wave
07/08/2007, 20:08
أفروديت هي الإلهة الوثنية للحب والجمال والخصوبة في الأساطير اليونانية. وقد ظلت نموذجًا مثاليًا للفتنة والسحر في المرأة, واتخذت اسم فينوس, في روما القديمة, وفي الأساطير اللاتينية التي كانت امتدادًا للأساطير اليونانية.
يقال إن نشأة الأسطورة الخاصة بأفروديت الجميلة ترجع إلى الشرق, حيث توجد عشتار ربة الإخصاب والنماء التي يمكن أن نعدّها الأم الكبرى التي تولّدت منها أفروديت, ويذهب بعض الباحثين في الأساطير إلى أن أسطورة أفروديت انتقلت من الشرق إلى الغرب, وأنها ارتحلت إلى اليونان من قبرص, واستقرت في اليونان, مكتسبة ملامح خاصة بها. ويرتبط بعض هذه الملامح بتبرير النشأة, فقد قيل إن أفروديت الفاتنة تكوّنت من زبد البحر الذي كانت له علاقة بالإخصاب الذي ظلت أفروديت مرتبطة به في دلالة حاسمة من دلالاتها الرمزية. وقد سجّل هزيود أن أفروديت أنبتت العشب الأخضر على أرض جزيرة قبرص حين وطأت الجزيرة بقدميها الفاتنتين للمرة الأولى, وفي ذلك دليل ينطق بقوة تأثيرها على النماء, منذ أن بزغت في الأساطير اليونانية, متكوّنة من الزبد الذي يشير إلى فوران الرغبة.
وقد أشارت إلياذة هوميروس إلى أفروديت في النشيد الرابع عشر بوصفها الإلهة التي تقهر بالشهوة جميع الرجال وجميع الآلهة على السواء. وكانت الإشارة تأكيدًا للمكانة الخاصة التي احتلّتها أفروديت التي ظلّت النموذج الكامل للجمال الذي تغنّى به شعراء اليونان القديمة. ولذلك جعل هزيود من صفاتها دلالة الرشاقة, وسحر البراءة, ومكر المرأة المجرِّبة, مقرونًا بما يشيعه حضورها من الحبور والهناءة والهدوء والحب, وجعل هوميروس سلطانها يمتد على الجميع, حيث لا قدرة لكائن على مقاومة جمالها, ووضعها الشعراء الغنائيون في اليونان القديمة في مكانة لا تعلوها مكانة, خصوصا من حيث هي النموذج الأكمل للشباب والجمال والحب والشهوة, وجعلت منها الشاعرة سافو النموذج الأعلى الذي لا تدنو من جماله وسحره ربة أخرى, فلا معنى للحياة دون أفروديت التي تبثّ في الوجود براءة الحضور وفتنة الغواية ولذة الجسد ومتعة الروح, وعبير الحب الصافي الذي لا ينفصل عن معنى التولّد والإخصاب والنماء. ولذلك قيل إن أفروديت كان لديها القدرة على أن تهب غيرها الجمال والفتنة, وأن كل فتاة أو امرأة تضع الحزام المنسوب إليها تغدو موضع الحب ومناط الرغبة.
استجلاب المحبة
واختلفت الشعائر الوثنية المرتبطة بعبادة أفروديت في المعتقدات الوثنية القديمة عبر الأقطار المختلفة, فكانت في بعض هذه الأقطار قرينة البغاء المقدس كما كانت عشتار في الأساطير البابلية القديمة. وكان بالقرب من أحد معابدها عين جارية يشرب النساء من مائها ويغتسلن به التماسا للحمل أو اليسر في الولادة, وظلت النساء في أقطار أخرى يقدّمن القرابين للربة الجميلة استجلابا للمحبة والسعادة الزوجية والإنجاب. وجعلتها أقطار أخرى ربة الزواج, ولم تفارق معنى الإخصاب في غيرها من الأقطار, خصوصا في المدى الذي لا يفصل بين الرغبة الجنسية والإنجاب, أو بين ذلك كله, والخصب والنماء بوجه عام. ولذلك ظلت العلاقة وثيقة بين أفروديت وربّات النماء في العالم القديم, من مثل إيزيس في مصر, وعشتار في العراق, وبعد ذلك فينوس في روما القديمة, وقس على هذه الربات غيرهن من الرموز القديمة للجمال والحب والرغبة والإخصاب والنماء. لكن المؤكد أن أفروديت تتميز عن قريناتها بسحر خاص بها, وفتنة جعلت منها التكثيف الدال لمعاني الحب والجمال والرغبة وكل ما يصل الكائنات في علاقات حفظ النوع عند الإنسان وغيره من الكائنات وظواهر الطبيعة, ولم يكن من المصادفة - والأمر كذلك - أن تجعل منها الأساطير اليونانية زوجة هيفايستوس الذي أنجبت منه ابنهما إيروس الذي أصبح إلها للحب والرغبة, مواصلا الطريق الذي بدأته الأم التي لم تكن مخلصة للأب الذي خانته مع غيره من الآلهة, فقد أحبت آريس إله الحرب المرتبط بالعنف, كما أحبت ديونيزيوس إله النشوة والعربدة والإبداع العفوي, وأحبّت هيرميس الذي اكتسب صفة رسول الآلهة الذي يصل ما بين المتباعدين, وكذلك بوزايدون إله البحر الذي يفور بالزبد الذي قيل إنها تولّدت منه. وعشقت الفتى الجميل أدونيس الذي كان أثيرا لديها, وأنجبت منه ولدا وابنة. ويبدو أن كثرة عشاقها, أو كثرة من عشقتهم بلا فارق كان جانبا من رمزيتها التي ظلت مقترنة بالرغبة اقترانها بالجمال, وهما العنصران اللذان تجسّدا في ابنها إيروس الذي ينسب إلى أكثر من أب عشقتهم أفروديت أو عشقوها, فكان امتدادها الأسطوري الذي تكثّفت فيه دلالات الحب الحسّي أو الرغبة بوجه عام.
