sezar
03/06/2005, 00:15
عثرت السلطات السورية امس على جثة الشيخ محمد معشوق الخزنوي مدفوناً في احدى مقابر دير الزور، شمال شرق البلاد، بعد نحو 20 يوماً على خطفه من مقر «مركز الدراسات الاسلامية» في دمشق. وجرى دفن الشيخ بعد ظهر امس في القامشلي في مأتم شارك فيه حشد قدّر بمئات الالوف، وقد حمل بعضهم أغصان الزيتون.
وفور اعلان النبأ، حصل بعض التظاهرات في مدينة القامشلي حيث كان يدير فرعاً لـ«الدراسات الاسلامية» الذي يرأسه النائب محمد الحبش. وفيما ذكرت وكالة «فرانس برس« ان احزاباً كردية بينها «يكيتي» اتهمت السلطات بالمسؤولية عن وفاته، قال «مصدر مسؤول» في الحكومة السورية ان الشيخ الخزنوي «خطف وقتل لاسباب جنائية بحتة» وأنه «لم يعتقل من أي جهة امنية». وطلبت السلطات من اصدقائه، وبينهم النائب الحبش والباحث عدنان شماع، التوجه الى المناطق الشرقية لـ «تهدئة الخواطر وعدم فتح باب الثأر» لدى دفنه المقرر اليوم (الخميس) على اساس ان السبب «جنائي».
وقال اقرباء الشيخ الخزنوي لـ «الحياة» في اتصال هاتفي: «تبلغنا ليل (اول من امس) ضرورة الحضور الى احد مراكز السلطة التي أبلغتنا عثورها على جثة الشيخ الخزنوي وان التحقيقات التي قامت بها السلطات دلّت الى مكان دفنه». واوضح شماع لـ «الحياة» ان الشيخ «قتل مخنوقاً» وان ردة فعل ابنه مرشد كانت قوله «قتلوه» ثم اجهش بالبكاء. وبعدما تعرف نجلاه مرشد ومراد على الجثة في احد مستشفيات دير الزور بعد اخراجها من القبر، ذهبا ظهر امس الى القامشلي استعداداً لدفنه. وقال مرشد لـ «الحياة»: «ساعدتنا السلطات بتحقيقاتها وقادتنا الى المجرمين».
واوضح «المصدر المسؤول» امس ان ملف القضية سلم فور اعلان «خطف» الشيخ الخزنوي (47 عاماً) الى قاضي التحقيق الاول خالد حمود «الذي اشرف على كامل التحقيقات مع هيئة الكشف الطبية التي عينها القضاء. وان عدداً من الخاطفين الذين ألقي القبض عليهم اعترف بالجريمة وانهم جزء من مجموعة مؤلفة من خمسة افراد قاموا بخطفه من دمشق بعد تخديره ونقلوه الى حلب (شمال البلاد) ثم قتلوه ودفنوا جثته في مدينة دير الزور»، مشيراً الى ان اقارب الشيخ الراحل «كانوا على اطلاع كامل بحيثيات التحقيق وخطواته بعد متابعة خيوط التحقيقات مع الاحتفاظ بالمعلومات حرصاً على سير» هذه التحقيقات.
يذكر أن خلافاً حصل بين الشيخ الخزنوي وشقيقه الشيخ الشهير احمد الخزنوي بشأن ارث كبير من الاراضي الواسعة في الجزيرة السورية ولا يزال الخلاف قائماً منذ 14 عاماً. كما ان الشيخ الراحل شن في آخر خطبة جمعة له قبل خطفه هجوماً عنيفاً على «ما يسمى المقاومة العراقية». ونقل شماع عنه قوله: «لا اؤمن بإلغاء انسان يمكن ان يختلف معي وان يفجر انسان نفسه تحت راية الاسلام»، مشيراً الى انه «كان ايضاً ضد الاحتلال الاميركي للعراق». وقال لـ«الحياة» وائل سواح، الذي خاض حوارات ثقافية معه ان الشيخ الراحل «لمع نجمه في شكل كبير في السنتين الاخيرتين».
