ما بعرف
01/08/2007, 02:44
معاريف ـ غابي افيطال
تفيد «يديعوت أحرونوت» بأن الولايات المتحدة تستعمل كل نفوذها من أجل إبرام صفقة أسلحة هي الأكبر في تاريخها، وقيمتها 20 مليار دولار. تشتمل الصفقة على بيع طائرات مقاتلة حديثة، وقنابل ذكية، ونظم حاسوبية، وبوارج حربية، ومن كل ما هب ودب. المشترية السعيدة هي السعودية، التي تُعدُّ، بفضل غباء الناس في البيت الأبيض، حليفة استراتيجية. لم يكد يجف حبر هذا الخبر حتى عُلم أن روسيا لم تقف مكتوفة اليدين. فهي ستبيع إيران نحو 250 طائرة «سوخوي 30»، التي تعد من بين الأكثر حداثة لديها.
في القدس يتابعون الأمر بقلق. فمن أي زاوية نظروا إلى ما يحصل، يرون أن إسرائيل ستخرج خاسرة، وفق تقليد علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل. ولمزيد من المتعة، يتم الحديث عن ضغط سعودي لشراء الطائرة المقاتلة البعيدة المدى «الشبح»، أو «أف 22»، وقيمتها نحو من 300 مليون دولار قبل خفض نفقات التطوير الضخمة. هذا صغير بالقياس إلى السعودية. فرفع سعر برميل النفط عدة سنتات يُعوض الخسارة. الضغط قائم أيضاً من جانب الشركات المصنعة للأسلحة، وهذا واضح. الفجوة التكنولوجية الموجودة ستأخذ في التقلص سريعاً نتيجة هذه الصفقة. ستربض وحدات من الطائرات المقاتلة على الحدود السعودية الغربية. أما الوعود السعودية بأن أي سوء لن يحصل لإسرائيل، فلا أساس ترتكز عليه. في بداية التسعينات، اشترت السعودية طائرات «أف 15»، من النوع المزود بحاويات وقود ملاصقة لجسم الطائرة، طورتها إسرائيل. وبرغم التعهد السعودي للأميركيين، أُربضت الطائرات بجوار إسرائيل.
لا تستطيع إسرائيل أن تشتري عدداً لا يُحصى من القنابل الذكية كالسعوديين. وكما حدث في الحرب قبل سنة، هذه القنابل تنفد سريعاً. إلى أين سيوجه هذا السلاح الكثير في حال نشوب حرب إقليمية؟
القلق في القدس مفهوم. بيد أن الذنب كله ذنب الرؤساء فيها. قبل نحو شهر، عاد رئيس الحكومة من الولايات المتحدة، فيما كان «المصدر الرفيع في طائرته» يجهد في تأكيد الإنجاز الكبير والوحيد، وهو زيادة المساعدة العسكرية لإسرائيل. قيل أمس إن إسرائيل ستحصل على 3 مليارات دولار لمدة عشر سنين. وهذا الكلام ليس دقيقاً. فالمساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل تبلغ 2.3 مليار دولار في السنة أصلاً. بكلمات أخرى، في أفضل الأحوال، سيكون الحديث عن زيادة 700 مليون دولار في السنة، أي إن إسرائيل ستحصل على 7 مليارات دولار أخرى، لكن السعودية ستشتري سلاحاً بعشرين مليار دولار. أما مصر فستحصل ضعف ما ستحصل عليه إسرائيل من الزيادة. وعلى ذلك، فإن إسرائيل مهزومة مرة أخرى.
ينبغي أن نذكر أن أهداف السعودية في العراق لا تتطابق مع أهداف الولايات المتحدة، كما أن موقفها من خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا يتطابق مع موقف واشنطن. في هذه المرحلة، يشير قدوم وزيرة الخارجية ووزير الدفاع الأميركيين للسعودية إلى أن الصفقة، للوهلة الأولى، ما زالت غير محسومة، فضلاً عن مطالبة السعوديين بإشراك حماس «في المسيرة السلمية». إن أخطر ما قيل إلى الآن هو أن قادة الدولة لا يدركون خطورة الصفقة وكل ما حولها. وينبع هذا من الإدمان التام لـ«المساعدة»، التي ليست سوى دفعة رخيصة لكوننا جزيرة سلمية العقل في الشرق المجنون.
