x52
25/06/2007, 12:44
كان كثير الحركة، مشاغب، وجماله في مشاغبته، مثله مثل شغب الماء تماماً، أبواه يحبانه بدرجة لا توصف،
وكذا الجيران وكل من في الحارة. فالكل يتهافت على حمله و مداعبته، إذ تكفي نظرة واحدة إلى عينيه
العسليتين، اللتان تشعان بريقاً وأملاً، مختلطة بابتسامته البرئية.. التي تخرج عفوية من فمه الصغير لتجعلك
متعلقاً به، وتجبرك على الرد بأحسن منها .. الآن وقد كبر وأصبح في السابعة من عمره.
ذات يومٍ عمل - شقاوة - وبسبب تلك الحركات المعهودة ممن هم في مثل سِنه، غضبت والدته وأقسمت
أن تشكوه إلى والده حين عودته من عمله، لكنه استقبل كلمات والدته بعدم المبالاة، فلقد تعود على سماع
تلك العبارات منها.
والده في مكتبه .. منهمك في عمله .. محاصر بين الأوراق أو كما يحلو أن يسميها النمر
الورقي .. لكثرتها .. فهذه بحاجة إلى توقيع ، وتلك بحاجة إلى تدقيق .. والهاتف .. نعم والهاتف الذي لا
يهدأ .. والاجتماعات الدائمة .. والمقابلات شبه اليومية مع الوفود القادمة من الخارج، فهذا هو حال
المدراء ..
فُتح باب الكراج .. أحست الأم بوصول زوجها ، فاتجهت إليه تستقبله وتلقي على وجهه
نشرة الأخبار .. ابنك كسر كأساً .. وصعد فوق التلفاز حتى كاد أن ينقلب على وجه .. و .. و .. و لم
يسمع كلامي حين حذرته .. بل على العكس أخذ يزداد في مشاغبته .. وقتها دارت في رأس أبيه المشحون
.. كل شياطين الجن والأنس .. فنادى على ابنه .. والشرر يتطاير من عينيه .. وأمسكه من كتفه وهز بدنه
هزة عنيفة .. والتفت جانباً فرأى لوحاً خشبياً مسدناً على حائط الكراج ..فحملها .. وضرب ابنه على يده
ضرباً مبرحاً .. والطفل يضرب برجله في الأرض .. والأب ممسك بيد ابنه واليد الأخرى ممسكة باللوح ، لم
تتحمل الأم وحاولت منع زوجها بعدما رأت ما رأت .. والأبن يتأوه والأب يزداد في الضرب .. لم
يستجب لاستغاثة الابن ولا لصراخه .. إلا عندما رأى الدم ينزف من يد ابنه .. تأمل في اللوح وإذ بها ممتلئة
بالمسامير ...
حمل ابنه إلى المشفى .. والأبن يصرخ من عصرة الألم والأب يحاول عبثاً أن يهدأ من روعه .. في المشفى ..
يالدهشته !! أخبره الدكتور .. أنه لا بد من بترها لإن المسامير كانت .. مسمومة ..
بعد العملية .. دخل الأب على ابنه وهو منكس الرأس .. نظر إليه طفله الصغير .. نظرة تحمل الكثير من
التساؤلات ..قال له ابنه .." بابا .. حبيبي .. أقسم أنها آخر مرة أفعل فيها شيئاً يغضبك ، لن أعيدها مرة
أخرى، لكن هل ستُعيد إلي يدي ؟!
وكذا الجيران وكل من في الحارة. فالكل يتهافت على حمله و مداعبته، إذ تكفي نظرة واحدة إلى عينيه
العسليتين، اللتان تشعان بريقاً وأملاً، مختلطة بابتسامته البرئية.. التي تخرج عفوية من فمه الصغير لتجعلك
متعلقاً به، وتجبرك على الرد بأحسن منها .. الآن وقد كبر وأصبح في السابعة من عمره.
ذات يومٍ عمل - شقاوة - وبسبب تلك الحركات المعهودة ممن هم في مثل سِنه، غضبت والدته وأقسمت
أن تشكوه إلى والده حين عودته من عمله، لكنه استقبل كلمات والدته بعدم المبالاة، فلقد تعود على سماع
تلك العبارات منها.
والده في مكتبه .. منهمك في عمله .. محاصر بين الأوراق أو كما يحلو أن يسميها النمر
الورقي .. لكثرتها .. فهذه بحاجة إلى توقيع ، وتلك بحاجة إلى تدقيق .. والهاتف .. نعم والهاتف الذي لا
يهدأ .. والاجتماعات الدائمة .. والمقابلات شبه اليومية مع الوفود القادمة من الخارج، فهذا هو حال
المدراء ..
فُتح باب الكراج .. أحست الأم بوصول زوجها ، فاتجهت إليه تستقبله وتلقي على وجهه
نشرة الأخبار .. ابنك كسر كأساً .. وصعد فوق التلفاز حتى كاد أن ينقلب على وجه .. و .. و .. و لم
يسمع كلامي حين حذرته .. بل على العكس أخذ يزداد في مشاغبته .. وقتها دارت في رأس أبيه المشحون
.. كل شياطين الجن والأنس .. فنادى على ابنه .. والشرر يتطاير من عينيه .. وأمسكه من كتفه وهز بدنه
هزة عنيفة .. والتفت جانباً فرأى لوحاً خشبياً مسدناً على حائط الكراج ..فحملها .. وضرب ابنه على يده
ضرباً مبرحاً .. والطفل يضرب برجله في الأرض .. والأب ممسك بيد ابنه واليد الأخرى ممسكة باللوح ، لم
تتحمل الأم وحاولت منع زوجها بعدما رأت ما رأت .. والأبن يتأوه والأب يزداد في الضرب .. لم
يستجب لاستغاثة الابن ولا لصراخه .. إلا عندما رأى الدم ينزف من يد ابنه .. تأمل في اللوح وإذ بها ممتلئة
بالمسامير ...
حمل ابنه إلى المشفى .. والأبن يصرخ من عصرة الألم والأب يحاول عبثاً أن يهدأ من روعه .. في المشفى ..
يالدهشته !! أخبره الدكتور .. أنه لا بد من بترها لإن المسامير كانت .. مسمومة ..
بعد العملية .. دخل الأب على ابنه وهو منكس الرأس .. نظر إليه طفله الصغير .. نظرة تحمل الكثير من
التساؤلات ..قال له ابنه .." بابا .. حبيبي .. أقسم أنها آخر مرة أفعل فيها شيئاً يغضبك ، لن أعيدها مرة
أخرى، لكن هل ستُعيد إلي يدي ؟!