The morning
29/06/2007, 06:43
أعترف بأنني عاجز عن مقارعة ومحاججة أي أميٍّ أو متبجح أو صفيق أو مدعٍ أو قليل أدب. لأن لغة الحوار ستكون معدومة حتماً. لذلك أؤثر أن أبتعد قدر ما أستطيع عن الدخول في سجالات مع مثل هؤلاء، لأنه حكماً سيكون هناك مشادَّة ذات مستوىً غير لائق وغير حضاري، وسأكون خاسراً لا محالة!!
أعترف بأنني آثرت الانسحاب من اجتماعات المؤتمر العام لنقابة الفنانين، وذلك للطريقة البازارية التي يعالج بها نقيب الفنانين – المهذَّب جداً- قضايا النقابة والأعضاء، من تخوين وشتم وإهانة لا تليق إلا به، مع ذلك أقول: مبروك لفناني سورية "سبارتاكوس" الدراما السورية !!
أعترف بأنني لا أمتلك الأدوات اللازمة لمواجهة أصحاب الأصوات العالية، والصراخ المدوِّي والشعارات الطنَّانة، لأنهم أكثر الناس اختباءً وراء هذا النوع من الضجيج.
فهم لا يجيدون غير هذا العمل الصوتي المضلل، حيث إنهم بقليل من الشعارات يمكنهم أن يحرِّروا القدس، ويلغوا البطالة، ويقضوا على الأمية والفساد، وينقذوا الفقراء....
أعترف بأنني عاجز عن فهم أحد شروط الترشح على مجلس الشعب وهو: أن يعرف المرشح القراءة والكتابة ؟!
لأنه لو تغيَّر هذا الشرط وارتفع إلى حدٍ أعلى قليلاً، لأصبحت نسبة كبيرة من المرشحين خارج شروط اللعبة الانتخابية.
أعترف بأني عاجز عن فهم بعض الناس الذين يصدّرون ويخرجون من عبِّ أخلاقهم، شهاداتِ حسن سلوك للآخرين، ويقيِّمون ويوصِّفون على هواهم ومزاجهم!
المصيبة عن هؤلاء الناس، أن أحدهم لا يرى " حردبته "، ولا يعرف موقعه عند الآخرين، وما هي شهاداتهم به!
أعترف بأنني أبذل جهداً مضاعفاً لإقناع بعض الناس، وأخصُّ منهم مديري وقياديي الحركة الثقافية والفنية، بأن ما أبديه من رأي حول استحقاقاتهم ونتائجهم الإدارية والعملية والمهنية، ليس له صلة لا من قريب ولا من بعيد بالمواقف الشخصية، إنما هي آراء مهنية صرفة مجردة عن الذاتي والشخصي.
ولكن يبدو أن بعضهم قد أخذ قيمته من الكرسي الذي أجلس عليه، ولذلك تحوَّل إلى شخص شرس في الدفاع عن هذا المكتسب الذي منحه قيمةً لا يمتلكها أصلاً.
أعترف بأنني لم آت إلى هذه الحياة لكي أتفق مع الجميع، فالاختلاف شرط إنساني حضاري، وهو نقطة الانطلاق الأولى للتطوُّر في كافة المجالات، فالاستكانة هي عربون الثبات والتخلف، وهي الشرط الأول للموات، لكن للاختلاف الخلاَّق أصحابه وأهله..
أعترف بأن ذهاب بعض زملائنا للعمل في الدراما المصرية، له إيجابيات ما، أهمُّها اعتراف الآخرين بهذه الدراما وجودتها تمثيلاً وإخراجاً، وإن رفض أي أحد المشاركة بتجارب كهذه، لا يعني موقفاً سلبياً منها، إنما هو موقف شخصي وذاتي محض لا يخص أحداً البتة، ولا يدخل في باب المزاودات على أحد..
أعترف بأنني أحسُّ ببعض الخوف على الحدث المهم " دمشق عاصمة للثقافة العربية " والذي لا تفصلنا عنه إلا أشهراً قليلة، حيث إن الجميع يلاحظ أن شوارع دمشق وأرصفتها " منكوتة نكت " وأن العمل جارٍ على قدم وساق، والتجميلات والتحسينات قادمة، ولكن ما هو مأمول، أن تكون كل الورشات تعمل، ليس فقط في إطار التحسينات البرَّانية، ولكن أن يكون هناك جودة عالية في انتقاء الفعاليات الثقافية والإبداعية، محلياً، وعربياً، وعالمياً، فالنوايا والإمكانات كلها متوفرة، وعلينا استثمارها إلى أقصى مدىً ممكن، كي لا نصل إلى ساعة لا ينفع فيها الندم!
