حسون
03/06/2005, 12:53
صعوبات كثيرة وأزمات متعددة ومتنوعة تثقل كاهل سورية وتحول دون حدوث أي إنفراج يكون أرضية حقيقية لبناء التنمية الشاملة وبدء مرحلة جديدة تقوم على أسس الوحدة الوطنية ودولة المؤسسات .
الصعوبات لابد من تخطيها والأزمات تتطلب حلولا ناجعة وبرامج عقلانية متكاملة تنقذ البلاد وتجنبها وخائم عواقبها . فتفاقم الخلل والضعف والعجز الذي تعاني منه مؤسسات الدولة وكافة أجهزتها والإرتباك والتخبط الذي تبديه القيادة السياسية العليا في معالجة الصعوبات وكيفية التعامل مع المستجدات والمتغيرات الإقليمية والعالمية ، يقود سورية إلى عزلة أشد ومشاكل أصبحت تهدد إستقلالها وقد تهدد أيضا وحدة أراضيها .
الصعوبات والأزمات المزمنة التي تكبل سورية وبجزئها الأكـبر هـي نتـاج محـلي ، إنهـا إنتـاج محـلي صنعته القيادات السياسية خـلال العـقود القليلة الماضية. إذ عندما يقوم فريق ما بتصميم وصناعة نظام ما أو جهـاز ما ، ويكون المنتوج عاجزا وقاصرا عن تلبية حاجـة إيجـابيـة ما ، أو عـطـاء مفـيد مـا ، فالمنـطق يحـتـم مـراجعـة كـافـة الخـطوات بقـصـد معـرفـة الـعيوب والنـواقـص وإدراك مـواقـع الخـلل وكـل مـاحـال ويحــــول دون إنتـاجـية المـصـنوع . وبـديـهيـا أن تـبذل محـاولات لتـغـيير قـطعة مـا بـهدف إزالـة كـل مـايعـــرقـل أو يمنــع هــذا الـنـظـام عـن تأديـة وظيـفة أو مـهمـة مـحـددة أريــدت منــه .
ســورية كـدولـة ومؤسسـات تعمـل وفقـا لنـظام " ثــورة آذار" ونسختـه المـحـسـنة " الـحـركة التصحيحية" ومنـذ خمـسـة أعـوام وفقـا للنـسخة " الأكــثر تـطـورا " حيث مايسمى " الـعهـد الـجـديد " أو الــحرس الـجـديـد" بقيـادة " مدنــية" .
ســوريـة ووفقـا للنـظـام المـذكـور وتـحـسينـاتـه لاتـزال ، وعـلى كـافـة الأصعدة والمـستويات ، تـراوح فـي المـكان ، ولانـجـد إحــراز إي تـقدم يـذكـر ـ اللــهم بـضـعة عمليات تجميلية هنـــــا وهنــاك ـ فـسـوريـة لاتــزال تـعانـي مــن عـشـرات بل ومئآت الأزمـات والـصـعوبات ـ وغـالبها أصـبح خـطــيرا جــدا ـ فكــل شـئ هــو أزمــة بـحـد ذاتــه ، الـتعـليـم ـ الـصـحـة ـ الـخـدمـات ـ المـواصــلات مــرورا بالبـطـالــة 22% والـفـقر 14% وصـولا إلـى أداء وفـاعـلية المـؤسسـات الـرئيسية والـسـلطات الأساسية ، فالـسلطـة التـشـريعية عا طـلة ـ معـطلة ـ عـن أي تـشـريع ، والـسلـطة الـتنـفيـذية لاحــول لــها ولاقــوة، والـسلطـة القـضـائية لاســلطة لــها ولاســلطـان إذ تنـوب عنــها فـي معـظـم الأحـيان أجــهزة الأمــن فــي نــشر الـعدل والمساواة، وأمـا الإعــلام فـهو مــن الـدرجــة الـرابـعة .... فالـحـديث عــن الأزمـات ، وكمـا تـقول العـامـية ـ حــــدث ولاحــــرج ـ .
