-
دخول

عرض كامل الموضوع : فليباركنا الرب جميعاً


savio
12/06/2007, 20:28
خلال زيارتي الأخيرة لدولة الفيليبين حدثت معي هذه القصة التي أرجو أن تكون عبرة للكثيرين منا .

بعد أن انتهيت من الأعمال التي زرت الدولة من أجلها أخذني بعض الأشخاص لمدينة تدعى باجيو وسط الجزيرة الشمالية من هذه الدولة , الطبيعة خلابة والطقس رائع جدا والهواء جبلي عليل ولا يوجد ما يعكر صفو الحياة هناك, قلت في نفسي ربما هنا يمكن للانسان أن يجد السعادة الحقيقية, ولكن ما اكتشفته أن السعادة تكمن في مكان آخر ...

بينما كنا نتنزه بين البساتين رأيت فتاة تبدو في العاشرة من عمرها تجر براميل من المياه يبلغ مجموع أوزانها أضعاف وزنها بمرات, استفسرت عن ذلك فقالوا لي أن عمرها اثنان وعشرون عاما ولكن لقصر قامتها ولاختلاف الجنس والعرق فإنني لم أستطع أن أميز الأعمار! قلت لهم أأستطيع أن أستفسر أكثر؟ قالوا أن الفقراء هنا ينقلون الماء للناس ليكسبوا قوتهم اليومي فطلبت أن أتحدث معها ولكنهم قالوا أن الوقت ضيق ولكنني أصريت على موقفي , كانت لا تتحدث الانكليزية وكانوا يترجمون لي ونحن نمشي معها فليس لديها وقت للتوقف , بقينا نمشي معها حتى باعت المياه وعادت إلى بيتها, في الطريق كانت تتحدث أنها الفتاة الأكبر في العائلة وأن أمها قد توفيت وهي تعمل في نقل الماء لتكسب رزقها ورزق أخوتها الصغار فبالكاد تكسب ثمن الرز الذي يأكلونه في اليوم كوجبة وحيدة, وعندما تكسب أكثر تكون محظوظة جدا لأن باستطاعتهم أن يأكلوا وجبتين في اليوم , أما في حال هطول أمطار شديدة فإنها لا تستطيع الخروج للعمل فيبيتون جياعا!

هذه الفتاة الصغيرة مصابة بمرض السكري والجروح كثيرة وكبيرة في ساقيها ولا تستطيع حتى أن تفكر في شيء يسمى علاجا أو دواء, فقط طموحها هو أن تملأ معدتها ومعدة أخوتها الذين يسكنون في كوخ غير قادر على ايقاف تسرب مياه الأمطار من السقف عند هطولها.

سألتها هل أنت سعيدة في حياتك يا تيتشيه (اختصارا لتيريزا) فأشارت إلى صورة السيد المسيح التي يكاد يتلفها المطر على الحائط وإلى صليب بجانبها وقالت : إن الرب لا يختار للانسان إلا الخير, هو يحبني وأنا أحبه فلماذا لا أكون سعيدة؟ فليباركنا الرب... وصلّبت وطلبت مني أن أصلّب , زجرها أصدقائي (المسيحيون) الذين كانوا معي وقالوا لها أنني لست مسيحيا فنهيتهم عن ذلك وقلت لها فليباركنا الرب جميعا. وليرزقنا السعادة التي رزقك إياها .قالت ما هو دينك وبماذا تؤمنون , قلت لها إن ربنا الله ونؤمن بأنه خالقنا ومعبودنا وعلينا أن نتبع أوامره في فعل الخير وتجنب الشر فنظرت إلى أصدقائي نظرة ملامة وقالت لهم: لماذا تقولون لي أن دينه مختلف؟!

