wa6n
17/06/2007, 17:17
نظريات في مفهوم الحب
لعهود طويلة ، ظلت كلمة الحب مقتصرة على فئة معينة من الناس كالأدباء والفنانين وما شابه.
إلا أن النظرة إلى الحب بدأت تتغير يوما بعد يوم وتؤخذ على محمل الجد من قبل علماء الكيمياء والأحياء الذين كانوا ينظرون بتعال فكرة الحب ويعتبرونها مجرد تحليقات في الفضاء أو شطحات في الخيال.
فقد أصبحوا اليوم أكثر اهتماما وجدية في التعامل مع هذه الظاهرة المعقدة.
ويؤكد هؤلاء العلماء بأن الحب عبارة عن ظاهرة كيميائية تنشأ في داخلنا، فنحن نحب لأن أجسامنا تفرز موادا كيميائية تدفعنا تجاه شخص معين دون سواه.
وهكذا فإن الحب ليس خيالا أو تحليقا في الفضاء، بقدر ما هو غريزة أساسية هامة لدينا، وحقيقة بيولوجية يمكن دراستها بصورة علمية.
فلأسباب عديدة سواء بفعل الجينات أو التبدلات الكيميائية في أجسامنا، يحصل لدينا الانجذاب أو النفور تجاه الطرف الآخر.
فإذا حصل انجذاب تجاه شخص ما، يفرز الدماغ مواد كيميائية معينة تجعلنا نشعر بالسعادة أو الارتياح لذلك الشخص، مثل الدوبامين والنوربينيفرين .
وبعد مرور فترة من الزمن، يظل الدماغ ينتج كميات كبيرة من الاندروفين وهي مادة تشبه المورفين وهي المسؤولة عن إحساس الحبيب بالأمان والطمأنينة والهدوء، وذلك كلما كان الارتباط بالحبيب قويا، ولكن يتناقص إنتاج هذه المواد نتيجة لضعف الارتباط بالمحبوب لسبب أو لآخر فيشعر الشخص المهجور عندها بعدم الارتياح وعدم الأمان وحتى الاضطراب.
وللحب أعراض شائعة ومعروفة للجميع تتسم بالاضطراب في الأفكار والسلوك والإحساس بأن ذلك الحبيب هو محور حياتنا كلها وأننا لا نستطيع العيش بدونه مطلقا وهذا ما يسبب لنا العذاب والقبول بفكرة الاستعباد خوفا من أن نفقد ذلك الشخص فتصاب حياتنا بالشلل.
وهنا يؤكد العلماء بأن لكل منا خريطة حب في اللاشعور لدينا تجعلنا نحب هذا أو نكره ذاك.
وعندما يقول لك المحبون أنهم يشعرون وهم في حالات الحب بأنهم تائهون تدور بهم الأرض ، فلا تسخر منهم ، لأنهم يكونون كذلك بالفعل.
يكونون حينئذ مغمورين بفيض من الإفرازات الكيميائية التي ينتجها الدماغ والتي تسري عبر الأعصاب وتجري في الدم .
وعندما يهجرنا الحبيب نشعر بالخوف والاضطراب والضياع، وذلك ببساطة لأن دماغنا يتوقف عن إنتاج هذه المواد التي اعتدنا عليها. وهكذا يتحول الحب إلي ما يشبه الإدمان.
ويستمر العلماء ومنذ فترة ليست قصيرة بمحاولة دراسة الحب دراسة كيميائية لمحاولة فهم أصول هذه العاطفة وجذورها في المخ والجينات ومحاولة فهم ذلك الشعور الذي يدفعنا لأن نحب إنسانا دون سواه.
إن هناك في الواقع أسبابا عديدة لهذا الاندفاع نحو مثل هذه الدراسة، منها ازدياد الأمراض النفسية والجسدية للأشخاص العاطفيين بشكل خاص، وزيادة عدد الإناث العالمات.
حيث لوحظ أن النساء أكثر اهتماما بموضوع الحب من الرجال.
وبهذا الصدد تقول إحدى العالمات من فرنسا وهي " كاترين دوسانت":
" لقد قالوا في الستينات أن الاقتراب من موضوع الحب هذا ، كفيل بإفقاد أي عالم مهنته كعالم وبالتالي تحويله إلى وظيفة أخرى.
