطاني على ضرورة إعادة السيطرة الأمنية في محافظة البصرة إلى قوات الأمن العراقية قبل نهاية هذا العام، مشيراً إلى أن قوات بلاده التي تستعدّ للانسحاب النهائي من البلاد في غضون 3 أشهر، «أحدثت الكثير من التقدم في إعداد الجيش العراقي، لكنها تحتاج إلى بذل المزيد على صعيد إعداد قوات الشرطة العراقية».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)