سألتها إن كان لديها طموح أو خطة لتغيير واقعها الذي رأيته مريرا ولكنها لا تراه كذلك فقالت أن إحدى معارفها قد حققت إنجازا عظيما في حياتها وتتمنى أن تحقق هذا الانجاز ولكنها تحتاج لتعلم بعض الكلمات في اللغة الانكليزية , قلت لها ما هذا الانجاز الذي تطمحين إليه؟ فقالت : أتمنى أن أتقدم بطلب لأعمل خادمة في دولة أخرى لعلي أستطيع أن أرسل لأخوتي ثمن تلات وجبات بدل الوجبتين!! وأحيانا يحتاجون لملابس ولا أجد ثمنها! فقد تقدمت لأحد مكاتب تشغيل الخادمات فطردني لأنني لا أعرف شيئا من الانكليزية! قلت لها أعطني جواز سفرك وسأساعدك للعمل في الامارات , قالت لي ليس معي تكاليف إصدار الجواز فطلبت من أصدقائي التواصل معها لحين إصدار الجواز وتسفيرها ولكنها قالت لي أخاف من شيء!! ظننتها ستخاف من المعاملة السيئة التي ستتلقاها عند سيدتها خلال عملها كخادمة, فقلت لها لا تقلقي فالناس في الامارات طيبون ولن أرسلك إلى من لا يحنو عليك , قالت إنني لا أخاف من سوء المعاملة وذلك لا يتعسني ولكن.... ترددت في القول فطلبت منها أن تتحدث بحرية فقالت أخاف أن أذهب إلى دولة اسلامية حيث لا كنيسة وحيث يمنعوني من الصلاة فابتسمت وقلت لها توجد الكنائس في دبي والشارقة وأبوظبي والعين وفي كل مكان وسآخدك إلى الكنيسة بنفسي كل أحد, أدمعت عيناها وقالت إذا سأتواصل مع الرب وسأطعم أخوتي ثلاث وجبات في اليوم, كم سأكون سعيدة إن ساعدتني في ذلك, فليباركك الرب .

كنت أشعر أن دعاءها مستجاب وكم كنت أشعر بسعادة غامرة عندما تدعو لي أن يباركني الرب.

الآن هي هنا منذ عدة أشهر تعمل عند عائلة إماراتية طيبة جدا يأخذونها للطبيب دائما لمعالجتها من مرض السكري ويشترون لها الأدوية ودائما أوصيهم بها وآخذها بسيارتي كل يوم أحد إلى الكنيسة وعندما تنتهي الصلاة أعيدها إلى سيدتها ولكن ما أزعجني هو شيء واحد .....

هنا في هذه البلاد عندما يرافق السوري فيلبينية فذلك يعني أنها صديقته ( صاحبته ) ولكن هذه الفتاة قبيحة ولا تبدو كذلك إلا لبعض السوريين الذين كانوا يرونني أحيانا في الطريق فأشعر باستهزائهم بي لأن من يظنوها (صاحبتي) يرون أنها قبيحة جدا وحتى أنني سمعت أحدهم يقول للآخر (الله لا يوفقو على هالمسواق, ايه شو مو مستحي بهيك صاحبة؟) وللأسف وأقولها للأسف لا أرى الاستهزاء الا بين السوريين ومنهم . على كل حال سأمضي فيما أنا فيه وليستهزئ من يستهزئ .و لنرضَ بما قسم الله لنا فهذه هي السعادة الحقيقة.

هل نتذكر أن هناك أشخاصا لا يجدون ثمن وجبة طعام عندما نأكل ونأكل ونملأ بطوننا أضعاف ما نحتاج إليه وبعد ذلك نرمي ما بقي من طعام في سلة المهملات؟ هل نحمد الله على بيوتنا المرفهة وأسِرَّتِنا النظيفة المرتبة؟ هل نحن سعداء وقانعون؟ هل ننظر إلى الخادمة التي تركت أهلها وحريتها وبلادها لتخدم الأغراب كبشر أم أن معظمنا ينظر إليها كعبدة أو من طبقة دنيا؟ فلنتعلم من هذه الخادمة فقد تكون أفضل منا بكثير

السعادة الروحية ما بعدها سعادة وليباركنا الرب جميعا

بقلم زاهر سحلول
سيريا نيوز

tiger
14/06/2007, 01:09
بركة الرب مع الجميع ...... :D

fofo besset syria
14/06/2007, 10:26
:cry::cry::cry::cry:

الله يعين الناس...

بكيتني عساعة هالصبح الله يسامحك:cry:

:D

ayaa
28/07/2007, 03:40
اخي savio
شكرا لك على هذه القصه الجميله مع انها مؤلمه
والاجمل خلق الشاب الذي ساعدها لدرجة انه يوصلها
للكنيسه هذا هو ديننا دين الرحمه والمحبه والله يهدينا
ويعفوا عننا جميعا

Gazita
11/08/2007, 23:12
:cry:بارك الله فيه والله يعينها ويعين امثالها .ناس عندهم النعم ومو عارفين قيمتها .وناس بتتعذب لحتى تلاقي لقمة تسد جوعها.الله لا يحرمنا من نعمه :cry:

remoo
29/10/2007, 06:07
بركة ربنا مع الجميع ولا تحزن من من يستهزؤا بك لهذا العمل المحترم
لكن انتظر من الذي نطلب منه البركه الجزاء بالخير ربنا يباركك