ما بعرف
15/08/2007, 02:37
قادة تل أبيب «يواجهون صعوبة» في تقدير نيّات الأسد ولا يستبعدون «حرب الخطأ»
بموازاة معضلة الوقوف على حقيقة النيات السورية تجاهها، وعلى الأرجح بسببها، تبدي إسرائيل حرصاً، يبدو أحياناً فائضاً، على عدم تفويت أية مناسبة من دون تكرار رسائل التهدئة حيال دمشق، في سياسة باتت تعكس بوضوح خوفاً دفيناً مرتفع المستوى من احتمال شن حرب سورية عليها.
ويمكن القول إن هذا الحرص ليس هو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، إلى اجترار تصريحاته عن استبعاد الحرب مع سوريا فقط خلال زيارة أجراها ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكنازي إلى قيادة المنطقة الشمالية أمس، بل أيضاً إلى دفع مكتبه نحو التأكيد لوسائل الإعلام على روتينية الزيارة، منعاً لحصول أي سوء فهم لها في الجانب السوري.
وللمرة التي أصبح يصعب إحصاء عددها، عاد أولمرت وكرر خلال الزيارة ما يمكن وصفه باللازمة التي باتت جزءاً عضوياً من تصريحاته في الموضوع السوري، فشدد على أن «إسرائيل غير معنية بحرب، ووجهتها مع سوريا ليست للحرب، لكن الجيش ودولة إسرائيل مستعدان لكل الاحتمالات، وعلينا التأكيد على أننا لا نرغب في أن ينشأ أي سوء فهم من أي نوع لدى الجانب الآخر عن هذا الاستعداد».
وكما ذُكر، حرص مكتب رئيس الحكومة على إعلان عدم وجود أية علاقة بين الزيارة وأية تطورات ميدانية في المنطقة الشمالية. وقالت مصادر في المكتب «إن الأمر عبارة عن زيارة عادية يجريها رئيس الحكومة مرة كل عدة أسابيع لوحدات داخل المؤسسة الأمنية، سواء في الجيش أو في الموساد أو الشاباك».
وبحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن حرص مكتب رئيس الحكومة على الإدلاء بالتوضيح المذكور للزيارة يهدف إلى التأكد من أن الزيارة لن تقود إلى أي سوء فهم يمكن أن يسبب تصعيداً على الجانب السوري من الحدود. ومن أجل ذلك أيضاً، عمد كل من أولمرت وباراك إلى إطلاق رسائل تهدئة في ختام الزيارة شددا فيها على عدم وجود أي تغيير في الاستعدادات على الجانب السوري وعلى عدم وجود أية نية لدى إسرائيل لمهاجمة سوريا. وقال الاثنان إن «إسرائيل ستواصل بث رسائل تهدئة باتجاه دمشق من أجل منع إمكان حصول خطأ في الحسابات».
وخلال الزيارة، استمع القادة الثلاثة إلى شروح لاستعدادات الجيش السوري في مقابل الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان وعلى الحدود اللبنانية. ووفقاً لهذه الشروح، فإن السوريين عملياً «في وضعية دفاعية خشية من هجوم إسرائيلي محتمل، إلا أن استعدادهم لا يشتمل على عناصر هجومية».
وفي ما يتعلق بالوضع على الشق اللبناني من الجبهة وبحزب الله، أوضح ضباط الاستخبارات لضيوفهم أن «حركة الحزب قُيدت، في أعقاب حرب لبنان الثانية، إلى الجانب الشمالي من النهر». وضمن إطار ما اعتبره هؤلاء الضباط «إنجازات الحرب» قالوا «إن حزب الله أصيب جداً في حرية عمله في جنوبي الليطاني، ولم يعد يتنقل هناك مع الأسلحة، إلا أن تهريب السلاح يتواصل، رغم ذلك، من سوريا عبر الحدود مع لبنان إلى حزب الله»، موضحين أن «الأمر يتعلق بتجديد الجزء الذي استخدمه الحزب خلال الحرب من ترسانته، فضلاً عن تجهيزات أكثر حداثة». وخلص ضباط الاستخبارات في عرضهم إلى أنه «بالرغم من ذلك، فإن دافعية حزب الله للعمل في الوقت الراهن ليست في السماء (أي ليست مرتفعة)».
وأثنى ضباط قيادة المنطقة على أداء قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان في إطار تنفيذها للقرار 1701. لكنهم رغم ذلك أخذوا عليها اقتصار نشاطها الكبير على المناطق القروية وقلته في المناطق المدنية.
