حسون
07/06/2005, 12:10
المصدر : السياسة - الوكالات
2005 / 6 / 7
مؤتمر -البعث-: السوريون خاب
أملهم والأسد لم يخرج على النص
دمشق - »السياسة« - الوكالات:
أشاع الرئيس السوري بشار الأسد ما اعتبره محللون سياسيون أجواء من خيبة الأمل لدى السوريين والمجتمع الدولي اللذين انتظرا وعوداً وخططاً واضحة للإصلاح السياسي والاقتصادي في سورية كان من المأمول ان يضعها الأسد أمام المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم الذي افتتح أعماله في العاصمة دمشق أمس.
لكن الرئيس السوري قرأ خطاباً مكتوباً تضمن توجيهات عامة للمؤتمر وخلا من أي اشارة الى الديمقراطية أو الاصلاح السياسي كما تجاهل ذكر القضايا الساخنة التي تحيط بسورية مثل التطورات في العراق ولبنان وفلسطين..
ودعا الأسد في كلمته التي لم يخرج عن نصها كما يفعل عادة منذ توليه الحكم قبل خمس سنوات الأعضاء ال¯ 1231 المشاركين في المؤتمر الى »ممارسة دوركم بجرأة ومسؤولية, من خلال اشارتكم الى مواقع التقصير, واشارتكم الى مواقع الانجاز, وان تقفوا عند الظواهر السلبية التي نعاني منها, وقوفكم عند الظواهر الايجابية التي نتمتع بها, وان تعبروا من خلال حواراتكم ومقترحاتكم اصدق تعبير عن هموم الناس وتطلعاتهم, آخذين بالاعتبار, ان اي قرار او توصية تؤخذ في هذا المؤتمر يجب ان تعبر عن حاجاتنا الداخلية فقط بمعزل عن اي اعتبارات تهدف الى دفعنا باتجاهات تناقض مصالحنا الوطنية, أو تسيء الى استقرارنا«.
ورأى الاسد »ان علينا ان نعيد ترتيب أولوياتنا بحيث ننطلق من الملح الى الأقل إلحاحاً والوضع الاقتصادي وتطوير الاداء فيه, وتحسين شروط حياة مواطنينا يمثل أولوية بالنسبة لنا جميعا مما يعني ضرورة ايلائه الأهمية التي يستحق من نقاشاتنا وكذلك الفساد الذي يشكل مشكلة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية تحتاج لآليات مكافحة أكثر نجاعة وحزماً, منوها الى انه اذا لم يكن من مهام هذا المؤتمر وضع خطط تنفيذية للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية, أو ايجاد الحلول لمختلف الصعوبات, فإن من مهامه تحديد التوجهات العامة للحزب, ووضع الملامح العامة لخياراتنا المستقبلية, التي تفتح الابواب على مصراعيها امام السلطات المعنية للقيام بعملية تطوير واسعة, بعيداً عن القوالب الجاهزة والأطر المسبقة«.
وتحدث الأسد من دون الدخول في تفاصيل عن مشاركة القوى الوطنية في الحياة السياسية وهي اشارة فهم منها دعمه لإقرار قانون أحزاب جديدة.
وكرر الأسد تأكيده على الدور الريادي للبعث معتبراً ان نظريته مازالت معاصرة وان مسؤولية الخطأ يتحملها الأفراد وليست الفكرة.
وفيما سعى المسؤولون السوريون الى التأكيد ان الأسد القى كلمة »توجيهية« فقط وأوضحوا ان الرئيس السوري لم يشأ اجهاض المناقشات الحزبية في المؤتمر الذي سيتواصل حتى الخميس المقبل, قدمت الصحف السورية الرسمية قبيل ساعات من انطلاق المؤتمر صورة مغايرة تماماً.
فقد أكدت صحيفة »تشرين« في افتتاحيتها ان بعض الأوساط الإعلامية والسياسية »المغرضة« حاولت تصوير مؤتمر البعث كنقطة تحول تاريخية في حياة سورية وأعطته طابعاً استثنائياً مبالغاً فيه, وقالت الصحيفة ان المؤتمر هو مؤتمر عادي دوري تجرى فيه مراجعة مسيرة الحزب خلال السنوات السابقة.
وشددت »تشرين« على ان سورية تفضل الاصلاح السياسي على طريقة »مشية السلحفاة« المتزنة على ان تقوم به على اسلوب »قفزات الأرنب«.
في المقابل هاجمت المعارضة السورية خطاب الأسد واعتبرته محاولة لتكريس هيمنة حزب البعث على الدولة والجيش واستمرار النهج المتشدد السياسي المتواصل منذ أربعين عاماً, تاريخ انفراد الحزب بالسلطة.
وطالبت احزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية المؤتمر بالغاء حالة الطوارئ واقرار التعددية السياسية مشيرة الى ان خطاب الأسد لا يبعث على التفاؤل في امكانية تحقيق اي حد أدنى من هذه التوقعات.
من جانبها, نفت وزيرة المغتربين والمتحدثة باسم المؤتمر بثينة شعبان ما تردد عن نية نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام الاستقالة من منصبه السياسي والحزبي مشيرة الى ان ذلك محض افتراءات لا أساس لها من الصحة.
على صعيد آخر اشتبكت قوات الأمن السورية مع متظاهرين أكراد في مدينة القامشلي في أقصى شمال شرق البلاد ما أدى الى سقوط قتيل من رجال الاستخبارات واصابة خمسة متظاهرين.
وقالت مصادر كردية ان قوات الامن فتحت النيران على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بتحقيق مستقل في مقتل رجل الدين الكردي الشيخ محمد معشوق الخزنوي في ظروف غامضة بعد ان اطلق أحد المتظاهرين الرصاص من مسدسه فقتل رجل أمن.
