wa6n
17/06/2007, 17:12
تشريح المشاعر
نستطيع تصنيف كافة أشكال استجاباتنا وتصرفاتنا إلى نوعين أو نمطين :
الأول استجابات وتصرفات نمطية تسمح ببقاء وتطور الفرد والنوع , وهي بشكل أساسي موروثة بيولوجياً . وتلعب تقلبات عوامل الوسط الداخلي دوراً هاماً في هذا النمط من السلوك الذي يعتبر منظماً بيولوجياً يحفظ الفرد والنوع . فكل ابتعاد عن سوية التوازنات الفزيولوجية للجسم توجه الفرد نحو العمل على إعادة التوازن إلى سويته الطبيعية وأهم هذه التصرفات (سلوك التغذية والبحث عن الغذاء , السلوك الجنسي , . . . ) .
الثاني استجابات وتصرفات اجتماعية تسمح بالحوار والتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه الفرد . وفي مجال هذه السلوكيات الاجتماعية تكون المنبهات البيئية , وما تضيفه عليها تجارب الفرد من معان اجتماعية , تلعب الدور الأساسي في انبثاق السلوك الاجتماعي . ولا تكتسب المعلومات الحسية صفاتها الدافعة انطلاقاً من سلوكية غريزية موروثة , بل تكتسب من التكيفات الاجتماعية والعاطفية التي تعلمها من مجتمعه . وهنا يبرز دور الدماغ الحوفي كعنصر رئيس في إدارة السلوك , وباعتباره المسؤول الأساسي لبناء الذكريات المستخدمة في التصرفات السلوكيات الاجتماعية , وأسلوب استخدامها .
السلوكيات الاجتماعية :
تلعب الجملة الحافية ( أو الدماغ الحوفي ) الدور الأول في إعداد وتنفيذ سلوك الكائن الحي ( وبشكل خاص الإنسان ) الذي يتفاعل مع بيئته , وهي التي تظهر الفروق السلوكية الفردية وتظهر الشخصية المتأثرة بالحياة الماضية .
ويختفي دور هذه الجملة عندما يوضع الفرد في بيئة تختلف كلياً عن بيئته المعتادة , فعندها يصبح مخزون ذاكرته الذي اكتسبه أثناء حياته غير فعال . وقد ظهر أن السلوكيات الاجتماعية تتأثر بشدة وتهبط ردود الفعل الانفعالية بعد تخريب اللوزة بينما ترتفع بشدّة مفرطة بعد تخريب النواة الحجابية مما يدل على أن هذه النواة تخفف ردود الفعل الانفعالية بعكس اللوزة .
كيف يمارس الدماغ الحوفي عمله
يتم ذلك من خلال مجموعتين من العمليات :
مجموعة العمليات الأولى تربط العناصر الإدراكية ذات المضمون الشعوري مع العناصر الموضوعية للمعلومات الحسية , مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب الفرد السابقة مما يعطي لهذه المعلومات المعنى , ويسمح الدماغ بإمكانية التوقع والمبادرة للقيام باستجابة ما أو الامتناع عنها . كما تكتسب المعلومات الراهنة قيماً أو معاني وتصبح دافعاً لسلوك معين .
أما مجموعة العمليات الثانية فإنها تسمح برصد حالات النجاح والفشل , أو بمعنى آخر تسمح برصد النتائج الناتجة مع النتائج المتوقعة مسبقاً , وعندما يحصل التطابق تنشأ أحاسيس سارة و تشغّل جملة التعزيز الإيجابي , أما في حال عدم التوافق تنشأ أحاسيس مؤلمة تشغّل جملة التعزيز السلبي . وبهذا يتعزز ظهور الاستجابة في الحالة الأولى بينما ينعدم في الحالة الثانية عندما يتعرض الفرد إلى ظروف مماثلة .
ما هي البنى المؤلفة للدماغ الحوفي
لقد تطور مفهوم الدماغ الحوفي ( أو الجملة الحافية ) كثيراً , وابتعد كثيراً عن الأصل الشمّي الذي نشأ وتطور منه . ونستطيع التمييز بين مفهومين للجملة الحافية .
الأول يدعى الجملة الحافية المصغّرة والتي تقتصر على عدد من البنى القشرية وتحت القشرية التي تتصف بقدمها من الناحية التطورية والواقعة ضمن الدماغ الانتهائي .
والمفهوم الثاني أكثر اتساعاً فيضيف إلى ما سبق عدداً آخر من البنى تقع في تقع في الدماغ المتوسط والمهاد .
تقع بنى الجملة الحافية القشرية في الوجه الداخلي لنصفي الكرة المخيّة , وأهم هذه البنى :
التلفيف المسنن , قرن أمون أو الحصين , البصلة الشميّة , اللوزة ( التي هي أكثر النوى القاعدية قدما وتأثيراً ) , الباحة الحجاجية , القشرة الأمامية ( ذات الدور الهام جداً لدينا , وهي تابعة لللحاء ) .
اللوزة أو الأميجدالا
حينما يوجه شخص ما وعيه إلى العالم من حوله , يواجه قدراً متدفقاً من المعلومات الحسية الواردة من المستقبلات الحسية : مناظر , أصوات , روائح , أحاسيس , وما إلى ذلك . عندها يقوم الدماغ بمعالجة هذه المعلومات في الباحات الحسية الموجودة في الدماغ الحوفي الذي يعالج الأحاسيس الأولية الأساسية مثل الشم والألم وغيرها , وفي اللحاء الذي يعالج الأحاسيس البصرية والصوتية وباقي الأحاسيس والمعاني اللغوية المتطورة . ويعود ويرسل أو يرحل نتائج هذه المعالجة والتحليل إلى الدماغ الحوفي وبالذات إلى اللوزة ( أو الأميجدالا ) التي تعمل كمدخل للمنظومة الحوفية التي تقوم بتقييم مجمل المدخلات , وتنظم الرد المناسب لها بالاعتماد على القيام بالاستجابة المناسبة , وأيضاً تستعين بإضرام الانفعالات المناسبة لذلك .
واعتماد على المعارف أو المعلومات المختزنة لدى الشخص تقرر اللوزة المخيّة كيف يجب على الشخص أن يستجيب فكرياً وعملياً وانفعالياً , مثلا : بالخوف ( لرؤية لص ) أو بالشهوة ( لرؤية محب ) أو باللامبالاة ( لرؤية شيء تافه ) . وتتدفق الرسائل من اللوزة المخيّة إلى باقي أجزاء المنظومة العصبية المستقلة , التي تهيئ الجسم للعمل المناسب . فإن كان الشخص يواجه لصاً على سبيل المثال , فستزداد سرعة نبضات قلبه و سيتعرق جسده ليبرد الحرارة الناجمة عن الجهد العضلي , ومن ثم يرتجع ( تحدث تغذية عكسية ) تيقّظ المنظومة المستقلة إلى الدماغ , مضخماً الاستجابة الانفعالية . ومع الزمن تنشئ اللوزة ( الأميجدالا ) المخيّة منظراً عاماً بارزاً , خريطة تبين تفصيلات الدلائل الانفعالية لكل شيء في بيئة الشخص .
إن الدماغ الحوفي ( وبشكل خاص اللوزة ) هو المتحكم الأساسي في كافة مناحى عواطفنا وانفعالاتنا وحتى أفكارنا . وهو في الأساس مبرمج بيولوجياً أو غريزياً , وكذلك يتم برمجته نتيجة الحياة وبشكل خاص نتيجة الحياة الاجتماعية .
من وظائف اللوزة القيام بالتحكم بما يدخل إلى سبورة الوعي , وهي التي تضع بالانتظار وبالتسلسل حسب الأهمية ما يجب أن يدخل إلى سبورة الوعي للمعالجة .
ولها عمل هام أخر وهو أنها تجلب من الذاكرة ما تطلبه سبورة الوعي للمعالجة الواعية , فهي التي تستدعي من مخزون الذاكرة الكبير المتوضّع في اللحاء, ما تطلبه منها سبورة الوعي .
واللوزة تشارك بشكل أساسي بإدارة مدخلات ومخرجات ساحة الشعور, وتقوم بذلك بناءً على آليات ومراجع تقييم وتنظيم معينة بعضها موروث بيولوجياً والباقي تم اكتسابه نتيجة الحياة أي موروث اجتماعياً .
وبالنسبة للإنسان أصبح المكتسب نتيجة الحياة الاجتماعية يماثل وحتى يزيد عن الموروث بيولوجياً . فالحضانة والرعاية والتربية لفترة الطويلة , واللغة , والعلاقات الاجتماعية الكثيرة والواسعة , جعل ما يتم اكتسابه اجتماعياً أكثر من الموروث بيولوجياً.
والدماغ الحوفي وبالذات اللوزة هي التي تحول المفيد أو الضار, إلى ممتع أو مؤلم , فهي التي تقيم وتوجه غالبية تصرفاتنا وعواطفنا وانفعالاتنا وأفكارنا .
نحن نعرف أن الذي يعرض على سبورة الوعي هو جزء صغير جداً مما هو موجود في الدماغ . فالمعروض على سبورة الوعي هو ما تمت الموافقة عليه من قبل مكتب الدخول الذي هو الدماغ الحوفي بما فيه العقد القاعدية واللوزة .
ويمكن أن يوضع قيد الانتظار في مكتب الدخول سبعة مواضيع أو ملفات , وواحد فقط يتم إدخاله إلى ساحة الشعور. ويستطيع مكتب الدخول استدعاء غالبية ما هو موجود في الذاكرة .
نتيجة الحياة الاجتماعية واللغة أصبح الموجود في الدماغ الحوفي لدينا نحن البشر متشابه , فالعواطف والانفعالات , صار غالبيتها متوارثة اجتماعياً وليس بيولوجياً
إن أهم عمل للدماغ لا زالت تقوم به أجزاء الدماغ القديمة , الموجودة قبل تشكل اللحاء . فتحديد الدوافع والأهداف وتحديد ما هي المدخلات الحسية والأفكار التي ستسجل في الذاكرة الدائمة أو التي لا داعي لتسجيلها , هو من عمل الدماغ القديم .
وكذلك بنيات الدماغ القديم هي التي تقارن وتقيم المدخلات وكل ما يقوم الدماغ الحديث بمعالجته , وهي عندما تحدد الأمور الهامة والتي تستدعي استمرار معالجتها للوصول إلى حل مناسب لها , تقوم بإعادتها إلى ساحة الشعور وتطلب إعادة معالجتها , وتكرر ذلك طالما لم يتحقق المطلوب , وهذا العمل هو الذي يقرر منحى تفكيرنا .
لذلك غالبية تصرفاتنا هي تابعة لعمل الدماغ القديم , وهذا كان معروف فقد اعتبرت النفس خصيمة العقل ويجب إخضاعها له والعقل القديم يرمز له بالنفس . وكذلك صنف فرويد عمل العقل إلى " الأنا " و " الأنا العليا " و " الهو " , وكانت الهو عنده تمثل النفس الغريزية . ولكن تصنيف فرويد هذا غير دقيق , إن تصنيف عمل العقل بأنه تابع إلى قيادتين هو الأفضل , واعتبار القيادة الأولى هي العقل القديم والثانية هي العقل الحديث
نستطيع تصنيف كافة أشكال استجاباتنا وتصرفاتنا إلى نوعين أو نمطين :
الأول استجابات وتصرفات نمطية تسمح ببقاء وتطور الفرد والنوع , وهي بشكل أساسي موروثة بيولوجياً . وتلعب تقلبات عوامل الوسط الداخلي دوراً هاماً في هذا النمط من السلوك الذي يعتبر منظماً بيولوجياً يحفظ الفرد والنوع . فكل ابتعاد عن سوية التوازنات الفزيولوجية للجسم توجه الفرد نحو العمل على إعادة التوازن إلى سويته الطبيعية وأهم هذه التصرفات (سلوك التغذية والبحث عن الغذاء , السلوك الجنسي , . . . ) .
الثاني استجابات وتصرفات اجتماعية تسمح بالحوار والتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه الفرد . وفي مجال هذه السلوكيات الاجتماعية تكون المنبهات البيئية , وما تضيفه عليها تجارب الفرد من معان اجتماعية , تلعب الدور الأساسي في انبثاق السلوك الاجتماعي . ولا تكتسب المعلومات الحسية صفاتها الدافعة انطلاقاً من سلوكية غريزية موروثة , بل تكتسب من التكيفات الاجتماعية والعاطفية التي تعلمها من مجتمعه . وهنا يبرز دور الدماغ الحوفي كعنصر رئيس في إدارة السلوك , وباعتباره المسؤول الأساسي لبناء الذكريات المستخدمة في التصرفات السلوكيات الاجتماعية , وأسلوب استخدامها .
السلوكيات الاجتماعية :
تلعب الجملة الحافية ( أو الدماغ الحوفي ) الدور الأول في إعداد وتنفيذ سلوك الكائن الحي ( وبشكل خاص الإنسان ) الذي يتفاعل مع بيئته , وهي التي تظهر الفروق السلوكية الفردية وتظهر الشخصية المتأثرة بالحياة الماضية .
ويختفي دور هذه الجملة عندما يوضع الفرد في بيئة تختلف كلياً عن بيئته المعتادة , فعندها يصبح مخزون ذاكرته الذي اكتسبه أثناء حياته غير فعال . وقد ظهر أن السلوكيات الاجتماعية تتأثر بشدة وتهبط ردود الفعل الانفعالية بعد تخريب اللوزة بينما ترتفع بشدّة مفرطة بعد تخريب النواة الحجابية مما يدل على أن هذه النواة تخفف ردود الفعل الانفعالية بعكس اللوزة .
كيف يمارس الدماغ الحوفي عمله
يتم ذلك من خلال مجموعتين من العمليات :
مجموعة العمليات الأولى تربط العناصر الإدراكية ذات المضمون الشعوري مع العناصر الموضوعية للمعلومات الحسية , مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب الفرد السابقة مما يعطي لهذه المعلومات المعنى , ويسمح الدماغ بإمكانية التوقع والمبادرة للقيام باستجابة ما أو الامتناع عنها . كما تكتسب المعلومات الراهنة قيماً أو معاني وتصبح دافعاً لسلوك معين .
أما مجموعة العمليات الثانية فإنها تسمح برصد حالات النجاح والفشل , أو بمعنى آخر تسمح برصد النتائج الناتجة مع النتائج المتوقعة مسبقاً , وعندما يحصل التطابق تنشأ أحاسيس سارة و تشغّل جملة التعزيز الإيجابي , أما في حال عدم التوافق تنشأ أحاسيس مؤلمة تشغّل جملة التعزيز السلبي . وبهذا يتعزز ظهور الاستجابة في الحالة الأولى بينما ينعدم في الحالة الثانية عندما يتعرض الفرد إلى ظروف مماثلة .
ما هي البنى المؤلفة للدماغ الحوفي
لقد تطور مفهوم الدماغ الحوفي ( أو الجملة الحافية ) كثيراً , وابتعد كثيراً عن الأصل الشمّي الذي نشأ وتطور منه . ونستطيع التمييز بين مفهومين للجملة الحافية .
الأول يدعى الجملة الحافية المصغّرة والتي تقتصر على عدد من البنى القشرية وتحت القشرية التي تتصف بقدمها من الناحية التطورية والواقعة ضمن الدماغ الانتهائي .
والمفهوم الثاني أكثر اتساعاً فيضيف إلى ما سبق عدداً آخر من البنى تقع في تقع في الدماغ المتوسط والمهاد .
تقع بنى الجملة الحافية القشرية في الوجه الداخلي لنصفي الكرة المخيّة , وأهم هذه البنى :
التلفيف المسنن , قرن أمون أو الحصين , البصلة الشميّة , اللوزة ( التي هي أكثر النوى القاعدية قدما وتأثيراً ) , الباحة الحجاجية , القشرة الأمامية ( ذات الدور الهام جداً لدينا , وهي تابعة لللحاء ) .
اللوزة أو الأميجدالا
حينما يوجه شخص ما وعيه إلى العالم من حوله , يواجه قدراً متدفقاً من المعلومات الحسية الواردة من المستقبلات الحسية : مناظر , أصوات , روائح , أحاسيس , وما إلى ذلك . عندها يقوم الدماغ بمعالجة هذه المعلومات في الباحات الحسية الموجودة في الدماغ الحوفي الذي يعالج الأحاسيس الأولية الأساسية مثل الشم والألم وغيرها , وفي اللحاء الذي يعالج الأحاسيس البصرية والصوتية وباقي الأحاسيس والمعاني اللغوية المتطورة . ويعود ويرسل أو يرحل نتائج هذه المعالجة والتحليل إلى الدماغ الحوفي وبالذات إلى اللوزة ( أو الأميجدالا ) التي تعمل كمدخل للمنظومة الحوفية التي تقوم بتقييم مجمل المدخلات , وتنظم الرد المناسب لها بالاعتماد على القيام بالاستجابة المناسبة , وأيضاً تستعين بإضرام الانفعالات المناسبة لذلك .
واعتماد على المعارف أو المعلومات المختزنة لدى الشخص تقرر اللوزة المخيّة كيف يجب على الشخص أن يستجيب فكرياً وعملياً وانفعالياً , مثلا : بالخوف ( لرؤية لص ) أو بالشهوة ( لرؤية محب ) أو باللامبالاة ( لرؤية شيء تافه ) . وتتدفق الرسائل من اللوزة المخيّة إلى باقي أجزاء المنظومة العصبية المستقلة , التي تهيئ الجسم للعمل المناسب . فإن كان الشخص يواجه لصاً على سبيل المثال , فستزداد سرعة نبضات قلبه و سيتعرق جسده ليبرد الحرارة الناجمة عن الجهد العضلي , ومن ثم يرتجع ( تحدث تغذية عكسية ) تيقّظ المنظومة المستقلة إلى الدماغ , مضخماً الاستجابة الانفعالية . ومع الزمن تنشئ اللوزة ( الأميجدالا ) المخيّة منظراً عاماً بارزاً , خريطة تبين تفصيلات الدلائل الانفعالية لكل شيء في بيئة الشخص .
إن الدماغ الحوفي ( وبشكل خاص اللوزة ) هو المتحكم الأساسي في كافة مناحى عواطفنا وانفعالاتنا وحتى أفكارنا . وهو في الأساس مبرمج بيولوجياً أو غريزياً , وكذلك يتم برمجته نتيجة الحياة وبشكل خاص نتيجة الحياة الاجتماعية .
من وظائف اللوزة القيام بالتحكم بما يدخل إلى سبورة الوعي , وهي التي تضع بالانتظار وبالتسلسل حسب الأهمية ما يجب أن يدخل إلى سبورة الوعي للمعالجة .
ولها عمل هام أخر وهو أنها تجلب من الذاكرة ما تطلبه سبورة الوعي للمعالجة الواعية , فهي التي تستدعي من مخزون الذاكرة الكبير المتوضّع في اللحاء, ما تطلبه منها سبورة الوعي .
واللوزة تشارك بشكل أساسي بإدارة مدخلات ومخرجات ساحة الشعور, وتقوم بذلك بناءً على آليات ومراجع تقييم وتنظيم معينة بعضها موروث بيولوجياً والباقي تم اكتسابه نتيجة الحياة أي موروث اجتماعياً .
وبالنسبة للإنسان أصبح المكتسب نتيجة الحياة الاجتماعية يماثل وحتى يزيد عن الموروث بيولوجياً . فالحضانة والرعاية والتربية لفترة الطويلة , واللغة , والعلاقات الاجتماعية الكثيرة والواسعة , جعل ما يتم اكتسابه اجتماعياً أكثر من الموروث بيولوجياً.
والدماغ الحوفي وبالذات اللوزة هي التي تحول المفيد أو الضار, إلى ممتع أو مؤلم , فهي التي تقيم وتوجه غالبية تصرفاتنا وعواطفنا وانفعالاتنا وأفكارنا .
نحن نعرف أن الذي يعرض على سبورة الوعي هو جزء صغير جداً مما هو موجود في الدماغ . فالمعروض على سبورة الوعي هو ما تمت الموافقة عليه من قبل مكتب الدخول الذي هو الدماغ الحوفي بما فيه العقد القاعدية واللوزة .
ويمكن أن يوضع قيد الانتظار في مكتب الدخول سبعة مواضيع أو ملفات , وواحد فقط يتم إدخاله إلى ساحة الشعور. ويستطيع مكتب الدخول استدعاء غالبية ما هو موجود في الذاكرة .
نتيجة الحياة الاجتماعية واللغة أصبح الموجود في الدماغ الحوفي لدينا نحن البشر متشابه , فالعواطف والانفعالات , صار غالبيتها متوارثة اجتماعياً وليس بيولوجياً
إن أهم عمل للدماغ لا زالت تقوم به أجزاء الدماغ القديمة , الموجودة قبل تشكل اللحاء . فتحديد الدوافع والأهداف وتحديد ما هي المدخلات الحسية والأفكار التي ستسجل في الذاكرة الدائمة أو التي لا داعي لتسجيلها , هو من عمل الدماغ القديم .
وكذلك بنيات الدماغ القديم هي التي تقارن وتقيم المدخلات وكل ما يقوم الدماغ الحديث بمعالجته , وهي عندما تحدد الأمور الهامة والتي تستدعي استمرار معالجتها للوصول إلى حل مناسب لها , تقوم بإعادتها إلى ساحة الشعور وتطلب إعادة معالجتها , وتكرر ذلك طالما لم يتحقق المطلوب , وهذا العمل هو الذي يقرر منحى تفكيرنا .
لذلك غالبية تصرفاتنا هي تابعة لعمل الدماغ القديم , وهذا كان معروف فقد اعتبرت النفس خصيمة العقل ويجب إخضاعها له والعقل القديم يرمز له بالنفس . وكذلك صنف فرويد عمل العقل إلى " الأنا " و " الأنا العليا " و " الهو " , وكانت الهو عنده تمثل النفس الغريزية . ولكن تصنيف فرويد هذا غير دقيق , إن تصنيف عمل العقل بأنه تابع إلى قيادتين هو الأفضل , واعتبار القيادة الأولى هي العقل القديم والثانية هي العقل الحديث