الحضور الفاتن
وما أكثر ما كتبه الشعراء والأدباء عن هذه الإلهة الوثنية التي ألهمت النحّاتين والرسّامين لوحات وتماثيل لاتزال باقية. وقد كتب الباحثون عن أفروديت في اللغات الأدبية ضمن الحديث عن الأساطير اليونانية القديمة. وقد أفدت بوجه خاص مما كتبه عنها زمرمان بالإنجليزية, وما كتبه بيير جريمال مترجما إلى الإنجليزية, وذلك بالإضافة إلى ما نقله عن المراجع الإنجليزية أستاذي عبدالحميد يونس في المعجم الموسوعي الذي أصدره عن (الفولكلور) ونشرته مكتبة لبنان سنة 1982. وأي تمعن في المكتوب عن أفروديت يقود إلى اكتشاف ثلاث مجموعات دلالية, متداخلة بالطبع, لاتزال ملازمة للحضور الفاتن لهذه الإلهة في الأساطيراليونانية. المجموعة الأولى مقترنة بمعاني الإخصاب والنماء التي تتراوح ما بين صفات الحب ومثيرات الرغبة ومناط الشهوة. ولا تنفصل المجموعة الثانية عن معاني الغواية التي تجذب بها المرأة الساحرة كل من يقع في مدى فتنتها. فتلهيه عن نفسه, فينجذب إليها كما ينجب النحل إلى الأزهار التي يقتات برحيقها, وتتجسد في المجموعة الثالثة المعاني المرتبطة بالغذاء أو الطعام, وهي المعاني التي لا تفارق دلالات الإخصاب. فالتوالد يحتاج إلى طاقة, وتحقق الشهوة لا يكتمل مشهدها إلا بصورة المأدبة الزاخرة بأفانين الطعام والشراب التي يُقبل عليها الحبيبان وليس من المصادفة - مع هذا المعنى - أن ينبت العشب - وهو نوع من الطعام - تحت قدمي أفروديت عندما وطأت أرض قبرص للمرة الأولى. وأن تقترن تجلياتها بأشكال من الطعام أو الشراب المثير للشهوة, ابتداء من التجسد الحسّي لكل ما لذّ وطاب في تحولات سيرتها, وانتهاء بعلاقتها التي وصلت ما بينها وبين ديونسيوس إله النبيذ في الأساطير اليونانية, أو باخوس في الأساطير الرومانية, وكلاهما لا يفارق دلالة النشوة الحسية التي لا ينفصل فيها الشراب عن الطعام.
هكذا, تأصّلت الدلالة المتولدة ما بين الحضور الجمالي للإلهة الساحرة الفاتنة الغاوية المغوية أفروديت, وما يقترن باكتمال فعلها من طعام وشراب أفروديزياكي. وقد تراكمت حول هذه الدلالة المتولدة تقاليد وعادات وأعراف في الآداب والثقافات الأوربية الرسمية منها والشعبية. ونتجت حكايات لا حصر لها عن العلاقة بين أنواع الطعام وحالات الجسد وأحوال الروح أو النفس على السواء. ولم يقتصر ذلك على الثقافات الأوربية, بل جاوزها إلى غيرها من الثقافات والحضارات, التي لاتزال تنظر إلى أنواع من الطعام في علاقة دالة بآثاره الفسيولوجية والنفسية على السواء, وليست ثقافتنا العربية غريبة عن هذا المجال, فقد احتفت هي الأخرى بالطعام احتفاءها بالجنس, وظلت تلحّ على العلاقة بين الاثنين في ميراثها الشعبي والرسمي, ووضعت كتبا في هذا المجال.
