-
عرض كامل الموضوع : مــــــــــــــــايا .. (رواية)
الموسيقار
09/08/2007, 07:49
مع تراتيل الجنازة التي أفرغتني من رجولتي .. وأيقظت بكاءًادخرته للقاء الله _ إذ علمت أن الله لا يحب الدموع_كان كل شيء معدا ً لأكون الحزين الوحيد .. والعائد الوحيد دون مايا !.
تتدافع الطرقات لتفسح لخسارتي .. بخطوات ينقصها المسير نحو الخراب المنتظر .. وتهزأ بي خطوات العائدين المهرولة إلى الهروب مما يسمى بروتوكولا ً ..
ملــّـها الجميع وعمدوا جسدها البارد بالتهامس وسرد الحكايا ..
ماتت بملء حزنها و بكل شجاعة الأنثى الجريحة .. كل هذا وكنت أنا موتها الذي يسفكـ الدمع على ناصية قبرها ..واقفاً على قامة حطامي ..
تساءلوا كثيرا ً .. من أكون .. وشجعهم تكسري على ذرف المزيد من الأسى (المبرمج).
ماتت مايا منذ آلاف الرسائل التي لم تصلني .. وآلاف الكؤوس الفارغة .. ولفافات التبغ التي أحرقت صوري الفوضوية على طاولتها اليائسة .
ماتت مايا .. حين ماتت قبلاتنا على كتف الغياب .. واكتنفت ثلاجة المسافات أنفاسنا الملتهبة ..
قتلتها بالسلاسل التي قيدتني إلى صخور اسبانيا .. وارتشفت روحها مع أول لفافة أدخنها في مطار دمشق بعد أن طويت ست سنوات قضيتها.. وراء الشمس .
جسدي يجدف وحده .. متخما ً بالدماء المتيبسة .. ناقص الذكورة .. مجزوء القامة .. خارج ألوان أثوابها المترفة ..
وخارج يدها التي كانت ترتب أنحائي على طريقة ضحكتها المسروقة من الخرافات ..
اعتنقــــَـت هزيمتي .. وألقت ضلوعها في جسد الذهاب ... على عجل .
يتـــــــــــــــــــــــ بع ..
The morning
09/08/2007, 08:28
يتـــــــــــــــــــــــ بع ..
متـابعه :D
الموسيقار
09/08/2007, 08:43
هلأ من كل الرواية عجبكـ الـ يتبع ؟ :frown:
:lol:
الموسيقار
10/08/2007, 05:03
قبلة على خد نهايتي .. طبعتها متردد الشفتين .. والتعابير .. لم أكن أريد فضح ملفاتنا السرية .. بقدر ما كنت أود الصراخ والتشهير بكل القمامة التي خلفتها ست سنوات من السقوط إلى قعر اللاشيء .
حاجتي إلى الصراخ وتحقير كل أولئكـ المرتزقة الذين كانوا يدعون هزائمهم التجارية امام انتقالها إلى حياة أخرى تعربد في أطرافي .. لأقتلهم جميعا ًعلى شرف الشمس التي اشتاقت خصلات شعرهاِ .
كل أولئكـ الذين يقطنون خارج حدود تاريخها المشرد وراء لمستي .. ووراء ذكراي التي حطمت كل ما يفصلها عن الانفصام عن روحها الجريحة ..
أعلم أني خسرت كل احتمالات وجودي دفعة واحدة ... والتراب الذي يحضن قدمي ّ المختصرتين يفتتح في مخيلتي مساحات المقابر التي يمكن أن تكفي أحزاني الشاسعة و أميالا ً كثيرة من التلاشي وراء حلم مغمس بدماء كانت رفيقتي الوحيدة طيلة سنوات انفصال أجزائي تحت الأحذية ..
ملامحي متخاصمة الإيحاءات تقف بين حقيقة( أني فقدت ظلي .. ورائحتي و رجولتي ..) وبين مخيلتي التي تنعي مايا التي قتلتـــها مرغما ً .. و شنقت وجهي الذي كانت مايا آخر ما يميز ملامحه .
من غير تكلف عايشتكـ في لحظات التحامكـ بجسد التراب كما تعودت أن أفرد قامتي فوق سريركـ .. دون حسابات أو تصاريح دخول .
بكيت بكل الدموع التي أملكـ ..بكل التفجع الذي يمتلكني .. بكل الألقاب والطاولات والشوارع الضيقة التي تعانقت لتخفي وجهينا المتلاصقين عن أعين فضيلته .. وعن جواسيس جلالته .. وعن عساكر حضرته ..
يتبـــــــــــــــــــــع ..
بكل ماضيه المعبّد بالنســـاء .. استباح تقبيل عذريتي على عجــل..
كغفــوة نسمـة الصيف على صدور المنهكين ..غفــت عينــاه في ضعــف الحنــين ...
كمــا تعودت الشهب بريق اللحظــة .. تعوّد هو انتهــاكها ..
..
..
لــم أدركـ يوماً أحلام الطفولة المحطــمة .. ولا عبثية الدمــى المبعثرة ..كــانت كــل أيامي مرتبة بترف الأمنــية ...كوارث السكــون .. وغفــوة الصبى المنتظــر
سقطــت من فــم قــصائده سهواً ..كما تسقط النذور من فم العائزين
و رحــل صمتي مع نســـائم استئذنت العــودة عمداً .. ليفترش إثم حضــوره ذاكرتي من جديد
..
في سرقة اليقين من صخــب الحقيقة حدود لا يمكــن تجــاوزها ...
تعبر أحلامي مهرولة إليّ ..تسكن شقوق المصير .. و تنتظــر ســخاء القــدر
الموسيقار
23/08/2007, 05:25
كنا وحدنا وكانت الكاميرات والأقدام تدوس ما تبقى من شعرها المفرود للحيوانات التي تتدرب على النطق كي تحقق أرباحا ً بأسماء من قوائم كثيرة يمكن أن تحجز لها خطوطا ً في جداول العائلة العريقة .. أو تفوز بأحد المظاريف الملأى بالقذارة والمعدة لتكون قربان رحمة لها عند الله الذي لا يمكن أن نرشوه بمظروف حتى لو حوى أوراقا ً خضراء.
