Zahi
16/08/2007, 01:41
اكتشافات أثرية سورية خطيرة في تدمر
كثيراً مايحصل أن تسمع خبراً فيأخذك إلى خبرٍ آخر طوعاً أو كرهاً، أو ترى صورةً فتُسدعَى بسببها صور أخرى. وقد يكون الخبر كئيباً والصورة مفزعةً والمشهد رعيباً، ولكن تلك هي حال الإنسان ومشاعره، يحركها خبر وتهزها صورة، ويستنفرها مشهد، فإذا الشجون منه تَمور، وإذا المواجع منه تتقلّب بين ماضٍ وحاضرٍ من الزمان وآت.
خبر قرأناه على موقع سيريا نيوز على الشبكة العنكبوتية في 17/7/2007 ولكننا سكتنا عليه، وهو يقول: إن بعثة التنقيب الأثرية السورية السويسرية عثرت على عظام بشرية يعود تاريخها الى مليون عام قبل الميلاد بموقع بئر الهمل في تدمر.
وقرأنا الخبر التالي على الموقع نفسه في 9/8/2007 مؤيداً هذه المرة بصحيفة الثورة السورية، وهو يحكي أن فريق تنقيب أثري سوري ياباني مشترك اكتشف مقبرةً تعود إلى تسعة آلاف عام في جنوب سهل الروج في محافظة إدلب شمال شرق سوريا فمررناه وبلعناه على مضض كما يقال في العامية.
ثم قرأنا ثالث هذه الأخبار - الذي دفعنا للتعقيب والإضاءة - عن نفس موضوع الاكتشافات منشوراً على الموقع السوري نفسه أيضاً في 12/8/2007 ولكن هالمرّة منقولاً عن وكالة الأنباء الكويتية وليس السورية ليذكرنا بكلام لوزير الإعلام السيد/ محسن بلال في بداية عهده وفي لقائه مع الصحفيين في صحيفة الثورة في حوارها السقف المفتوح 3 أيار/مايو 2006 حيث قال: الخبر السوري سيكون مصدره الإعلام السوري. ومن أجل هذا نشرت سيريا نيوز ثالث أخبارها نقلاً عن الكويت تأكيداً لكلام السيد الوزير، وكأن بعثة التنقيب الأثري تعمل في الصحراء الكويتية وليست في الصحراء التدمرية قائلةً: إن البعثة الأثرية السورية السويسرية المشتركة العاملة في موقع بئر الهمل في تدمر اكتشفت بقايا رفات بشرية تعود إلى 100 ألف عام حيث تمت دراستها وتحليل عينات منها، في نفس الوقت الذي أشار فيه مدير آثار ومتاحف تدمر السيد/ وليد أسعد إلى أن مكتشفات البعثة الآثارية حسب قوله تعود إلى العصر (التياسي)، فضلاً عن الخبر نفسه نقلته فضائية الجزيرة أيضاً.
سيداتي آنساتي سـادتي..!!
كثيراً ماكتبنا وطالبنا بالبحث والكشف عن رفاتٍ بشرية في سورية لايعود تاريخها إلى عصر (التياسة) أو العصر التياسي قبل آلاف مؤلفة من السنين بل إلى عهدٍ قريبٍ لايزيد عن ثلاثة عقود من العصر الأسدي. عشرات الآلاف من المواطنين السوريين كانوا ضحايا العصر (التياسي) الحديث في أشهر مجازر القرن العشرين وحشيةً ودمويةً تأكدت مفقوديتهم بعد تأكيدات توالت عن رجالات النظام من أنه لم يعد في السجون السورية معتقلي رأي أو فكر بل متجاوزي القانون فقط. فإن لم يتبق أحد منهم على يد النظام حسب كلام المسؤولين السوريين وفيهم الرئيس والوزير فأين هم إذاً..!؟ هل جاءهم أجلهم..؟ هل قَضَوا تعذيباً أوتقطيعاً..؟ أم هل قُتّلوا فرادى أم ذُبّحوا جماعات..؟ أم دفنوا أحياءً !؟
إننا مؤمنون بعدالة الله الذي لايغفل عمّا يعمل الظالمون والبطّاشون والقتلة والمجرمون، ولكننا في الوقت نفسه طالبنا ونطالب المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية بالكشف عن مصير مواطنينا المفقودين كِفاتاً، أحياءً وأمواتاً، فُرادى وجماعات، رُفاتاً وعظاماً، من غير معروفي المصير ولا أماكن الدفن، ولم يُسلّموا لذويهم على يد من لايوجد في سجونهم أحد من أصحاب الرأي الآخر ولا مكان في معتقلاتهم لأناسي التوجه المخالف أو المعاكس.
