-
عرض كامل الموضوع : الكاتب السوري غسان المفلح : إذا كنت تعتبر التوريث الجهموري هو تغيير فهذه مصيبة
الكاتب السوري غسان المفلح : إذا كنت تعتبر التوريث الجهموري هو تغيير فهذه مصيبة
من يتنطح الشأن العام فلن يتهيب المواجهة المحرجة، لا نفصل أسئلة على مقاس أحد. ورأيك المختلف محط اعتبار واحترام لدى من لا يشاركك إياه.
غسان المفلح واحد من الأقلام المعروفة بتصديها لعقلية الاستبداد والبحث عن جذوره المعرفية والثقافية. سيما وأنه أحد دافعي الضرائب الكبيرة بسبب رأيه، وكان ذلك جزءا كبيرا من عمره في سجون القمع الدكتاتوري. ولم يأل جهدا في الحوار، ينادي للحوار، ويقبل بالحوار ويعتقد بالحوار ثم الحوار، وهذا ما نلحظه بين طيات عباراته في الحوار الصريح أدناه.
يقول غسان المفلح:
حدود خلافي مع النظام أنه لم يترك لنا هامشا نتفق معه فيه..
أعطني مثالا واحدا في بلاد العرب تغيرت السلطة فيه تغيرا كليا وجاء مكانها حجاجا آخر كما تقول منذ أكثر من ثلاثة عقود أما إذا كنت تعتبر التوريث الجهموري هو تغيير فهذه مصيبة..
ما قامت به المعارضة ولازالت تقوم به أمرا يعبر عن حركية إيجابية ولو أنها ليست كافية .
المعارضة ليس لديها سندا دوليا ولا أقليميا كان المخلوع صدام حسين سندا لقسم من هذه المعارضة في فترة ما وفشلت وفق سياق هذا السند أن تسقط النظام .
الجميع يعرف جيدا أنه بدون العامل الخارجي لا تغيير في سورية وهذا يعود إلى عدة أسباب يطول شرحها ..
بغض النظر عن تحالف الأخوان مع السيد عبد الحليم خدام فإننا أمام حالة يجب النظر إليها على أنها تيار اجتماعي قائم في سورية
في بلد فيه أكثر من خمس وثلاثون بالمائة من سكانه ليسوا مسلمين سنة فإن تنظيما كالأخوان المسلمين لابد في هذه الحال أن يأخذ وجها طائفيا ..
إذا بقيت الجبهة (جبهة الخلاص) على نفس الخطاب ونفس أساليب العمل أعتقد أنها في وضع ليس جيدا .
الشعب السوري لم يعد بحاجة إلى بيانات بل إلى ضمانات ومعرفة حقيقية بقوى مادية على الأرض سواء من خلال فضائية تلفزيونية أو من خلال حضور قوي للمعارضة على المستوى الدولي .
أنا شخصيا أصدق أن لدى الأخوان تيارا عريضا بات يؤمن حقيقة بالديمقراطية .
حق تقرير المصير هو حق إنساني بالدرجة الأولى ...أو أن تأخذ شكلا فدراليا أو كونفدراليا هذا يقرره الشعب السوري الذي يعيش في حرية وليس الشعب السوري الذي يعيش تحت نير الاستبداد منذ خمسة عقود . ولهذا
أعتقد أن ما يحتاجه الشعب الكوردي قبل العربي في سورية هو أن نكون شركاء لا فرقاء ..
أن السيد خدام كان يمثل شرعية حزبية وطائفية وسياسية بالنسبة لنظام الأسد الراحل كان السيد رفعت الأسد يفتقدها فرفعت لم يكن لدى الشارع السوري سوى أخ الديكتاتور في المؤدى الأخير .
سأكون بذلك صريحا كالعادة لا يوجد لدينا إمكانية لتغيير نظيف دون إشراك مراكز قوى من داخل النظام أو تغيير تدريجي مواقعي للسلطة في سورية
من وجهة نظري ببساطة أن لا تغيير في سورية دون العامل الخارجي وهذا لايوافق عليه لا معارضة الداخل ولا جبهة الخلاص ولا السيد رفعت الأسد ..لهذا لست معني بالإجابة عنهم .
ليس من الشطارة بمكان تحميل المعارضة مسؤولية هذا النوع من الأنظمة اللقيطة لا هي إشتراكية ولا هي رأسمالية ! لاهي طائفية ولا هي علمانية ! لاهي قانونية ولا هي غير قانونية !
أعتقد لايوجد في سورية في الجامعات السورية عشرين طالبا يعرفون من هي أحزاب المعارضة وجبهة الخلاص لولا المنابر الإعلامية الفضائية التي فتحت لها في مرحلة ما..!
الخوف في سورية من السلطة ومن تفريخاتها الإسلاموية فقط وليس من المعارضة أو من الشعب السوري .