لم يعلموا أن الله ألغى التعامل بعملاتهم في دياره .. وأن لله مزاجية في تقسيم الامتيازات..وفي اختيار الألقاب التي لا تقدر بحجم خدمة الحرمين الشريفين .. ولا بنوع الشماغ أو أي معمل انكليزي صنعه ..
حسابات الله تختلف عن حساباتهم .. ولا تكترث لحساباتهم التي ازدهرت بها مصارف العالم .. ولعل الأهم أنهم لم يدركوا بأن الله لا يخاف قضاتهم و منافيهم .. ومحاكمهم العرفية .
بحثت عن الله في كل مكان دعي اليه ذلكـ اليوم . كان الوحيد الغائب .. تنوب عنه الشياطين و الصحافة ..
هنا كانت مايا تمارس طقوس موتها وتسلخ وجهها عن الحياة ببطء و صمت ..
كانت وحدها التي تمر بشفتيها على دموعي لترتشفني و ترشو رجولتي الضائعة ... وموسيقاي النازفة .
كان التراب يفصلنا ويصهرنا ... في ذات الزنزانة و يرتب الأسرّة كي نفيق جسدا ً بجسد .. وكارثة بكارثة .
يتبـــــــــــــــــع ..
[quote=الموسيقار;697643]
قبلة على خد نهايتي .. طبعتها متردد الشفتين .. والتعابير
كنت أود الصراخ والتشهير بكل القمامة التي خلفتها ست سنوات من السقوط إلى قعر اللاشيء .
حاجتي إلى الصراخ وتحقير كل أولئكـ
بكيت بكل الدموع التي أملكـ ..بكل التفجع الذي يمتلكني .. بكل الألقاب والطاولات والشوارع الضيقة
//...//
الموسيقار
23/08/2007, 06:21
أميرة ملحدة .. خلعت ألقابها و ثيابها و عطورها و صالوناتها أمامي .. دون حسابات و خطوط خلفية للعودة كنست كل أرقامها .. و ألقت حراسها وأباها ومجوهراتها تحت سريرنا المشتركـ .. تلقي الآن جسدها دوني تحت عتبة البكاء ..
أميرتي ..كانت كل ما يلزمني .. لأقتل كل من يدعي النسب الشريف .. وكل من يتــّــجر بالفضيلة .. و كل من يدوس على رؤوس الخراف الغبية .. ويذبحها ليقيم الولائم على شرف من لا شرف لهم ..
ألقت مايا جسدها وراء الغياب كي تقول لي كم أحبتني .. كانت بحاجة إلى الموت كي تصلها الرسائل التي أريد لها ألا تصل .. ولا زالت تراهن على قبلة أضعها على جبين جسدها الساكن .. دون جدوى.
كل ما حولي يدفعني لأرتشف حقيقة أنني اقتطعت مايا مثلما اقتلعوا رجولتي .. وقهوة رديئة كانت تعدها كي تقول لي .. لست ابنته .
لست ابنة البترول .. ولا ابنة الصفقات ولا ابنة العملة الصعبة ..
عرفتها .. ابنة ً لأمها .. ابنة لامرأة كانت تعتنق ديانة الشام .. وتعبد الياسمين دوناً عن أي آلهة أخرى .. لامرأة بيعت في أسواق الخليج إلى إحدى البطون الشاخصة .. لتجد نفسها حبلى .. ويغريها الذهاب إلى الانتحار حتى تذكرأن الشام لا تقتل.. فتبتلع جنينها وعارها .. و تكتفي بدموعها المفجوعة .. لتنجب مأساتي ومنفاي و مقتل كل ما يعدني بالحياة .
يتــــــــــبع ..
jasmine77
23/08/2007, 11:43
رائعة جداااااااااا موسيقار و مؤثرة كتير :cry:
انا اشتركت بالمنتدى مخصوص بس لألك قديش حبيتا :D
مشكووووووووووور
الموسيقار
25/08/2007, 02:11
جسدان يفصلهما ساتر ترابي كل منهما يعاني موته.. كـ ملايين الموتى على امتداد أوطاننا نموت وقوفا ً .. وحادثة الدفن هي عبارة عن تعديل في المكان لا أكثر .. ليست القضية هنا إن كنت تفترش التراب .. أو كان يلتهمكـ
دفنت إلى جانب أمها التي اغتصبت على سنة الله ونبيه .. ثم ماتت بأمر مغتصبها حين اشتم رائحة رجل آخر ..
فاستاءت رجولته التي لايملكـ منها سوى أعضاء تناسلية .. وأدركـ أن أطنان الذهب التي وضعها تحت قدميها لا تكفي لتحقيق مكاسب ليلية مع دمشقية تأنف أن تضاجع مسخا ً ..فيحصد روحها المتكسرة حادث مؤلم .. وتموت حاملة شموخ الياسمين ورائحة البن إلى قبرها الذي اصطحب عارهم ..
دفنوها لينكسوا الأعلام .. ويعلنوا الحداد العام على فقد (الشيخة) لينطلق سموه إلى مدينة أخرى وتسيل هرموناته أمام جنسية جديدة .. غير عابئ بصورته التي تهشمت على أسوار دمشق ..
كانت دمشق مقتل عنجهية سموه ..
و كانت مايا _خطيئة أمها الأولى_ جرحا ً في شموخ حماة الشرف العربي وناقلات البترول.. لم تغفر لمايا طفولتها .. فكوموها في قصر تتصدره صورة أمها الخاطئة .. لتذكر الصغيرة بنهاية كل من يحرق حذاء السلطان..
ولدت لتنحدر بين الأسوار الشاهقة و تغرم بمرآتها التي كانت صديقتها الوحيدة .. قبل أن يتسلل نزار قباني رغما ً عن أنف البنادق الأميركية التي كانت تحاصرها ليمرر الكلمات على جسدها.. ويقول لها : دمشقية أنت .. كيف تعيشين وسط المسوخ ؟
يتبــــــــــــــــــع
Abu Guzef
25/08/2007, 06:12
شي حلو والله ومستوى عالي يعطيك العافية تابع لقلك بلكي بنفتح شي مكتبة انا وياك :lol:
:D
مـــــــــــــــــــازلت أنتظـــــــــر الأشواكــ ...
