-
دخول

عرض كامل الموضوع : الملك غازي ودوره في انقلاب بكر صدقي عام1936


أحمد العجي
10/06/2005, 23:55
يعرض هذا الكتاب الصادر حديثًا عن الدار العربية للموسوعات، المراحل الاكثر حساسية في التاريخ العراقي، و التي اعتبرها الكثير من المؤرخين المقدمة لعصر التدخلات الاجنبية و الانقلابات الداخلية، حاول الكاتب حسام الساموك من خلال صفحات الكتاب ال320 من الحجم الكبير،القاء الضوء بشكل مفصل على الفترة التي حكم فيها الملك غازي، مدعمًا اخباره بتجربته الشخصية بصفته وزيرًا للداخلية آنذاك، بالاضافة الى عدد وافر من المصادر و المراجع المتعلقة بتلك الحقبة، كما استعان ببعض الوثائق المأرشفة، للوزرات المتعاقبة بالاضافة الى بعض الرسائل الدبلوماسية.
تطرق الكاتب الى احداث مهمة في الكتاب، كهروب الاميرة عزة أخت الملك غازي و زواجها من خادم يوناني، و ربط الموضوع بالانقلاب الذي قام به بكر صدقي عام واعتباره من الاسباب المباشرة للانقلاب. يثمن الكاتب كتابه و يصفه بانه اتى ليواجه معظم الكتب و المصادر التي تناولت تلك الحقبة، و التي اتت بافكار و نتائج تخدم التطلعات الاستعمارية الانكليزية في الشرق الاوسط. في الفصل الاول يصف الساموك حالة الشارع العراقي المنقسم الى فئتين، الاولى تتمثل باتجاه نوري السعيد و اتباعه، الذين دأبوا على تنفيذ توجهات السياسة البريطانية على حساب مصالح العراق الوطنية، اما الفئة الثانية و هي حركة 1936 و في ظل انتماءاتها المتنوعة فقد عملت على مجابهة الفئة الاولى و تجسيد ارادة الحركة الوطنية، من خلال المطالبة باستقلال القرار العراقي، بالاضافة الى مجابهة القرارات الانكليزية المتعلقة بفلسطين بخاصة مقررات اللورد بيل الملكية الداعمة الى تقسيم فلسطين، كما تطرق بشكل مفصل الى محاولة الاثوريين الانفصال و تكوين دويلة خاصة بهم. ثم ينتقل الكاتب الى حكم الملك غازي و المحاولات التي جرت من قبل نوري السعيد لتنصيب الامير زيد الاخ غير الشقيق للملك فيصل وليًا للعهد، بالاضافة الى شرح مفصل للمشاكل و الدسائس التي اعترضت حكومات المدفعي و الايوبي و غياب لغة السياسة المحترمة. والنقطة الاهم التي توقف عندها الكاتب هي محاولة الانقلاب التي قام بها بكر صدقي في 29 تشرين الاول 1936 التي جاءت لافشال مخطط ياسين الهاشمي، لاستلام زمام الامور و تنصيبه رئيسًا للجمهورية و خلع الملك من منصبه.
في الفصل الثاني جملة عن مشاريع الانقلابات و مخططات بريطانية داعمة لها، و منها و ثيقة تتعلق بانقلاب لجعفر العسكري لانهاء سيطرة الهاشمي على السلطة، و وثيقة اخرى تتحدث عن العلاقة بين نوري السعيد و ياسين الهاشمي، المبنية على اساس القروض التي قدمها الهاشمي للسعيد. تاليًا، يركز الكاتب على الدور الفعلي للملك غازي في حركة 1936 بوصفه ليس فقط الداعم بل القائد الفعلي لهذه الحركة.
الفصل الثالث ركز على محاولات العهد الجديد، تجنّب استفزاز الوجود البريطاني، بالاضافة الى ما قام به حكمت سليمان من محاولات للتهدئة وتحديدًا بعد مقتل جعفر العسكري، لدى انكشاف محاولاته التحريضية لبكر صدقي،ثم تم التطرق الى الانجازات التي قامت بها الحركة انطلاقا من افكارها و توجهاتها بالاضافة الى النجاح في تعدد مصادر تسليح الجيش و القوة الجوية بعد تنصل بريطانيا من التزاماتها الواردة في المعاهدة العراقية الانكليزية، بالاضافة الى محاولة الخروج من تحت المظلة الانكليزية و ذلك بتفعيل العلاقات الاقتصادية و السياسية و الثقافية مع المانيا و ايطاليا و اليابان و النمسا و دول اخرى.