نص الحوار:
أشكر بداية الأخ علي الحاج حسين على جهوده المتميزة في إثارة الحوار والسجال في الهم السوري وحول هذا الهم الذي ما فتئ يزداد مأساة يوما بعد يوم في ظل سلطة لم تعد تحمل أي وزن لهذا الوطن سوى ما يدره عليها من مرابح فقط ..وكأننا أمام حالة من الاستعصاء ..وهذه الأسئلة ليست بريئة وهنا قوتها ..
بعد اعتقال أول 1979 دام أشهرا واعتقال ثان 1987 دام أكثر من إثني عشر عاما ..كان ما بينهما ثمان سنوات يسيطر عليها الخوف من الاعتقال هاجسا أضافيا لما تخللها كثرة من الاستدعاءات الأمنية على فروع المخابرات..ثم تخفي لمدة أقل من سنتين ..لهذا ببساطة أقوم بنشاطي السياسي والحقوقي لأنني وعلى حد قول أحد الأصدقاء لم أعد أجيد غيره ..هكذا لنبدأ منذ البداية في صراحتنا المعهودة مع القارئ ومع أنفسنا ..هكذا نحن محترفون سياسيا وحقوقيا وكتابيا في ظل سلطة لا تعترف بأي احتراف في هذا الحقل بالذات لأنها تعتقد وتمارس الأمر على هذا الأساس : السياسة من حقها وحدها فقط ..
س1: ما هو أهم سبب شخصي - وفقط شخصي - يجعلك تنتقد أو تعارض النظام، وما هي حدود طموحاتك الشخصية والمنصب الذي تنشده وما هي حدود خلافك مع النظام وبماذا تتفق معه؟
أنا أعتقد أنه عندما تبدأ معارضتك وأنت في سن السابعة عشر لا تفكر وقتها في السبب الشخصي الذي يجعلك معارضا . أم عن طموحاتي الشخصية فأنا لا أصلح لكي أكون رجل إدارة سياسية لهذا أعرف أمكاناتي ولا أريد سوى العيش موظفا صغيرا في مكان هادئ وبراتب يحفظ للمرء كرامته فقط ..حدود خلافي مع النظام تحددها في أنه لم يترك لنا النظام هامشا نتفق معه فيه فقد ألغى كل الهوامش .. لأنه بات يستخدم كل الهوامش بطريقة تؤدي إلى فرط العقد السوري الهش أصلا ..
س2: لماذا تتكرر ولادة الحجاج فقط في بلداننا، لماذا لم يفلح الحاكم العربي أن يطور ويتطور، ولماذا لا تنبت شتلة الحجاج في الغرب ولم تنوجد نسخة رديئة عنه في بلاد الفرنجة التي نعيبها باستمرار؟
ماهذا السؤال الموارب وهل تبدلت عندنا السلطة كي نقارن هذه المقارنة فنحن منذ أربعة عقود وأكثر تحكمنا نفس السلطة وتستخدم نفس العلاقات والأساليب في ممارسة سلطتها .كما أنني لست ميالا إلى هذه المقارنات التي تضع الوضع المصري مثلا مع الوضع المغربي مع الوضع السوري في سلة واحدة أن هذا الأمر يزيد من العتمة التي تريد السلطة وبعض أقلامها فرضها علينا . فأنا لا أقارن مستوى الحريات في مصر أو في المغرب مع مستوى الحريات في سورية ! لهذا وضع الجميع في سلة واحدة أمر غير صحيح وغير صحي بالآن معا ..لهذا أعتقد أن هذا السؤال سؤالا مخاتلا ومضللا ..ولم يعد وقته الآن بل هو وقت للسؤال : لماذا تزداد هوامش الحرية وتتقونن في بلاد العرب الأخرى ماعدا ليبيا وتتضاءل ارتجاليا وممارساتيا في سورية حتى درجة تكاد تصبح معها معدومة..علينا أن نؤسس فهمنا لهذا الأمر وفق المنظور التاريخي النسبي لا أن نعمم شموليا كما يريد النظام نفسه من خلال هذا التعميم ليصبح : كله عند العرب صابون وهذا غير صحيح مطلقا . والبديل الديمقراطي هو دولة عصرية وليس سلطة شخصانية . أعطني مثالا واحدا في بلاد العرب تغيرت السلطة فيه تغيرا كليا وجاء مكانها حجاجا آخر كما تقول منذ أكثر من ثلاثة عقود أما إذا كنت تعتبر التوريث الملكي أو الجهموري هو تغيير فهذه مصيبة..ما يجري الآن أن معظم السلطات العربية تحاول أن تتكيف وفق معطيات تختلف من دولة إلى أخرى ماعدا السلطة في سورية وليبيا ..ولنأخذ مثالا مؤشر حرية الإعلام والأنترنت في السعودية بات أعلى من مؤشرها في سورية ..
