عاشق من فلسطين
07/06/2005, 14:40
لن يستطيع مؤتمر حزب البعث المنعقد في دمشق أن يفعل شيئا، إذا اعتمد على إصلاحات شكلية وعمليات تجميلية. فسوريا بحاجة إلى عمليات جراحية للإصلاح السياسي والاقتصادي.
أولى خطوات الإصلاح السياسي هي إلغاء سيطرة الحزب الواحد على مقدرات الحياة العامة، فالحزب في دمشق يسيطر على مؤسسات الدولة، ويهيمن على مجلس الشعب، ويتحكم بالإعلام المقروء والمسموع. والحزب يتخذ قراره وحيدا من دون مشاركة احد، بغض النظر عما يسمى بالجبهة الوطنية التي تخرج بالمناسبات وتمثل ديكورا سياسيا.
سيطرة الحزب الواحد قتلت روح الإبداع في الجهاز الحكومي، فالمقياس هو الولاء السياسي وليس الكفاءة، وقتلت روح الإبداع في القطاع الأكاديمي والإعلامي، حيث الغلبة للانتماء الحزبي، ووترت علاقة الحزب بكل الاجتهادات الفكرية والسياسية في المجتمع، وجعلت الآخرين ممن يمتلكون وجهة نظر أخرى في موقع الخصم، بل العدو.
فكرة الحزب الواحد تهاوت في كل مكان من العالم، وكانت تجربة جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة نموذجا حيا للمسألة.
سوريا بحاجة إلى تجديد الدماء، فلقد جاء إلى الحكم رئيس شاب وطرح طروحات إصلاحية، لكن الطاقم السياسي للدولة والحزب ظل كما هو، وهو طاقم لا يمكن أن يواجه مستجدات الحياة الجديدة والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة، والتعاطي مع عالم جديد بكل معنى الكلمة مهما حسنت النيات، ولذلك خاض هذا الطاقم معارك خاسرة، كان أبرزها التعاطي مع الإصلاح الاقتصادي وقضية معركة الرئاسة اللبنانية التي لم يكن لها مبرر غير العناد، وقضايا التعاطي مع الرأي الآخر.
سوريا بحاجة إلى معركة ضد الفساد المالي والإداري، فالدولة تبدو وكأنها توقفت عن الحركة، والقطاع الخاص السوري المعروف بالذكاء والنشاط لم يعد يبادر في ظل أوضاع غير طبيعية، والمال السوري الخاص خارج سوريا، وهو مال كبير لا يستطيع العودة في ظل أجواء غير مشجعة.
سوريا بحاجة إلى قرارات كبيرة للإصلاح الاقتصادي والسياسي. بحاجة إلى انفتاح وإلى إطلاق سراح المعارضة، وبحاجة لانفتاح على العالم، وبحاجة إلى لغة جديدة، وأخطر سيناريو هو الاستمرار في إدارة الأمور بنفس الطريقة الحالية.
الشرق الاوسط
2005-06-07
أولى خطوات الإصلاح السياسي هي إلغاء سيطرة الحزب الواحد على مقدرات الحياة العامة، فالحزب في دمشق يسيطر على مؤسسات الدولة، ويهيمن على مجلس الشعب، ويتحكم بالإعلام المقروء والمسموع. والحزب يتخذ قراره وحيدا من دون مشاركة احد، بغض النظر عما يسمى بالجبهة الوطنية التي تخرج بالمناسبات وتمثل ديكورا سياسيا.
سيطرة الحزب الواحد قتلت روح الإبداع في الجهاز الحكومي، فالمقياس هو الولاء السياسي وليس الكفاءة، وقتلت روح الإبداع في القطاع الأكاديمي والإعلامي، حيث الغلبة للانتماء الحزبي، ووترت علاقة الحزب بكل الاجتهادات الفكرية والسياسية في المجتمع، وجعلت الآخرين ممن يمتلكون وجهة نظر أخرى في موقع الخصم، بل العدو.
فكرة الحزب الواحد تهاوت في كل مكان من العالم، وكانت تجربة جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة نموذجا حيا للمسألة.
سوريا بحاجة إلى تجديد الدماء، فلقد جاء إلى الحكم رئيس شاب وطرح طروحات إصلاحية، لكن الطاقم السياسي للدولة والحزب ظل كما هو، وهو طاقم لا يمكن أن يواجه مستجدات الحياة الجديدة والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة، والتعاطي مع عالم جديد بكل معنى الكلمة مهما حسنت النيات، ولذلك خاض هذا الطاقم معارك خاسرة، كان أبرزها التعاطي مع الإصلاح الاقتصادي وقضية معركة الرئاسة اللبنانية التي لم يكن لها مبرر غير العناد، وقضايا التعاطي مع الرأي الآخر.
سوريا بحاجة إلى معركة ضد الفساد المالي والإداري، فالدولة تبدو وكأنها توقفت عن الحركة، والقطاع الخاص السوري المعروف بالذكاء والنشاط لم يعد يبادر في ظل أوضاع غير طبيعية، والمال السوري الخاص خارج سوريا، وهو مال كبير لا يستطيع العودة في ظل أجواء غير مشجعة.
سوريا بحاجة إلى قرارات كبيرة للإصلاح الاقتصادي والسياسي. بحاجة إلى انفتاح وإلى إطلاق سراح المعارضة، وبحاجة لانفتاح على العالم، وبحاجة إلى لغة جديدة، وأخطر سيناريو هو الاستمرار في إدارة الأمور بنفس الطريقة الحالية.
الشرق الاوسط
2005-06-07