يقال إن نشأة الأسطورة الخاصة بأفروديت الجميلة ترجع إلى الشرق, حيث توجد عشتار ربة الإخصاب والنماء التي يمكن أن نعدّها الأم الكبرى التي تولّدت منها أفروديت, ويذهب بعض الباحثين في الأساطير إلى أن أسطورة أفروديت انتقلت من الشرق إلى الغرب, وأنها ارتحلت إلى اليونان من قبرص, واستقرت في اليونان, مكتسبة ملامح خاصة بها. ويرتبط بعض هذه الملامح بتبرير النشأة, فقد قيل إن أفروديت الفاتنة تكوّنت من زبد البحر الذي كانت له علاقة بالإخصاب الذي ظلت أفروديت مرتبطة به في دلالة حاسمة من دلالاتها الرمزية. وقد سجّل هزيود أن أفروديت أنبتت العشب الأخضر على أرض جزيرة قبرص حين وطأت الجزيرة بقدميها الفاتنتين للمرة الأولى, وفي ذلك دليل ينطق بقوة تأثيرها على النماء, منذ أن بزغت في الأساطير اليونانية, متكوّنة من الزبد الذي يشير إلى فوران الرغبة.
وقد أشارت إلياذة هوميروس إلى أفروديت في النشيد الرابع عشر بوصفها الإلهة التي تقهر بالشهوة جميع الرجال وجميع الآلهة على السواء. وكانت الإشارة تأكيدًا للمكانة الخاصة التي احتلّتها أفروديت التي ظلّت النموذج الكامل للجمال الذي تغنّى به شعراء اليونان القديمة. ولذلك جعل هزيود من صفاتها دلالة الرشاقة, وسحر البراءة, ومكر المرأة المجرِّبة, مقرونًا بما يشيعه حضورها من الحبور والهناءة والهدوء والحب, وجعل هوميروس سلطانها يمتد على الجميع, حيث لا قدرة لكائن على مقاومة جمالها, ووضعها الشعراء الغنائيون في اليونان القديمة في مكانة لا تعلوها مكانة, خصوصا من حيث هي النموذج الأكمل للشباب والجمال والحب والشهوة, وجعلت منها الشاعرة سافو النموذج الأعلى الذي لا تدنو من جماله وسحره ربة أخرى, فلا معنى للحياة دون أفروديت التي تبثّ في الوجود براءة الحضور وفتنة الغواية ولذة الجسد ومتعة الروح, وعبير الحب الصافي الذي لا ينفصل عن معنى التولّد والإخصاب والنماء. ولذلك قيل إن أفروديت كان لديها القدرة على أن تهب غيرها الجمال والفتنة, وأن كل فتاة أو امرأة تضع الحزام المنسوب إليها تغدو موضع الحب ومناط الرغبة.
استجلاب المحبة
واختلفت الشعائر الوثنية المرتبطة بعبادة أفروديت في المعتقدات الوثنية القديمة عبر الأقطار المختلفة, فكانت في بعض هذه الأقطار قرينة البغاء المقدس كما كانت عشتار في الأساطير البابلية القديمة. وكان بالقرب من أحد معابدها عين جارية يشرب النساء من مائها ويغتسلن به التماسا للحمل أو اليسر في الولادة, وظلت النساء في أقطار أخرى يقدّمن القرابين للربة الجميلة استجلابا للمحبة والسعادة الزوجية والإنجاب. وجعلتها أقطار أخرى ربة الزواج, ولم تفارق معنى الإخصاب في غيرها من الأقطار, خصوصا في المدى الذي لا يفصل بين الرغبة الجنسية والإنجاب, أو بين ذلك كله, والخصب والنماء بوجه عام. ولذلك ظلت العلاقة وثيقة بين أفروديت وربّات النماء في العالم القديم, من مثل إيزيس في مصر, وعشتار في العراق, وبعد ذلك فينوس في روما القديمة, وقس على هذه الربات غيرهن من الرموز القديمة للجمال والحب والرغبة والإخصاب والنماء. لكن المؤكد أن أفروديت تتميز عن قريناتها بسحر خاص بها, وفتنة جعلت منها التكثيف الدال لمعاني الحب والجمال والرغبة وكل ما يصل الكائنات في علاقات حفظ النوع عند الإنسان وغيره من الكائنات وظواهر الطبيعة, ولم يكن من المصادفة - والأمر كذلك - أن تجعل منها الأساطير اليونانية زوجة هيفايستوس الذي أنجبت منه ابنهما إيروس الذي أصبح إلها للحب والرغبة, مواصلا الطريق الذي بدأته الأم التي لم تكن مخلصة للأب الذي خانته مع غيره من الآلهة, فقد أحبت آريس إله الحرب المرتبط بالعنف, كما أحبت ديونيزيوس إله النشوة والعربدة والإبداع العفوي, وأحبّت هيرميس الذي اكتسب صفة رسول الآلهة الذي يصل ما بين المتباعدين, وكذلك بوزايدون إله البحر الذي يفور بالزبد الذي قيل إنها تولّدت منه. وعشقت الفتى الجميل أدونيس الذي كان أثيرا لديها, وأنجبت منه ولدا وابنة. ويبدو أن كثرة عشاقها, أو كثرة من عشقتهم بلا فارق كان جانبا من رمزيتها التي ظلت مقترنة بالرغبة اقترانها بالجمال, وهما العنصران اللذان تجسّدا في ابنها إيروس الذي ينسب إلى أكثر من أب عشقتهم أفروديت أو عشقوها, فكان امتدادها الأسطوري الذي تكثّفت فيه دلالات الحب الحسّي أو الرغبة بوجه عام.