حنظــــــــــلة مرّ من هنــــــــــــــا ...
الموسيقار
26/08/2007, 06:32
خمسة أعوام تتلمذ جسدها وخصلات شعرهاعلى أصابع القباني ... لتسافر خارج حدود العفونة التي كانت تتقمص ردهات سجنها .. وتلامسها نسائم دمشق مع كل قبلة كانت تنام على امتداد عينيها اللتان كانتا ترتبان أيامها المسروقة من أوحال مستقبلها .. وتلقيانها بين ذراعي مشروع حلم يعيش على مدينة غارقة ..
كان كل ما حولها يزفها لأصابعي .. ويدرب أنفاسها على رائحتي التي سترسم لون خديها فيما بعد كارثة لقائنا .. ترقص ألوان عينيها كل ليلة كي تتجهز لـ ليلة زفاف الأرواح المتمردة على قضبان الشرق وعهر الشرق .. وأسمال الشرق .. لتعربد أنفاسي ببخور الدوار المتناهي إلى الشهقة القاتلة .. حيث أعشق السقوط على شفاه مئات من الجنيات تعزفن فنجان قهوة على كتف مياه صحن دار في دمشق ..
وكأن الحقائب كانت تعدها لتخطو على جسدي .. وتوقع على عظامي بأحمر شفاهها الحزين .. وتعلن اعتناق غضبي والحادي وموسيقاي
دون أن تنظر إلى الوراء وحين أعلن الله مقتل الطاغية ... سافرت تحت مظلة دموعها لتستقبلها دمشق حزينة العينين .. ثكلى بـ أمها التي ألقوا جسدها في رحم ترابها وسافروا .. لازالت دمشق تنجب الهزائم منذ خمسة ألاف عام .. دون أن تشكو تقرحات جسدها القاتلة .. لتحترف البقاء على طرفي بردى تداعب حاراتها وتلملم أنفاسها المتساقطة على امتداد صفحات تاريخها ..
دمشق استعدت كثيرا ً لاستقبال اضحيتها الجديدة .. لتعبر مايا وتموت على ضفافها .. و تدخل مفكرتي تسلبني ظلي وخوفي .. ومن ثم رجولتي .
يتـــــــــــــبع
Abu Guzef
26/08/2007, 06:35
كني ردينا عالموضوع ومارديت انتي ع ردنا:lol:
الموسيقار
26/08/2007, 06:35
مـــــــــــــــــــازلت أنتظـــــــــر الأشواكــ ...
حنظــــــــــلة مرّ من هنــــــــــــــا ...
ارجو الا يكون مرور الكرام..
شكرا ً لقبولكـ دعوتي .
الموسيقار
26/08/2007, 06:37
كني ردينا عالموضوع ومارديت انتي ع ردنا:lol:
حقكـ علينا زعيم ردكـ أسلج صدري بس كان التتابع الدرامي سيد الموقف .. :)
:D
Abu Guzef
26/08/2007, 06:42
حقكـ علينا زعيم ردكـ أسلج صدري بس كان التتابع الدرامي سيد الموقف .. :)
:D
عراسي والله
اي معذور معلم كنا عم نتحركشك شوي
حلوة الرواية وحلاوتها بسوادها
سالني الي عن السواد
يعطيك العافية ودام قلمك:D
روايــــــــــــــــــة رائـــــــــــــــــــعه
وأسلوب أرووووووووع
يسلمو ايديك .... بنستنى البقيه:D
الموسيقار
28/08/2007, 04:37
لا زالت لعنة صوتها تضاجع ارتعاشي رغم انكفائه خلف قطعان الماضي ... ورغم اغفاءة رهنتها .. لتلتقي بي في عالم آخر وتنتقم لانحدارها التدريجي على أرصفة انتظارها لي .,.
دمشق
_باب توما 1995_
مكان صغير خشبي الرائحة .. غرفة واحدة و مستلزمات بدائية .. كفيلة بأن تقول لها (أنت خارج قذارتهم يا صغيرة) ابنة لـ عشرين عاما ً .. ترصف كتبها الجامعية بعناية .. رائحة الـ شانيل 5 تفوح بشدة ولطف .. أوراقها مرتبة على طريقة حياتها الجديدة .. تحاول رسم ضلوعها من جديد ليتسع صدرها للشام والياسمين و نوافر المياه .. و (بعدكـ بقلبي) ترندح نهارا ً فيروزيا ً .. ينساب من قهوة تنتمي لحريتها .. ترتشفها بنهم على شرفتها الصغيرة المطلة على القيمرية .. كانت تعيش فردوسها الصغير السحيق .. تغرف من أحضان أمها بشبق سنوات التلاشي وراء حصونهم العفنة .. هي التي استبدلت بملء انوثتها رخامها اللامع بصرير أسنان امرأة من الشام حين تزدرد العشق دفعة واحدة في زواريب دمشق القديمة .. كان جسدها مستعدا ً لمياه بردى كي يغتسل ويكنس سنين التصحر.. وأنفاسها تنتظر رياح افريقيا لتلتهب افتتانا ً وانعتاقا ً خلف الدوار .. لتزهر عمرا ً دمشقيا ً على كف رجل يعرف كيف يلامس المياه دون أن يبتلعها .. رجل يعرف أن للأنثى فصول.. يعرف كيف يبكي في جنازة كل فصل .. ويرقص في ولادة كل فصل
لم يكن يخنق روحها سوى غرفة صغيرة لرجال يحملون البنادق تقبع تحت بيتها البسيط .. الذي كان أقصى ما تبلغ آفاق حلمها .. بعيونهم يتابعون أوراقها الخضراء كيف تنمو على جدران باب توما .. ويبلغون عزوتها وعشيرتها بكل وردة تتفتح على صدرها .. كانت حبيسة ماضي أمها .. في سجن اختياري ألقت مفاتيحه في قاع التحدي .. لتطلق روحها الدمشقية خارج عيون العيون التي كانت عائلة سموه تكبل أنفاسها بها ..
