BL@CK
19/05/2007, 12:00
سلاماً أيها الصديق الرياضي (المهلش المفلس) الذي لا تستطيع أن تمشي خطوتين دون أن تزحط وتقع على طولك،
لن أحدثك في الشؤون الأخرى، لأنني أعرف كم أنت محتار في شؤون هذه الحياة، وأنك قد أصبحت تمشي وتتلفت مثل العصفور الدوري، غير عارف ما إذا كان الجمهور سيضربونك بالحجر، أم بالبارودة (الخردقة)، أم بالبارودة (الطَرش) التي تقتل على نحو واسع الطيف، أم بالفَشكة الدرهمية المخصصة لاصطياد الضباع! وأنت لا تعرف، في كل موقف تقفه، إن كان الأفضل لك أن تحكي و(تتبلضم)، أو تسكت و(تتبلَّم)، أم تدير وجهك نحو الجدار و(تتألم)،.. ويا ترى، إذا لم يعجبهم قولك، أو سكوتك، أو التفاتك نحو الجدار، فهل سَيُكَرِّجونك؟ أم سيسرحونك من وظيفتك، فيخربون بيتك إلى ولد ولدك؟ أم (سيطنِّشونك)، فيزيد (تطنيشهم) إياك من حيرتك، وخوفك؟!
جاي أحكي معك كلمة و أمشي : عن معلق رياضي يعتمده تلفزيون إحدى الدول العربية، يصر على إتحاف الجماهير الرياضية بحضوره التلفزيوني الثقيل، خلال مباريات الدوري، ويصر، في الوقت ذاته، على التحدث بالعربية الفصيحة، مع أنه لا لزوم لذلك البتة، مستخدماً عبارات لو سمع المرحوم (الثعالبي و البوظو ) ما هو أقلُّ منها لحناً وغرابة لطقَّ عقلُه، وانقصف عمره وهو في ريعان شبابه، يا حسرات قلبي وقلب أمو عليه!.. من هذه العبارات، على سبيل المثال قوله:
-يبدو لي أنه يوجد خطأ واضح جداً!
وبما أنك مضطرب، أيها الصديق (المهلش)، ومتخربط, كما حكينا في البداية، أجدني مضطراً لأن أوضح لك أن عبارة (يبدو لي) تفيد في التخمين والظن، ولا يمكن جمعها مع عبارة (خطأ واضح جداً) التي تعني ذروة اليقين!.. ثم يتضح لنا، بعد قليل، أنه لا يوجد خطأ (واضح) ولا (شكوك فيه)، فالمعلق الرياضي العجيب نفسه يتابع قائلاً:
-الحَكَم يقول (العب، ما فيها شي)، ويطلب استئناف اللعب!
وبما أنك قد روَّقت الآن، واطمأننت إلى أننا نحكي في الرياضة فقط، ولا يستطيع أحد أن يجيء بنا إلى معتبة، تعال أحك لك هذه النادرة المضحكةبلكي بتروقلك شوي ..
في إحدى الدول العربية، كان ثمة مباراة تجري بين فريقين من فرق الدرجة الأولى، وفجأة تدخل أحد اللبيطة (كلمة اللبيطة عندهم تعادل كلمة الشبيحة عندنا) وأعطى أوامره إلى طاقم التحكيم بأن يعطوا ضربة جزاء لفريقه، وهو الفريق الأضعف، لكي يحصل على التعادل في الأقل. قال حكم الساحة وهو يرتجف خوفاً:
-كيف أعطي لفريقك ضربة جزاء * والفريق الآخر معسكِر في منطقتكم؟ خل فريقك يهجم، وخل قلب الهجوم يتعثر ضمن منطقة الجزاء ونحن جاهزون لإعطائه اللي بدو يا .
بلا طول سيرة، تمكن الفريق التابع للشبيحة من صنع هجمة مرتدة، وكان قلب الهجوم متسللاً، وحده في منطقة جزاء الخصم، ومع ذلك تسطح على الأرض وشرع يتدعبل مثل الجعران، فصفر الحكم معطياً إياهم ضربة جزاء!
ولكن هل انتهت المشكلة؟
أبداً، فاللاعب الذي سدد البينالتي أخطأ المرمى وقذف الكرة خارج الملعب! حكم التماس رفع الراية، وحكم الساحة صفر لإعادة تنفيذ البنالتي *، بحجة أن الحارس قد تحرك!
في المرة الثانية أخطأ اللاعب في التنفيذ، وأمر الحكم بإعادة تنفيذ البنالتي...!!!
