dot
01/07/2007, 22:58
تناول تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وقام بإعداده كل من غدعون مارون وعوديد شالوم، قصة أحد كبار العملاء في الموساد، يهودا غيل، والذي تمكن من خداع الموساد طيلة 20 عاماً بتقارير مفبركة عن اتصالاته بأحد كبار الجنرالات في سورية.
وبحسب مارون وشالوم، فقد كادت التقارير، التي يعدها الجاسوس بخط يده، أن تؤدي إلى حرب بين إسرائيل وسورية في خريف عام 1996، علاوة على أنها وضعت علامة سؤال كبيرة حول "موثوقية الموساد" لاعتماده على تقارير غيل بكل ما يتعلق بالشأن السوري لمدة تزيد عن 20 عاماً. وقد تم اعتقاله بعد أن بدأ للموساد يشك بأن الجنرال السوري (مصدر معلومات غيل المزعوم) هو الذي ينتزع المعلومات من غيل وليس العكس..
ورغم أن غيل، بحسب الموساد، كان له دور كبير في جمع المعلومات حول الفرن الذري في العراق قبل قصفه في العام 1981، كما كان له دور في استجلاب "الفلاشا- يهود أثيوبيا"، إلا أنه فشل في تجنيد المصدر السوري المذكور، فاضطر إلى فبركة التقارير، الأمر الذي تسبب بأضرار خطيرة لا يمكن تقدير حجمها..
وفيما يلي أهم ما جاء في التقرير وفقما أوردته الصحيفة.
يهودا غيل، ضابط جمع معلومات ذو أقدمية، ومن أفضل من استخدمتهم الإستخبارات الإسرائيلية في تاريخها. أطلق سراحه من السجن قبل 6 سنوات، وهو جاسوس متقاعد منذ ذلك الحين، ويعتبر نفسه ضحية. وفي المقابل، فإن الغضب والحقد عليه لا يزال يضطرم في المؤسسة التي عمل فيها سنوات طويلة، الموساد. وحتى في جنازة المدعو "أ"، قبل سنتين، وعندما تحدث "الأصدقاء" من الموساد عن الميت فوق القبر المفتوح، أحس الجاسوس السابق، يهودا غيل، بالكراهية تخترق جسده كالسكين.
المدعو "أ" رجل الموساد القديم، ضابط جمع معلومات وإرشاد، وصديق غيل. جلس معه سوية في "الكلية"، مركز الإرشاد التابع للموساد. "أ" كان المثقف الجدي، في حين كان غيل الجامع الاستعراضي، والذي استخف بالمتدربين حديثي العهد، وتلذذ بالإحساس بموجات الإعجاب التي كانت تنبعث من ضباط جمع المعلومات المستقبليين.
في شهر آب/أغسطس، قبل سنتين، تلقى غيل اتصالاً هاتفياً من صديق قديم له يخبره أن المدعو "أ" قد توفي. كان ذلك بعد 4 سنوات من خروجه من السجن، بعد أن ضبط وهو يفبرك تقارير أحد المصادر، في قضية هزت منظمة التجسس الإسرائيلية. وهناك من يقول بأنها أكبر من أي قضية أخرى سبقتها، ووضعت علامة سؤال كبيرة حول "موثوقية الموساد". وتحول التقدير الكبير الذي كان يحظى به طيلة السنوات التي عمل فيها في المؤسسة، إلى غضب عارم في تلك الليلة السوداوية التي اعتقل فيها في تشرين ثاني/نوفمبر 1997..
يرتفع علم إسرائيلي كبير على مدخل عائلة غيل في "غديرا"، وذلك كإشارة إلى رغبته في الإنتماء إلى المجموعة التي كان يريد أن ينتمي إليها، ورغبته في أن يكون "مقبولاً" و"محط التقدير"، وإرضاءاً لغريزة حب العظمة التي أسقطته في النهاية. ومنذ أن قدم إلى البلاد من مدينة سرت في وسط ليبيا، حيث كان إسم عائلته "جناح" وهو يحاول الإندماج في "الإسرائيلية الجديدة" وانتشال نفسه من ماضيه، زاعماً أن جذوره إيطالية، ووالده خدم في البحرية الإيطالية..
برز دوماً بجديته، كشاب يتشدد مع نفسه ومع الآخرين، ويتحدث الإيطالية والعربية بمستوى لغة الأم، ويبقي خلفه ذيولاً من القصص جعلت معارفه في حيرة من أمره، وحتى عندما تحول إلى ضابط جمع معلومات أسطوري، ورجل جاسوسية إسرائيلي رابط الجأش، ومجند العملاء الأول للموساد والمهمات الخاصة.
ولدى الإطلاع على قصة العميل غيل، الذي أدين بتهمة الإبلاغ بمعلومات كاذبة على لسان مصدر كبير في سورية، وهي معلومات كادت تؤدي إلى نشوب حرب، يتبين أنه شخصية يكرهها كثيرون، محتقر من قبل عدد كبير من زملائه في الماضي، ولكن في "غديرا"، مكان سكناه، لا يزال يتم التعامل مع هذا المتقاعد بهيبة من كان عميلاً سرياً لا يزال يلف نشاطه الماضي هالة من السرية والتعظيم.
كان غيل الجاسوس الكلاسيكي، وتحدث كثيرون من كبار المسؤولين، كم كان عظيماً، وبنفس الروح يتطاير الشرر غضباً منه. وهناك من ينسب له التوتر مع سورية في خريف 1996، والذي كاد يؤدي إلى حرب. كما أن هناك من يرى في هذا الإدعاء محاولة من الجهاز لتضخيم الأضرار التي تسبب بها. وحتى اليوم، وبعد مرور 10 سنوات على اعتقاله، فإن مجرد ذكر اسمه أمام عناصر الأجهزة الأمنية، لا يبقي أحداً لامبالياً، فقد تمكن من إثارة إعجابهم جميعاً، ثم خيب أملهم.