كيف وصلتُ إليها ضمن حقول ألغام واقعها ؟؟ .. يرعشني السؤال ويدفعني إلى اغتراف التراب بعيني ّ طويلا ً
كيف ألقت ارتجافها تحت نافذتي .. ؟ وكيف قتلتــُها بشفتين من التردد ؟ لم تكن جدران دمشق قادرة على الإجابة يومها .. دمشق كانت قطعة من الجحيم .. جحيم موتنا الأسطوري على كتفيها .. جحيم رجولتي التي خلفتها في اسبانيا .. و رائحتها التي استوطنت قبرا ً .. إلى الأبد .
يتبــــــــــــــــــــــع
ARCH-WAEL
30/08/2007, 20:02
لحظاات أحتراق شعرت بهــــــــــــــــا هنــا ..
لم أكن أعلمــ بأن روعتهـــا بحجم الألمــ المرفوق بقرائتهـــــا ....
يا هذا ...//أذهلتني//..
أحتــــــــــــــــــــــــــــــاجـ يتبع .
الموسيقار
01/09/2007, 02:11
لحظاات أحتراق شعرت بهــــــــــــــــا هنــا ..
لم أكن أعلمــ بأن روعتهـــا بحجم الألمــ المرفوق بقرائتهـــــا ....
يا هذا ...//أذهلتني//..
أحتــــــــــــــــــــــ ــــــــاجـ يتبع .
أطربني ذهولكـ صديقي ..
أهلا
الموسيقار
01/09/2007, 04:14
امرأة نحتها الله ليرمم بمنحنيات جسدها قناطر دمشق المترهلة .. سكب في عينيها وجوده وسحره وجبروته وكل ما يمكن أن يجسد وجهه في امرأة .. خلقها على مسافة واحدة من الحزن والجمال والمهرجانات والثورة ..
خلقها بكامل تبرجها ... وبكامل أنوثتها وجهز جسدها لينفث الحمى ويثور على كل أسمال واوحال ابيها .. وعلى كل عشيقاته ومرتزقته ..
كان اسم أبيها حائزا ً على لعنة الشام وأهلها بكل امتياز .. وكان عقاله مداس كل شامي يعرف أن النخاسة صنعة لا تليق بالـ (أمراء) وبأن تجارة البشر حرفة الأنذال .. كانت الشام كلها تحتقر دعارة و عهر ملائكة النفط البيضاء (حراس الفضيلة)
كانت تستحي أن تلمس جدران دمشق القديمة التي ضحكت عاليا ً حين عربد في آذانها خبر موت أبيها .. كانت ترى الشام قدس الأقداس ومذبح الأرواح الشاهقة .. وأرضا ً تأنف أن يدوسها أبوها حتى لو باعتباراته الرسمية ..
تعودت أن تدلف في شوارع دمشق .. وتنظر الي أوجه المارة المتعبة بنهم .. غير عابئة بخطوات الحراس الثقيلة على بعد أمتار خلفها .. وبنداءات السائق الذي يرمقها بذهوله المكتوم .. كـ فراشة صباحية كانت أميرة الشوارع والحواري وسبل المياه تغدق على رعاياها بأصابعها الغزيرة الشهوة .. وترش ألوانها في أحضان الزوايا البائسة .
كثيرا ً ما كانت تصادف صورا ً وملصقات تحمل أخبار احتفالاتي وانجازاتي الموسيقية .. وتقرؤني في الصحف والتلفزة .. وتعبركل إرهاصات مروري ببابها .. بكثير من الاهتمام المجزوء ..
يتبــــــــــــــــــــــــــع
الموسيقار
09/09/2007, 06:37
لم يكن وجهي الذي يكرر نفسه على جدران ولوحات دمشق الاعلانية .. سوى مادة تدفعها إلى شراء بطاقة في الصفوف الأولى من الكونشرتو التي تعلن نفسها .. سيدة الساحة الثقافية في دمشق تلكـ الأيام ..
كانت ترغب بشدة في كنس قذارة النفط الخليجي التي ترشح إلى أنفاسها مع كل محاولة لابتلاع بعض (الانسانية) .. فكانت الموسيقا زحفها الحتمي إلى عنق زجاجة الانعتاق من اوحال ماضيها .. ومنطلق عمر جسمها في تمايل منحنياته مع أشعة الهروب المتعشقة بألحان الأوركسترا .. الحارقة ..
ضمن صحراء ما يسمى بالأرض العربية .. تتهافت القلوب التي يغذيها بردى على كل ما يقول أن الموسيقا طقس من طقوس العبادة ..
لاشيء سوى صورة لـ ظهري والعصا تبرق كالخيال في يدي .. لفرقة وطنية سيمفونية .. كنت المايسترو الذي يحركـ شفتيها على عنق الشام ..
دون سبق إصرار كنت أدير ظهري لأناس عرفت مسبقا ً أنهم أداروا ظهرورهم وآذانهم لموسيقاي وعصاي السحرية ..التي طالما راهنت على اهتزازها عله يهز الأقفال التي تحول دون انفاس أبناء وطني اللاهثة وراء الخبز والأئمة والجنس .. لتمررها إلى الله عن طريق كمان يعرف أن الله والشيطان يمكن أن يتعايشا بين نوتة موسيقية وأخرى ..
كنت أحارب المادة .. والسعي وراء جنس مفقود .. وحرية ميتة .. و لقمة مغموسة بالضياع ..
كانت (فيينـّـــا) تتعشق في تكويني كآلهة تقمصت مدينة .. عرفت كيف تهدي تاريخها نبوغا ً موسيقيا ً .. وموسيقيا ً فقط
يتبـــــــــــــــــــــع
الموسيقار
10/09/2007, 09:19
منحوتة ً نمساوية الكسرات أعادتني فيـــينــّـا إلى صحرائي .. حاملاً عصى ً تلوح للرياح كثيرا ً علها تكنس رمال الغباء التي استوطنت مقابر وطني طويلا ً .. علّ رائحة القهوة تعود إلى صباحات دمشق التي غادرتها الموسيقا منذ آلاف خطب الجمعة و آلاف الأئمة .. وملايين أكياس القمامة التي تحشوها النساء .. وملايين الأجساد التي لا تـــُـمنع عن الالتحام .. إلا بقدر ما تشتهيه ..
