سأعتلي ذات يوم عرش المجانين وأغني بصمت أغنيتي العتيقة التي طالما ترنمتها في أيام الأوقات العصيبة وسأطلق روحي لترى سحائب أيامي وتخبرني بما رأت في كومة الأيام المكدسة كأكوام الصخور المتكسرة المتحجرة التي كانت في أحد الايام تسمى رملا ... ناعما طريا يداعب أصابع البنت الصبية ... سأعتلي في أحد الأيام عرش الجنون الذهبي المطرز بألوان الغباء المزخرف والمرصع بألوان الشقاء المرقع والمموه بكلمات العظماء وأبطال الحروب الدنيوية المنسية وسأعتليه بقوتي ووحدي وسأطلق في الدنيا زئيرا كزئير العصافير وسأشعل أحقاد أعدائي الخفية وسأطلع على أسرار الحسناوات البهية وٍامتطي حصان الحب بأمسية شعرية تلفت أنظار الجميع بألحانها الماوردية وسأصرخ في وجه الجميع قائلا أنا المجنون الذي يأبى الجميع سماعي وسأخبرهم أني للشر ناظر وبين أضلعي السوء قادم وسأشعل نار الأفكار الغبية ترانيم الكفار المزجية وٍانشد أنشودة الطفل السعيدة وٍاطلع على الأشرار في سواء الجحيم وٍاخبركم بما أراه في هذا العقل الملتوي بأفكاره المؤذية وأحواله المخيفة بعقلي الخرب سأخرب حياة كل سعيد وسعيدة وسأمحو من وجه الوجود معاني العقل والعقلانية لأنني أنا الحياة أهبها لمن أشاء ولأنني أنا الجنون أهبه لمن أشاء فليمتتطي كل مجنون حصان الغباء والسرمدية وليتبعني فإني سأنفجر إن لم أفصح عن غبائي المستتر بين خلايا عقلي الخرب المهرية