نـظـام آذار وبـكـل مـاطــرأ عليـه مـن تحـسينـات ـ العــهد الـجديد ـ بــقي عـاجـزا عــن تـقديـم الـحـلول وهـــــــو عــاجــز عــن تـقديم بـرنـامـج حقيقـي متـكامــل يـسـهم ولـو بقـسط يسيـر فــي معـالجـة الـصـعوبات والأزمات الـتي تـواجــه ســورية . إننـي أجــده عـاجــز عــن تقديـم أي مـشـروع حـضـاري أو تنمـوي متكـامـل ، وعـاجز عــن تذليل أية صعوبات أو تجاوز أية أزمات . فـ " الـعـهد الـجـديـد " وبمضـيه فـي إعتمـاد قـوانـين الـطوارئ والأحــكام الـعرفية ـ رغـم زوال أسبابها ودوافعهـا ـ ( فـحرب الـتحـريـر ألغيت بموجب قبول السلام الإسرائيلي بدون شروط ، والـحفاظ علـى أمــن وســلامـة لبــنان أصـبح عـبئا علـى لبنـان واللبـنانيين ) ، وبإستمراره ممـارسـة الـبطش والـعنـف كوسيـلة في مـحـاسـبة أصـحاب الـرأي الآخــر والـرؤيـة المـختلـفة ، وعــدم إبــدائه أي إسـتعداد للإنفتاح علـى المـجتمــع الـسـوري وقــواه الـوطنـية ( رغم يد المصالحة الممـدودة مــن قبــل قــوى المـعـارضــة ، ورغــم نــداءات عــقد مــؤتمــر وطنــي شــامـل ، إدراكـا لخطورة المـرحـلة وجـديـة التـحديات ولتجنيـب سـورية مـخـاطــرها ) ، وبــعدم إدراكــه أن الجـمـاهــير الـسـوريـة أدركـت مــواقــع الـخــلل والـعـجـز فــي نظـامه، وأنــها تــوحـي بأنــها لــم تــعد تــجد نفعــا مـن إدخــــــال تحـسيـنات ، بــل هــي تـجـد أن الـنظـام بأكمــله قــد إهــترأ وأصبــح عاجـزا عــن تلبيـة أي مـن حـاجـاتــــها ولــكونــه لايــرى أن الـجـمـاهــير تعـمـل مــن أجــل الـخـروج مــن هــذا النـفق المـظــلم ، ولــعدم وعـيـه أن الجـمـاهــير أصـبـحت أوعــى مــن أن تخــدع بالـشـعـارات والـوعــود مــرة أخــرى ، وهــو أيــضا " الـعــهــد الـجـديـد " لايــدرك أن الجــمـاهــير أصبـحت تــرفــض علنــا أن تعيــش وتــحيا وفقــا لنظــام لاتـشـارك هـــي فــي صـنـاعتــــه .
نـظـام " الـعـهد الـجـديد" لايــدرك أي مــن تلك المـؤشـرات ، إنــه أصــبح هــو الـصـعوبة وهــو الأزمــــــة، هــو النـظـام نفـسـه وبممـارسـاتـه تلك وأسـاليـبه فــي المـراوغـة والتضــليل أصــبح العـقبة الـتي لابــــــــد مــــن إزالتــــها .
الـتحـرك الـصـامت للـجمـاهــير يـشـيـر بأنــها عــزمــت أمــرهـا لــطـرق أبــواب حــريتــها ، وأنــها هــــــــذه المــرة لــن تتـوقف دون تـحـقيـق أهــدافــها ، أمـا النـظـام فـعـجزه وعـقـمــه يـقوده إلــى إرتكاب مــــزيـــــد مــن الأخــطاء ، وعــدم رؤيـة وإدراك حــجم المـتـغــيرات ومــدى إنـعـكاســها عـلى الـواقــع الـسـوري ، إذ وفقــا لنـظـامــه الأصــــل " ثــورة آذار " فـسـوريـة مـعزولـة عــن المـحـيط الخـارجــي وممنـوعة عـــــــــن التفــاعــل مــع مـسـتجـداتــه .