إذا الحب حقيقة علمية وليست تصورا ذهنيا أو مجرد فكرة في الخيال. بل يمكن إخضاعه لعلم البيولوجيا واستنادا إلى ذلك يحق للبعض أن يقول:" أنا أحب إذا أنا موجود "على غرار ما ذكره الفيلسوف الفرنسي" رينيه ديكارت":" أنا أفكر إذا أنا موجود".
لقد صدر مؤخرا كتاب بعنوان " تشريح الحب" للعالمة الأمريكية "هيلين فيشر" أحدث ضجة كبيرة في الأوساط العلمية وكذلك بين القراء العاديين.
تؤكد "هيلين" في كتابها أنها كانت دائما تؤمن بأن الحب هو عاطفة أساسية وغريزة أولية لدينا ، مثلها مثل غريزة الخوف والغضب والفرح . ولا تدري لماذا كانت هذه الحقيقة غائبة عن علماء الأجناس، ربما كانوا مشغولين بأشياء أخرى.
ومن بين هذه الأشياء أنهم كانوا يربطون بين الحب والزواج، علما أن هناك حضارات كثيرة قد فصلت بينهما، معتبرين أن الزواج عبارة عن مصالح متبادلة بين الأفراد، أما الحب فهو شعور من الصعب فهمه أو تحديده بسهولة .
النظرية اليونانية :
يتحدث منهج الفيلسوفين اليونانيين " ديموقراط " و" إيبيكور " عن ذرات متناثرة ومنتشرة في الكون ، تفتش عن بعضها البعض ، حتى تلتقي وتتكامل ويحصل عندها ما يسمى بالتوازن الكوني.
وأما على صعيد الأشخاص فيحصل ما يسمى بالانسجام العاطفي ، بمعنى آخر: إن تكامل الأشخاص مع بعضهم البعض يعني تكامل ذراتهم وهذه الذرات عبارة عن هالة غير مرئية تحيط بنا وهي في مرحلة بحث دائمة عن مثيلاتها ، لتحقق الاستقرار والتكامل وهي منقسمة إلى قسمين ذكر وأنثى أو سالب وموجب.
ففي حال تطور الانجذاب بين الجنسين بسبب توافق ذراتهم ودام ذلك الشعور ، فإنه يتحول فيما بعد إلى حب وقد يستمر إلى الأبد خاصة عندما تتكامل الروح مع الجسد.
أما إذا توقف الانجذاب عند حدود الجسد ، فمن المؤكد أنه سيزول حتما بعد فترة قصيرة ويتحول إلى رتابة ثم إلى كره.
ومن هنا تبدو التربية في الحب أساسية وضرورية ، فمسألة الحب ليست مسألة سطحية أو هامشية وإنما هي مسالة أخلاقية تتجاوز الحدود المادية والمظاهر ويتطلب من الطرفين الشعور بالمسؤولية والتضحية وإلا لاتسمى هذه العلاقة علاقة حب وإنما يتغير معناها.
إن هذا الانجذاب أو ما يسمى تكامل الذرات ، يمكن أن يحدث للشخص مرات عدة في حياته ولا ينحصر لمرة واحدة وهذا يعود إلى طبيعة كل شخص ومدى تأثره بالعوامل الخارجية والنفسية والاجتماعية.
وهنا يقول عالم النفس الأمريكي" جيروم كاجان":الأستاذ في جامعة هارفارد في كتاب له بعنوان " الإنسان والطبيعة" بأن للإنسان دورا كبيرا في تحديد تصرفاته وترويض غرائزه، فليس كل ما يصدر عن الكائن البشري هو من فعل جيناته وإنما تلعب قوة الإرادة لديه دورا كبيرا في توجيه سلوكه والسيطرة على نزواته ودفعها نحو السمو.
وهكذا وبما أن الإنسان هو مادة وروح في آ ن واحد ، فلا يمكننا دراسته دراسة علمية بحتة، نظرا لما يتسم به من خصوصية وشفافية وعواطف مركبة لايمكن الإحاطة بها بهذه السهولة.
