Nirvana
30/06/2007, 21:32
ملأت قهقهاته المكان وعلَت على كل الأصوات المنسابة على طبقة ثابتة من العشوائية والإزعاج، انفجر ضاحكاً كبركان احتبس لمئات السنين ثم آن وقت جنونه، اهتزت كل ذرات جسده الممتلئ وتمايلت أكياس الدهون المتدلية منه، ثم أصدر صوتاً تبين أنها شهقة عالية لكن مخنوقة حتى ظننت لوهلة أن قلبه سيتوقف من شدة الضحك.
فجأة، فرّت ضحكة عالية من صدري وأطلقتها رغماً عني للعلن.
- ما المضحك في الأمر؟
سألتني صديقتي وهي تتابع الموقف باهتمام.
- لا شيء، إنما شعرت برغبة بالضحك، أعتقد أني أصبت بعدوى الضحك من ذلك الرجل.
- هكذا دون سبب إذن، ولمَ لم أصب أنا بعدوى الضحك هذه؟
- لا أدري، أظن أن لديك نوع من المناعة ضد الضحك.
استمر ضحكي يعلن عن نفسه حتى تعبت أضلعي وشعرت بالغثيان فتوقفت.
لمَ أشعر كلما ضحكت أنّ غصة تستقر في حلقي حتى أنّي أكاد أستفرغ ما في جوفي حين أضحك؟ أما حين أحزن تنهمر الدموع كشلال بلا قاع، نبع لا ينضب. وعندما أغضب تتمرد كل الانفعالات النفسية علي وتتحد بصفة جسدية لتعبر عن هذا الغضب.
كصديقتي، أصبح الضحك حالة غير مستحبة لدى الكثير من الناس، في مجتمعنا يقولون "كفاك شر الضحك"، لهذا يجب على كل من يمارس الضحك في مجتمعنا أن يحترس ويحمي نفسه من "شر الضحك" بدرع واقٍ من الحجج والأعذار الجيدة لتبرير هذا الفعل المرفوض شكلاً ومضموناً، سواء كان على سبيل السخرية أو المزاح أو الدغدغة أو حتى كرياضة للوجه.
ربما تكون هذه الغصة أحد أعراض مرض"الوجه العابس" الذي يحتمل أنه قد انتقل إلي عن طريق الاحتكاك المباشر وغير المباشر مع عناصر بيئتي وأفراد مجتمعي، أعتقد أني أتمتع بصحة نفسية جيدة لأقاوم هذا المرض.
أعترف أني في أحيان كثيرة أفتعل الضحك مع العائلة أو الأصدقاء دون سبب حقيقي يستدعي ذلك، أظن أنها طريقتي في التعامل مع حالة الجمود التي تسيطر على الآخرين حولي فهذا مشغول بعمله وآخر مهموم بدراسته، لا توجد لديهم فسحة للضحك لكن يتوفر لهم الوقت الكافي للحزن والكآبة، وكأن الجاذبية في هذا الكون تتجه نحو الكآبة والحزن، لذا أقوم بدوري الترفيهي على أكمل وجه وأخلق جواً يستثير الضحك ويُضحك من حولي، وحين أفشل لا أمانع بأن أضحك لوحدي.
يجب أن يسن قانون يجبر الانسان على الضحك، فقد أخذ الامتناع عن الضحك صفة عامة وارتبط بأبعاد تتعدى الهم الشخصي إلى الهم الاجتماعي وانعكس في الطابع العام لمجتمعنا، ولأننا لا نملك القدرة على الالتزام بأي شيء دون قانون أو رادع أو إجبار، فنحن أبناء هذه المنطقة المضطربة سياسياً قد تشكل الوعي لدينا واللاوعي أيضاً على أن نكون تابعين بالفطرة، لأن البيئة الاجتماعية التي يغلب عليها الطابع الديني المحافظ والذي جعلنا مسيرين بحسب الشريعة والعادات والتقاليد، والبيئة السياسية المتوترة لعقود بسبب الاحتلال الأجنبي والاحتلال "الداخلي" والتي سيطرت على ما بقي من ما لم يطوعه الدين أو التقليد، استمرت بشكل كافٍ لنولد من أرحام أمهاتنا متصلين بالحبل السري مع مجتمعنا التقليدي.
إذاً كي نضمن أن يجد أي مواطن فسحة من الضحك لنفسه بين أعباء العيش والمسؤوليات الشخصية وخيبات الأمل، يجب أن يسن هكذا قانون ويوضع ضمن لائحة الواجبات الوطنية، وننسق له شعار مثل "اضحك من أجل وطن أجمل" أو "هدفنا مواطن يضحك" أو أي من الشعارات الخلابة التي نحترفها.
لو علم هذا الرجل ما صنعَت أفكاري بضحكه لتعجب من عبثي بقهقهاته العفوية وتوقف على الفور!
لا أدري كم من الوقت أمضيت أفكر بموضوع الضحك، لكني نظرت إلى صديقتي فوجدتها تهيئ نفسها للإقلاع من موقعها، فضّلتُ أن أستمر بلعبة الضحك هذه فجعلتها تظن أني مازلت أعبث بضحكات ذاك الرجل وأفكاري.