س3: لماذا يتكرر فشل المعارضة السورية منذ أربعين سنة وتزداد تشرذما ووهنا ولم تربح الشارع السوري لجانبها وخسرت كل الجولات ضد النظام، هل تم تدجين الشعب السوري لدرجة أنه لا يستطيع رد الحيف عن نفسه أم أن السوريات غير قادرات على انجاب أفضل مما هو راهن في المعارضة والنظام؟ وهل يمكن أن يكون الشعب مخطئا والنظام على حق، ولماذا تبدو معظم أطياف المعارضة كطفل مشاكس لا يسمح له الجري في ملعب النظام ولا في الشارع الشعبي؟
لو أخذنا يا صديقي حجم الممانعة التي كانت ولازالت تقف في وجه هذه المعارضة لوجدنا أن ماقامت به المعارضة ولازالت تقوم به أمرا يعبر عن حركية إيجابية ولو أنها ليست كافية . وعلينا أن نميز بين مرحلتين في سورية الأولى هي ماقبل سقوط السوفييت والثانية هي ما بعد سقوط السوفييت ..في المرحلة الأولى المعارضة السورية دفعت ثمنا باهظا وكانت حريصة كل الحرص على المواجهة المباشرة مع السلطة هذه التجربة في الواقع والتي استمرت أكثر من عقدين من الزمن ولازال قسم من المعتقلين موجود منذ تلك الفترة .. هذه التجربة لم تقم المعارضة بقراءتها وإعادة نقدها لتلك الفترة .ولم تأخذ مطلقا في الحسبان في أي عالم بتنا نحن الآن وحتى في سياق الحرب الباردة ؟ ببساطة يمكنا القول الآن وبدرجة من الثقة : أن هذه المعارضة ليس لديها سندا دوليا ولا أقليميا كان المخلوع صدام حسين سندا لقسم من هذه المعارضة في فترة ما وفشلت هذه المعارضة ووفق سياق هذا السند أن تسقط النظام . وفشلها هذا رغم عمقها الشعبي أدى إلى ما أسميه إعادة هيكلة المجتمع السوري نهائيا ضمن الأطر السلطوية أمنيا وطوارئيا ولا قانونيا أيضا بشكل عام . بعد تلك الأحداث التي لم يجري تقييمها بشكل جيد حتى اللحظة ونقدها لم يعد للمعارضة أي سند في الحقيقة .وهي تواجه مصيرها بنفسها ..وهذا يعود إلى جملة أسباب ولكن أهمها أن هنالك قسم من هذه المعارضة له نفس خطاب السلطة من الخارج وتقييمه لهذا الخارج لازال يتم سواء عن نية حسنة أو سيئة وفق أدوات أيديولوجية قديمة لا تحاكي حجم التغييرات في العالم المعاصر وفي المنطقة عموما . ولازال لديها تصنيف خائن ووطني .تماما كتصنيف السلطة لمعارضتها ..وكثير منهم يفرحون عندما يخرج مسؤول سلطوي ويتحدث عن معارضة وطنية لا تستقوي بالخارج ! بينما هو يحاول ليل نهار الاستقواء بالخارج من أجل بقاء هذه السلطة . والجيمع يعرف جيدا أنه بدون العامل الخارجي لا تغيير في سورية وهذا يعود إلى عدة أسباب يطول شرحها ..والشعب ليس مخطئا وليس مصيبا الشعب عاش خمسة عقود تقريبا في ظل القمع لم يعد قادرا أن يعرف ما هو معنى الحرية والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان . لا حظ حتى رغم كل هذا لازلت تجد أصواتا قوية داخل هذه المعارضة هي في العمق ضد ما يعرف بالنموذج الغربي للديمقراطية وباتوا الآن يربطونه بالسياسة الأمريكية في المنطقة !لكي تكون الأولوية هي لمواجهة المشروع الأمريكي . وهم يدركون تماما أن ماتم في غالبية البلدان العربية من إصلاحات سياسية تم بفعل الضغوط الغربية والأمريكية وحاجة هذه السلطات للتكيف .ولا ينظرون سوى للتجربة العراقية التي مارس فيها الأمريكان أيضا ما لايمكن الدفاع عنه في تحطيمهم لبنية الدولة القائمة رغم هشاشتها . ولكن رغم كل هذا نرى أن المطلب الديمقراطي السوري يتقدم بخطى بطيئة لم يعد النظام قادرا على منعها .
