ما بعرف
26/07/2007, 01:50
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
يبدو أنّ «الفكر البوشي» الذي يتحكّم بمعظم دول العالم اليوم لم يولد من نهج الرئيسين الأميركيين اللذين عاصرهما العالم أخيراً، أي «جورج بوش الأب» و«جورج بوش الابن»، فبعض ميزات هذين الرئيسين ونزعاتهما وأفكارهما، وخاصة تلك المتعلّقة بالشأن الديني، متجذّرة منذ القرن الثامن عشر في «جينات» العائلة مع أوّل «جورج بوش» عرفته السلالة الأميركية الذي عاش منذ 1796 الى 1859. وهو كان من «أهم المبشّرين وأكثرهم إثارة للجدل في تلك الحقبة من الزمن»، كما تعرّفه صفحة «ويكيبيديا». وقد عُرف عن «بوش الأول» نهمه بالقراءة والكتب منذ صغره، فأبدى «اهتماماً خاصاً» بالشرق الأوسط بمختلف جوانبه الجغرافية وبدراسة العادات والتقاليد لدى شعوب تلك المنطقة، وتخصص باللغة العبرية وقواعدها ودرّسها والأدب الشرقي في جامعة نيويورك. واهتمّ بدراسة الأديان فتعمّق في الدين الإسلامي وألّف أول كتاب أميركي عن حياة النبي محمد بعنوان «حياة محمد» (1830). وقد أثار ذلك الكتاب الجدل في الأوساط الأميركية والعربية. فهو إضافة الى تضمّنه تفاصيل عن الحياة الشخصية للنبي محمد، وصف «بوش الأول» محمداً في كتابه بأنه «دجّال» و«كاذب محترف استطاع إيهام أتباعه بنبوءته»، ليعود لاحقاً ويبدي في الكتاب عينه إعجابه «بشخصية النبي وذكائه وجاذبيته التي لا تقاوم». وقد أعادأحد الناشرين طبع نسخات من ذلك الكتاب في الولايات المتحدة مع بداية القرن الواحد والعشرين، ولاقى رواجاً كبيراً لدى القرّاء الأميركيين، وخاصة لكونه موقّعاً من كاتب يحمل اسم الرئيس الأميركي الحالي نفسه. ولكن الكتاب أثار غضب بعض الأوساط الدينية والفكرية العربية، وقد أصدرت «كلية الأبحاث الإسلامية» التابعة لجامعة الأزهر في القاهرة، قراراً بمنع ذلك الكتاب. واعتبره بعض المفكرين العرب بمثابة «مؤامرة تشنّ من الإدارة الأميركية على الشرق الأوسط وعلى الدين الإسلامي ككلّ». من جهة أخرى، يرى بعض علماء التاريخ الأميركيين أنّ «بوش الأول» لا يشبه «بوش الحالي» لأن الأول كان «يطالع كثيراً» وكان يبني آراءه على خلاصة ما قرأه من كتب، إذ يشبّه البعض منزله «بمكتبة عامة ذات أرشيف ضخم»، بينما يقول هؤلاء العلماء إنهم «لم يلاحظوا الوضع نفسه عند الرئيس الحالي الذي تبيّن منذ فترة وجيزة أنه لم يكن يعرف ما الفرق بين السنّة والشيعة»، والذي لم يكن «عالماً بشؤون الشرق الأوسط من قريب ولا من بعيد». ويضيف علماء التاريخ أنّ «بوش الأول» على الرغم من آرائه المتطرّفة كان يعتبر «ليبرالياً» آنذاك، وكانت له بعض الانتقادات لسياسة الكنيسة المهيمنة حينها، وكان يبشّر «بنمط جديد من الإيمان المسيحي» بعيد عن التطرّف والتعصّب. لذلك يعترف العلماء بأنّ الرئيس «بوش الحالي» هو «أقلّ تبصّراً وأكثر جهلاً» من كل الرؤساء الذين سبقوه. وبهذا يكون قد توافق «جورج بوش الأول» مع «جورج بوش الحالي» بتوصيف نفسيهما «بالأبناء الضالّين في العائلة»، كما يكرّر دائماً «جورج بوش الحالي».
