-
دخول

عرض كامل الموضوع : انتشار مرض الكبد الوبائي مع تعتيم من النظام


Zahi
14/08/2007, 05:30
د.علي حسين : المرض يستشري في الكبد السوري


حين اكتُشف مرض التهاب الكبد الفيروسي عالمياً في عام 1989، بدأت وزارة الصحة السورية بمراقبة التوزّع المحلي للمرض ، وتبيّن أن الانتشار الأكبر له يتمركز في الأرياف السورية لتوفيرها البيئة الأمثل لانتقال العدوى.. ومع بدائية المعلومات وطرق الكشف المتّبعة آنذاك ، لم يتم رصد إحصائيات حقيقية تفيد في مجاراة التطور الذي رافق تنوّع الفيروس وانتشاره!!

انتشر المرض بشكل خطير في الأرياف السورية ، فقد ذكرت معلومات رسمية تؤكد انتشار التهاب الكبد الفيروسي بشكل خطير مؤخراً ، ووفقاً للتصنيف العالمي، تُعتبر نسبة الإصابة في سوريا متوسطة بـ 4% حسب إحصائيات بنك الدم ، لكن هذه الإحصائيات ليست دقيقة ، والنسبة تتجاوز هذا العدد وفقاً لتقرير (مجموعة العمل السورية لدراسة التهابات الكبد الفيروسية لعام 2006).

يؤكد الدكتور (تمام العطّو) من مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور ، الانتشار الواسع والسريع للمرض في مدينة البوكمال وريفها ، ويقول : لم تقم الدوائر المختصة بإجراء إحصائيات رسمية لانتشار المرض، لكنني وعن طريق ممارستي، أعتقد بأن النسبة تتراوح مابين 5% إلى 10% هي إجمالي الحالات التي تراجع عيادتي.

الدكتور (محمود الخضر) - مدير مشفى الباسل يقول : لا يوجد فعلاً دراسات دقيقة لدينا لرصد المرض ونسبة الإصابة منذ اكتشافه وحتى الآن ، وعزا الأمر لعدم وجود مؤسسات متخصصة تقوم بالعمل الإحصائي!!

الصيدلاني (غسان شباط) - رئيس فرع الهلال الأحمر بدير الزور يؤكد انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي بشكل واسع في مدينة البوكمال وقراها ، ومع المطالبة بدعم المنظّمة من أجل الحد من انتشار المرض والمساعدة في تقديم العلاج نظراً لتوزع شعب الهلال الأحمر الأمثل في ريف دير الزور، لم نلق آذاناً صاغية!!. ويتابع: في اجتماع مع السيد المحافظ ، أثرت هذا الموضوع بأن نسب المرض في مدينة البوكمال آخذة بالارتفاع ، وهي تتجاوز المعايير العالمية ، ولا بد من إيجاد حل سريع.. لكن المحافظ نهانا عن فتح الملف، وأمرنا بعدم الإدلاء بأي نسب إحصائية تتعلق بالمرض!!. وبينما تبيع المؤسسات الرسمية طابعاً خاصاً بمنظّمة الهلال الأحمر، يعود ريع 20% من مبيعاته فقط للمنظّمة، بينما يذهب 75% منها لوزارة المالية!!

الدكتور (جابر بدران) - دير الزور - يقول: الموضوع ليس بهذه البساطة.. قَدّمت دراسة تؤكد أن انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي في مدينة البوكمال وقراها تتراوح ما بين 25% إلى 35% وكذلك في مدينة القامشلي (لاحظوا الفرق في الاحصائيات)، قوبلت تلك الدراسة بالرفض من قبل مَن يخافون على مناصبهم وكراسيهم، على الرغم من أن هذه الدراسة رسمية، تمّت على يد نخبة من الأطباء في مشفى المجتهد بدمشق!!.

تعاني سورية وشعبها الأبي من مصائب ونكبات حلت عليهما منذ 23 شباط من العام 1966 بعد أن ستولى الطائفيون والحاقدون على مقاليد البلاد والعباد ، في ظل النظام الطائفي المتستر بعبائة حزب البعث العربي الاشتراكي ذو التوجهات القومية والمبادىء الاشتراكية ، سرقت خيرات البلاد وثروات العباد ، هدرت كرامة المواطن ، وسلبت حريته وحرم من ممارسة الديمقراطية وهي حق مشروع في القوانيين والدساتير الوضعية .