س4: أسس حزب الأخوان ميثاق لندن وصاغوا برنامجا حضاريا لسوريا المستقبل، وأخيرا جبهة خلاص مع نائب الرئيس الأسبق المحامي عبد الحليم خدام. وينادون بالدولة المؤسساتية وهجروا الدعوة لخلافة تقليدية، ويتحالفون مع خصوم الأمس والأكراد، هل نجحوا أم أنهم فقط أضافوا رقما جديدا في جوقة الأسماء الفاشلة من أحزاب وحركات ومنظمات سورية منذ أكثر من أربعين سنة، وهل يعول على حزب ديني حمل لواء التغيير الديمقراطي وإقامة دولة علمانية؟
بغض النظر عن تحالف الأخوان مع السيد عبد الحليم خدام فإننا أمام حالة يجب النظر إليها على أنها تيار اجتماعي قائم في سورية ولا يمكن لك أن تتعامل معه إلا بثلاث طرق إما أن تحرقهم كما يحاول النظام وكتبته أن يقوموا به . أو تجاورهم وهذا الأمر مستحيل في وطن واحد , أو أن تحاورهم وتتفاعل معهم وتصل معهم إلى نتيجة بسيطة : الديمقراطية . ومن يستمر في تبني سياسة العنف يتحول إلى خارج عن القانون كما حدث الآن مع حركة حماس ليعطونا الآخرون طريقة رابعة للتعامل مع هذا التيار .ثم هنالك قضية الكل يعلمها في سورية أن هذا التيار ليس كحال التيار الفلسطيني والمصري بل هو تيار لا يمكن له أن يشكل أكثرية داخل الجسم الاجتماعي السوري وأعتقد أن هذه المسألة بات الأخوان المسلمين يدركونها بشكل جيد . ولكن دعنا نقول التالي : في بلد فيه أكثر من خمس وثلاثون بالمائة من سكانه ليسوا مسلمين سنة فإن تنظيما كالأخوان المسلمين لابد في هذه الحال أن يأخذ وجها طائفيا ..لأنه حكر على أبناء طائفة واحدة وأعتقد هذا الأمر هو مثار نقاش لديهم أيضا . لهذا النفخ في خطورة هذا التيار السوري هو من قبيل صب الحب في طاحونة السلطة . وأعتقد في هذه المناسبة أن أوضح أن ماقامت به جبهة الخلاص قد أعطى دفعا للعمل المعارض السوري ولكنه غير كاف أبدا هذا من جهة ومن جهة أخرى لم تستطع الجبهة حتى هذه اللحظة من إنتاج فريق عمل مؤسسي ولا أن تبني دعما ماديا للعمل المعارض . وهذا الأمر ما تحتاجه سورية في هذه المرحلة وإذا بقيت الجبهة على نفس الخطاب ونفس أساليب العمل أعتقد أنها في وضع ليس جيدا . رغم أنني أميل إلى أن ماهو مطلوب من السيد خدام أكثر مما قدمه في الحقيقة . فبدون عمل مؤسساتي على صعيد بنى الجبهة وإعلامها ستكون نسخة عن المعارضة التقليدية وهياكلها التقليدية أيضا . الشعب السوري لم يعد بحاجة إلى بيانات بل إلى ضمانات ومعرفة حقيقية بقوى مادية على الأرض سواء من خلال فضائية تلفزيونية أو من خلال حضور قوي للمعارضة على المستوى الدولي . هذا من زاوية الجبهة أما من زاوية الأخوان المسلمين داخل الجبهة وداخل المعارضة فإنهم في الحقيقة لازالت نتائج عملهم تنبأ بأنهم لم يساهموا وفق قدراتهم بل لازالوا يتعاملون بطريقة حذرة وهذا رأيي بالطبع . وتثيرني هنا مفارقة لطيفة لا بد من ذكرها : ومتروكة للقارئ أن يستنتج منها ما يشاء ! أن قناة الجزيرة في كل مناسبة تقوم بمقابلات مع رموز الأخوان المسلمين ولكنها ترفض اللقاء مع حلفاءهم في الجبهة سواء السيد خدام أم السيد صلاح بدرالدين ! ومع ذلك ليس هنالك طرقا أخرى غير الحوار واللقاء مع جماعة الأخوان المسلمين فهم قوى سورية مثلهم مثل أية قوة سياسية سورية . ودون أن يعني هذا غياب الفعل النقدي عن هذه اللقاءات . أنا شخصيا أصدق أن لدى الأخوان تيارا عريضا بات يؤمن حقيقة بالديمقراطية .