لعهود طويلة ، ظلت كلمة الحب مقتصرة على فئة معينة من الناس كالأدباء والفنانين وما شابه.
إلا أن النظرة إلى الحب بدأت تتغير يوما بعد يوم وتؤخذ على محمل الجد من قبل علماء الكيمياء والأحياء الذين كانوا ينظرون بتعال فكرة الحب ويعتبرونها مجرد تحليقات في الفضاء أو شطحات في الخيال.
فقد أصبحوا اليوم أكثر اهتماما وجدية في التعامل مع هذه الظاهرة المعقدة.
ويؤكد هؤلاء العلماء بأن الحب عبارة عن ظاهرة كيميائية تنشأ في داخلنا، فنحن نحب لأن أجسامنا تفرز موادا كيميائية تدفعنا تجاه شخص معين دون سواه.
وهكذا فإن الحب ليس خيالا أو تحليقا في الفضاء، بقدر ما هو غريزة أساسية هامة لدينا، وحقيقة بيولوجية يمكن دراستها بصورة علمية.
فلأسباب عديدة سواء بفعل الجينات أو التبدلات الكيميائية في أجسامنا، يحصل لدينا الانجذاب أو النفور تجاه الطرف الآخر.
فإذا حصل انجذاب تجاه شخص ما، يفرز الدماغ مواد كيميائية معينة تجعلنا نشعر بالسعادة أو الارتياح لذلك الشخص، مثل الدوبامين والنوربينيفرين .
وبعد مرور فترة من الزمن، يظل الدماغ ينتج كميات كبيرة من الاندروفين وهي مادة تشبه المورفين وهي المسؤولة عن إحساس الحبيب بالأمان والطمأنينة والهدوء، وذلك كلما كان الارتباط بالحبيب قويا، ولكن يتناقص إنتاج هذه المواد نتيجة لضعف الارتباط بالمحبوب لسبب أو لآخر فيشعر الشخص المهجور عندها بعدم الارتياح وعدم الأمان وحتى الاضطراب.
وللحب أعراض شائعة ومعروفة للجميع تتسم بالاضطراب في الأفكار والسلوك والإحساس بأن ذلك الحبيب هو محور حياتنا كلها وأننا لا نستطيع العيش بدونه مطلقا وهذا ما يسبب لنا العذاب والقبول بفكرة الاستعباد خوفا من أن نفقد ذلك الشخص فتصاب حياتنا بالشلل.
وهنا يؤكد العلماء بأن لكل منا خريطة حب في اللاشعور لدينا تجعلنا نحب هذا أو نكره ذاك.
وعندما يقول لك المحبون أنهم يشعرون وهم في حالات الحب بأنهم تائهون تدور بهم الأرض ، فلا تسخر منهم ، لأنهم يكونون كذلك بالفعل.
يكونون حينئذ مغمورين بفيض من الإفرازات الكيميائية التي ينتجها الدماغ والتي تسري عبر الأعصاب وتجري في الدم .
وعندما يهجرنا الحبيب نشعر بالخوف والاضطراب والضياع، وذلك ببساطة لأن دماغنا يتوقف عن إنتاج هذه المواد التي اعتدنا عليها. وهكذا يتحول الحب إلي ما يشبه الإدمان.
ويستمر العلماء ومنذ فترة ليست قصيرة بمحاولة دراسة الحب دراسة كيميائية لمحاولة فهم أصول هذه العاطفة وجذورها في المخ والجينات ومحاولة فهم ذلك الشعور الذي يدفعنا لأن نحب إنسانا دون سواه.
إن هناك في الواقع أسبابا عديدة لهذا الاندفاع نحو مثل هذه الدراسة، منها ازدياد الأمراض النفسية والجسدية للأشخاص العاطفيين بشكل خاص، وزيادة عدد الإناث العالمات.
حيث لوحظ أن النساء أكثر اهتماما بموضوع الحب من الرجال.
وبهذا الصدد تقول إحدى العالمات من فرنسا وهي " كاترين دوسانت":
" لقد قالوا في الستينات أن الاقتراب من موضوع الحب هذا ، كفيل بإفقاد أي عالم مهنته كعالم وبالتالي تحويله إلى وظيفة أخرى.
