-
دخول

عرض كامل الموضوع : الجاز في سورية.. والشركات تعزف نغمة الموسيقا البديلة


DODIm
22/07/2007, 02:32
تجتاح دمشق تظاهرة فريدة ونقلة نوعية بأرقى أنواع الموسيقا ( الجاز).. موسيقا الشارع.. وموسيقا الفقراء التي رسمت صورة ما بعد العبودية، لا نستطيع وصفها إلا بأنها أكبر الإنجازات الفنيه عربياً، وسط هذه الفوضى السماعية وقولبة المجتمع فنياً، وتوجه ما عظم من الرأس المال العربي نحو المستمع الرائي.
جرى تنظيم هذا المهرجان بالتعاون مع السفارة السويسرية مشكورة، ووزارة الثقافة، لأول مرة عام 2005 .. شهد إقبالاً وحضوراً لافتين، أربعة ساعات من العزف المتواصل والجمهور يفترش الأرض بسبب الأعداد الهائلة المتعطشة لما يكنى بالفن، بعيداً عن النظريات الاقتصادية والشركات الساعية إلى مطارح ربح.. الناشرة للمفهوم الجديد لهذا الفن، وأعتقد أن المستمع السوري بغالبيته العمرية الشابيّة هو من فرض استمرار المهرجان سنة تلو سنة، ونجاحه ليدعو فرقاً محلية وغربية جديدة أكثر نضجاً في مجال موسيقى الجاز.
إلا أنَّ مهرجان هذه السنة حوى نفساً تجارياً جديداً خجولاً، تسلل بين خبايا (البروشوورات) الموزعة مجاناً.. لا يستنشقهُ إلا كل قارئ لما حوت هذه المجانيات، فواحدة من العبارات البراغماتية لإحدى الصفحات تقول: "كن شريكاً فعالاً في عملية الخلق الموسيقي في سورية.. ارفض الأسطوانة المنسوخة".. لن يتم الخلق الموسيقي في سورية إلا برفضك للاسطوانة المنسوخة!!.. فتلك الاسطوانة يتم توزيع مرابحها على مستوردها وناسخها فقط.. ولن ينولنا نحن من نسعى في عملية الخلق شيء، وبالتالي فالحالة فاشلة ومتوقفة، ولن نسمح لك بالتكلم عن دورك في عملية الخلق، لأنها مقتصرة على شراءك للاسطوانة الأصلية.
ساعات التصفيق والتهليل، اتخاذك للأرض كرسياً لك، وخروجك من منزلك وسط الفوضى المرورية التي أصبحت فلكلوراً لا نستطيع الاستغناء عنه، ووصولك إلى القلعة (مركز المهرجان) راجلاً ، كل هذا غير مفيد في عملية الخلق يا عزيزي.
أما الأخطر فهو نظرية الموسيقا البديلة، وليست الخطورة في النظرية بحد ذاتها، بل بطارح هذه النظرية الثورية، فهي تقوم على (البرناسية) في المشهد العام لها، وبتوصيف النظرية من جهة الطارح إذ يقول حرفياً: "صفة _ بديلة _ لا تعني جيّدة أو جديّة بالمطلق, إنما هدف التيار الموسيقي الذي بدأ يتطور إقليمياً لتأمين خيار فني بديل عن الموجه التجارية للجمهور العربي، أعطى حكماً كلمة "بديلة" معنى محدداً، ألا وهو غير تجاري"..
توصيف مرعب ونظرية ثورية من الدرجة الأولى فنياً، وقد احتجنا صرخة كهذه في مجتمعنا الشرقي منذ عشرة سنين، لكن (يا فرحة ما تمّت) فهذه الصرخة أتت من تجمع عدة شركات فنية ذُكرت في ما تلا، راعية للمهرجان وقائمة بعملية الخلق الموسيقي.
ليس اعتراضي على رعاية المهرجان، ولا على تواجد مثل هذه الشركات، بل هو الاستخفاف بتفكير هذا الحشد الهائل من المستمعين، وطرح مشكلة الشركات التجارية التي أودت بالفن والمستمع العربي إلى هوة سوداء، ومحاولة اللعب على هذه النتيجة وجعلها وسيلة للوصول إلى الزبون المثقف، المستمع، والمدرك لواقعه، من قبل شركات تجارية جديدة ،أمر غاية في السوء، كان من الممكن قبوله، لا بل والتصفيق له في حال تغيير هذا الطرح البراغماتي المبتذل الذي أتى به، فالنظرية الغربية المطروحة الآن ناجحة جداً، وقائمة على التحول نحو الخصخصة، وتسليم الفعاليات مجملاً بما فيها الثقافية الفكرية الداعية بالابتعاد عن نظرية السوق في الفكر، إلى شركات تجارية منظمة وراعية، وتطبيق نظرية جاهزة كهذه، لن يأتي إلا بنتائج جيدة ومدروسة مسبقاً في الغرب.
وأخيراً تبقى مسألة الشكر لهذا المستمع الشاب، رغم كل ما يعيشة من فوضى فنية محيطة به، فهو يقف على الحاجز الذي يفصل بين الفن والمسميات الأخرى، ويسعى للقتال من أجله، وهو الوحيد الذي سيترك لنا مساحة للتفكير والعودة إلى الواقع ضمن فسحات لا عقلانية الموسيقا وسرياليتها.

· خالد معماري
عن ألف لحرية الكشف في الإنسان والكتابة

Peace
22/07/2007, 02:42
المشكلة يا اخ من كتر ما في اهتمام ما منسمع بالشغلة الا بعد ما تخلص..
املا اذا في علكة جديدة منسمع فسها قبل بسنة ...بلد!!!!!!