عاشق من فلسطين
01/06/2005, 16:12
مركز الحوار يناقش تقرير التنمية الإنسانية في العالم العربي:
د. كلوفيس مقصود: الولايات المتحدة ضغطت لتعديل التقرير وفشلت
تقرير صحفي من إعداد: م. ش. – واشنطن
بمناسبة صدور التقرير الثالث للتنمية الإنسانية العربية لعام 2004 نظم مركز الحوار العربي في منطقة واشنطن الكبرى ندوة تحدث فيها الدكتور كلوفيس مقصود العضو في الفريق الاستشاري المشرف على التقرير حيث أكد في البداية أن مجرد صدور التقرير عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان"نحو الحرية في العالم العربي" يجسد اعترافا بوجود أمة عربية واحدة تضم دولا عربية مختلفة، كما أظهرت مجموعة التقارير عن التنمية الإنسانية العربية أن الأمة العربية أمة ثرية ولكن شعوبها فقيرة، وأن الجامعة العربية تحولت إلى جامعة حكومات عربية تنكر الحالة المدنية التي تعكسها الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني. ولذلك جاء التقرير الثالث مثل سابقيه ليحاول سد الفجوة القائمة بين الدولة والأمة وبين تواجد الثروة واستمرار الفقر وبين النظم الحاكمة وبين المجتمع المدني. وكشف الدكتور مقصود النقاب عن الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة لتعديل التقرير الثالث لإسقاط الفقرات التي انتقدت الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني واستباحة أمن الشعب العراقي بسبب الاحتلال الأمريكي وتطرق التقرير لانتهاكات حقوق المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب وقوله إن الشعب العراقي خرج من تحت وطأة حكم استبدادي انتهك كل حرياته وحقوقه الأساسية ليقع تحت نير الاحتلال الأجنبي الذي زاد من معاناة الشعب العراقي الإنسانية. وقال إن الولايات المتحدة مارست ضغطا تمثل في تهديدها باقتطاع مبلغ 118 مليون دولار من حصة الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة إذا نشرت الأمم المتحدة التقرير كما هو، وفي المقابل هدد فريق الخبراء العرب المشاركون في إعداد التقرير بأنه لو رضخ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتلك الضغوط فسيقوم فريق الخبراء العرب بنشر التقرير بإسم أعضاء الفريق عن هيئة غير حكومية تمت تسميتها "مؤسسة التنمية الإنسانية العربية" ولذلك فشلت الضغوط الأمريكية التي كانت تحاول استبعاد أي علاقة بين تعثر التنمية الإنسانية العربية وبين الخراب والدمار الذي احدثه الاحتلال الأمريكي في العراق، والدمار والشلل الاقتصادي والإنساني الذي تسبب فيه استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهكذا صدر التقرير بعد شهور من التأخير.
ولخص الدكتور مقصود سمات التقرير الثالث للتنمية الإنسانية العربية في النقاط التالية:
أولا: الربط بين النواقص بمعنى أن المرأة العربية التي تعاني من التهميش تعاني أيضا من نواقص أخرى في الإطار الشامل للسكان العرب وهو وجود نسبة تصل إلى 50 في المائة من الأميين ثلثهم من النساء مما يشكل استنزافا لموارد بشرية كان بوسعها المشاركة في جهود التنمية.
ثانيا: التفريق بين مفهوم الإلمام بحقائق الأمور من خلال توفر المعلومات في عصر القنوات الفضائية والإنترنت وبين القدرة على التحليل لتحويل المعلومات إلى معرفة، وتلافي تحويل الإعلام بديلا عن المعرفة. وفي هذا الإطار طالب التقرير بإعلاء شأن التعليم الجامعي والارتقاء بالتعليم في المدارس بحيث لا تصبح المؤسسات التعليمية مصدرا لإنتاج خريجين تعوزهم القدرة على التحليل والوصول إلى المعرفة التي تمكن الإنسان العربي من المنافسة والقدرة على المجابهة.
ثالثا: تمكين المرأة ليس فقط من خلال التعليم وفرص العمل وإنما جعل المرأة العربية قادرة على الاضطلاع بدور رائد في التنمية والتطورالسريع.