إذا الحب حقيقة علمية وليست تصورا ذهنيا أو مجرد فكرة في الخيال. بل يمكن إخضاعه لعلم البيولوجيا واستنادا إلى ذلك يحق للبعض أن يقول:" أنا أحب إذا أنا موجود "على غرار ما ذكره الفيلسوف الفرنسي" رينيه ديكارت":" أنا أفكر إذا أنا موجود".
لقد صدر مؤخرا كتاب بعنوان " تشريح الحب" للعالمة الأمريكية "هيلين فيشر" أحدث ضجة كبيرة في الأوساط العلمية وكذلك بين القراء العاديين.
تؤكد "هيلين" في كتابها أنها كانت دائما تؤمن بأن الحب هو عاطفة أساسية وغريزة أولية لدينا ، مثلها مثل غريزة الخوف والغضب والفرح . ولا تدري لماذا كانت هذه الحقيقة غائبة عن علماء الأجناس، ربما كانوا مشغولين بأشياء أخرى.
ومن بين هذه الأشياء أنهم كانوا يربطون بين الحب والزواج، علما أن هناك حضارات كثيرة قد فصلت بينهما، معتبرين أن الزواج عبارة عن مصالح متبادلة بين الأفراد، أما الحب فهو شعور من الصعب فهمه أو تحديده بسهولة .
النظرية اليونانية :
يتحدث منهج الفيلسوفين اليونانيين " ديموقراط " و" إيبيكور " عن ذرات متناثرة ومنتشرة في الكون ، تفتش عن بعضها البعض ، حتى تلتقي وتتكامل ويحصل عندها ما يسمى بالتوازن الكوني.
وأما على صعيد الأشخاص فيحصل ما يسمى بالانسجام العاطفي ، بمعنى آخر: إن تكامل الأشخاص مع بعضهم البعض يعني تكامل ذراتهم وهذه الذرات عبارة عن هالة غير مرئية تحيط بنا وهي في مرحلة بحث دائمة عن مثيلاتها ، لتحقق الاستقرار والتكامل وهي منقسمة إلى قسمين ذكر وأنثى أو سالب وموجب.
ففي حال تطور الانجذاب بين الجنسين بسبب توافق ذراتهم ودام ذلك الشعور ، فإنه يتحول فيما بعد إلى حب وقد يستمر إلى الأبد خاصة عندما تتكامل الروح مع الجسد.
أما إذا توقف الانجذاب عند حدود الجسد ، فمن المؤكد أنه سيزول حتما بعد فترة قصيرة ويتحول إلى رتابة ثم إلى كره.
ومن هنا تبدو التربية في الحب أساسية وضرورية ، فمسألة الحب ليست مسألة سطحية أو هامشية وإنما هي مسالة أخلاقية تتجاوز الحدود المادية والمظاهر ويتطلب من الطرفين الشعور بالمسؤولية والتضحية وإلا لاتسمى هذه العلاقة علاقة حب وإنما يتغير معناها.
إن هذا الانجذاب أو ما يسمى تكامل الذرات ، يمكن أن يحدث للشخص مرات عدة في حياته ولا ينحصر لمرة واحدة وهذا يعود إلى طبيعة كل شخص ومدى تأثره بالعوامل الخارجية والنفسية والاجتماعية.
وهنا يقول عالم النفس الأمريكي" جيروم كاجان":الأستاذ في جامعة هارفارد في كتاب له بعنوان " الإنسان والطبيعة" بأن للإنسان دورا كبيرا في تحديد تصرفاته وترويض غرائزه، فليس كل ما يصدر عن الكائن البشري هو من فعل جيناته وإنما تلعب قوة الإرادة لديه دورا كبيرا في توجيه سلوكه والسيطرة على نزواته ودفعها نحو السمو.
وهكذا وبما أن الإنسان هو مادة وروح في آ ن واحد ، فلا يمكننا دراسته دراسة علمية بحتة، نظرا لما يتسم به من خصوصية وشفافية وعواطف مركبة لايمكن الإحاطة بها بهذه السهولة.