في ظل نظام طائفي حاقد على سورية وشعبها العظيم ، حرم المواطن السوري من أسمى ما يعتز به أي مواطن في العالم الا وهي ( حق المواطنة ) ، في ظل هذا النظام العتيد الفاسد أنتشر الفساد واستشرى في نفوس العباد ، الجريمة ، السرقة ، الرشوة أصبحت مستشرية في بلداً لم يكن يعرفها من قبل ، الوضع الصحي للمواطن السوري العادي البسيط أصبح في ظل نظام لا تعني صحة المواطن له شيء متردي ، المشافي السورية تفتقر في ظل رئيس البلاد الطبيب الدكتور الأسد الى أدنى متطلبات ديمومة العمل ، الأجهزة الطبية مستهلكة وقديمة ، نوعية الادوية التي تقدم رديئة ، الكادر الطبي المشرف على الوضع الصحي للمواطن السوري غير مؤهل بشكل جيد ، عدد المراكز الطبية لا يتناسب والكثافة السكانية لبعض المناطق ، الريف السوري يعاني من قلة الخدمات الطبية ، المراكز الطبية التخصصية في القطاع العام غير متوفرة في بلدنا سورية ، مما يضطر المواطن المسكين لبيع الغالي والنفيس للذهاب الى المراكز الطبية الخاصة لتلقي العلاج ، وهم كذلك يشاركون النظام في جريمة سرقة المواطن .

لقد ساهم النظام وخلال اكثر من أربعين عاماً ومن خلال برامجة التثقيفية في تخريب وتعطيل فكرة الأحساس بالمسؤولية عند المواطن السوري ، سياسة التجويع ، سياسة التركيع ، سياسة الولاء للأسد وسياسة الركض وراء لقمة العيش حولت الانسان السوري وجعلت منه غير مبالي وغير مهتم ومكترث لما يقوم به النظام الحاقد ، وكما يقول المثل العامي ( قبلنا بالهم والهم ما قبل بينا ) أي أن المواطن السوري قد قبل وتعود على الفقر والجهل والسرقة والرشوة حتى وصلت به حالة اليآس لقبول تفشي الأمراض المعدية والتي لا يعي مخاطرها ، ولا نريد هنا أن نعيد ونزيد على ما قاله الأخوة بخصوص تفشي المرض المعدي ( التهاب الكبد الفيروسي ) بشكل واسع في مناطق الريف السوري ، ودولة الطبيب الأسد تطلب من الأطباء ومراكز البحث العلمي أخفاء النتائج والأرقام الحقيقية لعدد المصابين بهذا المرض ، كي لا تؤثر على حركة السياحة التي تشهدها سورية والتي تدر الخير على قراصنة النظام ، ولكن من واجب دولة الطبيب الأسد تقديم الدعم المادي وتوفير كل ملتزمات القضاء على هذا المرض .

سيادة الرئيس ( الطبيب ) الا تخجل على سمعتك في العالم وأنت الطبيب الذي يعرف جيداً مخاطر تفشي هذا المرض ؟ ، الا تخجل وتخاف من الله عندما أقسمت على كتابه المقدس بأنك ستكون مخلصاً للشعب ؟ ، اليس من حق الشعب السوري كباقي شعوب العالم أن ينعم بالحرية والديمقراطية والرعاية الصحية ؟ ، في الأمس القريب أعلن رئيس الوزراء بأن سبب انقطاع التيار الكهربائي هو الرئيس جاك شيراك والمانيا وامريكا ، وهل تفشي الأمراض الفتاكة المستشرية في جسد المواطن السوري سببها نيكاراقوا أو تيمور الشرقية ؟ ، أم سببها ما تدعون الصراع العربي الصهيوني ؟ ، هل لديم مبررات جاهزة ليعلنها للشعب السوري السيد رئيس الوزراء ؟ . لقد اهملتم كل متطلبات الحياة الكريمة للمواطن السوري وكرستم جهودكم الجبارة للتحالفات الاستراتيجية لزعزعة أمن واستقرار المنطة والتي ستجلب عليكم والشعب السوري الويل والثبور نتيجة سياساتكم الرعناء ، كفاكم ياسيادة الرئيس اللعب بمقدرات البلاد ، وكفاكم نهب خيرات البلاد ، وكفاكم اللعب بحياة المواطن السوري ، والله لن يرحمكم ولن يترحم عليكم الشعب السوري ، ولن تأخذه بكم شفقه عندما تحين ساعة الخلاص ، بفعلكم هذا سيلعنكم الله والشعب السوري والتاريخ .


الوطن السوري