الأندلسي
18/07/2007, 10:42
دير سوري يشهد على الحوار بين المسيحية والاسلام
دير مار موسى الحبشي الذي يعود تاريخ بنائه الى اكثر من تسعمائة سنة ويضم اقدم اللوحات الجدارية في الشرق المسيحي، كان سيسقط من ذاكرة التاريخ لولا جهود ومثابرة كاهن ايطالي متحمس للحوار مع الاسلام.
يقع هذا الدير الاثري على السفح الشمالي لجبل القلمون على علو اكثر من 1300 متر وكان مهجورا حتى العام 1831.
لكن في 1982 وصل شاب ايطالي يدعى باولو دل اوغليو لزيارة الموقع مساءً فوقع في حبه على الفور.
وروى عائدا بذاكرته الى ذلك اليوم "دخلت الى الدير مع حلول الظلام. كان مجرد خربة. لكن في الكنيسة شعرت بتأثر كبير لدى رؤيتي اللوحات الجدارية لقديستين".
وهكذا احب هذا الشاب المكان وشعر بشيء يشده اليه ليجد نفسه في قلب بادية النبك السورية يكرس حياته لاعادة اعمار الدير الواقع على بعد 80 كلم شمال العاصمة السورية دمشق.
وبعد سنتين من تاريخ وصوله رسم كاهنا لدى طائفة السريان الكاثوليك (إحدى الكنائس الشرقية).
وبفضل اندفاعه وحماسه انتقلت العدوى الى متطوعين عرب واجانب جاءوا يمدون اليه يد المساعدة لإعادة الحياة الى هذا المكان الذي يضم كنيسة يعود تاريخ تشييدها الى العام 1058 وتؤوي أيقونات ولوحات جدارية رائعة.
وهذه الجداريات التي يعود تاريخها الى القرون الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، استعادت جمالها ورونق الوانها الاصلية بفضل مدرسة ترميم ايطالية سورية تمول بدعم من الاتحاد الاوروبي.
وقال ديما الراهب الارثوذكسي الشاب المتحدر من مدينة حمص "ان الجدارية المؤثرة اكثر من غيرها تمثل الدينونة".
ولفت علماء اثار الى ان الدير بات يعد "رصيدا سياحيا يهم الدولة السورية".
وفي العام 1991 حصل الاب باولو من السلطات المسيحية المحلية على إذن بتأسيس جماعة رهبانية في مار موسى. وسرعان ما توافد رجال ونساء للانضمام الى الدير معظمهم من المسيحيين السوريين.
فهدى وهو مسيحي ارثوذكسي من دمشق درس الهندسة الزراعية يستقبل الشابات اللواتي يقصدن الدير للرهبنة.
وتقوم حياة الرهبنة في هذا الدير على ثلاث اولويات "الصلوات والعمل اليدوي وضيافة بدون شروط" كما يؤكد الاب باولو.
واوضحت المسؤولة عن المكتبة ناتالي فيوروتشي انه "تم جمع مكتبة من عشرة آلاف كتاب وتنظم فيها ندوات بانتظام حول الحوار بين الاديان".
وخصوصية هذا الدير المسيحي تكمن في الواقع في انفتاحه على الاسلام.
ففي الكنيسة يستطيع الزائر قراءة كتابات عربية. ويوضح الاب باولو ان هذه الكتابات التي تبدأ بالبسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" وتشير الى التقويم الهجري "تؤكد ان الكنيسة الكاثوليكية كانت في تلك الحقبة مندمجة تماماً في البيئة العربية الاسلامية".
وحرص الكاهن على الحفاظ على ذلك التقليد القائم على الانفتاح بين الاديان.
واليوم تقام الصلاة مرتين في اليوم وباللغة العربية، وهو خيار جذري بالنسبة لهذا الايطالي الذي يعتبر "متطرفاً لجهة التقارب الاسلامي-المسيحي".
لذلك تخلع الأحذية قبل الدخول الى الكنيسة كما يفعل المصلون لدى دخول المساجد. وهو تفصيل لا يمر دون أن يترك أثره لدى الزوار مسيحيين كانوا ام مسلمين. والاب باولو ما زال لديه ايمان راسخ بان "ديرا مسيحيا شرقيا في البادية يسهم في سر روحانية العالم الاسلامي ودعوته".