أعترف بأني أعرف بعض عيوب هذا البلد، الذي أنا جزء منه، ولكني مقتنع جداً بأن هذا المكان هو الأرقى والأنبل والأجمل، ولن أفتح قلبي إلا له ومن أجله، ولن أتغاضى عن أي سلبية تسيء له.
بسام كوسا
19 نيسان 2007
أعترف بأنني آثرت الانسحاب من اجتماعات المؤتمر العام لنقابة الفنانين، وذلك للطريقة البازارية التي يعالج بها نقيب الفنانين – المهذَّب جداً- قضايا النقابة والأعضاء، من تخوين وشتم وإهانة لا تليق إلا به، مع ذلك أقول: مبروك لفناني سورية "سبارتاكوس" الدراما السورية !!
أعترف بأنني لا أمتلك الأدوات اللازمة لمواجهة أصحاب الأصوات العالية، والصراخ المدوِّي والشعارات الطنَّانة، لأنهم أكثر الناس اختباءً وراء هذا النوع من الضجيج.
فهم لا يجيدون غير هذا العمل الصوتي المضلل، حيث إنهم بقليل من الشعارات يمكنهم أن يحرِّروا القدس، ويلغوا البطالة، ويقضوا على الأمية والفساد، وينقذوا الفقراء....
أعترف بأنني عاجز عن فهم أحد شروط الترشح على مجلس الشعب وهو: أن يعرف المرشح القراءة والكتابة ؟!
لأنه لو تغيَّر هذا الشرط وارتفع إلى حدٍ أعلى قليلاً، لأصبحت نسبة كبيرة من المرشحين خارج شروط اللعبة الانتخابية.
أعترف بأني عاجز عن فهم بعض الناس الذين يصدّرون ويخرجون من عبِّ أخلاقهم، شهاداتِ حسن سلوك للآخرين، ويقيِّمون ويوصِّفون على هواهم ومزاجهم!
المصيبة عن هؤلاء الناس، أن أحدهم لا يرى " حردبته "، ولا يعرف موقعه عند الآخرين، وما هي شهاداتهم به!
أعترف بأنني أبذل جهداً مضاعفاً لإقناع بعض الناس، وأخصُّ منهم مديري وقياديي الحركة الثقافية والفنية، بأن ما أبديه من رأي حول استحقاقاتهم ونتائجهم الإدارية والعملية والمهنية، ليس له صلة لا من قريب ولا من بعيد بالمواقف الشخصية، إنما هي آراء مهنية صرفة مجردة عن الذاتي والشخصي.
ولكن يبدو أن بعضهم قد أخذ قيمته من الكرسي الذي أجلس عليه، ولذلك تحوَّل إلى شخص شرس في الدفاع عن هذا المكتسب الذي منحه قيمةً لا يمتلكها أصلاً.
أعترف بأنني لم آت إلى هذه الحياة لكي أتفق مع الجميع، فالاختلاف شرط إنساني حضاري، وهو نقطة الانطلاق الأولى للتطوُّر في كافة المجالات، فالاستكانة هي عربون الثبات والتخلف، وهي الشرط الأول للموات، لكن للاختلاف الخلاَّق أصحابه وأهله..
أعترف بأن ذهاب بعض زملائنا للعمل في الدراما المصرية، له إيجابيات ما، أهمُّها اعتراف الآخرين بهذه الدراما وجودتها تمثيلاً وإخراجاً، وإن رفض أي أحد المشاركة بتجارب كهذه، لا يعني موقفاً سلبياً منها، إنما هو موقف شخصي وذاتي محض لا يخص أحداً البتة، ولا يدخل في باب المزاودات على أحد..
أعترف بأنني أحسُّ ببعض الخوف على الحدث المهم " دمشق عاصمة للثقافة العربية " والذي لا تفصلنا عنه إلا أشهراً قليلة، حيث إن الجميع يلاحظ أن شوارع دمشق وأرصفتها " منكوتة نكت " وأن العمل جارٍ على قدم وساق، والتجميلات والتحسينات قادمة، ولكن ما هو مأمول، أن تكون كل الورشات تعمل، ليس فقط في إطار التحسينات البرَّانية، ولكن أن يكون هناك جودة عالية في انتقاء الفعاليات الثقافية والإبداعية، محلياً، وعربياً، وعالمياً، فالنوايا والإمكانات كلها متوفرة، وعلينا استثمارها إلى أقصى مدىً ممكن، كي لا نصل إلى ساعة لا ينفع فيها الندم!
أعترف بأني أعرف بعض عيوب هذا البلد، الذي أنا جزء منه، ولكني مقتنع جداً بأن هذا المكان هو الأرقى والأنبل والأجمل، ولن أفتح قلبي إلا له ومن أجله، ولن أتغاضى عن أي سلبية تسيء له.
بسام كوسا
19 نيسان 2007