أرسلتني فيــيــنّـا بطاقة دعوة دمشقية المنبت .. جولانية الأصل .. إلى صالات الأوبرا .. و محافل الانعتاق من قبضة تجار الأخلاق..وتجار البترول .. وتجار البشر ..
اربع سنوات .. زحفت على جهلي لتجرف كل ما تبقى في جسدي من دماء أبي ليلى المهلهل .. وتتركـ ظلا ً لزرياب والموصلي .. والأصفهاني .. والفارابي ... و كل الذين حاولوا انتشال التاريخ من أيدي آلهة عصر النهضة الفقهية .. قــُـتـِــل معظمهم .. لافتقارهم للعروبة .. أو لأنهم حاولوا إبعاد الفقه عن المراحيض وعن النظرية العظمى لدخول الخلاء وعن التجـــمّـر .. (اللهم أعوذ بكـ من الخبث والخبائث) ..
لسبب أو لآخر صرت الـ مايسترو الأصغر .. للسيمفونية الوطنية .. لأدير ظهري لأهل الشام ..في كل إشعار بحفل قادم ..
حتى مايا .. التي كانت عطشى للموت رقصا ً .. كان يستفزها ظهري الذي يلقي أباها وتاريخها تحت قدميه ..
يتبـــــــــــــــع
و كانت _خطيئة أمها الأولى_ جرحا ً في شموخ حماة الشرف العربي وناقلات البترول.. لم تغفر لمايا طفولتها .. فكوموها في قصر تتصدره صورة أمها الخاطئة .. لتذكر الصغيرة بنهاية كل من يحرق حذاء السلطان..
.... رائعة ....
black_iris
10/09/2007, 13:43
رائعه جدا
بالانتظار
الموسيقار
11/09/2007, 09:06
كثيرة هي نقاط الانقطاع في سطور تاريخي المجزوء إلى مراحل .. مايا دون حاجة إلى الحسابات كانت مرحلتي الأشهى والأقوى والأكثر كارثية ً على كل ما تبعها من مراحل
كانت صورتي تعاني فقدان المفاصل .. و جزيــئات الربط .. يشوبها اشارات استفهام وسطور كثيرة لم تكتمل .. بقدر ما كنت مشروح الـمـــعالم .. كنت مجهول التفاصيل ... مشبعاً بمنحدرات ضبابية النهايات لا تستطيع العين البليدة أن تحصر قاعها ..
حملت موسيقاي على كتفي وحاولت بذرها في شقوق الصخور التي تحتل رؤوس أبناء جلدتي .. مؤلفات تفوق سنين عمري الثلاثين بكثير .. حاولت أن أسبق بها العهر الموسيقي الذي كان يلتهم الشارع .. حاولت تحدي المومسات اللواتي كنّ يحاولن رفع (تعرفتـــهن) بامتهان الموسيقا .. وحين رفضت الشمس أن تتسلل إلى مساحات الأمل لدي ... وهبت الناس مؤخرتي ليطالع وجهي عيون الموسيقيين والموسيقيين فقط .. كان ذلكـ السر في عشقي لقيادة الأوركسترا دونا ً عن العزف وافتراش الكراسي اليائسة ..
يتبـــــــــــــع
الموسيقار
12/10/2007, 06:27
حين تتخذ الأوركسترا ديانة ً لكـ .. وتمسكـ بالعصا لتلوح بها للمتهالكين على الكراسي أمامكـ .. تعرف أن عصاكـ تختلف عن كل العصي الأخرى التي تدكـ اجناب الشعوب ..
تعرف أنكـ دكتاتور من نوع جديد .. دكتاتور ينتمي إلى الأحلام التي ينفق البسطاء كل ما لديهم لتقتنيهم بسلطة الاحساس .. فقط هكذا تستطيع أن تسير الجيوش وتعلن فتوحاتكـ الشخصية ..
وحدها الموسيقا لا يمكن أن تموت.. طالما أنها مناسبة لإحياء ما يعتقدون أنا بإمكانهم قتله ..
كانت عصاي تحضر جسد مايا ليأتمر بأمري حين جلست على بعد مقعد مني .. كانت من أصحاب الصفوف الأولى.. وبطاقات الدعوة الرسمية ... على يمينها زوجة المحافظ وعلى شمالها ابنة لوزيرة الثقافة ..
كانت ضحكتها المخملية التي أفلتت منها عنوة .. مناسبتي القدرية لكي أرمقها بنظرة محتجة .. (ماهكذا تُسمع الأوركيسترا) لتطرق بوجهها وتعلو شفتيها حمرة احياء من قتل نبيا ً لتوّه ..
كانت ليلتي الأعظم .. والأكثر أضواء ً وكانت وجوه المتثاقفين حاضرة بالكامل .. كل الشخصيات الرسمية في سوريا من أقصاها لأقصاها ... كانت شاهدة على أول .. التقاء عينينا ..
بنظرة توبيخ .. بدأت عمر ارتماء عيني في مستنقعاتكـ مايا ..
لم أستطع لجم عيني عن تقريع ضحكتكـ التي رنت .. (رغم فتنتها) وأقلقت العازفين ..
لم أستطع ألا أوبخ صوتكـ الذي تعدى على قدسية محرابي الذي يكتظ بالمتعبدين على الكراسي ..
(دور الأوبرا لو أن الله يعرفها لكان فضلها على دور العبادة كلها) .. كنت أعتنق تلكـ الجملة بشراسة .. وأقاتل كل من يتعدى على حرمة الموسيقا كآخر وأول شكل من أشكال عودتنا إلى المدنيـــّــة ..
تلكـ الحرمة التي دفعتـــِـني إلى كسرها بكل سرور .. فيما بعد .
يتــــــبع..
كل شى اوهام
13/10/2007, 19:45
كلمات ..عبارات..تكون روايه اجمل من الجمال..
بأسلوب راقى ومبدع ..
بكل بساطه ...تسلم ايدينك..
الموسيقار
31/12/2007, 12:44
مايا ..
ستعود .