تفيد «يديعوت أحرونوت» بأن الولايات المتحدة تستعمل كل نفوذها من أجل إبرام صفقة أسلحة هي الأكبر في تاريخها، وقيمتها 20 مليار دولار. تشتمل الصفقة على بيع طائرات مقاتلة حديثة، وقنابل ذكية، ونظم حاسوبية، وبوارج حربية، ومن كل ما هب ودب. المشترية السعيدة هي السعودية، التي تُعدُّ، بفضل غباء الناس في البيت الأبيض، حليفة استراتيجية. لم يكد يجف حبر هذا الخبر حتى عُلم أن روسيا لم تقف مكتوفة اليدين. فهي ستبيع إيران نحو 250 طائرة «سوخوي 30»، التي تعد من بين الأكثر حداثة لديها.
في القدس يتابعون الأمر بقلق. فمن أي زاوية نظروا إلى ما يحصل، يرون أن إسرائيل ستخرج خاسرة، وفق تقليد علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل. ولمزيد من المتعة، يتم الحديث عن ضغط سعودي لشراء الطائرة المقاتلة البعيدة المدى «الشبح»، أو «أف 22»، وقيمتها نحو من 300 مليون دولار قبل خفض نفقات التطوير الضخمة. هذا صغير بالقياس إلى السعودية. فرفع سعر برميل النفط عدة سنتات يُعوض الخسارة. الضغط قائم أيضاً من جانب الشركات المصنعة للأسلحة، وهذا واضح. الفجوة التكنولوجية الموجودة ستأخذ في التقلص سريعاً نتيجة هذه الصفقة. ستربض وحدات من الطائرات المقاتلة على الحدود السعودية الغربية. أما الوعود السعودية بأن أي سوء لن يحصل لإسرائيل، فلا أساس ترتكز عليه. في بداية التسعينات، اشترت السعودية طائرات «أف 15»، من النوع المزود بحاويات وقود ملاصقة لجسم الطائرة، طورتها إسرائيل. وبرغم التعهد السعودي للأميركيين، أُربضت الطائرات بجوار إسرائيل.
لا تستطيع إسرائيل أن تشتري عدداً لا يُحصى من القنابل الذكية كالسعوديين. وكما حدث في الحرب قبل سنة، هذه القنابل تنفد سريعاً. إلى أين سيوجه هذا السلاح الكثير في حال نشوب حرب إقليمية؟
القلق في القدس مفهوم. بيد أن الذنب كله ذنب الرؤساء فيها. قبل نحو شهر، عاد رئيس الحكومة من الولايات المتحدة، فيما كان «المصدر الرفيع في طائرته» يجهد في تأكيد الإنجاز الكبير والوحيد، وهو زيادة المساعدة العسكرية لإسرائيل. قيل أمس إن إسرائيل ستحصل على 3 مليارات دولار لمدة عشر سنين. وهذا الكلام ليس دقيقاً. فالمساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل تبلغ 2.3 مليار دولار في السنة أصلاً. بكلمات أخرى، في أفضل الأحوال، سيكون الحديث عن زيادة 700 مليون دولار في السنة، أي إن إسرائيل ستحصل على 7 مليارات دولار أخرى، لكن السعودية ستشتري سلاحاً بعشرين مليار دولار. أما مصر فستحصل ضعف ما ستحصل عليه إسرائيل من الزيادة. وعلى ذلك، فإن إسرائيل مهزومة مرة أخرى.
ينبغي أن نذكر أن أهداف السعودية في العراق لا تتطابق مع أهداف الولايات المتحدة، كما أن موقفها من خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا يتطابق مع موقف واشنطن. في هذه المرحلة، يشير قدوم وزيرة الخارجية ووزير الدفاع الأميركيين للسعودية إلى أن الصفقة، للوهلة الأولى، ما زالت غير محسومة، فضلاً عن مطالبة السعوديين بإشراك حماس «في المسيرة السلمية». إن أخطر ما قيل إلى الآن هو أن قادة الدولة لا يدركون خطورة الصفقة وكل ما حولها. وينبع هذا من الإدمان التام لـ«المساعدة»، التي ليست سوى دفعة رخيصة لكوننا جزيرة سلمية العقل في الشرق المجنون.