وبحسب مارون وشالوم، فقد كادت التقارير، التي يعدها الجاسوس بخط يده، أن تؤدي إلى حرب بين إسرائيل وسورية في خريف عام 1996، علاوة على أنها وضعت علامة سؤال كبيرة حول "موثوقية الموساد" لاعتماده على تقارير غيل بكل ما يتعلق بالشأن السوري لمدة تزيد عن 20 عاماً. وقد تم اعتقاله بعد أن بدأ للموساد يشك بأن الجنرال السوري (مصدر معلومات غيل المزعوم) هو الذي ينتزع المعلومات من غيل وليس العكس..
ورغم أن غيل، بحسب الموساد، كان له دور كبير في جمع المعلومات حول الفرن الذري في العراق قبل قصفه في العام 1981، كما كان له دور في استجلاب "الفلاشا- يهود أثيوبيا"، إلا أنه فشل في تجنيد المصدر السوري المذكور، فاضطر إلى فبركة التقارير، الأمر الذي تسبب بأضرار خطيرة لا يمكن تقدير حجمها..
وفيما يلي أهم ما جاء في التقرير وفقما أوردته الصحيفة.
يهودا غيل، ضابط جمع معلومات ذو أقدمية، ومن أفضل من استخدمتهم الإستخبارات الإسرائيلية في تاريخها. أطلق سراحه من السجن قبل 6 سنوات، وهو جاسوس متقاعد منذ ذلك الحين، ويعتبر نفسه ضحية. وفي المقابل، فإن الغضب والحقد عليه لا يزال يضطرم في المؤسسة التي عمل فيها سنوات طويلة، الموساد. وحتى في جنازة المدعو "أ"، قبل سنتين، وعندما تحدث "الأصدقاء" من الموساد عن الميت فوق القبر المفتوح، أحس الجاسوس السابق، يهودا غيل، بالكراهية تخترق جسده كالسكين.
المدعو "أ" رجل الموساد القديم، ضابط جمع معلومات وإرشاد، وصديق غيل. جلس معه سوية في "الكلية"، مركز الإرشاد التابع للموساد. "أ" كان المثقف الجدي، في حين كان غيل الجامع الاستعراضي، والذي استخف بالمتدربين حديثي العهد، وتلذذ بالإحساس بموجات الإعجاب التي كانت تنبعث من ضباط جمع المعلومات المستقبليين.
في شهر آب/أغسطس، قبل سنتين، تلقى غيل اتصالاً هاتفياً من صديق قديم له يخبره أن المدعو "أ" قد توفي. كان ذلك بعد 4 سنوات من خروجه من السجن، بعد أن ضبط وهو يفبرك تقارير أحد المصادر، في قضية هزت منظمة التجسس الإسرائيلية. وهناك من يقول بأنها أكبر من أي قضية أخرى سبقتها، ووضعت علامة سؤال كبيرة حول "موثوقية الموساد". وتحول التقدير الكبير الذي كان يحظى به طيلة السنوات التي عمل فيها في المؤسسة، إلى غضب عارم في تلك الليلة السوداوية التي اعتقل فيها في تشرين ثاني/نوفمبر 1997..
يرتفع علم إسرائيلي كبير على مدخل عائلة غيل في "غديرا"، وذلك كإشارة إلى رغبته في الإنتماء إلى المجموعة التي كان يريد أن ينتمي إليها، ورغبته في أن يكون "مقبولاً" و"محط التقدير"، وإرضاءاً لغريزة حب العظمة التي أسقطته في النهاية. ومنذ أن قدم إلى البلاد من مدينة سرت في وسط ليبيا، حيث كان إسم عائلته "جناح" وهو يحاول الإندماج في "الإسرائيلية الجديدة" وانتشال نفسه من ماضيه، زاعماً أن جذوره إيطالية، ووالده خدم في البحرية الإيطالية..
برز دوماً بجديته، كشاب يتشدد مع نفسه ومع الآخرين، ويتحدث الإيطالية والعربية بمستوى لغة الأم، ويبقي خلفه ذيولاً من القصص جعلت معارفه في حيرة من أمره، وحتى عندما تحول إلى ضابط جمع معلومات أسطوري، ورجل جاسوسية إسرائيلي رابط الجأش، ومجند العملاء الأول للموساد والمهمات الخاصة.
ولدى الإطلاع على قصة العميل غيل، الذي أدين بتهمة الإبلاغ بمعلومات كاذبة على لسان مصدر كبير في سورية، وهي معلومات كادت تؤدي إلى نشوب حرب، يتبين أنه شخصية يكرهها كثيرون، محتقر من قبل عدد كبير من زملائه في الماضي، ولكن في "غديرا"، مكان سكناه، لا يزال يتم التعامل مع هذا المتقاعد بهيبة من كان عميلاً سرياً لا يزال يلف نشاطه الماضي هالة من السرية والتعظيم.
كان غيل الجاسوس الكلاسيكي، وتحدث كثيرون من كبار المسؤولين، كم كان عظيماً، وبنفس الروح يتطاير الشرر غضباً منه. وهناك من ينسب له التوتر مع سورية في خريف 1996، والذي كاد يؤدي إلى حرب. كما أن هناك من يرى في هذا الإدعاء محاولة من الجهاز لتضخيم الأضرار التي تسبب بها. وحتى اليوم، وبعد مرور 10 سنوات على اعتقاله، فإن مجرد ذكر اسمه أمام عناصر الأجهزة الأمنية، لا يبقي أحداً لامبالياً، فقد تمكن من إثارة إعجابهم جميعاً، ثم خيب أملهم.