الحضور الفاتن
وما أكثر ما كتبه الشعراء والأدباء عن هذه الإلهة الوثنية التي ألهمت النحّاتين والرسّامين لوحات وتماثيل لاتزال باقية. وقد كتب الباحثون عن أفروديت في اللغات الأدبية ضمن الحديث عن الأساطير اليونانية القديمة. وقد أفدت بوجه خاص مما كتبه عنها زمرمان بالإنجليزية, وما كتبه بيير جريمال مترجما إلى الإنجليزية, وذلك بالإضافة إلى ما نقله عن المراجع الإنجليزية أستاذي عبدالحميد يونس في المعجم الموسوعي الذي أصدره عن (الفولكلور) ونشرته مكتبة لبنان سنة 1982. وأي تمعن في المكتوب عن أفروديت يقود إلى اكتشاف ثلاث مجموعات دلالية, متداخلة بالطبع, لاتزال ملازمة للحضور الفاتن لهذه الإلهة في الأساطيراليونانية. المجموعة الأولى مقترنة بمعاني الإخصاب والنماء التي تتراوح ما بين صفات الحب ومثيرات الرغبة ومناط الشهوة. ولا تنفصل المجموعة الثانية عن معاني الغواية التي تجذب بها المرأة الساحرة كل من يقع في مدى فتنتها. فتلهيه عن نفسه, فينجذب إليها كما ينجب النحل إلى الأزهار التي يقتات برحيقها, وتتجسد في المجموعة الثالثة المعاني المرتبطة بالغذاء أو الطعام, وهي المعاني التي لا تفارق دلالات الإخصاب. فالتوالد يحتاج إلى طاقة, وتحقق الشهوة لا يكتمل مشهدها إلا بصورة المأدبة الزاخرة بأفانين الطعام والشراب التي يُقبل عليها الحبيبان وليس من المصادفة - مع هذا المعنى - أن ينبت العشب - وهو نوع من الطعام - تحت قدمي أفروديت عندما وطأت أرض قبرص للمرة الأولى. وأن تقترن تجلياتها بأشكال من الطعام أو الشراب المثير للشهوة, ابتداء من التجسد الحسّي لكل ما لذّ وطاب في تحولات سيرتها, وانتهاء بعلاقتها التي وصلت ما بينها وبين ديونسيوس إله النبيذ في الأساطير اليونانية, أو باخوس في الأساطير الرومانية, وكلاهما لا يفارق دلالة النشوة الحسية التي لا ينفصل فيها الشراب عن الطعام.
هكذا, تأصّلت الدلالة المتولدة ما بين الحضور الجمالي للإلهة الساحرة الفاتنة الغاوية المغوية أفروديت, وما يقترن باكتمال فعلها من طعام وشراب أفروديزياكي. وقد تراكمت حول هذه الدلالة المتولدة تقاليد وعادات وأعراف في الآداب والثقافات الأوربية الرسمية منها والشعبية. ونتجت حكايات لا حصر لها عن العلاقة بين أنواع الطعام وحالات الجسد وأحوال الروح أو النفس على السواء. ولم يقتصر ذلك على الثقافات الأوربية, بل جاوزها إلى غيرها من الثقافات والحضارات, التي لاتزال تنظر إلى أنواع من الطعام في علاقة دالة بآثاره الفسيولوجية والنفسية على السواء, وليست ثقافتنا العربية غريبة عن هذا المجال, فقد احتفت هي الأخرى بالطعام احتفاءها بالجنس, وظلت تلحّ على العلاقة بين الاثنين في ميراثها الشعبي والرسمي, ووضعت كتبا في هذا المجال.