-
دخول

عرض كامل الموضوع : عبد الباري عطوان يتحدث عن مخيم البارد


الأندلسي
22/05/2007, 08:59
امر مؤسف ان نري النخبة السياسية اللبنانية تتحدث عن هيبة الدولة، وتتوحد جميعها ضد الفلسطينيين، تحت ذريعة الانتقام من فتح الاسلام ، وهي النخبة التي انقسمت في مواجهة العدوان الاسرائيلي علي لبنان، مثلما انقسمت علي المقاومة التي تصدت له، وكأن هؤلاء ليسوا عربا ومسلمين.
لم نسمع سياسيا لبنانيا واحدا يعترض علي القصف العشوائي لمخيم نهر البارد الذي يضم اكثر من اربعين الف لاجئ انحشروا في اقل من كيلومتر مربع هربا من القصف المدفعي العشوائي وكأن هؤلاء ليسوا بشرا، ولا يوجد بينهم اطفال ونساء.
عناصر فتح الاسلام ليسوا جميعا من الفلسطينيين، ولا يمثل هؤلاء الا اقل من ثلاثين في المئة منهم فقط، ومع ذلك يتعرض الفلسطينيون الي حملة تحريض غير مسبوقة من قبل السياسيين اللبنانيين في الجانبين.
ما يجري اليوم في لبنان هو مجرد بروفة مصغرة لما يمكن ان يحدث في حال اقرار المحكمة الدولية من قبل مجلس الامن الدولي بإيعاز من الحكومة، فالجميع يتسلح، ويخزن الاسلحة، ويعبئ العناصر انتظارا للحرب الكبري. ومن الواضح جدا، ومن خلال المعالجة الامنية السيئة لأزمة مخيم نهر البارد، ان امكانيات تطويق الانفجار القادم محدودة ان لم تكن معدومة بالكامل.
فتح الاسلام ليست لها علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة ، وهي نتاج استغلال بشع للظرف اللبناني، وغياب الدولة المركزية القوية، وانقسام المجتمع اللبناني علي اسس طائفية صريحة وواضحة.
وتتحمل النخب اللبنانية السياسية الفاسدة، التي تورث فسادها لابنائها، مثل الحكام العرب تماما، المسؤولية الاكبر عن تحويل لبنان الي دولة فاشلة تستقطب التطرف بكل انواعه، تماما مثل العراق والصومال وافغانستان. فالابقاء علي المخيمات الفلسطينية علي حالها المزري الراهن، حيث تنعدم الخدمات كليا، ويمنع علي الفلسطيني العمل في اكثر من ستين وظيفة علي الاقل، وادخال كيس اسمنت واحد لبناء غرفة جديدة لاستيعاب اطفاله او تزويج من بلغ الرشد منهم، هذا الوضع جعلها غيتوهات تطرف، ومناطق جذب لكل الرافضين للعجز العربي الرسمي بمختلف اشكاله.