وإذا كانت البعثات الأثرية السورية السويسرية مع اليابانية عندها كل هالقدرات والتقنيات، وتمتلك كل هالإمكانات لكشفٍ بل اكتشافات لعظام اندرست منذ آلاف بل ملايين السنين الخالية، فإننا نضمها إلى قائمة مناشداتنا ونداءاتنا لنناشدها الرحم الإنساني باسم آلاف ثكالى وأرامل ويتامى ضحايا النظام السوري، ونسألها باسم عشرات الملايين من أنصار الإنسان وأصحاب القلوب الرحيمة ومن أحبابهم للكشف عن رفات وعظام المفقودين لا من العصر (التياسي) بل منذ عقودٍ لاتزيد عن ثلاثة عقودٍ من العصر (الأسدي)، فملاحقة رفات وعظام قريبي العهد أهون وأسهل كثيراً من متابعة قديمه، وندعوها لملاحقة المستعجل منها وحديثها لأهميته، فالقديم منها أمره ملحوق ولاينبني عليه عمل، كما لايقدم ولايؤخر فيها مئات السنيين والحديث فيها عن عشرات الآلاف منها بل ملايينها.
ســألني أمينٌ وميشيل وقال لي سميرٌ وأَرْوَد، بل قال لي حسينٌ ومحمودٌ وأحمدْ:
لماذا تعيد النداء تلو النداء، والإنشاد تلو الإنشاد وتستدعي هالسيرة العاطلة عن مذابح ومجازر ومفقودين لاسيما في هذه الأيام العصيبة التي يخوض فيها النظام السوري معركة وجوده وبقائه..!!؟
قلت والآلام تكوي مهجتي:
هذه المناشدات والمطالبات ليس هدفها حقيقةً النيل من عزيمة النظام في المقارعة والممانعة، أو همة الحكومة في المنازلة والمصاولة، أو عزم القيادة في المبارزة والمجاولة، أو إضعاف المقاومة عند المقاومين، ولا توهين النضال عند المناضلين أو صمود الصامدين لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر واسترجاع الجولان ومزارع شبعا. وأؤكد بما لايقبل الشك أن ليس في الأمر مايريبب، ولكنها أخبار ثلاثة ذكرتها لك، وكلها تتحدث عن اكتشافات البعثات الأثرية في الأرض السورية ولاسيما تدمر منها، فتفتّح في نفسي أمل جديد، وقلت: عسى ولعل أَنْ يأيتينا الفرج مع هالبعثات القادرة لتكشف لنا عظام أحبائنا وأهلنا المفقودين لا في العصر التياسي القديم بل في العصر الأسدي الحديث، وتنشر على العالمين دلالات هالاكتشافات التي تحكي للناس حضارة عصرٍ ساد فيه الطغاة وحكم فيه الجزارون والقامعون. وهي بالتأكيد لن تعطل التحرير بعملها، ولن تؤخر استرجاع الأرض باكتشافاتها، ولن تنال من همة المستبدين والفاسدين من جماعة ويلك ياللي تعادينا ياويلك ويل.
بدر الدين حسن قربي
كثيراً مايحصل أن تسمع خبراً فيأخذك إلى خبرٍ آخر طوعاً أو كرهاً، أو ترى صورةً فتُسدعَى بسببها صور أخرى. وقد يكون الخبر كئيباً والصورة مفزعةً والمشهد رعيباً، ولكن تلك هي حال الإنسان ومشاعره، يحركها خبر وتهزها صورة، ويستنفرها مشهد، فإذا الشجون منه تَمور، وإذا المواجع منه تتقلّب بين ماضٍ وحاضرٍ من الزمان وآت.
خبر قرأناه على موقع سيريا نيوز على الشبكة العنكبوتية في 17/7/2007 ولكننا سكتنا عليه، وهو يقول: إن بعثة التنقيب الأثرية السورية السويسرية عثرت على عظام بشرية يعود تاريخها الى مليون عام قبل الميلاد بموقع بئر الهمل في تدمر.
وقرأنا الخبر التالي على الموقع نفسه في 9/8/2007 مؤيداً هذه المرة بصحيفة الثورة السورية، وهو يحكي أن فريق تنقيب أثري سوري ياباني مشترك اكتشف مقبرةً تعود إلى تسعة آلاف عام في جنوب سهل الروج في محافظة إدلب شمال شرق سوريا فمررناه وبلعناه على مضض كما يقال في العامية.
ثم قرأنا ثالث هذه الأخبار - الذي دفعنا للتعقيب والإضاءة - عن نفس موضوع الاكتشافات منشوراً على الموقع السوري نفسه أيضاً في 12/8/2007 ولكن هالمرّة منقولاً عن وكالة الأنباء الكويتية وليس السورية ليذكرنا بكلام لوزير الإعلام السيد/ محسن بلال في بداية عهده وفي لقائه مع الصحفيين في صحيفة الثورة في حوارها السقف المفتوح 3 أيار/مايو 2006 حيث قال: الخبر السوري سيكون مصدره الإعلام السوري. ومن أجل هذا نشرت سيريا نيوز ثالث أخبارها نقلاً عن الكويت تأكيداً لكلام السيد الوزير، وكأن بعثة التنقيب الأثري تعمل في الصحراء الكويتية وليست في الصحراء التدمرية قائلةً: إن البعثة الأثرية السورية السويسرية المشتركة العاملة في موقع بئر الهمل في تدمر اكتشفت بقايا رفات بشرية تعود إلى 100 ألف عام حيث تمت دراستها وتحليل عينات منها، في نفس الوقت الذي أشار فيه مدير آثار ومتاحف تدمر السيد/ وليد أسعد إلى أن مكتشفات البعثة الآثارية حسب قوله تعود إلى العصر (التياسي)، فضلاً عن الخبر نفسه نقلته فضائية الجزيرة أيضاً.