:D
عم تكتبها بطريقه بتشد القارئ الها
و ما بمل من انه يتابعها
تسلم الانامل الي عم تكتب:D
الموسيقار
06/01/2008, 05:40
لن تستطيع التراكيب اللغوية وصف حادثة امتزاجنا المباغت .. و لا تحنيط شهقة الوقت التي ابتلعتنا سويا ً في سقطة واحدة .. قوة الارتطام تمنعكـ أحيانا ً عن تحنيط الدقائق ولو بذاكرة .
على ايقاع تصدع غير مسبوق .. هوت رجولتي وموسيقاي والأوطان التي حملتها .. أمام قضية خلفتها ورائي بعد أن حكمت على أوتاري بالطفولة .. وكأن لحيتي لم تغطّ وجهي يوما ً .. بالتفاتة قتلتُ عمرا ً وبدأت عمراً .. بلغت رشدي وسقطت عصاي مصطحبة اعتصامي خارج أسوار النساء .. لأتدحرج من صومعتي ومن عبادة النوتة وأستيقظ تحت قدمي .. أنوثة .
ليلة رتبتني من جديد .. وأجهضت لغتي الوحيدة .. وأرغمت فيينا التي تسكنني على السقوط أمام فتوحات عينين ترتجفان خجلا ً ..
كل الموسيقا التي تمنيت أن أزرعها في رحم امرأة .. تفاجئني وتجرف شموخي أمام الأوركيسترا .. و تستنزف جيوش العازفين الذين ادخرتهم لأطمس بريق رجولتي ..
تابع العازفون .. وعدت إلى مملكتي مهشم السلطة هذه المرة .. كـ مركب أنهكتها عاصفة تحركت عصاي التي قاسمتني سقوطي .. لنتحين الفواصل بين المقطوعات .. حتى نستوثق من بداية الشتاء .. الذي كانت تحملها نظرةٌ خجولةٌ أبيةٌ متكسرة .
دوت معزوفة الختام .. وطاف فيفالدي برشاقة على الحضور ... ليضعني في الصف الأول لأفكاري .. مواجها ً لها .. ولعينيها اللتان كانت تضرمان المفاجآت في مستقبلي ..
يتبــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــع
الموسيقار
06/01/2008, 06:06
وفي جوف إحدى ردهات المسرح القومي .. كانت مفاجأتي التالية
عبرت الكواليس لأطوي وجوه العازفين وراء ارتباكـ اجتياز المراحل .. لأول مرة لم أكن محكوما ً بيأسي الذي برمجته الوجوه التي أراها في الصفوف الأولى دائما ً ,, لم أكن كعادتي محطم المجاديف لمجرد أني أعزف منفردا ً ..
كان هناكـ من يطل بإصرار من شباكـ أفكاري .. ويلتهم كل الصور .. لوهلة كانت تلكـ المرأة التي أنهكتني بدقيقتين من الاتصال البصري .. كل ما يحتل نشراتي الفكرية ..
كنت كأزرار آلة كاتبة تضرب بغير هدف .. مخلخلا ً من كل الجوانب إلى أن رأيتها .
بين الحلم والدهشة .. أطلت تلكـ المرأة العاصفة في نهاية أحد الأروقة .. وكان واضحا ً من تلفتها المستمر أنها جهدت حتى تخلصت من كريمات الذوات اللاتي كن يحاصرنها ..
بغباء لم أجربه وجدت قلبي مسمرا ً أمام هرولتها إلي ّ .. وللحظات خمنت أنها سترتمي في صدري .. وتزرعمرا ً جديدا ً على شفتي ..
ثوان _كانت تفصل بين اللحظة التي رأيتها فيها واللحظة التي كبحت بها هرولتها لتتوقف كالأسطورة أمامي_ كانت كل ما يلزمني لأحيي أبطالا ً .. وأقتل آخرين .. وأنسج كل القصص التي تقمصت أكثر اللحظات ارتماء ً في الدوار .
على خطين متوازيين بدأنا وقوفا ً .. ليدخل قدري إغماءته .
يتبــــــــــــــــــــــ ـع .
الموسيقار
07/01/2008, 02:00
تشايكوفسكي .. شتراوس .. فيفالدي .. بيتهوفن .. وآخرون ممن لفوا لفهم .. كانو ورائي يقامرون على لجم اصطفافنا الكوني الكارثي .. كانوا يحاولون زرع الألغام بين احتمالات انحدارنا الثنائي نحو مجزرة وتريــّة حتمية ..
كل أولئكـ الموسيقيين كانو يراهنون بسطوة السماء على كبح عيني عن الإمعان في الغرق .. و عالمي عن النزول في جزيرة تحترف الغرق دون أي تلميح بمستقبل قاري ّ آخر ..
تبعا ً لقوانين تصادم الصفائح كان لقاؤنا .. في رحم ممر .. مزلزلا ً
وقفت ِ لاهثة العينين والإيحاءات تحاولين طرد أشباح عقوبة أنزلتها بضحكتكـ على مرأى ً من آلات تحنيط الوقت .. التي تجاهلتنا في لحظة أقل ما نقول فيها أنها .. إرهابية .. !
كنت ِ انتقائية في فرد شعركـ ِ فوق إرادتي .. لتأمري أشباح الموسيقيين بالانصراف مجتمعة .. ونبقى منفردين في مهب إطلالتكـ ِ ..
ها أنت أمامي تضعين قوانين الطبيعة جانبا ً لتبدئي قتلي بـ شاميــّــتكـ الهجينة المصطنعة البريئة :
- كل عمري وأنا بتفوق ع روحي لما بشوفكـ واقف عالمسرح استاذ جورج ..
هكذا .. وبغير العبارات التي .. تمهد لبدء الحكايات بدأت ِ بأمطار من الكلمات كانت كل ما يلزمني لأبدأ توضيب حقائب النزوح عن مملكتي .. وتسليمكـ مفاتيح ذاكرتي ..
في محاولة أخيرة .. لرصف التولزن على مساحات افتتاني الذي حسبته لحظيا ً بكـ ِ ..
- بس انتي كفرتي لما ضحكتي بنص المقطوعة .. ديموزيل .. الأوركيسترا لما بتعزف بيوقف الله عن حكم البشر .. وبيقعد يسمع ..