2005 / 6 / 7
مؤتمر -البعث-: السوريون خاب
أملهم والأسد لم يخرج على النص
دمشق - »السياسة« - الوكالات:
أشاع الرئيس السوري بشار الأسد ما اعتبره محللون سياسيون أجواء من خيبة الأمل لدى السوريين والمجتمع الدولي اللذين انتظرا وعوداً وخططاً واضحة للإصلاح السياسي والاقتصادي في سورية كان من المأمول ان يضعها الأسد أمام المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم الذي افتتح أعماله في العاصمة دمشق أمس.
لكن الرئيس السوري قرأ خطاباً مكتوباً تضمن توجيهات عامة للمؤتمر وخلا من أي اشارة الى الديمقراطية أو الاصلاح السياسي كما تجاهل ذكر القضايا الساخنة التي تحيط بسورية مثل التطورات في العراق ولبنان وفلسطين..
ودعا الأسد في كلمته التي لم يخرج عن نصها كما يفعل عادة منذ توليه الحكم قبل خمس سنوات الأعضاء ال¯ 1231 المشاركين في المؤتمر الى »ممارسة دوركم بجرأة ومسؤولية, من خلال اشارتكم الى مواقع التقصير, واشارتكم الى مواقع الانجاز, وان تقفوا عند الظواهر السلبية التي نعاني منها, وقوفكم عند الظواهر الايجابية التي نتمتع بها, وان تعبروا من خلال حواراتكم ومقترحاتكم اصدق تعبير عن هموم الناس وتطلعاتهم, آخذين بالاعتبار, ان اي قرار او توصية تؤخذ في هذا المؤتمر يجب ان تعبر عن حاجاتنا الداخلية فقط بمعزل عن اي اعتبارات تهدف الى دفعنا باتجاهات تناقض مصالحنا الوطنية, أو تسيء الى استقرارنا«.
ورأى الاسد »ان علينا ان نعيد ترتيب أولوياتنا بحيث ننطلق من الملح الى الأقل إلحاحاً والوضع الاقتصادي وتطوير الاداء فيه, وتحسين شروط حياة مواطنينا يمثل أولوية بالنسبة لنا جميعا مما يعني ضرورة ايلائه الأهمية التي يستحق من نقاشاتنا وكذلك الفساد الذي يشكل مشكلة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية تحتاج لآليات مكافحة أكثر نجاعة وحزماً, منوها الى انه اذا لم يكن من مهام هذا المؤتمر وضع خطط تنفيذية للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية, أو ايجاد الحلول لمختلف الصعوبات, فإن من مهامه تحديد التوجهات العامة للحزب, ووضع الملامح العامة لخياراتنا المستقبلية, التي تفتح الابواب على مصراعيها امام السلطات المعنية للقيام بعملية تطوير واسعة, بعيداً عن القوالب الجاهزة والأطر المسبقة«.
وتحدث الأسد من دون الدخول في تفاصيل عن مشاركة القوى الوطنية في الحياة السياسية وهي اشارة فهم منها دعمه لإقرار قانون أحزاب جديدة.
وكرر الأسد تأكيده على الدور الريادي للبعث معتبراً ان نظريته مازالت معاصرة وان مسؤولية الخطأ يتحملها الأفراد وليست الفكرة.
وفيما سعى المسؤولون السوريون الى التأكيد ان الأسد القى كلمة »توجيهية« فقط وأوضحوا ان الرئيس السوري لم يشأ اجهاض المناقشات الحزبية في المؤتمر الذي سيتواصل حتى الخميس المقبل, قدمت الصحف السورية الرسمية قبيل ساعات من انطلاق المؤتمر صورة مغايرة تماماً.
فقد أكدت صحيفة »تشرين« في افتتاحيتها ان بعض الأوساط الإعلامية والسياسية »المغرضة« حاولت تصوير مؤتمر البعث كنقطة تحول تاريخية في حياة سورية وأعطته طابعاً استثنائياً مبالغاً فيه, وقالت الصحيفة ان المؤتمر هو مؤتمر عادي دوري تجرى فيه مراجعة مسيرة الحزب خلال السنوات السابقة.
وشددت »تشرين« على ان سورية تفضل الاصلاح السياسي على طريقة »مشية السلحفاة« المتزنة على ان تقوم به على اسلوب »قفزات الأرنب«.
في المقابل هاجمت المعارضة السورية خطاب الأسد واعتبرته محاولة لتكريس هيمنة حزب البعث على الدولة والجيش واستمرار النهج المتشدد السياسي المتواصل منذ أربعين عاماً, تاريخ انفراد الحزب بالسلطة.
وطالبت احزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية المؤتمر بالغاء حالة الطوارئ واقرار التعددية السياسية مشيرة الى ان خطاب الأسد لا يبعث على التفاؤل في امكانية تحقيق اي حد أدنى من هذه التوقعات.
من جانبها, نفت وزيرة المغتربين والمتحدثة باسم المؤتمر بثينة شعبان ما تردد عن نية نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام الاستقالة من منصبه السياسي والحزبي مشيرة الى ان ذلك محض افتراءات لا أساس لها من الصحة.
على صعيد آخر اشتبكت قوات الأمن السورية مع متظاهرين أكراد في مدينة القامشلي في أقصى شمال شرق البلاد ما أدى الى سقوط قتيل من رجال الاستخبارات واصابة خمسة متظاهرين.
وقالت مصادر كردية ان قوات الامن فتحت النيران على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بتحقيق مستقل في مقتل رجل الدين الكردي الشيخ محمد معشوق الخزنوي في ظروف غامضة بعد ان اطلق أحد المتظاهرين الرصاص من مسدسه فقتل رجل أمن.