سيداتي آنساتي سـادتي..!!
كثيراً ماكتبنا وطالبنا بالبحث والكشف عن رفاتٍ بشرية في سورية لايعود تاريخها إلى عصر (التياسة) أو العصر التياسي قبل آلاف مؤلفة من السنين بل إلى عهدٍ قريبٍ لايزيد عن ثلاثة عقود من العصر الأسدي. عشرات الآلاف من المواطنين السوريين كانوا ضحايا العصر (التياسي) الحديث في أشهر مجازر القرن العشرين وحشيةً ودمويةً تأكدت مفقوديتهم بعد تأكيدات توالت عن رجالات النظام من أنه لم يعد في السجون السورية معتقلي رأي أو فكر بل متجاوزي القانون فقط. فإن لم يتبق أحد منهم على يد النظام حسب كلام المسؤولين السوريين وفيهم الرئيس والوزير فأين هم إذاً..!؟ هل جاءهم أجلهم..؟ هل قَضَوا تعذيباً أوتقطيعاً..؟ أم هل قُتّلوا فرادى أم ذُبّحوا جماعات..؟ أم دفنوا أحياءً !؟
إننا مؤمنون بعدالة الله الذي لايغفل عمّا يعمل الظالمون والبطّاشون والقتلة والمجرمون، ولكننا في الوقت نفسه طالبنا ونطالب المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية بالكشف عن مصير مواطنينا المفقودين كِفاتاً، أحياءً وأمواتاً، فُرادى وجماعات، رُفاتاً وعظاماً، من غير معروفي المصير ولا أماكن الدفن، ولم يُسلّموا لذويهم على يد من لايوجد في سجونهم أحد من أصحاب الرأي الآخر ولا مكان في معتقلاتهم لأناسي التوجه المخالف أو المعاكس.
وإذا كانت البعثات الأثرية السورية السويسرية مع اليابانية عندها كل هالقدرات والتقنيات، وتمتلك كل هالإمكانات لكشفٍ بل اكتشافات لعظام اندرست منذ آلاف بل ملايين السنين الخالية، فإننا نضمها إلى قائمة مناشداتنا ونداءاتنا لنناشدها الرحم الإنساني باسم آلاف ثكالى وأرامل ويتامى ضحايا النظام السوري، ونسألها باسم عشرات الملايين من أنصار الإنسان وأصحاب القلوب الرحيمة ومن أحبابهم للكشف عن رفات وعظام المفقودين لا من العصر (التياسي) بل منذ عقودٍ لاتزيد عن ثلاثة عقودٍ من العصر (الأسدي)، فملاحقة رفات وعظام قريبي العهد أهون وأسهل كثيراً من متابعة قديمه، وندعوها لملاحقة المستعجل منها وحديثها لأهميته، فالقديم منها أمره ملحوق ولاينبني عليه عمل، كما لايقدم ولايؤخر فيها مئات السنيين والحديث فيها عن عشرات الآلاف منها بل ملايينها.
ســألني أمينٌ وميشيل وقال لي سميرٌ وأَرْوَد، بل قال لي حسينٌ ومحمودٌ وأحمدْ:
لماذا تعيد النداء تلو النداء، والإنشاد تلو الإنشاد وتستدعي هالسيرة العاطلة عن مذابح ومجازر ومفقودين لاسيما في هذه الأيام العصيبة التي يخوض فيها النظام السوري معركة وجوده وبقائه..!!؟
قلت والآلام تكوي مهجتي:
هذه المناشدات والمطالبات ليس هدفها حقيقةً النيل من عزيمة النظام في المقارعة والممانعة، أو همة الحكومة في المنازلة والمصاولة، أو عزم القيادة في المبارزة والمجاولة، أو إضعاف المقاومة عند المقاومين، ولا توهين النضال عند المناضلين أو صمود الصامدين لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر واسترجاع الجولان ومزارع شبعا. وأؤكد بما لايقبل الشك أن ليس في الأمر مايريبب، ولكنها أخبار ثلاثة ذكرتها لك، وكلها تتحدث عن اكتشافات البعثات الأثرية في الأرض السورية ولاسيما تدمر منها، فتفتّح في نفسي أمل جديد، وقلت: عسى ولعل أَنْ يأيتينا الفرج مع هالبعثات القادرة لتكشف لنا عظام أحبائنا وأهلنا المفقودين لا في العصر التياسي القديم بل في العصر الأسدي الحديث، وتنشر على العالمين دلالات هالاكتشافات التي تحكي للناس حضارة عصرٍ ساد فيه الطغاة وحكم فيه الجزارون والقامعون. وهي بالتأكيد لن تعطل التحرير بعملها، ولن تؤخر استرجاع الأرض باكتشافاتها، ولن تنال من همة المستبدين والفاسدين من جماعة ويلك ياللي تعادينا ياويلك ويل.
بدر الدين حسن قربي