دير مار موسى الحبشي الذي يعود تاريخ بنائه الى اكثر من تسعمائة سنة ويضم اقدم اللوحات الجدارية في الشرق المسيحي، كان سيسقط من ذاكرة التاريخ لولا جهود ومثابرة كاهن ايطالي متحمس للحوار مع الاسلام.
يقع هذا الدير الاثري على السفح الشمالي لجبل القلمون على علو اكثر من 1300 متر وكان مهجورا حتى العام 1831.
لكن في 1982 وصل شاب ايطالي يدعى باولو دل اوغليو لزيارة الموقع مساءً فوقع في حبه على الفور.
وروى عائدا بذاكرته الى ذلك اليوم "دخلت الى الدير مع حلول الظلام. كان مجرد خربة. لكن في الكنيسة شعرت بتأثر كبير لدى رؤيتي اللوحات الجدارية لقديستين".
وهكذا احب هذا الشاب المكان وشعر بشيء يشده اليه ليجد نفسه في قلب بادية النبك السورية يكرس حياته لاعادة اعمار الدير الواقع على بعد 80 كلم شمال العاصمة السورية دمشق.
وبعد سنتين من تاريخ وصوله رسم كاهنا لدى طائفة السريان الكاثوليك (إحدى الكنائس الشرقية).
وبفضل اندفاعه وحماسه انتقلت العدوى الى متطوعين عرب واجانب جاءوا يمدون اليه يد المساعدة لإعادة الحياة الى هذا المكان الذي يضم كنيسة يعود تاريخ تشييدها الى العام 1058 وتؤوي أيقونات ولوحات جدارية رائعة.
وهذه الجداريات التي يعود تاريخها الى القرون الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، استعادت جمالها ورونق الوانها الاصلية بفضل مدرسة ترميم ايطالية سورية تمول بدعم من الاتحاد الاوروبي.
وقال ديما الراهب الارثوذكسي الشاب المتحدر من مدينة حمص "ان الجدارية المؤثرة اكثر من غيرها تمثل الدينونة".
ولفت علماء اثار الى ان الدير بات يعد "رصيدا سياحيا يهم الدولة السورية".
وفي العام 1991 حصل الاب باولو من السلطات المسيحية المحلية على إذن بتأسيس جماعة رهبانية في مار موسى. وسرعان ما توافد رجال ونساء للانضمام الى الدير معظمهم من المسيحيين السوريين.
فهدى وهو مسيحي ارثوذكسي من دمشق درس الهندسة الزراعية يستقبل الشابات اللواتي يقصدن الدير للرهبنة.
وتقوم حياة الرهبنة في هذا الدير على ثلاث اولويات "الصلوات والعمل اليدوي وضيافة بدون شروط" كما يؤكد الاب باولو.
واوضحت المسؤولة عن المكتبة ناتالي فيوروتشي انه "تم جمع مكتبة من عشرة آلاف كتاب وتنظم فيها ندوات بانتظام حول الحوار بين الاديان".
وخصوصية هذا الدير المسيحي تكمن في الواقع في انفتاحه على الاسلام.
ففي الكنيسة يستطيع الزائر قراءة كتابات عربية. ويوضح الاب باولو ان هذه الكتابات التي تبدأ بالبسملة "بسم الله الرحمن الرحيم" وتشير الى التقويم الهجري "تؤكد ان الكنيسة الكاثوليكية كانت في تلك الحقبة مندمجة تماماً في البيئة العربية الاسلامية".
وحرص الكاهن على الحفاظ على ذلك التقليد القائم على الانفتاح بين الاديان.
واليوم تقام الصلاة مرتين في اليوم وباللغة العربية، وهو خيار جذري بالنسبة لهذا الايطالي الذي يعتبر "متطرفاً لجهة التقارب الاسلامي-المسيحي".
لذلك تخلع الأحذية قبل الدخول الى الكنيسة كما يفعل المصلون لدى دخول المساجد. وهو تفصيل لا يمر دون أن يترك أثره لدى الزوار مسيحيين كانوا ام مسلمين. والاب باولو ما زال لديه ايمان راسخ بان "ديرا مسيحيا شرقيا في البادية يسهم في سر روحانية العالم الاسلامي ودعوته".