في الفصل الرابع تم تسليط الضوء على الغضب الذي سيطر علىالانكليز بسبب سياسة الحركة، و قد تمت الاستعانة ببعض الوثائق البريطانية للدلالة على الاصرار البريطاني للقضاء على الحركة و اسقاط رموزها و اغتيال بعض الشخصيات، وتحدث الكاتب عن مسألة تحريض العشائر و تسلحيهم من قبل الانكليز و تصعيد الانشطة المعادية لانشطة الوزارة داخل المجلس النيابي.
يكشف الساموك في الفصل الخامس بعض خيوط عملية اغتيال بكر صدقي، اذ يخبر عن أن جمعية سرية تطلق على نفسها جمعية النجوم النارية، المكونة في غالبيتها من الضباط الاكراد المناوئين لبكر صدقي، هي التي نفذت الاغتيال بسبب تنكره لانتمائه الكردي مقابل ادعائه بهويته العربية، بالاضافة الى التذمر من سلوكه الشخصي.ويعمد الى ذكر قائمة الاغتيالات التي وضعها نوري السعيد بعد اغتيال الملك غازي على الرغم من سياسة " إسدال الستار خدمة لمصلحة الوطن ".
و قد افرد الكاتب فصلا خاصا لقصة هروب الاميرة عزة شقيقة الملك غازي و زواجها من خادم يوناني وأثر هذه الحادثة في انقلاب بكر صدقي عام 1936، و يلفت الكاتب ان اي من المؤرخين الذين تناولوا تلك الفترة لم يربطوا حادثة الاميرة عزة بحركة الانقلاب التي قام بها بكر صدقي عام 1936.
ويعزو الكاتب التربية السيئة التي لقيها ابناء الملك فيصل الى انشغاله الدائم بالامور السياسة و اتكاله في تربية ابنائه على الخدم، مما انعكس على الفلتان الاخلاقي الذي كانت تعيشه الاميرة عزة بشكل خاص بعد وفاة ابيها الملك.
و قد تعرفت الاميرة على زوجها خلال رحلة لها الى النمسا حيث اعجبت به و اتفقا على الزواج في السنة التالية، و استعرض الكاتب عدة وثائق عراقية و غربية تؤكد ان الاميرة لم تكن على حالة ثابتة عقليا بل كانت عصبية المزاج و مضطربة نفسيا، و تراودها حالات هستيرية في بعض الاحيان.
اما عن الاثر المباشر على حركة الانقلاب فالهاشمي استغل حادثة الاميرة ليضيق الخناق على العائلة الحاكمة، و من ضمنهم طبعا الملك غازي،و ذلك من خلال المرسوم الذي صدر في 6\6\1936 و المعروف بمرسوم العائلة المالكة مما حدا بالملك و بكر صدقي الاستعجال بالانقلاب للاطاحة به و بوزارته و هكذا كان.
بعد استعراض فصول الكتاب ما نستطيع استنتاجه هو ان الكاتب صور الملك غازي و القادة التابعين له كمجموعة من القديسين على الرغم من السيرة الذاتية السيئة للملك غازي، و على الرغم من افعال المقربين له من اعمال اقل ما توصف به بالوحشية ضد الاقليات العراقية، بحجة منع الانقسام و الاستقلال الذي ينادون به،
فكان الاحرى بالكاتب التجرد العلمي للوصول الى مبتغاه الا انه كتبه على ما يبدو بريشة وزارة الداخلية التي انحاز اليها، و الى دورها في تلك الحقبة اكثر من مرة.
وختامًا تبرز اهمية الكتاب ليس فقط من خلال المعلومات الواردة فيه، بل من خلال مجموعةالوثائق التي وثق فيها الساموك تلك الفترة، كما أفرد فصلًا لبعض الصور النادرة بحسب زعمه للملك غازي.

Kakabouda
12/06/2005, 05:11
يعني والله العظيم شي بحير شو بدك حبيب ماني عرفان يئبر بعضو صلو 258458888 سني ميت