ورفض شماع ومرشد وسواح (الذي نشر له مقال في «الحياة» امس عن سيرة الشيخ الخزنوي) ترجيح أي فرضية من الفرضيات. غير ان وزارة الداخلية السورية أكدت ان «الجريمة جنائية بحتة، وانه (الخزنوي) لم يعتقل ابداً من جانب أي جهة امنية كما روّج بعض وسائل الاعلام والمصادر المغرضة» قبل ان توضح ان «الخاطفين اعترفوا بجريمتهم».
وفيما وصفه الباحث سواح بـكونه «مفكراً اسلامياً يدعو الى العلمنة والديموقراطية وفصل الدين عن الدولة وتمكين المرأة وحقوق الانسان وتداول السلطة»، قال شماع: «معروف بأنه يسمي الاشياء بمسمياتها ويضع النقاط على الحروف، وكان سمحاً ضد التعصب الديني والقومي».
وجاء في ميثاق تأسيس «مركز الداراسات الاسلامية» في القامشلي الذي حصلت «الحياة» على نصه امس ان المركز «يلتزم الديموقراطية كخيار استراتيجي متجسدة في الصورة الإسلامية (الشورى الملزمة) في الهيكلية الإدارية والخطط والأهداف»، لافتاً الى انه «لا ينتمي الى أي جماعة أو حزب عربي أو كردي معترف به أو محظور. واذا كان المركز يهتم بالقضايا السياسية والإنسانية للمجتمع الذي يعيش فيه وفي مقدمها قضية الشعب الكردي ومعاناته والحيف الذي لحق به فإنما هو جزء من الاستجابة لنداء الواجب الإنساني وقبل ذلك الديني وهو في النهاية جزء من مصداقيته في رسالته الدينية وترسيخ خطابه الإسلامي».
وشارك الخزنوي في شباط (فبراير) الماضي بندوة عن «الاديان والسياسة» عقدت في اوسلو بدعوة من الحكومة النروجية. كما انه اجتمع الى كبار المسؤولين النروجيين، قبل ان يقوم بجولة اوروبية اجتمع فيها مع اكراد سوريين.
وفي لندن تلقت «الحياة» بياناً من بياناً للمراقب العام لـ «الاخوان المسلمين» في سورية السيد علي صدرالدين البيانوني يستنكر فيه «الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق علم من اعلام الحركة الاسلامية والوطنية والكردية» ويطالب بـ «التحقيق النزيه في الجريمة والكشف عن ملابساتها». وأشار البيانوني الى انه كان التقي الشيخ الخزنوي في شباط (فبراير) الماضي خلال رحلة الاخير الى اوروبا.
وفور اعلان النبأ، حصل بعض التظاهرات في مدينة القامشلي حيث كان يدير فرعاً لـ«الدراسات الاسلامية» الذي يرأسه النائب محمد الحبش. وفيما ذكرت وكالة «فرانس برس« ان احزاباً كردية بينها «يكيتي» اتهمت السلطات بالمسؤولية عن وفاته، قال «مصدر مسؤول» في الحكومة السورية ان الشيخ الخزنوي «خطف وقتل لاسباب جنائية بحتة» وأنه «لم يعتقل من أي جهة امنية». وطلبت السلطات من اصدقائه، وبينهم النائب الحبش والباحث عدنان شماع، التوجه الى المناطق الشرقية لـ «تهدئة الخواطر وعدم فتح باب الثأر» لدى دفنه المقرر اليوم (الخميس) على اساس ان السبب «جنائي».
وقال اقرباء الشيخ الخزنوي لـ «الحياة» في اتصال هاتفي: «تبلغنا ليل (اول من امس) ضرورة الحضور الى احد مراكز السلطة التي أبلغتنا عثورها على جثة الشيخ الخزنوي وان التحقيقات التي قامت بها السلطات دلّت الى مكان دفنه». واوضح شماع لـ «الحياة» ان الشيخ «قتل مخنوقاً» وان ردة فعل ابنه مرشد كانت قوله «قتلوه» ثم اجهش بالبكاء. وبعدما تعرف نجلاه مرشد ومراد على الجثة في احد مستشفيات دير الزور بعد اخراجها من القبر، ذهبا ظهر امس الى القامشلي استعداداً لدفنه. وقال مرشد لـ «الحياة»: «ساعدتنا السلطات بتحقيقاتها وقادتنا الى المجرمين».