س5: أسس الأكراد في أواسط القرن المنصرم أحزابهم القومية في سوريا، وظلت تتصاعد مطالبهم من الحقوق الثقافية والمواطنة وصولا للإدارة الذاتية والاستقلال عن سوريا، فهل يمكن للأكراد أن يكونوا فتيل التغيير في سوريا أم حطبا لحرق مرحلة تالية؟ وهل هم أكراد سوريون أم سوريون أكراد؟
لن أدخل في أحجية القسم الأخير من سؤالك هم رافعة للتغيير الديمقراطي وهذه حقيقة . وأمراضهم كأمراض بقية المعارضة السورية . وبات بالنسبة لهم الوضع الآن أفضل من ذي قبل . أنا أنظر للمسألة من زاوية الإنسان بالدرجة الأولى أعتقد أن هنالك قسما من المعارضة الكردية يتعامل مع الموضوع الكردي في سورية بأنه محصلة ميزان قوى على الأرض وليس وفق منطق التعايش في وطن واحد ! لهذا هم باتوا يتحدثون عن احتلال عربي لكردستان سورية . ويرسمون الخرائط حسنا .. وهناك بالمقابل من يقول في المعارضة السورية بأنه لايوجد شيئ أسمه كردستان سورية أعتقد أن الأمر بات الآن صراع داخل شبكة ملفوظات سياسية تنفي صفة الحق الإنساني عن القضية بمعنى أنها تدخلنا في قضية : لمن هذه الأرض ؟ وهنا علينا أن ننظر لصكوك الملكية ! وأنا لا أرى القضية من هذا المنظار أبدا : مثال حزب اليكيتي بزعامة السيد فؤاد عليكو يطرح مايسميه الوحدة الإدارية بين الجزر الثلاث قامشلو وكوباني وعفرين . وإذا رفض السكان العرب والأرمن والآشوريين مثل هذا الاقتراح ماهو العمل ؟ وهم يرفضون فعلا هذا الأمر ..وقواهم السياسية تعبر عن هذا الموضوع ليل نهار ..؟ حق تقرير المصير هو حق إنساني بالدرجة الأولى . وإذا كانت إرادة الشعب السوري بعد أن يتعلم الحرية ويمارسها أن تتحول سورية إلى دويلات فأنا لست ضد هذا الأمر ..أو أن تأخذ شكلا فدراليا أو كونفدراليا هذا يقرره الشعب السوري الذي يعيش في حرية وليس الشعب السوري الذي يعيش تحت نير الاستبداد منذ خمسة عقود . ولهذا دعونا نكون أكثر صراحة مع بعضنا في هذه النقطة . الوضع في سورية غيره في العراق .. لا يمكن أن يتم أي إطار قانوني أو دستوري بمعزل عن التوافقية على الأقل كمرحلة أولى وكشركاء في وطن نبغي الوصول إليه وطن ديمقراطي . وبعدها لأي حزب الحق في طرح ما يشاء حتى لو أنه طلب تشكيل دولة في عفرين فهذا حقه ولكن ليس بالقوة . ولدينا مثالا كون الأخوة في بعض الأحزاب الكردية يحبون هذه الأمثلة حزب رابطة أبناء الشمال في إيطاليا منذ تأسيسه وهو يطالب باستقلال ناجز للشمال الإيطالي عن الجنوب وينجح له نواب في البرلمان الإيطالي أيضا ! ومع ذلك لم يستطع أن يحقق هذا المطلب ديمقراطيا فماذا يفعل في مثل هذه الحالة هل يفرض هذا الأمر بالقوة مثلا أم أننا أمام مرحلة لابد لنا من قطعها وهي أن يتعلم شعبنا الحرية وكيفية ممارستها وثقافتها وفي هذا السياق هو الذي يحدد مصيره وأشكال هذا المصير القانونية ؟ لهذا نرجو من الرفاق الأكراد أن يبتعدوا عن شبكة الملفوظات التي لا تجد مرجعيتها في الواقع السوري الجيوسياسي والديمغراسياسي . هذا من جهة ومن جهة أخرى نقول حول هذه المسألة للمعارضة العربية ـ رغم أنني ضد هذا التصنيف معارضة كردية ومعارضة عربية ـ أقول لهذه المعارضة التالي : لو إرتأت قوى المجتمع الدولي في لحظة ما من تطور الصراع في المنطقة عموما باتخاذ قرار دولي يعتبر الجزيرة السورية خارج سيطرة الحكومة المركزية في دمشق . كما هي الحال في ماحدث في شمال العراق بعد إخراج الديكتاتور من الكويت 1991! عندها ماذا تفعل هذه المعارضة العربية ؟ إذن هنالك منطقين الأول منطق شركاء وهذا يقتضي أنه لاحل إلا بالحوار والجلوس الدائم على طاولة الحوار للوصول إلى نقاط مشتركة أو منطق فرقاء عندها إذا لم يحصل كل طرف أو كل فريق على مطلبه القصوي فليذهب هو وربه وليقاتلا ..أعتقد ما يحتاجه الشعب الكوردي قبل العربي في سورية هو أن نكون شركاء لا فرقاء وهذا هو المنطق الذي يحكم وجهة نظري منذ زمن بعيد ..