رابعا: ضرورة توفير الحريات الأساسية للشعوب العربية وإقرار مبدأ التداول السلمي للسلطة وحرية الانتخاب والتنظيم وتبادل الآراء حيث لا يمكن الفصل بين توفير الحريات وتحقيق التنمية.
وقال الدكتور كلوفيس مقصود في ندوة مركز الحوار العربي إنه بينما اهتم التقرير الأول للتنمية الإنسانية العربية بتحديد النواقص وطرح توصيات لعلاجها حتى لا تتحول إلى ثغرات تستنزف منها الإمكانيات البشرية، فإن الاهتمام الذي حظي به التقرير الاول بين المصلحين والمثقفين العرب ومحاولة استغلاله من قبل الولايات المتحدة ، جعل تركيز التقرير الثالث على تفصيل المقصود بمشكلة نقص المعرفة في العالم العربي وتمكين المرأة وكذلك الحريات المنقوصة في العالم العربي وضرورة الفصل بين السلطات والتعود على عملية تداول السلطة والتخلي عن قوانين الطوارئ المعمول بها في عدد من الدول العربية. وتوقع الدكتور مقصود ان يصطدم فريق العمل في التقرير الرابع للتنمية الإنسانية العربية المتوقع صدوره في سبتمبر القادم لتفصيل مشكلة تمكين المراة العربية بمعوقات وتقاليد ليست عربية ولا إسلامية وإنما أعراف عفا عليها الزمن. وقال الدكتور مقصود إن التقرير الثالث عن الحرية قد حذر من ان استمرار العجز في التنمية والقهر والفساد في الداخل واستباحة الأرض العربية من قوى خارجية يمكن أن يعمق الصراع داخل المجتمعات العربية، كما أن استمرار غياب مبدأ تداول السلطة في البلاد العربية له بديل واحد هو الخراب الآتي خاصة إذا تمخضت الانتخابات عن استمرار نظم الحكم نفسها دون السماح بتداول سلمي للسلطة من خلال عملية تاريخية تتبناها جميع العناصر الإصلاحية داخل السلطة وخارجها بهدف تعزيز الحريات والحقوق وإصلاح الدساتير بطريقة شرعية وتوفير الشفافية ومبدأ مسؤلية السلطة أمام الهيئات المنتخبة وسيادة القانون.
ونبه الدكتور مقصود في ندوة مركز الحوار إلى ان التقرير الثالث للتنمية الإنسانية العربية اوضح انه بينما تعترف الدساتير العربية بالحقوق الأساسية فإن القوانين المعمول بها تحرم الإنسان العربي من حقوق كفلها له الدستور. وأعلن الدكتور مقصود أن فريق التقرير قرر ان تتولى تحرير التقرير القادم عن تمكين المرأة العربية إمراة مصرية قديرة تصادف أن اسمها يبشر بالأمل في الإصلاح الحقيقي حيث ان اسمها السيدة (إصلاح جاد) وهي تعمل مديرة لمركز المرأة بجامعة بيرزيت بالضفة الغربية.
وردا على سؤال عن الآثار التي يمكن ان يعزوها لسلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية بالنسبة للتحول نحو الديمقراطية والإصلاح في العالم
العربي قال الدكتور كلوفيس مقصود إن إعلان صنعاء ووثيقة الإسكندرية ومؤتمرات الحوار في السعودية وقطر كلها دلائل على تجرؤ المجتمع المدني على المطالبة بالإصلاح وإيجاد منابر للتفكير الإصلاحي ووصف تلك التحركات بانها بداية المخاض الإصلاحي في المجتمعات العربية واعتبر أن تقارير التنمية الإنسانية ساهمت في قوة الدفع باتجاه الإصلاح من خلال البدء في انتقاد الذات وتشخيص النواقص وطرح التوصيات الكفيلة بالتحرك نحو الإصلاح.
وخلص الدكتور مقصود إلى أن الهوية العربية هي نقطة الارتكاز لتحقيق تنمية إنسانية عربية المنطلق وبعيدة عن الإملاءات الخارجية.