وعلقت مصادر في مكتب رئيس الحكومة على موضوع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، فأوضحت أن القضية ذات طابع سياسي وستتابعها إسرائيل من خلال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني في وقت لاحق.
وبحسب موقع «يديعوت»، فقد تولد الانطباع لدى باراك، خلال الزيارة، أن كلاً من سوريا وإسرائيل تحاولان تهدئة الوضع وأن «من الواضح أن لا مصلحة لأي منهما بعمل هجومي». ومع ذلك، «ثمة خشية لدى كل من الطرفين من أن يقوم الطرف الآخر بتفسير خاطئ لإجراءات الخصم»، لذلك رأى باراك أن «على الجيش البقاء مستعداً وجاهزاً لأي احتمال يمكن أن يتطور، فيما على المستوى السياسي مواصلة بث رسائل تهدئة تجاه دمشق من أجل التوضيح لها عدم وجود نية لدى إسرائيل لشن عمل عدائي (ضدها) من أي نوع».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تعتقد أن صورة الوضع في مقابل سوريا ستتضح في الفترة القريبة، وذلك في ظل قلق يسود هذه المؤسسة من احتمال اندلاع حرب بين الدولتين. وقالت الصحيفة إن «سلسلة من المداولات جرت أخيراً في اللجنة الوزارية الخاصة بالجبهة الشمالية، وكذلك لدى القيادة العسكرية تناولت التقديرات الإسرائيلية حول هذا الموضوع، إلا أنه رغم ذلك تجد الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل صعوبة في تقدير نيات الرئيس السوري بشار الأسد». وبحسب الصحيفة، «لا تستبعد دوائر التقدير في إسرائيل احتمال أن يؤدي استمرار التوتر بين الأطراف إلى الحرب، رغم أن التقدير الأساسي يرى أن شن هجوم سوري على إسرائيل لا يخدم مصلحة دمشق».
كشفت «هآرتس» أمس عن أن كلاً من باراك وأشكنازي يجدان صعوبة، في بلورة «رأي سليم» فيِ شأن نوايا الأسد، إلا أنهما يحرصان في تصريحاتهما العلنية على التقليل من احتمال الحرب. وأضافت أن «إسرائيل تحاول أن تنقل رسائل تهدئة إلى سوريا، لإقناعها بأنها غير معنية بمهاجمتها وتبردة الاجواء
بموازاة معضلة الوقوف على حقيقة النيات السورية تجاهها، وعلى الأرجح بسببها، تبدي إسرائيل حرصاً، يبدو أحياناً فائضاً، على عدم تفويت أية مناسبة من دون تكرار رسائل التهدئة حيال دمشق، في سياسة باتت تعكس بوضوح خوفاً دفيناً مرتفع المستوى من احتمال شن حرب سورية عليها.
ويمكن القول إن هذا الحرص ليس هو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، إلى اجترار تصريحاته عن استبعاد الحرب مع سوريا فقط خلال زيارة أجراها ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكنازي إلى قيادة المنطقة الشمالية أمس، بل أيضاً إلى دفع مكتبه نحو التأكيد لوسائل الإعلام على روتينية الزيارة، منعاً لحصول أي سوء فهم لها في الجانب السوري.
وللمرة التي أصبح يصعب إحصاء عددها، عاد أولمرت وكرر خلال الزيارة ما يمكن وصفه باللازمة التي باتت جزءاً عضوياً من تصريحاته في الموضوع السوري، فشدد على أن «إسرائيل غير معنية بحرب، ووجهتها مع سوريا ليست للحرب، لكن الجيش ودولة إسرائيل مستعدان لكل الاحتمالات، وعلينا التأكيد على أننا لا نرغب في أن ينشأ أي سوء فهم من أي نوع لدى الجانب الآخر عن هذا الاستعداد».
وكما ذُكر، حرص مكتب رئيس الحكومة على إعلان عدم وجود أية علاقة بين الزيارة وأية تطورات ميدانية في المنطقة الشمالية. وقالت مصادر في المكتب «إن الأمر عبارة عن زيارة عادية يجريها رئيس الحكومة مرة كل عدة أسابيع لوحدات داخل المؤسسة الأمنية، سواء في الجيش أو في الموساد أو الشاباك».
وبحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن حرص مكتب رئيس الحكومة على الإدلاء بالتوضيح المذكور للزيارة يهدف إلى التأكد من أن الزيارة لن تقود إلى أي سوء فهم يمكن أن يسبب تصعيداً على الجانب السوري من الحدود. ومن أجل ذلك أيضاً، عمد كل من أولمرت وباراك إلى إطلاق رسائل تهدئة في ختام الزيارة شددا فيها على عدم وجود أي تغيير في الاستعدادات على الجانب السوري وعلى عدم وجود أية نية لدى إسرائيل لمهاجمة سوريا. وقال الاثنان إن «إسرائيل ستواصل بث رسائل تهدئة باتجاه دمشق من أجل منع إمكان حصول خطأ في الحسابات».
وخلال الزيارة، استمع القادة الثلاثة إلى شروح لاستعدادات الجيش السوري في مقابل الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان وعلى الحدود اللبنانية. ووفقاً لهذه الشروح، فإن السوريين عملياً «في وضعية دفاعية خشية من هجوم إسرائيلي محتمل، إلا أن استعدادهم لا يشتمل على عناصر هجومية».
وفي ما يتعلق بالوضع على الشق اللبناني من الجبهة وبحزب الله، أوضح ضباط الاستخبارات لضيوفهم أن «حركة الحزب قُيدت، في أعقاب حرب لبنان الثانية، إلى الجانب الشمالي من النهر». وضمن إطار ما اعتبره هؤلاء الضباط «إنجازات الحرب» قالوا «إن حزب الله أصيب جداً في حرية عمله في جنوبي الليطاني، ولم يعد يتنقل هناك مع الأسلحة، إلا أن تهريب السلاح يتواصل، رغم ذلك، من سوريا عبر الحدود مع لبنان إلى حزب الله»، موضحين أن «الأمر يتعلق بتجديد الجزء الذي استخدمه الحزب خلال الحرب من ترسانته، فضلاً عن تجهيزات أكثر حداثة». وخلص ضباط الاستخبارات في عرضهم إلى أنه «بالرغم من ذلك، فإن دافعية حزب الله للعمل في الوقت الراهن ليست في السماء (أي ليست مرتفعة)».
وأثنى ضباط قيادة المنطقة على أداء قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان في إطار تنفيذها للقرار 1701. لكنهم رغم ذلك أخذوا عليها اقتصار نشاطها الكبير على المناطق القروية وقلته في المناطق المدنية.
وعلقت مصادر في مكتب رئيس الحكومة على موضوع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، فأوضحت أن القضية ذات طابع سياسي وستتابعها إسرائيل من خلال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني في وقت لاحق.
وبحسب موقع «يديعوت»، فقد تولد الانطباع لدى باراك، خلال الزيارة، أن كلاً من سوريا وإسرائيل تحاولان تهدئة الوضع وأن «من الواضح أن لا مصلحة لأي منهما بعمل هجومي». ومع ذلك، «ثمة خشية لدى كل من الطرفين من أن يقوم الطرف الآخر بتفسير خاطئ لإجراءات الخصم»، لذلك رأى باراك أن «على الجيش البقاء مستعداً وجاهزاً لأي احتمال يمكن أن يتطور، فيما على المستوى السياسي مواصلة بث رسائل تهدئة تجاه دمشق من أجل التوضيح لها عدم وجود نية لدى إسرائيل لشن عمل عدائي (ضدها) من أي نوع».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تعتقد أن صورة الوضع في مقابل سوريا ستتضح في الفترة القريبة، وذلك في ظل قلق يسود هذه المؤسسة من احتمال اندلاع حرب بين الدولتين. وقالت الصحيفة إن «سلسلة من المداولات جرت أخيراً في اللجنة الوزارية الخاصة بالجبهة الشمالية، وكذلك لدى القيادة العسكرية تناولت التقديرات الإسرائيلية حول هذا الموضوع، إلا أنه رغم ذلك تجد الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل صعوبة في تقدير نيات الرئيس السوري بشار الأسد». وبحسب الصحيفة، «لا تستبعد دوائر التقدير في إسرائيل احتمال أن يؤدي استمرار التوتر بين الأطراف إلى الحرب، رغم أن التقدير الأساسي يرى أن شن هجوم سوري على إسرائيل لا يخدم مصلحة دمشق».
كشفت «هآرتس» أمس عن أن كلاً من باراك وأشكنازي يجدان صعوبة، في بلورة «رأي سليم» فيِ شأن نوايا الأسد، إلا أنهما يحرصان في تصريحاتهما العلنية على التقليل من احتمال الحرب. وأضافت أن «إسرائيل تحاول أن تنقل رسائل تهدئة إلى سوريا، لإقناعها بأنها غير معنية بمهاجمتها وتبردة الاجواء