-
دخول

عرض كامل الموضوع : من أخبار جريدة القدس العربية


الأندلسي
22/05/2007, 09:01
معركة مصر والسعودية

وإلي معركة مصر والسعودية التي تتركز الآن علي نفي الرئيس مبارك ما نشر عن وضع العاهل السعودي الملك عبدالله حجر الأساس في تبوك السعودية لإنشاء الجسر البحري بين مصر والسعودية، والمعركة التي اندلعت داخل مصر هذه المرة، بين معارضي إقامة الجسر ومؤيديه فقال زميلنا وصديقنا عادل حمودة رئيس تحرير الفجر : كانت البحرين إمارة صغيرة، فقيرة، حرمها الله من وفرة الثروة النفطية لكنه عوضها بثروة حضارية تميزت بها عن جيرانها الأثرياء، عرفت قبلهم المدرسة والصحيفة والفيلم والمسرحية والمجلس النيابي والجمعيات السياسية المعارضة، وسمح تراثها العريق في الحريات الشخصية بأماكن للهو بمختلف أنواعها، وهو ما أغري السعوديين للسفر إليها في الإجازات عبر الجسر دون انقطاع، لكن، الذين ذهبوا للمتعة لحق بهم متطرفون وإرهابيون نجحوا في تحويل واحة اللؤلؤ إلي جحيم من العنف والتفجيرات والأفكار المفخخة وكاد نظام الحكم القائم يسقط أكثر من مرة. كانت تجربة البحرين المرعبة أمام عين السلطة المصرية فجمدت فكرة الجسر، فكل سيارة تمر عليه قد تحمل في بطنها الخراب، وكل شخص يعبره من هناك قد يكون من عينة أسامة بن لادن، وكل كتاب يتسلل من خلاله قد يكون من عينة: كيف تكفر أمة دون معلم، أو علي طريقة المفتاح في شرح وسائل الكفر المباح ، وضاعف من تلك المخاوف أن الجسر سيطيح في طريقه بعشرات من المشروعات السياحية التي تميزت بها المنطقة وسيفقدها طابعها المميز، ويقطع الصلة بينها وبين أوروبا، ولا جدال أن الجسر سيخلق طريقا بريا يستخدمه نحو مليون مصري يسافرون للعمل والحج في السعودية سنويا، كما أنه سيوسع من نقل البضائع بين البلدين، كما أنه سيقلل من مخاطر السفر البحري التي وصلت إلي ذروتها في حادث العبارة الأخيرة، لكنه، ايضا سيفتح طريقا أوسع وأعرض لتدفق التنظيمات الإرهابية الثرية التي تقدر علي التمويل والتنفيذ دون حسابات أو مراجعات، إن عملية إرهابية سعودية واحدة بألف عملية مثلها في مصر، والوهابية تضاعف لمن تشاء علي أن خبراء الحرب النفسية يرون أن السعودية ـ التي لن تجرؤ علي البدء في تنفيذ الجسر دون موافقة الولايات المتحدة ـ تعمدت تسريب خبر وضع حجر الأساس مؤخرا لتفتح الباب أمام اجتهادات المحللين الملاكي ليتحدثوا عن جرأة الملك عبدالله الاستراتيجية في ربط عرب آسيا بعرب افريقيا ولحم الفاصل الذي حفرته إسرائيل بقيامها، وهو ما يمنحه زعامة عربية تجعله خليفة لعبدالناصر ولو من طراز مختلف، لقد أرادت السعودية إحراج مصر بإعلانها عن جسر سيوفر الأمان للمصريين فلو وقفت حكومتهم ضده فهي ضدهم، ولو كان الجسر يعيد الأوصال العربية الممزقة بين الشرق والغرب، فإن من لا يستجيب لتشييده يكون ضد الوحدة الجغرافية العربية، ولو كان الجسر يسبب متاعب لإسرائيل فإن من لا يتحمس له يكون تابعا لها. إن لعبة الجسر هي إحدي ألعاب الحرب النفسية بين مصر والسعودية، لكن ينقصها القول الحاسم: إن الجسر سيكون أسهل طريق لتخريب مصر وتفجيرها بالإرهاب البدني والفكري، لقد كسب المصريون مليارات الدولارات من عملهم في السعودية، لكنهم، في الحقيقة خسروا أنفسهم، وعقولهم، وحضارتهم، ورؤيتهم المباشرة للمستقبل، ولا ينفع الإنسان أن يكسب الدنيا ويخسر نفسه .
وإذا تحولنا إلي جمهورية أمس سنجد رئيس تحريرها زميلنا محمد علي إبراهيم يقول في بابه اليومي ـ مختصر ومفيد ـ الذي يوقعه باسم المصري: لن يحدد رجال الأعمال العرب مستقبل الأمن القومي المصري ولن يستطيع رجال الأعمال المصريون إقناع القيادة السياسية بشيء يخالف الصالح العام، أقول هذا للذين يدافعون عن الخليجيين الذين يريدون ربط ضاحية المعادي بالحجاز عن طريق جسر بري وللذين اتهموا أصحاب المشروعات السياحية في شرم الشيخ بالتأثير علي قرار الرئيس، ياسادة، بوصلته متجهة دائما لصالح مصر، وغير ذلك كلام جرائد .
طبعا، طبعا، فهذا مما لا شك فيه، وهكذا رئيسنا علي الدوام، ولكن الملفت في كلام إبراهيم هو استخدامه كلمة الحجاز، بدلا من السعودية وكأنه يتمني تقسيمها إلي دولتين الحجاز، ونجد، فهل هذا ما يقصده؟ ثم ما هذه اللهجة التي يتحدثون بها الآن عن الخليجيين؟!