-
دخول

عرض كامل الموضوع : الشكوك تعتري السوريين إزاء إيقاع اللوم على الغرب في مشاكل الطاقة


ما بعرف
18/08/2007, 00:08
سوريا تعيش صيفاً تعكره مشاكل انقطاع التيار الكهربائي ونقص الطاقة. والحكومة فيها برئاسة السيد رئيس الوزراء محمد ناجي عطري تقول إن الضغوطات الأمريكية والفرنسية هي من يقع عليها اللوم في ذلك، ولكن الشعب المنهك تساوره الشكوك إزاء هذه التبريرات.

إن ادعاءات السيد عطري تعكس تغييراً في مواقف هذا البلد الذي لطالما قال إن الضغوطات الأمريكية لا تشكل أي تأثير عليه. ولكن الكثير من السوريين يرون أن مشاكل انقطاع الكهرباء عنهم تعود إلى فشل وعجز الحكومة وليس الضغوطات الدولية.

في الخامس من شهر آب الحالي كتب مدير المركز الاقتصادي السوري السيد نضال معلوف مقالاً نشر في موقع سيريانيوز الإخباري قال فيه "انه وحسب علمي إن الخطاب الرسمي يسوق في الفترة الأخيرة "فشل سياسات العزل الأميركية في تحقيق أهدافها تجاه سوريا". وأضاف "اليوم تحاول الحكومة تعليق فشلها في تامين حاجات المواطن الأساسية على شماعة الضغوطات الدولية".

أما وزير الصناعة السابق عصام الزعيم فقد قال إن تصريحات رئيس الوزراء هي محاولة لتجنب اللوم الذي تتحمله حكومته على تأخرها سنوات طويلة في تحسين شبكات الطاقة الوطنية التي ما تزال تعمل وفقاً لتقنيات قديمة جداً.

وصرح السيد الزعيم "إن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها سوريا هي الافتقار التام للتخطيط للمستقبل. وقد يكون للعقوبات الدولية بعض التأثير ولكن التوجيه السيئ هو العامل الأساسي، ونحن لا نرى بأن هناك أي مسؤول يحاسب على أخطائه التي يرتكبها".

لقد تزامنت معاناة ومشاكل الطاقة هذه مع أشد أيام الصيف حراً. وفي دمشق التي كانت ساعات الظلام تلفها لأكثر من خمس ساعات يومياً، كان هدير المولدات يمتزج مع ضجيج الحركة المرورية الصاخبة أصلاً. وفي بعض الضواحي كانت الأضواء تنطفئ لمدة تزيد عن 18 ساعة يومياً.

وكان السيد الزعيم قد علّق على ذلك قائلاً "إن هذه الانقطاع يكلف البلد الكثير، فهي تؤثر على قدرتنا على ضخ المياه في جميع أنحاء البلد وهذا بدوره يؤثر على الصناعة، الزراعة، وعلى الاستهلاك البشري".

وكانت بعض التقارير الغير موثوقة قد أشارت إلى أن سوريا، التي تعتبر مزوداً للطاقة الكهربائية في المنطقة، كانت مجبرة على إيقاف صادراتها من الطاقة إلى لبنان ومناطق الشمالية في العراق عدة مرات في هذا الصيف كي تتمكن من توفير بعض الطاقة.

ولكن المسؤولين السوريين يقولون اليوم إن العقوبات المفروضة تؤثر على عقود إنشاء اثنتين من محطات توليد الطاقة، التي يحتاجها البلد لسد الحاجة المتزايدة، وأنه تم طرح اثنتين من المناقصات للسوق العالمية خمس مرات خلال العامين الماضيين ولكن دون جدوى. ومن بيت تلك الشركات القادرة على بناء تلك المحطات اتهم السيد ناجي عطري شركة جنراك اليكترك الأمريكية لرفضها المشاركة في المناقصة وتحريض شركة ميتسوبيشي اليابانية على عدم الاشتراك أيضاً. بينما تعرضت شركة ألستوم الفرنسية لضغوطات من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي طلب منها "عدم العمل في سوريا". وأشار السيد عطري في كلمة ألقاها في الرابع من شهر أب الحالي "إن تأجيل بناء هذه المحطات يعود لأسباب سياسية".

وفي لقاء أجري معه قال أندرو تابلر، محرر صحيفة سيريا توداي، الناطقة باللغة الانكليزية، "إن سوريا اليوم تواجه وضعاً فيه عدد الشركات القادرة على بناء محطات طاقة ضخمة محدود جداً، وتلك الشركات القادرة على القيام بذلك تنهج النهج الأمريكي لأنها تخشى عواقب إنشاء أعمال في سوريا".

وأضاف السيد تابلر "إن بوش يحمل اليوم سيف ديمقليس ولديه الخيار بإنزاله على رؤوس الكثير من الجنسيات التي تتعامل مع سوريا".

لقد دفعت الضغوطات الغربية سوريا إلى التحول مؤخراً إلى مجاوراتها من الدول العربية، الصين، وإيران من اجل تمويل الخصخصة. ويتوقع المسؤولون السوريون ازدياد الاستثمارات الأجنبية بنسبة 11% في هذا العام.

ولكن اياً من هذه الدول لا يملك الخبرات المطلوبة لحل مشكلة الكهرباء السورية. وقد علّق السيد تابلر قائلاً "هناك أمور مؤكدة تهمين عليها الشركات الغربية، مثل مرافق توليد الطاقة. ومن الصعب تجاهل هذه الحقائق".

بقلم هوغ نايلور - يويورك تايمز

ترجمة هدى شبطا