-
دخول

عرض كامل الموضوع : روتانا في ورطه


ghaliya
04/06/2007, 13:38
هذا التساؤل الذي من الممكن أن يثير الاستغراب في البداية حيث يعجز قارئه عن وضع رابط بين
الجانبين
الشارع المصري والقناة الغنية، وهو الاسم الذي يطلقه عامة المصريون على قناة روتانا،
بات حديث عدد من الأوساط الثقافية بل والسياسية البرلمانية المصرية خاصة في ظل بعض
من السياسات التي تنتهجها إدارة القناة ورئيسها الأمير الوليد بن طلال .
مش هتقدر تغمض عينيك...
والمتابع للساحة المصرية سيجد أن الأزمة تتلخص في ركنين أساسيين الأول وهو شعار القناة
"روتانا سينما.. مش هتقدر تغمض عينيك"
وهو الشعار الذي استفز الجماعات الإسلامية بشدة خاصة وأن أول من قدمته
كانت هيفاء وهبي وهو ما رأت فيه الجماعة خلاعة فضائية
غير مرحب بها في مصر كما أشار بيان لها، الأمر الذي أثار أعضاء هذه الجماعات
التي رفعت في المقابل شعار "روتانا سينما.. هتقدر تغمض عينيك"
وهو الشعار الذي بات ملاصقاً للعديد من الأنشطة التي تقوم بها الجماعة الإسلامية
في مصر وهي الجماعة التي أكدت أنه من العيب أن تنطلق من مصر بلد الإسلام
أستديوهات لتصوير البرامج "الخليعة"، على حد وصفهم في هذه القناة، وتقدمت الجماعة
بطلب رسمي إلى إدارة القناة تطالبهم فيها بضرورة تغيير هذا الشعار إلا أن إدارة القناة
رفضت الانصياع لهذا الطلب والذي لن تتضرر القناة من إلغاءه بأي حال
من الأحوال.
وكان من الممكن لروتانا الانصياع لهذا الطلب بدون أن تزداد الأزمة التي باتت مثل كرة الثلج
التي تكبر وتكبر خاصة مع ترديد الكثير من نجوم السينما ممن يتم استضافتهم في هذه البرامج
لهذا الشعار وهو ما جعل عدد من أعضاء الجماعات الإسلامية في مصر يرفعون شعار
قاطعوا قناة الحرام.. روتانا سينما.
ثاني الأزمات التي باتت بالفعل تهدد علاقة الشارع المصري للقناة هي الهجوم الضاري
الذي شنه بعض من المثقفين المصريين وفي مقدمتهم الأديب جمال ألغيطاني رئيس تحرير
مجلة أخبار الأدب الذي أتهم الوليد بن طلال وقناة روتانا بشراء التراث والفن المصري
بعد أن قام بشراء قرابة 100 مصري من الأفلام النادرة وقصرت عرضها على شاشتها
بدون أعطاء التليفزيون المصري حقوق البث لها على الإطلاق.
وأشار ألغيطاني أن سياسة القناة من الممكن أن تؤدي إلى شراؤها إلى العديد من أشكال التراث
المصري سواء الفني أو الفرعوني أو الإسلامي، وتساءل ألغيطاني أنه يشك في أن يقوم أعضاء
هذه القناة بشراء المعابد الفرعونية في المستقبل والقيام بتشغيلها لحسابهم معتبراً أن قيمة الفن
المصري الذي اشترت قناة روتانا جزء منه لا يقل عن قيمة التراث المصري الفرعوني
الذي قد يباع في أي وقت حسبما أوضح.
وعلى الرغم من أن هاتين الأزمتين يقودها ركنين أساسيين في الشراع المصري
وهما الجماعة الإسلامية ذات الشعبية الكبيرة والمفكرون إلا أن هناك شعبية كبيرة للقناة الغنية
في مصر خاصة بين ربات البيوت ممن يستمتعون مجاناً بمشاهدتها وهو ما لا يحدث في القنوات
الأخرى الأمر الذي يزيد من سخونة هذه القضية مع تعاطف قطاع كبير من المصريين معها
وهو ما جعلها مادة دسمة للعديد من التقارير والصحف في القاهرة وهي المادة التي لن تنضب
قريباً في ظل الملل الذي يعيشه المواطن المصري في حياته العادية وبحثه الدائم عما يشغل وقته
ويقتل فراغه