"مركز الحوار العربي" في واشنطن
د. كلوفيس مقصود: الولايات المتحدة ضغطت لتعديل التقرير وفشلت
تقرير صحفي من إعداد: م. ش. – واشنطن
بمناسبة صدور التقرير الثالث للتنمية الإنسانية العربية لعام 2004 نظم مركز الحوار العربي في منطقة واشنطن الكبرى ندوة تحدث فيها الدكتور كلوفيس مقصود العضو في الفريق الاستشاري المشرف على التقرير حيث أكد في البداية أن مجرد صدور التقرير عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان"نحو الحرية في العالم العربي" يجسد اعترافا بوجود أمة عربية واحدة تضم دولا عربية مختلفة، كما أظهرت مجموعة التقارير عن التنمية الإنسانية العربية أن الأمة العربية أمة ثرية ولكن شعوبها فقيرة، وأن الجامعة العربية تحولت إلى جامعة حكومات عربية تنكر الحالة المدنية التي تعكسها الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني. ولذلك جاء التقرير الثالث مثل سابقيه ليحاول سد الفجوة القائمة بين الدولة والأمة وبين تواجد الثروة واستمرار الفقر وبين النظم الحاكمة وبين المجتمع المدني. وكشف الدكتور مقصود النقاب عن الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة لتعديل التقرير الثالث لإسقاط الفقرات التي انتقدت الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني واستباحة أمن الشعب العراقي بسبب الاحتلال الأمريكي وتطرق التقرير لانتهاكات حقوق المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب وقوله إن الشعب العراقي خرج من تحت وطأة حكم استبدادي انتهك كل حرياته وحقوقه الأساسية ليقع تحت نير الاحتلال الأجنبي الذي زاد من معاناة الشعب العراقي الإنسانية. وقال إن الولايات المتحدة مارست ضغطا تمثل في تهديدها باقتطاع مبلغ 118 مليون دولار من حصة الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة إذا نشرت الأمم المتحدة التقرير كما هو، وفي المقابل هدد فريق الخبراء العرب المشاركون في إعداد التقرير بأنه لو رضخ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتلك الضغوط فسيقوم فريق الخبراء العرب بنشر التقرير بإسم أعضاء الفريق عن هيئة غير حكومية تمت تسميتها "مؤسسة التنمية الإنسانية العربية" ولذلك فشلت الضغوط الأمريكية التي كانت تحاول استبعاد أي علاقة بين تعثر التنمية الإنسانية العربية وبين الخراب والدمار الذي احدثه الاحتلال الأمريكي في العراق، والدمار والشلل الاقتصادي والإنساني الذي تسبب فيه استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهكذا صدر التقرير بعد شهور من التأخير.
ولخص الدكتور مقصود سمات التقرير الثالث للتنمية الإنسانية العربية في النقاط التالية:
أولا: الربط بين النواقص بمعنى أن المرأة العربية التي تعاني من التهميش تعاني أيضا من نواقص أخرى في الإطار الشامل للسكان العرب وهو وجود نسبة تصل إلى 50 في المائة من الأميين ثلثهم من النساء مما يشكل استنزافا لموارد بشرية كان بوسعها المشاركة في جهود التنمية.
ثانيا: التفريق بين مفهوم الإلمام بحقائق الأمور من خلال توفر المعلومات في عصر القنوات الفضائية والإنترنت وبين القدرة على التحليل لتحويل المعلومات إلى معرفة، وتلافي تحويل الإعلام بديلا عن المعرفة. وفي هذا الإطار طالب التقرير بإعلاء شأن التعليم الجامعي والارتقاء بالتعليم في المدارس بحيث لا تصبح المؤسسات التعليمية مصدرا لإنتاج خريجين تعوزهم القدرة على التحليل والوصول إلى المعرفة التي تمكن الإنسان العربي من المنافسة والقدرة على المجابهة.
ثالثا: تمكين المرأة ليس فقط من خلال التعليم وفرص العمل وإنما جعل المرأة العربية قادرة على الاضطلاع بدور رائد في التنمية والتطورالسريع.