واوضح «المصدر المسؤول» امس ان ملف القضية سلم فور اعلان «خطف» الشيخ الخزنوي (47 عاماً) الى قاضي التحقيق الاول خالد حمود «الذي اشرف على كامل التحقيقات مع هيئة الكشف الطبية التي عينها القضاء. وان عدداً من الخاطفين الذين ألقي القبض عليهم اعترف بالجريمة وانهم جزء من مجموعة مؤلفة من خمسة افراد قاموا بخطفه من دمشق بعد تخديره ونقلوه الى حلب (شمال البلاد) ثم قتلوه ودفنوا جثته في مدينة دير الزور»، مشيراً الى ان اقارب الشيخ الراحل «كانوا على اطلاع كامل بحيثيات التحقيق وخطواته بعد متابعة خيوط التحقيقات مع الاحتفاظ بالمعلومات حرصاً على سير» هذه التحقيقات.
يذكر أن خلافاً حصل بين الشيخ الخزنوي وشقيقه الشيخ الشهير احمد الخزنوي بشأن ارث كبير من الاراضي الواسعة في الجزيرة السورية ولا يزال الخلاف قائماً منذ 14 عاماً. كما ان الشيخ الراحل شن في آخر خطبة جمعة له قبل خطفه هجوماً عنيفاً على «ما يسمى المقاومة العراقية». ونقل شماع عنه قوله: «لا اؤمن بإلغاء انسان يمكن ان يختلف معي وان يفجر انسان نفسه تحت راية الاسلام»، مشيراً الى انه «كان ايضاً ضد الاحتلال الاميركي للعراق». وقال لـ«الحياة» وائل سواح، الذي خاض حوارات ثقافية معه ان الشيخ الراحل «لمع نجمه في شكل كبير في السنتين الاخيرتين».
ورفض شماع ومرشد وسواح (الذي نشر له مقال في «الحياة» امس عن سيرة الشيخ الخزنوي) ترجيح أي فرضية من الفرضيات. غير ان وزارة الداخلية السورية أكدت ان «الجريمة جنائية بحتة، وانه (الخزنوي) لم يعتقل ابداً من جانب أي جهة امنية كما روّج بعض وسائل الاعلام والمصادر المغرضة» قبل ان توضح ان «الخاطفين اعترفوا بجريمتهم».
وفيما وصفه الباحث سواح بـكونه «مفكراً اسلامياً يدعو الى العلمنة والديموقراطية وفصل الدين عن الدولة وتمكين المرأة وحقوق الانسان وتداول السلطة»، قال شماع: «معروف بأنه يسمي الاشياء بمسمياتها ويضع النقاط على الحروف، وكان سمحاً ضد التعصب الديني والقومي».
وجاء في ميثاق تأسيس «مركز الداراسات الاسلامية» في القامشلي الذي حصلت «الحياة» على نصه امس ان المركز «يلتزم الديموقراطية كخيار استراتيجي متجسدة في الصورة الإسلامية (الشورى الملزمة) في الهيكلية الإدارية والخطط والأهداف»، لافتاً الى انه «لا ينتمي الى أي جماعة أو حزب عربي أو كردي معترف به أو محظور. واذا كان المركز يهتم بالقضايا السياسية والإنسانية للمجتمع الذي يعيش فيه وفي مقدمها قضية الشعب الكردي ومعاناته والحيف الذي لحق به فإنما هو جزء من الاستجابة لنداء الواجب الإنساني وقبل ذلك الديني وهو في النهاية جزء من مصداقيته في رسالته الدينية وترسيخ خطابه الإسلامي».
وشارك الخزنوي في شباط (فبراير) الماضي بندوة عن «الاديان والسياسة» عقدت في اوسلو بدعوة من الحكومة النروجية. كما انه اجتمع الى كبار المسؤولين النروجيين، قبل ان يقوم بجولة اوروبية اجتمع فيها مع اكراد سوريين.
وفي لندن تلقت «الحياة» بياناً من بياناً للمراقب العام لـ «الاخوان المسلمين» في سورية السيد علي صدرالدين البيانوني يستنكر فيه «الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق علم من اعلام الحركة الاسلامية والوطنية والكردية» ويطالب بـ «التحقيق النزيه في الجريمة والكشف عن ملابساتها». وأشار البيانوني الى انه كان التقي الشيخ الخزنوي في شباط (فبراير) الماضي خلال رحلة الاخير الى اوروبا.