للصراحة، لا تتوفر كل مرّة فرصة كهذه! لذا وبالرغم من الغصة تمتعت بنعمة الضحك.
فجأة، فرّت ضحكة عالية من صدري وأطلقتها رغماً عني للعلن.
- ما المضحك في الأمر؟
سألتني صديقتي وهي تتابع الموقف باهتمام.
- لا شيء، إنما شعرت برغبة بالضحك، أعتقد أني أصبت بعدوى الضحك من ذلك الرجل.
- هكذا دون سبب إذن، ولمَ لم أصب أنا بعدوى الضحك هذه؟
- لا أدري، أظن أن لديك نوع من المناعة ضد الضحك.
استمر ضحكي يعلن عن نفسه حتى تعبت أضلعي وشعرت بالغثيان فتوقفت.
لمَ أشعر كلما ضحكت أنّ غصة تستقر في حلقي حتى أنّي أكاد أستفرغ ما في جوفي حين أضحك؟ أما حين أحزن تنهمر الدموع كشلال بلا قاع، نبع لا ينضب. وعندما أغضب تتمرد كل الانفعالات النفسية علي وتتحد بصفة جسدية لتعبر عن هذا الغضب.
كصديقتي، أصبح الضحك حالة غير مستحبة لدى الكثير من الناس، في مجتمعنا يقولون "كفاك شر الضحك"، لهذا يجب على كل من يمارس الضحك في مجتمعنا أن يحترس ويحمي نفسه من "شر الضحك" بدرع واقٍ من الحجج والأعذار الجيدة لتبرير هذا الفعل المرفوض شكلاً ومضموناً، سواء كان على سبيل السخرية أو المزاح أو الدغدغة أو حتى كرياضة للوجه.
ربما تكون هذه الغصة أحد أعراض مرض"الوجه العابس" الذي يحتمل أنه قد انتقل إلي عن طريق الاحتكاك المباشر وغير المباشر مع عناصر بيئتي وأفراد مجتمعي، أعتقد أني أتمتع بصحة نفسية جيدة لأقاوم هذا المرض.
أعترف أني في أحيان كثيرة أفتعل الضحك مع العائلة أو الأصدقاء دون سبب حقيقي يستدعي ذلك، أظن أنها طريقتي في التعامل مع حالة الجمود التي تسيطر على الآخرين حولي فهذا مشغول بعمله وآخر مهموم بدراسته، لا توجد لديهم فسحة للضحك لكن يتوفر لهم الوقت الكافي للحزن والكآبة، وكأن الجاذبية في هذا الكون تتجه نحو الكآبة والحزن، لذا أقوم بدوري الترفيهي على أكمل وجه وأخلق جواً يستثير الضحك ويُضحك من حولي، وحين أفشل لا أمانع بأن أضحك لوحدي.
يجب أن يسن قانون يجبر الانسان على الضحك، فقد أخذ الامتناع عن الضحك صفة عامة وارتبط بأبعاد تتعدى الهم الشخصي إلى الهم الاجتماعي وانعكس في الطابع العام لمجتمعنا، ولأننا لا نملك القدرة على الالتزام بأي شيء دون قانون أو رادع أو إجبار، فنحن أبناء هذه المنطقة المضطربة سياسياً قد تشكل الوعي لدينا واللاوعي أيضاً على أن نكون تابعين بالفطرة، لأن البيئة الاجتماعية التي يغلب عليها الطابع الديني المحافظ والذي جعلنا مسيرين بحسب الشريعة والعادات والتقاليد، والبيئة السياسية المتوترة لعقود بسبب الاحتلال الأجنبي والاحتلال "الداخلي" والتي سيطرت على ما بقي من ما لم يطوعه الدين أو التقليد، استمرت بشكل كافٍ لنولد من أرحام أمهاتنا متصلين بالحبل السري مع مجتمعنا التقليدي.
إذاً كي نضمن أن يجد أي مواطن فسحة من الضحك لنفسه بين أعباء العيش والمسؤوليات الشخصية وخيبات الأمل، يجب أن يسن هكذا قانون ويوضع ضمن لائحة الواجبات الوطنية، وننسق له شعار مثل "اضحك من أجل وطن أجمل" أو "هدفنا مواطن يضحك" أو أي من الشعارات الخلابة التي نحترفها.
لو علم هذا الرجل ما صنعَت أفكاري بضحكه لتعجب من عبثي بقهقهاته العفوية وتوقف على الفور!
لا أدري كم من الوقت أمضيت أفكر بموضوع الضحك، لكني نظرت إلى صديقتي فوجدتها تهيئ نفسها للإقلاع من موقعها، فضّلتُ أن أستمر بلعبة الضحك هذه فجعلتها تظن أني مازلت أعبث بضحكات ذاك الرجل وأفكاري.
للصراحة، لا تتوفر كل مرّة فرصة كهذه! لذا وبالرغم من الغصة تمتعت بنعمة الضحك.