السوريـون يدركون الآن أن تغيير الكثير من الأجهزة والإستغناء عن الكثير من الأنظمة يصبح في مرحلة ما ـ حين تستفحل أمراضها ـ أقل كلفة من إصلاحها . ولسان حالهم يقول ـ لقد أعذر من أنذر ـ ، أما عاميتهم فتقول :
كل من زنبو على جنبو
كاتب سـياسي سـوري
"الرأي / خاص"
الصعوبات لابد من تخطيها والأزمات تتطلب حلولا ناجعة وبرامج عقلانية متكاملة تنقذ البلاد وتجنبها وخائم عواقبها . فتفاقم الخلل والضعف والعجز الذي تعاني منه مؤسسات الدولة وكافة أجهزتها والإرتباك والتخبط الذي تبديه القيادة السياسية العليا في معالجة الصعوبات وكيفية التعامل مع المستجدات والمتغيرات الإقليمية والعالمية ، يقود سورية إلى عزلة أشد ومشاكل أصبحت تهدد إستقلالها وقد تهدد أيضا وحدة أراضيها .
الصعوبات والأزمات المزمنة التي تكبل سورية وبجزئها الأكـبر هـي نتـاج محـلي ، إنهـا إنتـاج محـلي صنعته القيادات السياسية خـلال العـقود القليلة الماضية. إذ عندما يقوم فريق ما بتصميم وصناعة نظام ما أو جهـاز ما ، ويكون المنتوج عاجزا وقاصرا عن تلبية حاجـة إيجـابيـة ما ، أو عـطـاء مفـيد مـا ، فالمنـطق يحـتـم مـراجعـة كـافـة الخـطوات بقـصـد معـرفـة الـعيوب والنـواقـص وإدراك مـواقـع الخـلل وكـل مـاحـال ويحــــول دون إنتـاجـية المـصـنوع . وبـديـهيـا أن تـبذل محـاولات لتـغـيير قـطعة مـا بـهدف إزالـة كـل مـايعـــرقـل أو يمنــع هــذا الـنـظـام عـن تأديـة وظيـفة أو مـهمـة مـحـددة أريــدت منــه .
ســورية كـدولـة ومؤسسـات تعمـل وفقـا لنـظام " ثــورة آذار" ونسختـه المـحـسـنة " الـحـركة التصحيحية" ومنـذ خمـسـة أعـوام وفقـا للنـسخة " الأكــثر تـطـورا " حيث مايسمى " الـعهـد الـجـديد " أو الــحرس الـجـديـد" بقيـادة " مدنــية" .
ســوريـة ووفقـا للنـظـام المـذكـور وتـحـسينـاتـه لاتـزال ، وعـلى كـافـة الأصعدة والمـستويات ، تـراوح فـي المـكان ، ولانـجـد إحــراز إي تـقدم يـذكـر ـ اللــهم بـضـعة عمليات تجميلية هنـــــا وهنــاك ـ فـسـوريـة لاتــزال تـعانـي مــن عـشـرات بل ومئآت الأزمـات والـصـعوبات ـ وغـالبها أصـبح خـطــيرا جــدا ـ فكــل شـئ هــو أزمــة بـحـد ذاتــه ، الـتعـليـم ـ الـصـحـة ـ الـخـدمـات ـ المـواصــلات مــرورا بالبـطـالــة 22% والـفـقر 14% وصـولا إلـى أداء وفـاعـلية المـؤسسـات الـرئيسية والـسـلطات الأساسية ، فالـسلطـة التـشـريعية عا طـلة ـ معـطلة ـ عـن أي تـشـريع ، والـسلـطة الـتنـفيـذية لاحــول لــها ولاقــوة، والـسلطـة القـضـائية لاســلطة لــها ولاســلطـان إذ تنـوب عنــها فـي معـظـم الأحـيان أجــهزة الأمــن فــي نــشر الـعدل والمساواة، وأمـا الإعــلام فـهو مــن الـدرجــة الـرابـعة .... فالـحـديث عــن الأزمـات ، وكمـا تـقول العـامـية ـ حــــدث ولاحــــرج ـ .