صباح أيوب
جريدةالاخبار 26.7.07
يبدو أنّ «الفكر البوشي» الذي يتحكّم بمعظم دول العالم اليوم لم يولد من نهج الرئيسين الأميركيين اللذين عاصرهما العالم أخيراً، أي «جورج بوش الأب» و«جورج بوش الابن»، فبعض ميزات هذين الرئيسين ونزعاتهما وأفكارهما، وخاصة تلك المتعلّقة بالشأن الديني، متجذّرة منذ القرن الثامن عشر في «جينات» العائلة مع أوّل «جورج بوش» عرفته السلالة الأميركية الذي عاش منذ 1796 الى 1859. وهو كان من «أهم المبشّرين وأكثرهم إثارة للجدل في تلك الحقبة من الزمن»، كما تعرّفه صفحة «ويكيبيديا». وقد عُرف عن «بوش الأول» نهمه بالقراءة والكتب منذ صغره، فأبدى «اهتماماً خاصاً» بالشرق الأوسط بمختلف جوانبه الجغرافية وبدراسة العادات والتقاليد لدى شعوب تلك المنطقة، وتخصص باللغة العبرية وقواعدها ودرّسها والأدب الشرقي في جامعة نيويورك. واهتمّ بدراسة الأديان فتعمّق في الدين الإسلامي وألّف أول كتاب أميركي عن حياة النبي محمد بعنوان «حياة محمد» (1830). وقد أثار ذلك الكتاب الجدل في الأوساط الأميركية والعربية. فهو إضافة الى تضمّنه تفاصيل عن الحياة الشخصية للنبي محمد، وصف «بوش الأول» محمداً في كتابه بأنه «دجّال» و«كاذب محترف استطاع إيهام أتباعه بنبوءته»، ليعود لاحقاً ويبدي في الكتاب عينه إعجابه «بشخصية النبي وذكائه وجاذبيته التي لا تقاوم». وقد أعادأحد الناشرين طبع نسخات من ذلك الكتاب في الولايات المتحدة مع بداية القرن الواحد والعشرين، ولاقى رواجاً كبيراً لدى القرّاء الأميركيين، وخاصة لكونه موقّعاً من كاتب يحمل اسم الرئيس الأميركي الحالي نفسه. ولكن الكتاب أثار غضب بعض الأوساط الدينية والفكرية العربية، وقد أصدرت «كلية الأبحاث الإسلامية» التابعة لجامعة الأزهر في القاهرة، قراراً بمنع ذلك الكتاب. واعتبره بعض المفكرين العرب بمثابة «مؤامرة تشنّ من الإدارة الأميركية على الشرق الأوسط وعلى الدين الإسلامي ككلّ». من جهة أخرى، يرى بعض علماء التاريخ الأميركيين أنّ «بوش الأول» لا يشبه «بوش الحالي» لأن الأول كان «يطالع كثيراً» وكان يبني آراءه على خلاصة ما قرأه من كتب، إذ يشبّه البعض منزله «بمكتبة عامة ذات أرشيف ضخم»، بينما يقول هؤلاء العلماء إنهم «لم يلاحظوا الوضع نفسه عند الرئيس الحالي الذي تبيّن منذ فترة وجيزة أنه لم يكن يعرف ما الفرق بين السنّة والشيعة»، والذي لم يكن «عالماً بشؤون الشرق الأوسط من قريب ولا من بعيد». ويضيف علماء التاريخ أنّ «بوش الأول» على الرغم من آرائه المتطرّفة كان يعتبر «ليبرالياً» آنذاك، وكانت له بعض الانتقادات لسياسة الكنيسة المهيمنة حينها، وكان يبشّر «بنمط جديد من الإيمان المسيحي» بعيد عن التطرّف والتعصّب. لذلك يعترف العلماء بأنّ الرئيس «بوش الحالي» هو «أقلّ تبصّراً وأكثر جهلاً» من كل الرؤساء الذين سبقوه. وبهذا يكون قد توافق «جورج بوش الأول» مع «جورج بوش الحالي» بتوصيف نفسيهما «بالأبناء الضالّين في العائلة»، كما يكرّر دائماً «جورج بوش الحالي».
صباح أيوب
جريدةالاخبار 26.7.07