س6: هل تعتبر المعارضة التي يقودها نائب الرئيس الأسبق رفعت الأسد معارضة موالاة، أو نسخة رديئة عن الجبهة التقدمية وهل المعارضة التي تضم البيانوني وخدام هي بالضرورة معارضة معاداة وخروج عن النواميس، ومالذي يفرقهما ولا يتفقون على التغيير المزعوم، وهل يمكن أن يعني تحالف البيانوني والخدام ورفعت أسد والأكراد في تيار واحد بمثابة بداية لتغيير حقيقي، ولماذا هو غير محقق حتى الآن، ولماذا لا يوجد ملكة نحل تجمع كل المعارضة حولها وظلت متناطحة على الدوام؟
لم أفهم ماذا تقصد بالخروج عن النواميس وماذا تقصد بالتغيير المزعوم إنك تجيب على الأسئلة يا صديقي قبل طرحها ؟ على كل حال إن هذا السؤال فعلا يعبر عن مأساوية الواقع السوري برمته وليس عند معارضته وحسب . وٍاقول لك على أمر مهم إن السيد خدام كان من وجهة نظري ( إذا ابتعدنا عما تسميه المعارضة جرائم السيد رفعت الأسد والتي لم تكن بقرار منه وبدون رضى الراحل حافظ الأسد أنا غير مقتنع أنه كان هنالك شخص ما داخل النظام قادر على التحرك خصوصا داخليا دون موافقة الرئيس الراحل ) وبعيدا عن رؤية المعارضة لهذا الموضوع قلت في نقاش سابق : أن السيد خدام كان يمثل شرعية حزبية وطائفية وسياسية بالنسبة لنظام الأسد الراحل كان السيد رفعت الأسد يفتقدها فرفعت لم يكن لدى الشارع السوري سوى أخ الديكتاتور في المؤدى الأخير . وأنا هنا اتحدث كداعية ديمقراطية وليس كقاض فهذه ليست مهمتي أبدا . وإن خروج السيد رفعت من النظام والطريقة التي أخرجه فيها أخيه لم تترك سوى أثرا إيجابيا على النظام على عكس السيد خدام الذي ترك بخروجه أثرا سلبيا على النظام وإيجابيا على الوضع السوري بغض النظر عن مواقفنا الذاتية من هذا الخروج وكيفية التعاطي معه . ولهذا إن الموقف من هذا السؤال يقتضي توضيح الموقف من عملية التغيير الديمقراطي برمتها وكيف نراها ..وسأكون بذلك صريحا كالعادة لا يوجد لدينا إمكانية لتغيير نظيف دون إشراك مراكز قوى من داخل النظام أو تغيير تدريجي مواقعي للسلطة في سورية بمعنى كما هو الحادث في مصر أو في المغرب حيث المعارضة علنية ومؤسسية ومقننة وتقوم بحرب مواقع سلمي ضد الاستبداد سواء في السلطة أو في المجتمع وكلما تراجع الاستبداد وأخلى موقعا تأخذ المعارضة مكانه ! مثال : هل هنالك إمكانية لأن يتراجع النظام في سورية عن سيطرته الأمنية المباشرة عن انتخاب مجلس نقابة فرعية صغيرة في محافظة ما فمابالك على صعيد البلد ككل ؟ وهذا الأمر يعرفه الجميع وكل منا يهرب منه على طريقته الخاصة . وحرب المواقع لايمكن لها أن تتم في ظل دستور سيطرة الحزب الواحد على مقاليد الدولة والمجتمع وهياكله التي صنعها الأمن على مدار أربعة عقود . لهذا التغيير الممكن هو الذي يتم بواسطة كل سوري له مصلحة في التغيير الديمقراطي وهنا عليك التوجه بسؤالك هذا إلى من ذكرتهم : وتٍسألهم هل لهم مصلحة في التغيير الديمقراطي وكيف يرونه ؟ من وجهة نظري ببساطة أن لا تغيير في سورية دون العامل الخارجي وهذا لايوافق عليه لا معارضة الداخل ولا جبهة الخلاص ولا السيد رفعت الأسد ..لهذا لست معني بالإجابة عنهم . ولكن ليس معنى حديثي أن العامل الخارجي هو احتلال عسكري كما حدث في العراق ـ رغم أنني أراه تحريرا واحتلالا في نفس الوقت وسبق وشرحت هذا الأمر مرارا في أكثر من مقال ومناسبة . فأنا لا أعارض أي تحالف تقوم به المعارضة ولكن موقفي يتحدد بما يطرحه هذا التحالف وبما يمارسه على الأرض .