نـظـام آذار وبـكـل مـاطــرأ عليـه مـن تحـسينـات ـ العــهد الـجديد ـ بــقي عـاجـزا عــن تـقديـم الـحـلول وهـــــــو عــاجــز عــن تـقديم بـرنـامـج حقيقـي متـكامــل يـسـهم ولـو بقـسط يسيـر فــي معـالجـة الـصـعوبات والأزمات الـتي تـواجــه ســورية . إننـي أجــده عـاجــز عــن تقديـم أي مـشـروع حـضـاري أو تنمـوي متكـامـل ، وعـاجز عــن تذليل أية صعوبات أو تجاوز أية أزمات . فـ " الـعـهد الـجـديـد " وبمضـيه فـي إعتمـاد قـوانـين الـطوارئ والأحــكام الـعرفية ـ رغـم زوال أسبابها ودوافعهـا ـ ( فـحرب الـتحـريـر ألغيت بموجب قبول السلام الإسرائيلي بدون شروط ، والـحفاظ علـى أمــن وســلامـة لبــنان أصـبح عـبئا علـى لبنـان واللبـنانيين ) ، وبإستمراره ممـارسـة الـبطش والـعنـف كوسيـلة في مـحـاسـبة أصـحاب الـرأي الآخــر والـرؤيـة المـختلـفة ، وعــدم إبــدائه أي إسـتعداد للإنفتاح علـى المـجتمــع الـسـوري وقــواه الـوطنـية ( رغم يد المصالحة الممـدودة مــن قبــل قــوى المـعـارضــة ، ورغــم نــداءات عــقد مــؤتمــر وطنــي شــامـل ، إدراكـا لخطورة المـرحـلة وجـديـة التـحديات ولتجنيـب سـورية مـخـاطــرها ) ، وبــعدم إدراكــه أن الجـمـاهــير الـسـوريـة أدركـت مــواقــع الـخــلل والـعـجـز فــي نظـامه، وأنــها تــوحـي بأنــها لــم تــعد تــجد نفعــا مـن إدخــــــال تحـسيـنات ، بــل هــي تـجـد أن الـنظـام بأكمــله قــد إهــترأ وأصبــح عاجـزا عــن تلبيـة أي مـن حـاجـاتــــها ولــكونــه لايــرى أن الـجـمـاهــير تعـمـل مــن أجــل الـخـروج مــن هــذا النـفق المـظــلم ، ولــعدم وعـيـه أن الجـمـاهــير أصـبـحت أوعــى مــن أن تخــدع بالـشـعـارات والـوعــود مــرة أخــرى ، وهــو أيــضا " الـعــهــد الـجـديـد " لايــدرك أن الجــمـاهــير أصبـحت تــرفــض علنــا أن تعيــش وتــحيا وفقــا لنظــام لاتـشـارك هـــي فــي صـنـاعتــــه .
نـظـام " الـعـهد الـجـديد" لايــدرك أي مــن تلك المـؤشـرات ، إنــه أصــبح هــو الـصـعوبة وهــو الأزمــــــة، هــو النـظـام نفـسـه وبممـارسـاتـه تلك وأسـاليـبه فــي المـراوغـة والتضــليل أصــبح العـقبة الـتي لابــــــــد مــــن إزالتــــها .
الـتحـرك الـصـامت للـجمـاهــير يـشـيـر بأنــها عــزمــت أمــرهـا لــطـرق أبــواب حــريتــها ، وأنــها هــــــــذه المــرة لــن تتـوقف دون تـحـقيـق أهــدافــها ، أمـا النـظـام فـعـجزه وعـقـمــه يـقوده إلــى إرتكاب مــــزيـــــد مــن الأخــطاء ، وعــدم رؤيـة وإدراك حــجم المـتـغــيرات ومــدى إنـعـكاســها عـلى الـواقــع الـسـوري ، إذ وفقــا لنـظـامــه الأصــــل " ثــورة آذار " فـسـوريـة مـعزولـة عــن المـحـيط الخـارجــي وممنـوعة عـــــــــن التفــاعــل مــع مـسـتجـداتــه .
السوريـون يدركون الآن أن تغيير الكثير من الأجهزة والإستغناء عن الكثير من الأنظمة يصبح في مرحلة ما ـ حين تستفحل أمراضها ـ أقل كلفة من إصلاحها . ولسان حالهم يقول ـ لقد أعذر من أنذر ـ ، أما عاميتهم فتقول :
كل من زنبو على جنبو
كاتب سـياسي سـوري
"الرأي / خاص"