- استاذ جورج .. ما بظن كان هاد رأيكـ لو كنت قاعد مع بنت سعادتو .. و عرفت هيي ليش جاية تحضركـ .. على كل حال أنا جاية أطلب الغفران ...
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــع ..
الموسيقار
27/01/2008, 08:05
لوهلة حسبتني أبا العلاء المعري .. وأنا أرهص لأتلو رسالة غفراني لإلحادكـ في حق الموسيقا ..
يا ابنة كفري لماذا أطللت ِ بشعركـ أمام اعتزالي النساء ؟
لماذا عبرت ِ مضائقي و أوتاري .. و سكبت عصارة هزيمتي بين نهديكـ ِ اللذان كانا يراهنان .. على جموح عيني ّ ؟
كل قوانين الطبيعة وعلوم المادة كانت تقف إلى جانبكـ .. ليلتها .. وهي على يقين بأني لا أتقنها
كل وسائل الإعلام وجحافل المصورين كانت تنتظر هطولكـ الجميل على العدسات ..
كنتِ نقطة ارتكاز لمفردات الجمال .. بكل جدارة الأمور الجميلة .
- الله يغفر لمن يريد .. ولست من حاشية الآلهة
أجبتكـ .. بتهكم ..
لتسقطي للحظة .
يتـــــــــــــــــــبع
الموسيقار
25/02/2008, 03:47
أحيانا ً
يلزمكـ فقط القليل من نفح العطر كي تضطر الى كسر مجاديفكـ والسماح للتيارات القارية بفرض وجهتكـ ..
ترغمكـ زجاجة من الافتتان على تركـ مدنكـ المضيشة .. والانضمام اللى قوافل الظلام المرهونة بشبح امرأة ..
تحس وأنت أمام هزلية الانحدار في شوارع مدينة أكبر من .. بريقكـ ..
من مدينة أضواؤها ومهرجاناتها لا تعرف عن اسمكـ .. سوى ما تعرفه عن رقم يجتازها
تحس أن شموخكـ يتسرب كالمياه من بين أصابعكـ .. تحاول لملمة نفسكـ جاهدا ً دون نتيجة ..
صمتت عيناكـ ِ دون أن تلاحظا أن عصر تهشمي قد بدأ .. بعد سقوطكـ أمام كلمة ..
كطفلة تريد شراء المزيد من الكلمات ... وقفت ِ على قسوتي ولا مبالاتي أمام فتنتكـ التي كنت تثقين بنفوذها ..
كانت حرب استنزافكـ في عصرها الذهبي .. دون أن تعلمي ..
علمتني الموسيقا أن أرجم الكثير من مشاعر لا أريدها أن تطفو .. والجأ الي الأوراق كي أسكبها في ما بعد ..
يتبــــــــــــــــــــــ ـع
LiOnHeArT.3LA2
25/02/2008, 21:59
مـــتـــابع بأعجاب
أحياناً لا يكون للعطــر الوفاء نفســه في الدروب الطويلة ...
مشيت معهـ بخطــوات نســـــــــيت أن للعــودة قناديل مضيئة تشــير إلى نقطة البداية أيضاً
أدركت مؤخــراً .. أن المطــر .. و الوفــاء .. و الحنين .. و كــل رســـائل الذاكرة يغســلها كـســـل الأيــام البطيئة ..
الموسيقار
02/03/2008, 23:32
ترادفت الثواني في حضرتكـ مولاتي حينها لأصاب بخدر الكلمات أمام عينيكـ اللتان كانتا تنتظران أن أهطل بأي نوع من الاحتمالات
كان إصراركـ يربكـ كل ما يمكن أن أعد لموسم ممطر .. كان أنت بكل عنجهية دخولكـ إلى دائرة خوفي.. ..
كيف لي أن أوقف آلة حربكـ الحمقاء وقد أكد لي حضوركـ الكارثي بأنكـ من نوع الحوادث الكبرى .. والأقدار التي لايمكن إلا الانحناء وانتظار عبورها .. أو فجورها
أصابع الوقت تدحرجني على جسدكـ دمية ً بليدة لطفل عابث ..
اضطررت إلى الانسحاب بجملة علمت فيما بعد أنها أكثر ما رسمني إلها ً في عينيكـ ِ
- طيب .. متل ما بدكـ .. غفرتلكـ . .أي خدمة تانية؟؟
- شكرا ً كفيت ووفيت..
أدرت ظهركـ لتغادري ساحة الجحيم التي خلقتها في لحظات .. لترمقيني بنظرة علمت أنها تعدني بأنها لن تكون الأخيرة ..
نصف نظرة لطفلة شقية تعد أباها بالكثير من الشغب ..
يتبــــــــــــــــــــــ ــــــع
الموسيقار
02/01/2009, 08:35
مفردات اللقاء الأول وحدها توزع اللاعبين على رقعة الحياة ... تلكـ الرقعة التي كانت دارا ً للموسيقا لم يكن أسهل من أن تكون البادئة في صناعة أول خيوط افتتان تسرب في مسامات كلينا ..
كنتِ المجرة التي اكتشفتها بعد سنوات من البحث بين الكواكب .. كنتِ خروجي الحتمي من قصري الذي سورته بكل مفردات الحضارة الكاذبة .. كنت ِ أمطار السافانا التي جرفت اعتدادي بعصاي وعازفيّ .
طريق عودتي إلى قصري اليوم كان مختلف التقاسيم ، كانت أضواء السيارات وصراخ السائقين وزحمة الشام تخبرني بأني تدحرجت من فوق السحاب لأستنشق التراب.. مواطنا ً من الدرجة السفلى باحثا ً عن ملامح امرأة صافحت عينيه منذ هنيهة .. تخبرني الروائح التي بدأت أتميزها بأني جزء من دخان وزحمة و نرفزة الشام في انتظار اشارة المرور لتعلن الإفراج عن مئات السيارات الحبيسة إلى أجل غير مسمى ! .