رابعا: ضرورة توفير الحريات الأساسية للشعوب العربية وإقرار مبدأ التداول السلمي للسلطة وحرية الانتخاب والتنظيم وتبادل الآراء حيث لا يمكن الفصل بين توفير الحريات وتحقيق التنمية.
وقال الدكتور كلوفيس مقصود في ندوة مركز الحوار العربي إنه بينما اهتم التقرير الأول للتنمية الإنسانية العربية بتحديد النواقص وطرح توصيات لعلاجها حتى لا تتحول إلى ثغرات تستنزف منها الإمكانيات البشرية، فإن الاهتمام الذي حظي به التقرير الاول بين المصلحين والمثقفين العرب ومحاولة استغلاله من قبل الولايات المتحدة ، جعل تركيز التقرير الثالث على تفصيل المقصود بمشكلة نقص المعرفة في العالم العربي وتمكين المرأة وكذلك الحريات المنقوصة في العالم العربي وضرورة الفصل بين السلطات والتعود على عملية تداول السلطة والتخلي عن قوانين الطوارئ المعمول بها في عدد من الدول العربية. وتوقع الدكتور مقصود ان يصطدم فريق العمل في التقرير الرابع للتنمية الإنسانية العربية المتوقع صدوره في سبتمبر القادم لتفصيل مشكلة تمكين المراة العربية بمعوقات وتقاليد ليست عربية ولا إسلامية وإنما أعراف عفا عليها الزمن. وقال الدكتور مقصود إن التقرير الثالث عن الحرية قد حذر من ان استمرار العجز في التنمية والقهر والفساد في الداخل واستباحة الأرض العربية من قوى خارجية يمكن أن يعمق الصراع داخل المجتمعات العربية، كما أن استمرار غياب مبدأ تداول السلطة في البلاد العربية له بديل واحد هو الخراب الآتي خاصة إذا تمخضت الانتخابات عن استمرار نظم الحكم نفسها دون السماح بتداول سلمي للسلطة من خلال عملية تاريخية تتبناها جميع العناصر الإصلاحية داخل السلطة وخارجها بهدف تعزيز الحريات والحقوق وإصلاح الدساتير بطريقة شرعية وتوفير الشفافية ومبدأ مسؤلية السلطة أمام الهيئات المنتخبة وسيادة القانون.
ونبه الدكتور مقصود في ندوة مركز الحوار إلى ان التقرير الثالث للتنمية الإنسانية العربية اوضح انه بينما تعترف الدساتير العربية بالحقوق الأساسية فإن القوانين المعمول بها تحرم الإنسان العربي من حقوق كفلها له الدستور. وأعلن الدكتور مقصود أن فريق التقرير قرر ان تتولى تحرير التقرير القادم عن تمكين المرأة العربية إمراة مصرية قديرة تصادف أن اسمها يبشر بالأمل في الإصلاح الحقيقي حيث ان اسمها السيدة (إصلاح جاد) وهي تعمل مديرة لمركز المرأة بجامعة بيرزيت بالضفة الغربية.
وردا على سؤال عن الآثار التي يمكن ان يعزوها لسلسلة تقارير التنمية الإنسانية العربية بالنسبة للتحول نحو الديمقراطية والإصلاح في العالم
العربي قال الدكتور كلوفيس مقصود إن إعلان صنعاء ووثيقة الإسكندرية ومؤتمرات الحوار في السعودية وقطر كلها دلائل على تجرؤ المجتمع المدني على المطالبة بالإصلاح وإيجاد منابر للتفكير الإصلاحي ووصف تلك التحركات بانها بداية المخاض الإصلاحي في المجتمعات العربية واعتبر أن تقارير التنمية الإنسانية ساهمت في قوة الدفع باتجاه الإصلاح من خلال البدء في انتقاد الذات وتشخيص النواقص وطرح التوصيات الكفيلة بالتحرك نحو الإصلاح.
وخلص الدكتور مقصود إلى أن الهوية العربية هي نقطة الارتكاز لتحقيق تنمية إنسانية عربية المنطلق وبعيدة عن الإملاءات الخارجية.
"مركز الحوار العربي" في واشنطن