س7: المعارضة السورية فشلت في احداث أي تغيير وكما يختلق النظام مبررات فشله في إدارة البلد، تختلق المعارضة المبررات لتحافظ على هياكل تنظيمية خاوية، فهل يمكن أن تحصل استقالات جماعية للزعامات الأبدية وتضخ دماء شابة في الطاحونة العتيقة؟ وما هو شكل صلاح المعارضة لتقوى على الوقوف بوجه هكذا نظام وتصبح فعلا مثلا لأكبر قدر ممكن من الشارع السوري الذي لم يسمع بمعظمها؟
هذا السؤال أعتقد انه بات يحمل في طياته كثير من الدلالات التي تحمل ما وصلت إليه البلاد للمعارضة ! وأعتقد أن المعارضة السورية من أكثر المعارضات التي دفعت ثمنا في المنطقة العربية ! فأنت لو نظرت الآن للوحة المعارضة في الداخل والخارج ستجد أنك أمام عدد ليس قليل أبدا ممن دخلوا السجون والآن ماذا يفعل بهم النظام ؟ هل يعيدهم جميعا إلى السجون ؟ أعتقد أن هذا الحضور كان له ثمن ولكنه ثمنا أكبر بكثير من هذا الحضور الضعيف يعود لعدة عوامل منها طبيعة هذا النوع من الأنظمة المتسلطة التي تهدم كل القوى الحية بالمجتمع وهذا معروف للجمع !فأنظمة المعسكر الشرقي رغم كل الدعم الغربي ورغم كل علمانية المجتمع وتطوره الصناعي والثقافي لو لم يحدث التغيير من فوق من السلطة نفسها في عهد غورباتشيف لما استطاع المجتمع أن يحدث تغييرا ديمقراطيا فما بالك بمجتمع محاصر بثقاقة تسلطية متخلفة ومحاصر بعصبياته الطائفية والقومجية والشعبوية ..الخ أعتقد ليس من الشطارة بمكان تحميل المعارضة مسؤولية هذا النوع من الأنظمة اللقيطة لا هي إشتراكية ولا هي رأسمالية ! لاهي طائفية ولا هي علمانية ! لاهي قانونية ولا هي غير قانونية ! لهذا إن الذي يحكم الآن في سورية بعد هذه العقود الأربعة هو : الفساد بكل قيمه ومحمولاته السياسية والاقتصادية والثقافية والطائفية والعشائرية والحزبية الشمولية . في عهد الراحل حافظ الأسد كان هنالك مسافة بين القرار السياسي الأمني وبين الفساد أما الآن فالفساد هو الذي ينتج القرار الأمني السياسي والفساد هو النظام . الفساد الآن هو من يصيغ السياسة الخارجية والداخلية والاقتصادية وحتى الثقافية .لهذا فإن المعارضة مطلوب منها ليس البحث وفق الوسائل القديمة بمنشورات وحتى بصفحات نت محجوبة ! المعارضة بحاجة إلى مؤسسة وفريق عمل منسجم نسبيا ودعم دولي ومنبر فضائي هكذا الأمر ببساطة رغم كل ما يقال فبدون هذا الأمر فلا مجال أبدا . أعتقد لايوجد في سورية في الجامعات السورية عشرين طالبا يعرفون من هي أحزاب المعارضة وجبهة الخلاص لولا المنابر الإعلامية الفضائية التي فتحت لها في مرحلة ما..! قبل أن يعاد غلقها لكان حالها كحال بقية تشكيلات المعارضة .
س8: لماذا توصم المعارضة السورية الناشطة خارج الوطن بأنها ربيبة الاستعمار والصهيونية، والداخلية بالشريفة وتتلقف الألقاب متسابقة لجني شهادات حسن السلوك من النظام الذي يفترض أنها تعارضه؟
هذا معيار فرضته السلطة منذ زمن بعيد والمعارضة تلقفته ولكن الآن الوضع أفضل من السابق بكثير فلم يعد هذا المعيار مهما كثيرا لكثير من معارضة الداخل .لهذا التوصيف سلطوي له مسحة شعبوية لا تصمد في التاريخ اليومي لموازين القوى السياسية ولهذا لا يهمني كثيرا الدخول في تبرئة أو في الفصل بين الداخل وبين الخارج .
س9: لولا عصا النظام الغليظة ما هي ضمانة الوحدة الوطنية والوئام السلمي في ظل دعوات تهجير العلويين للجبال والحزام العربي والاحصاء العنصري والفيدرالية الكردية واستبعاد السرياني من منصب الرئاسة والدعوات الطائفية والمذهبية والتكفيرية؟ هل أدمن السوريون القمع والذل والإهانات اليومية مع الفقر والبطالة؟
أعتقد أن هذا السؤال هو التضليل بعينه هل كانت الوحدة الوطنية السورية مهددة قبل مجيء البعث وفيما بعد الحركة التصحيحية ؟ ودعوات تهجير العلويين أعتقد أنه من الخبث طرح هذه المسألة في هذا السؤال لأن لا أحد طرح هذا الأمر وإذا كان أحدهم نتيجة لسبب ما لا أريد الدخول فيه طرح هذا الأمر فلايجب أن نتهم بدون تحديد من هي الجهة التي تريد هذا الأمر ! ولا أعرف في الحقيقة أن النظام هو سبب الوحدة الوطنية في سورية ما أعرفه أن هذا النظام كان استمراره مرتبط بتهديم ممنهج وغير ممنهج لوحدة وطنية كانت قيد التحقق ديمقراطيا .