هنا ... وعلى امتداد ساعتين من لقائنا الأول .. جرت أول مجادلة بيني وبين سائق أرعن لا يعرف يمينه من شماله
هنا وهنا فقط عرفت .. أنكـ كسرت رتبتي وطردتني من عالم الملائكة لأنضم إلى ما كنت أسميه (قطعان أمتي)
يتــــــــــــــــــ ـــــــــــــبــــع
LiOnHeArT.3LA2
02/01/2009, 08:40
أنكـ كسرت رتبتي وطردتني من عالم الملائكة لأنضم إلى ما كنت أسميه (قطعان أمتي)
:cry::cry:...........:D
الموسيقار
02/01/2009, 21:03
أذكر أني شهقت مرتعدا ً حين عبرت باب بيتي تلكـ الليلة .. فاجأني صوت خطواتي الذي لم أكن لأنصت إليه من قبل .. خطوات مريضة تخترق الردهة الفسيحة .. فاشلة وحيدة طفت على السطح لمجرد يقيني بأني عدت دون حلم علمت اني فقدته .. ولو مؤقتا ً .. فابتلعتني جدران بيتي بطريقة وحشية لتهبني خوفا ً أتذوقه للمرة الأولى ..
والتهمني سريري وأطبق على رئتي ليخبرني بأنه لن يتقبلني دونكـ .. كل أثاث بيتي كان متآمرا ً مع إطلالتكـ المميتة .
هي الوحدة ... المخلوق الذي أتميز شكله لأول مرة ..
هي الطرقات التي خلت من رائحتكـ .. تأخذني إلى خوفي الذي ناضلت حتى لا يبتلعني ...
هي ابتسامتكـ ورائحة عطركـ التي سرقتني من عالم البرزخ لتبصقني عازفا ً كهلاً على ضفتي يدكـِ ..
يتبــــــــــــــــــــــ ــــــع
الموسيقار
24/05/2009, 03:27
بإرهاص يقترب من التعبئة النفسية .. تابعت انجرافي وراءكـ ِ .. دون أنا أسمح للثقوب الضيقة التي تركتها بيننا أنا تتسع إلى نوافذ تعبرين خلالها .. دون ان احرم زماني القادم من لذة المفاجآت (المتوقعة) ..
هي أنت ِ .. بكل كرهي لمجتمعكـ الماسي الذي لم أكن أدري بأي طريقة تنتمين إليه ... كنت ِ مقتل رجولتي ومقتل الوطن الذي تدوسه أقدام مجتمعكـ ..
لم يكن في حساباتي أن تجتازني امرأة فيها تناقضات الأمطار والنيران .. امرأة يتسرب عطرها و تنسم رائحة شفتيها من كتب نزار قباني .. وتنتمي إلى قوافل الغربان التي لعنها السياب في قصيدة المطر ..
مطر.. مطر .. مطر
وفي العراقِ جوعٌ
وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبعَ الغربانُ والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر
كنت أحمل الوطن بنفس الحماس الذي كان يعبرني حين أحمل قوسي .. وأهز العصا لترسم انسياب الموسيقا .. وأنا أحلم بان تهتز الأرض تحت أقدام اللصوص الذين تحملهم مخالب الجهل والفقر الذي ينخر رئتي وطني..
كان يعنيني بشدة أنكـ ِ بشكل من الأشكال تحملين تشوه الأغنياء وأهل السلطة .. كان يستفزني اندفاعكـ ِ نحوي بطريقة المتموسقين .. من أصحاب المقام العالي ..
كنت أراكـ ِ مراهقة عابثة ... لا تعرف عن الله الا اسمه .. ولم ترا عازفا ً إلا على احد العشاءات في منزل أبيها .. المشيد من عرق الخبز ..
لم يكن ليخطر لي أن الله يرسل كل ليلة ملائكته لتغني لكـ أغنية السرير . .. وأن دمشق تتخذ عينيكـ وسادة ..
لم أكن لأخمن أن دمشق ..ستبكيكـ ِ بهذه الحرقة .. لم أكن لأخمن أنكـ قلبكـ يششبه الموسيقا إلى هذه الدرجة ...
على موعد بيننا عرفت أنكـ ِ سترسمينه نامت أجفاني تثقلها رهانات لقائنا القادم ..
يتبــــــــــــــــــــــ ــع
الموسيقار
29/07/2009, 05:19
كنت امرأة ً مليئة بالتفاصيل الخافتة .. بالإحراق المتدرج المنظم .. مثقلة بالمجوهرات التي عرفت فيما بعد انها مزيفة . امرأةً متدافعة الحواس ..صفيقة العينين .. بحيث لم أستطع تجاهل الشراشف والأسرّة والمواعيد الماجنة وزجاجات الشمبانيا التي كانت تحيط بوقفتنا المريبة تلكـ .. لم أستطع كبح تخيل شهقتكـ في ذروة انغماسكـ في جسدي ..
فكرت فيكـ مطولا ً .. اقتدتكـ الي السرير في أكثر من مناسبة ..
لم يكن صدركـ المكتنز .. ولا شفتاك المضمختان شبقا ً .. من دفعني لأستحضركـ .. كنت حالة أنثوية ً في غاية الإحراق .. في غاية الغموض . .في غاية التصاعد .. تأثيركـ المزمن بدأ يستفحل في أعضائي ويدفعني لأطيل النظر في وجوه الجماهير التي خلت منكـ ِ .. بحثت عنكـ لأعتذر من شفتيكـ اللتان ارتجفتا على وقع اهانتي لأنوثتكـ .. بحثت عنكـ ِ لأبرر لرجولتي تجاهلكـ يومها .. مخدرا ً حقدي على علية القوم .. و صفوة المجتمع .
تعاقبت المهرجانات والمناسبات (الوطنية) و توالت الوجوه على مملكتي التي كانت عبارة عن دار أوبرا .. كان طيفكـ يعبر المدرجات والشرفات ويتسلل عبر أجهزة الإضاءة ليربكـ عصاي ..
احتفالية بعد احتفالية كان وجهكـ الغائب الحاضر .. وضحكتكـ تسخر مني اينما نظرت
كنت أنتظركـ .. بفارغ الرجولة أنتظركـ .. بمنتهى التساؤل .. بحرقة الحيرة .. واقفاً على باب عالمكـ .. منتظرا ً خروج حصان المصادفة ...
يتـــــــــبع
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة