skipy
16/06/2007, 01:42
فأين ذهب الإرهاب؟!
بات معتاداً مشهد الدماء العراقية تلطخ الوجه العربي كله بل والإسلامي ، وأمسينا ننام على الكوابيس ونصحى على الكوارث بأيدي المسلمين في كل مكان في العالم ، بفضل رعاية مشايخنا أسكت الله لهم حساً ، ودعايتهم للفضيلة التي كانت غائبة وحضرت ، وأسموها الفريضة الغائبة حسب كتاب الإرهابي المصريشكري مصطفى.رافعين للعالم رايات الإسلام خفاقة بإنجازات الصحوة الإسلامية على ردم من الخراب وبحيرات من دماء الأبرياء في كل مكان ، وقتلى من كل الألوان والعناصر والملل ، تحت ما أسموه " فريضة الجهاد ". تعالوا نحاول أن نفهم ما تقدمه ميليشيات المسلمين المسلحة لنا وللعالم بحسبانه فضيلة وفريضة على المسلمين. إنهم بما يفعلون يؤكدون كم هو ضعيف رب الإسلام ، كم هو بحاجة للعناية والرعاية دون كل الأرباب عبر التاريخ ، والتي كانت حامية لشعوبها ورمزاً لتفوقها حسبما نقرأ من أساطير وأديان أخرى ، إلا الإسلام ، فقد تحول أتباعه بربهم إلى رب لا يستطيع أن يدافع عن نفسه وعن عباده بل يكاد لا يريم حراكاً. هذا علماً أن الإسلام نفسه من أكد لعباده "أن الله يدافع عن الذين آمنوا". وأنه قبل مجيء الإسلام أو ظهور المسلمين قد أرسل جنده طيراً أبابيل ترمي أعدائه بحجارة من سجيل ، وشرح في قرآنه أن لله ملائكة مسومين يحاربون ويقتلون ولا يـُقتلون ، خالدون ، وله أيضاً قوى الطبيعة التي دمرت قوم نوح بطوفان رباني ، ودمرت أيضاً جنوب شرقي آسيا بالتسونامي كما يؤكد مشايخ المسلمين ، وهكذا فإن لله أسلحة إبادة شاملة أطلع عليها عباده ورسله وأنبياءه. وأنه يـُعين ولا يـُستعان عليه. إنهم يفتئتون على الله ويعينون أنفسهم بأنفسهم جنرالات حروب دفاعاً عن رب الحول والطول العظيم ، رغم أنهم لم يكونوا موجودين قبلاً منذ فجر الخليقة ، وكان الرب موجوداً بعدله وقدراته وكماله ولم ينتظر من عباده أن يقتلوا عباده تقرباً إليه ، لأنه وحده من أوجب على نفسة الفعل العدل في المكان العدل. تعالوا نتصور بعض ما يحدث عندما ينادي منادينا حي على الجهاد ماذا ستكون ردود أفعال بعضنا ؟ بعضنا سيتجه فوراً إلى رئيس الجمهورية لقتله كما حدث مع السادات ومع عمر وعثمان وعلي وغيرهم ، وبعضنا الآخر سيتجه إلى مدينة الأقصر ليقتل فيها السائحين ويمثل بجثثهم ويضرب اقتصاد بلاده الوطني في مقتل ، وبعضنا سيتسلل إلى العراق ليفخخ أسواقها أويفجر المصلين العراقيين عند صلاة الجمعة أو يفجر أنابيب النفط فيها لإيقاف عجلة التنمية ، وبعضنا ستعجبه مدريد فيفجر محطة القطارات فيها أثناء الزحام وبعضنا يحب العروبة والإسلام فيفجر الرياض ، أما بعضنا ممن يعشق الموت الفضائي فسيخطف طائرة ويفجر بها أبراج نيويورك. فأي لون من هذه الألوان هو الجهاد؟ إن الجهاد عند مشايخنا وميليشياتنا المسلحة له ألف تفسير ، لكن أبشعه وأسوأه هو ما يحمله من عداء لكل الأمم. بل أيضاً لمسلمين مثلنا لكنهم يختلفون عنا في المذهب أو الرأي. إنه الكراهية حتى الموت ، وهو ما لا نعتقد أنه من إسلامنا في شيء. المشكلة عندنا أننا نستدعي مبدأ وقيمة من زمانها منذ ما ينوف على ألف وأربعمائة عام ومن مكانها في جزيرة العرب ، ومن ظرفها التاريخي الذي استدعى من القوة الطالعة في الجزيرة أن تحل محل فراغ القوى الذي حدث بعدما نهكت القوتين العظيمتين نتيجة صراعهما الطويل. كان ظرفاً وتاريخاً له أسبابه وظروفه التي حددت خط سير الأحداث حينذاك ، وكانت الظروف مواتية لعرب ذلك الزمن للغزو والفتح والاحتلال ، بينما تغير الوضع اليوم بالكلية وأصبحنا في معادلة القوة والضعف نحن الطرف الذي هو دون الضعف بمراحل لأننا أصلاً لسنا داخل المعادلة !! وضمن ذلك المبدأ القديم الذي استخدمته القوى الإسلامية لتوحيد جزيرة العرب واحتلال دول المحيط ، تقوم مباديء أخرى ترتبط به وتنتج عنه تم تقنينها في كتبنا الفقهية بقواعد شرعية ، وضمن تلك القواعد ما يقنن السلب والنهب والقتل وسبي نساء المهزوم ، وهي القواعد التي تجاوزها الزمن بعدما حدث من تطور إنساني على كل المستويات وضمنها المستوى الأخلاقي الذي وضع للحروب أخلاقيات ومعاهدات يتم العقاب على مخالفتها دولياً كما في نصوص الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف ، وبموجبها تم التدخل في البوسنة والهرسك ، وبموجبها يحاكم رئيس الدولة لأنه سمح بإغتصاب النساء والإبادة الجماعية. لم يعد مفهوم الجهاد ملائماً لزماننا يا سادتنا المشايخ ، وإلا فماذا تفعلون إذا قرر بوش إلزامنا بمبادئنا وأخذ أهلنا من العراق ومن أفغانستان عبيداً وسبايا إلى نيويورك وواشنطن ، هل سيكون في هذه الحال بربرياً وضد الإنسانية ؟ وترى كم سيكون الخـُمس وهو نصيب الرئيس حسب قواعدنا ، سواء من البترول ، أو الرجال عبيداً ، أو من النساء السبايا ؟ وغني عن التوضيح أن ما يقع خارج حدود وطن كل منا هو شأن يخص المجتمع الدولي ولا يخص دعاة الجهاد ، لأنهم ليسوا مجلس الأمن ولا هم الأمم المتحدة ليتبنوا قضايا دولية الطابع ، خاصة بعد أن قفل الجهاد بابه يوم قفلنا عائدين من الأندلس ، ويوم أصبحنا مطاردين بعد أن كنا مهاجمين ، وأن هناك دولاً كبرى لديها العلم ولديها الحضارة إن غضبوا على دولة حاصروها بمنع التعامل معها لتموت جوعاً وتخلفاً. لقد تم تطبيق مبدأ الجهاد وما يترتب عليه حسب الكيف والمصالح عبر التاريخ، فما هي المصالح اليوم في جزّ رقاب الخراف الآدمية وتفجير المصلين في الحسينيات وفي الكنائس العراقية؟ وما هي المكاسب التي حققها المسلمون بغزواتهم المباركة؟ فقط لم يحققوا سوى القتل ، وإذا كان القتل هدفاً في حد ذاته ، فهو ما يعني أننا قد هبطنا إلى ما دون الحيوانات المفترسة التي تفترس لتأكل ، ولهذا خلقت ، فلماذا خلقنا نحن؟! إن المقصد الشرعي من الجهاد هو نشر الإسلام وحماية المسلمين وفتح البلدان ، فهل يحقق الزرقاوي ذلك أو سيده بن لادن ؟ إن الجهاد عندما لا يحمي المسلمين بل يؤذيهم أشد الأذى فإنه يتحول إلى إجرام. الشيخ يوسفالقرضاويمنزعج أشد الانزعاج ممن قال عنهم "من يسعون إلى تفكيك الإسلام فيريدونه إسلاماً بلا جهاد ومصحفاً بلا سيف". دون أن يوضح لمتابعيه ماذا حقق هذا السيف حتى الآن وماذا فعل الجهاد بالمسلمين؟ أما الشيخعلي جمعةالمفتي المصري فقد دعا العالم كله إلى استبدال كلمة "إرهاب" بكلمة "إرجاف"؟ وكيف سيقولونها يا مولانا؟! وهل للإرجاف معنى معلوم حتى لدى المسلمين؟ لو كان المعنى معلوماً فلماذا أخذ يشرح المعنى مدعوماً من الدكتورمحمد زيدانليوضحه للمسلمين؟ ولماذا كل هذه المشقة؟ ما العيب في كلمة "إرهاب" الواضحة البسيطة والتي تعني ترويع الآمنين والاعتداء عليهم؟ السبب أن الكلمة وردت في القرآن "ترهبون به عدو الله وعدوكم" ، ولا يفهم المسلم هل سننزع عن الآية معناها المقصود والواضح ، أم سنظل نستخدمها ، لكن نستخدم لذات المعنى كلمة أخرى هي "لإرجاف " في حال حدوث إرهاب اليوم؟ ويرى السيد المفتي أن كلمة إرجاف هي التعبير الصحيح ، كما أرجفت المدينة بعد غزوة أحد وأثناء غزوة الخندق ، عندما ارتفع صوت المعارضين أو المنافقين في حال ضعف الإسلام المؤقت ، والذي كان يقابل بروع مسلح سريع وقوي تم فيه اغتيال عدة رؤوس من أهل المدينة. إن بن لادن والزرقاوي لا يشببون بنساء أميركا ولا يقولون قصائد هجاء حتى تسمى فعلتهم إرجافاً كما تقول كتب التراث (وأرجفت المدينة) أي تكلم أهلها وعلا صوتهم بالمعارضة والنقد. إن الزرقاوي وبن لادن وميليشيات الإرهاب لا تقف عند حد الكلام الذي كان يتم إخراسه في زمنه بالسيف ، إنما هي تحرق وتذبح وتسلخ وتدمر أهلنا بالعراق ، والإنسانية في أي مكان. طالب فضيلته باصطلاح الإرجاف بدلاً من الإرهاب في ندوة بمسجد النور بالقاهرة ، وأكد أن "الحضارة والثقافة الإسلامية باقية وصامدة ولم تمت ، وإنما نامت لبعض الوقت وهي الآن بحاجة لمن يوقظها لمصلحة البشرية". الدكتور جمعة مهموم بالبشرية المحرومة من أنوارنا ، وأنها بحاجة لأمتنا النائمة بـ"تعبيره" ، وعلى أحد ما أن يهز الأمة أو يسكب عليها عارها حتى تصحو من النوم لتأخذ بيد البشرية نحو النهضة المباركة. لا زال هؤلاء يعتقدون أنهم مناديب السماء وأن علينا واجباً ربانياً لهداية البشرية ، ولا يفهمون أبداً أن للآخرين أديانهم وأنهم يحبونها ويحترمونها وأن علينا أن نحترم ذلك. أما من عليه واجب الهز ، أو من المنوط به ، أو ما هي الهيئة التي ستقوم بالهز ، فإذا هزتنا أمريكا فهل يتناقض ذلك مع شريعة الهز الإسلامي؟ الدكتور محمد زيدان تلقف "الإرجاف" ليشرح كيف أرجفت المدينة والمرجفون "الذين يزعزعون الاستقرار والمثبطين" أي المعارضين في يثرب... المعارضة بالكلام هي الإرهاب ، أما الرد على المعارضة حسبما قال زيدان -أكثر الله أمثاله- "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم".. الأحزاب ، أي سنغرينك بقلتهم. ولا يكتفي سادتي أهل الدين بهذا التعريف للإرهاب ، إنما يضيفون لمفهوم كلمة إرجاف معاني جديدة معاصرة ، فالمرجفون أيضاً "هم الذين يسيرون وراء كل ناعق ، الذين يشنون على الأمة حروباً معنوية ليدفعوها للتبعية للغرب"... هذا إذاً هو الإرجاف ، فأين ذهب الإرهاب؟!.
جريدة (الاتحاد الإماراتي)
انظرو إلى هذا التخلف !!
بات معتاداً مشهد الدماء العراقية تلطخ الوجه العربي كله بل والإسلامي ، وأمسينا ننام على الكوابيس ونصحى على الكوارث بأيدي المسلمين في كل مكان في العالم ، بفضل رعاية مشايخنا أسكت الله لهم حساً ، ودعايتهم للفضيلة التي كانت غائبة وحضرت ، وأسموها الفريضة الغائبة حسب كتاب الإرهابي المصريشكري مصطفى.رافعين للعالم رايات الإسلام خفاقة بإنجازات الصحوة الإسلامية على ردم من الخراب وبحيرات من دماء الأبرياء في كل مكان ، وقتلى من كل الألوان والعناصر والملل ، تحت ما أسموه " فريضة الجهاد ". تعالوا نحاول أن نفهم ما تقدمه ميليشيات المسلمين المسلحة لنا وللعالم بحسبانه فضيلة وفريضة على المسلمين. إنهم بما يفعلون يؤكدون كم هو ضعيف رب الإسلام ، كم هو بحاجة للعناية والرعاية دون كل الأرباب عبر التاريخ ، والتي كانت حامية لشعوبها ورمزاً لتفوقها حسبما نقرأ من أساطير وأديان أخرى ، إلا الإسلام ، فقد تحول أتباعه بربهم إلى رب لا يستطيع أن يدافع عن نفسه وعن عباده بل يكاد لا يريم حراكاً. هذا علماً أن الإسلام نفسه من أكد لعباده "أن الله يدافع عن الذين آمنوا". وأنه قبل مجيء الإسلام أو ظهور المسلمين قد أرسل جنده طيراً أبابيل ترمي أعدائه بحجارة من سجيل ، وشرح في قرآنه أن لله ملائكة مسومين يحاربون ويقتلون ولا يـُقتلون ، خالدون ، وله أيضاً قوى الطبيعة التي دمرت قوم نوح بطوفان رباني ، ودمرت أيضاً جنوب شرقي آسيا بالتسونامي كما يؤكد مشايخ المسلمين ، وهكذا فإن لله أسلحة إبادة شاملة أطلع عليها عباده ورسله وأنبياءه. وأنه يـُعين ولا يـُستعان عليه. إنهم يفتئتون على الله ويعينون أنفسهم بأنفسهم جنرالات حروب دفاعاً عن رب الحول والطول العظيم ، رغم أنهم لم يكونوا موجودين قبلاً منذ فجر الخليقة ، وكان الرب موجوداً بعدله وقدراته وكماله ولم ينتظر من عباده أن يقتلوا عباده تقرباً إليه ، لأنه وحده من أوجب على نفسة الفعل العدل في المكان العدل. تعالوا نتصور بعض ما يحدث عندما ينادي منادينا حي على الجهاد ماذا ستكون ردود أفعال بعضنا ؟ بعضنا سيتجه فوراً إلى رئيس الجمهورية لقتله كما حدث مع السادات ومع عمر وعثمان وعلي وغيرهم ، وبعضنا الآخر سيتجه إلى مدينة الأقصر ليقتل فيها السائحين ويمثل بجثثهم ويضرب اقتصاد بلاده الوطني في مقتل ، وبعضنا سيتسلل إلى العراق ليفخخ أسواقها أويفجر المصلين العراقيين عند صلاة الجمعة أو يفجر أنابيب النفط فيها لإيقاف عجلة التنمية ، وبعضنا ستعجبه مدريد فيفجر محطة القطارات فيها أثناء الزحام وبعضنا يحب العروبة والإسلام فيفجر الرياض ، أما بعضنا ممن يعشق الموت الفضائي فسيخطف طائرة ويفجر بها أبراج نيويورك. فأي لون من هذه الألوان هو الجهاد؟ إن الجهاد عند مشايخنا وميليشياتنا المسلحة له ألف تفسير ، لكن أبشعه وأسوأه هو ما يحمله من عداء لكل الأمم. بل أيضاً لمسلمين مثلنا لكنهم يختلفون عنا في المذهب أو الرأي. إنه الكراهية حتى الموت ، وهو ما لا نعتقد أنه من إسلامنا في شيء. المشكلة عندنا أننا نستدعي مبدأ وقيمة من زمانها منذ ما ينوف على ألف وأربعمائة عام ومن مكانها في جزيرة العرب ، ومن ظرفها التاريخي الذي استدعى من القوة الطالعة في الجزيرة أن تحل محل فراغ القوى الذي حدث بعدما نهكت القوتين العظيمتين نتيجة صراعهما الطويل. كان ظرفاً وتاريخاً له أسبابه وظروفه التي حددت خط سير الأحداث حينذاك ، وكانت الظروف مواتية لعرب ذلك الزمن للغزو والفتح والاحتلال ، بينما تغير الوضع اليوم بالكلية وأصبحنا في معادلة القوة والضعف نحن الطرف الذي هو دون الضعف بمراحل لأننا أصلاً لسنا داخل المعادلة !! وضمن ذلك المبدأ القديم الذي استخدمته القوى الإسلامية لتوحيد جزيرة العرب واحتلال دول المحيط ، تقوم مباديء أخرى ترتبط به وتنتج عنه تم تقنينها في كتبنا الفقهية بقواعد شرعية ، وضمن تلك القواعد ما يقنن السلب والنهب والقتل وسبي نساء المهزوم ، وهي القواعد التي تجاوزها الزمن بعدما حدث من تطور إنساني على كل المستويات وضمنها المستوى الأخلاقي الذي وضع للحروب أخلاقيات ومعاهدات يتم العقاب على مخالفتها دولياً كما في نصوص الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف ، وبموجبها تم التدخل في البوسنة والهرسك ، وبموجبها يحاكم رئيس الدولة لأنه سمح بإغتصاب النساء والإبادة الجماعية. لم يعد مفهوم الجهاد ملائماً لزماننا يا سادتنا المشايخ ، وإلا فماذا تفعلون إذا قرر بوش إلزامنا بمبادئنا وأخذ أهلنا من العراق ومن أفغانستان عبيداً وسبايا إلى نيويورك وواشنطن ، هل سيكون في هذه الحال بربرياً وضد الإنسانية ؟ وترى كم سيكون الخـُمس وهو نصيب الرئيس حسب قواعدنا ، سواء من البترول ، أو الرجال عبيداً ، أو من النساء السبايا ؟ وغني عن التوضيح أن ما يقع خارج حدود وطن كل منا هو شأن يخص المجتمع الدولي ولا يخص دعاة الجهاد ، لأنهم ليسوا مجلس الأمن ولا هم الأمم المتحدة ليتبنوا قضايا دولية الطابع ، خاصة بعد أن قفل الجهاد بابه يوم قفلنا عائدين من الأندلس ، ويوم أصبحنا مطاردين بعد أن كنا مهاجمين ، وأن هناك دولاً كبرى لديها العلم ولديها الحضارة إن غضبوا على دولة حاصروها بمنع التعامل معها لتموت جوعاً وتخلفاً. لقد تم تطبيق مبدأ الجهاد وما يترتب عليه حسب الكيف والمصالح عبر التاريخ، فما هي المصالح اليوم في جزّ رقاب الخراف الآدمية وتفجير المصلين في الحسينيات وفي الكنائس العراقية؟ وما هي المكاسب التي حققها المسلمون بغزواتهم المباركة؟ فقط لم يحققوا سوى القتل ، وإذا كان القتل هدفاً في حد ذاته ، فهو ما يعني أننا قد هبطنا إلى ما دون الحيوانات المفترسة التي تفترس لتأكل ، ولهذا خلقت ، فلماذا خلقنا نحن؟! إن المقصد الشرعي من الجهاد هو نشر الإسلام وحماية المسلمين وفتح البلدان ، فهل يحقق الزرقاوي ذلك أو سيده بن لادن ؟ إن الجهاد عندما لا يحمي المسلمين بل يؤذيهم أشد الأذى فإنه يتحول إلى إجرام. الشيخ يوسفالقرضاويمنزعج أشد الانزعاج ممن قال عنهم "من يسعون إلى تفكيك الإسلام فيريدونه إسلاماً بلا جهاد ومصحفاً بلا سيف". دون أن يوضح لمتابعيه ماذا حقق هذا السيف حتى الآن وماذا فعل الجهاد بالمسلمين؟ أما الشيخعلي جمعةالمفتي المصري فقد دعا العالم كله إلى استبدال كلمة "إرهاب" بكلمة "إرجاف"؟ وكيف سيقولونها يا مولانا؟! وهل للإرجاف معنى معلوم حتى لدى المسلمين؟ لو كان المعنى معلوماً فلماذا أخذ يشرح المعنى مدعوماً من الدكتورمحمد زيدانليوضحه للمسلمين؟ ولماذا كل هذه المشقة؟ ما العيب في كلمة "إرهاب" الواضحة البسيطة والتي تعني ترويع الآمنين والاعتداء عليهم؟ السبب أن الكلمة وردت في القرآن "ترهبون به عدو الله وعدوكم" ، ولا يفهم المسلم هل سننزع عن الآية معناها المقصود والواضح ، أم سنظل نستخدمها ، لكن نستخدم لذات المعنى كلمة أخرى هي "لإرجاف " في حال حدوث إرهاب اليوم؟ ويرى السيد المفتي أن كلمة إرجاف هي التعبير الصحيح ، كما أرجفت المدينة بعد غزوة أحد وأثناء غزوة الخندق ، عندما ارتفع صوت المعارضين أو المنافقين في حال ضعف الإسلام المؤقت ، والذي كان يقابل بروع مسلح سريع وقوي تم فيه اغتيال عدة رؤوس من أهل المدينة. إن بن لادن والزرقاوي لا يشببون بنساء أميركا ولا يقولون قصائد هجاء حتى تسمى فعلتهم إرجافاً كما تقول كتب التراث (وأرجفت المدينة) أي تكلم أهلها وعلا صوتهم بالمعارضة والنقد. إن الزرقاوي وبن لادن وميليشيات الإرهاب لا تقف عند حد الكلام الذي كان يتم إخراسه في زمنه بالسيف ، إنما هي تحرق وتذبح وتسلخ وتدمر أهلنا بالعراق ، والإنسانية في أي مكان. طالب فضيلته باصطلاح الإرجاف بدلاً من الإرهاب في ندوة بمسجد النور بالقاهرة ، وأكد أن "الحضارة والثقافة الإسلامية باقية وصامدة ولم تمت ، وإنما نامت لبعض الوقت وهي الآن بحاجة لمن يوقظها لمصلحة البشرية". الدكتور جمعة مهموم بالبشرية المحرومة من أنوارنا ، وأنها بحاجة لأمتنا النائمة بـ"تعبيره" ، وعلى أحد ما أن يهز الأمة أو يسكب عليها عارها حتى تصحو من النوم لتأخذ بيد البشرية نحو النهضة المباركة. لا زال هؤلاء يعتقدون أنهم مناديب السماء وأن علينا واجباً ربانياً لهداية البشرية ، ولا يفهمون أبداً أن للآخرين أديانهم وأنهم يحبونها ويحترمونها وأن علينا أن نحترم ذلك. أما من عليه واجب الهز ، أو من المنوط به ، أو ما هي الهيئة التي ستقوم بالهز ، فإذا هزتنا أمريكا فهل يتناقض ذلك مع شريعة الهز الإسلامي؟ الدكتور محمد زيدان تلقف "الإرجاف" ليشرح كيف أرجفت المدينة والمرجفون "الذين يزعزعون الاستقرار والمثبطين" أي المعارضين في يثرب... المعارضة بالكلام هي الإرهاب ، أما الرد على المعارضة حسبما قال زيدان -أكثر الله أمثاله- "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم".. الأحزاب ، أي سنغرينك بقلتهم. ولا يكتفي سادتي أهل الدين بهذا التعريف للإرهاب ، إنما يضيفون لمفهوم كلمة إرجاف معاني جديدة معاصرة ، فالمرجفون أيضاً "هم الذين يسيرون وراء كل ناعق ، الذين يشنون على الأمة حروباً معنوية ليدفعوها للتبعية للغرب"... هذا إذاً هو الإرجاف ، فأين ذهب الإرهاب؟!.
جريدة (الاتحاد الإماراتي)
انظرو إلى هذا التخلف !!