س10: ما هي إمكانيات التغيير الفعلية في سوريا، وهل يمكن أن يتصالح النظام مع الشارع السوري، وكيف يمكننا أن ننظر إلى سوريا المستقبل في ظل ولاية قديمة متجددة ومحكمة دولية سارية وبرلمان جديد قادر على التصفيق وفقر مدقع ...؟
إمكانيات التغيير قائمة في روحية العصر والتاريخ له سننه وله قواه التي لاتخضع لمعايير شخص واحد مهما طال الأمر ونعتقد أنه لن يطول كثيرا فسورية لن تبقى خارج التاريخ هي ومعها بضعة دول لازالت مارقة على ثقافة حقوق الإنسان هذا ما يهمني أولا . وثانيا السلطة تعرف أكثر من غيرها أنها بما تقوم به إنما هي تواجه ميلا عالميا لا يمكن الوقوف به وإن كان هنالك إمكانية لكي تؤخره أو لكي تصل إلى ما وصل إليه صدام حسين : إما السلطة لي وكل العراق لي ولأبنائي وإما لاعراق ولاهم يحزنون ..لهذا الخوف على سورية ووحدتها هو من السلطة وليس من الخارج أو من الشعب السوري . هذا في نهاية المقالة ما أردت التأكيد عليه فشعبنا لايختلف عن بقية شعوب الأرض مطلقا . ودعونا فقط نعيد قراءة أن الإسلام السياسي المتطرف والعنفي هو وليد هذه السلطة ووليد حيثيات الحرب الباردة ووليد انسداد الأفق الديمقراطي عوامل أخرى كثيرة ولكن في سورية الخوف من السلطة ومن تفريخاتها الإسلاموية فقط وليس من المعارضة أو من الشعب السوري .
وأشكرك جزيل الشكر أنك أثرت مجموعة من المسائل تحتاج منا إلى توضيحات سنحاول القيام بها في كتابات لاحقة ..لقد حككت ذهننا . .
علي الحاج حسين
صياد الطيور
25/06/2007, 15:29
عمي زاهي
احتفظ بهالكلام لنفسك لأنو ما بيهم حدا
pleasurable
26/06/2007, 00:15
الرجاء زاهي
بدون نسخ ولصق
رجاءا بتكتب مواضيع من بنات أفكارك
شكرا شباب
عمي صياد الطيور ... بعرف انو ما بتهمك سوريا كل الذي يهمك هو بصطار معلمك الخائن بشار أسد الذي سيبقى يدعس به هذا الشعب المسكين وبأعترافك!
هذا الموضوع يهم كل سوري خصوصا الكتّاب السوريين
هلأ ليش أنا بعمل ( نسخ ولصق )!!! على رأي الصديق العزيز الحر الباكي .. فلأن هذه المواضيع تنشر على مواقع اعلامية للقراءة فقط وكثير من شبابنا لا يقرأها فأحب وضعها للنستفيد جميعا منها ونناقشها بهدوء ..رغم الذين يمرون لرمي فضلاتهم فقط!
النقطة المركزية هي أن نتعلم القراءة لأن شعبنا العربي والسوري بالذات أكثر شعب بعيد عن القراءة وفهم الأفكار الأخرى ومناقشتها!
وشكرا للتواصل
مو بالضرورة.. من الممكن جدّاً أنك تعمل نسخ ولصق ويكون الموضوع مفيد.. بس الأهم أنك تعلّق ولو بسطرين تلاتة عالموضوع... وموفقين شباب
شكرا عزيزي كهربجي مثقف
تأكد تماما أن الموضوع لم يقرأ من قبل الاخ صياد الطيور ، ولو قرأة بتمعن لوجد أفكار يقتنع بها وأفكار لا يقتنع بها لأنه في النتيجة انسان
هلأ المهم ايصال فكرة ما بكتابة أم بتعليق أم ( بنسخ ولصق ) أم بغيرة
وهنا عندنا الكاتب السوري غسان المفلح أنا نقلت حديثة مع أنني لا أقتنع بكل أفكارة!!! ولكن من حقة أن يتكلم ومن حقي أن ( انسخ وألصق ) ومن حقنا جميعا أن نعلّق على الموضوع!
صمت من جانب السيد ( علاك )!
اخوية نت
بدعم من : في بولتـين الحقوق محفوظة ©2000 - 2015, جيلسوفت إنتربـرايس المحدودة