في المرة الثالثة أصابت الأرنبةُ العصا واستطاع اللاعب إدخال الكرة ضمن الشباك، فاشتعل الملعب بالصياح والصفير وضرب قناني الكازوز في الهواء احتفالاً بالتعادل الذي تحقق بضربة البنالتي.
هذا على المدرجات، وأما في أرض الملعب فقد حدث أمر غريب جدا،ً وهو أن زملاء اللاعب الذي أحرز الهدف بالتسديدة الثالثة، لم يتمكنوا من الاحتفاء به وتقبيله، ذلك أن حكم الساحة وحكما التماس سبقوا كل اللاعبين إلى الاستلقاء فوق اللاعب، وأشبعوه تبويساً، لأنه تمكن من تسجيل الهدف.
:o
----
* بينالتي : ضربة جزاء
لن أحدثك في الشؤون الأخرى، لأنني أعرف كم أنت محتار في شؤون هذه الحياة، وأنك قد أصبحت تمشي وتتلفت مثل العصفور الدوري، غير عارف ما إذا كان الجمهور سيضربونك بالحجر، أم بالبارودة (الخردقة)، أم بالبارودة (الطَرش) التي تقتل على نحو واسع الطيف، أم بالفَشكة الدرهمية المخصصة لاصطياد الضباع! وأنت لا تعرف، في كل موقف تقفه، إن كان الأفضل لك أن تحكي و(تتبلضم)، أو تسكت و(تتبلَّم)، أم تدير وجهك نحو الجدار و(تتألم)،.. ويا ترى، إذا لم يعجبهم قولك، أو سكوتك، أو التفاتك نحو الجدار، فهل سَيُكَرِّجونك؟ أم سيسرحونك من وظيفتك، فيخربون بيتك إلى ولد ولدك؟ أم (سيطنِّشونك)، فيزيد (تطنيشهم) إياك من حيرتك، وخوفك؟!
جاي أحكي معك كلمة و أمشي : عن معلق رياضي يعتمده تلفزيون إحدى الدول العربية، يصر على إتحاف الجماهير الرياضية بحضوره التلفزيوني الثقيل، خلال مباريات الدوري، ويصر، في الوقت ذاته، على التحدث بالعربية الفصيحة، مع أنه لا لزوم لذلك البتة، مستخدماً عبارات لو سمع المرحوم (الثعالبي و البوظو ) ما هو أقلُّ منها لحناً وغرابة لطقَّ عقلُه، وانقصف عمره وهو في ريعان شبابه، يا حسرات قلبي وقلب أمو عليه!.. من هذه العبارات، على سبيل المثال قوله:
-يبدو لي أنه يوجد خطأ واضح جداً!
وبما أنك مضطرب، أيها الصديق (المهلش)، ومتخربط, كما حكينا في البداية، أجدني مضطراً لأن أوضح لك أن عبارة (يبدو لي) تفيد في التخمين والظن، ولا يمكن جمعها مع عبارة (خطأ واضح جداً) التي تعني ذروة اليقين!.. ثم يتضح لنا، بعد قليل، أنه لا يوجد خطأ (واضح) ولا (شكوك فيه)، فالمعلق الرياضي العجيب نفسه يتابع قائلاً:
-الحَكَم يقول (العب، ما فيها شي)، ويطلب استئناف اللعب!
وبما أنك قد روَّقت الآن، واطمأننت إلى أننا نحكي في الرياضة فقط، ولا يستطيع أحد أن يجيء بنا إلى معتبة، تعال أحك لك هذه النادرة المضحكةبلكي بتروقلك شوي ..
في إحدى الدول العربية، كان ثمة مباراة تجري بين فريقين من فرق الدرجة الأولى، وفجأة تدخل أحد اللبيطة (كلمة اللبيطة عندهم تعادل كلمة الشبيحة عندنا) وأعطى أوامره إلى طاقم التحكيم بأن يعطوا ضربة جزاء لفريقه، وهو الفريق الأضعف، لكي يحصل على التعادل في الأقل. قال حكم الساحة وهو يرتجف خوفاً:
-كيف أعطي لفريقك ضربة جزاء * والفريق الآخر معسكِر في منطقتكم؟ خل فريقك يهجم، وخل قلب الهجوم يتعثر ضمن منطقة الجزاء ونحن جاهزون لإعطائه اللي بدو يا .
بلا طول سيرة، تمكن الفريق التابع للشبيحة من صنع هجمة مرتدة، وكان قلب الهجوم متسللاً، وحده في منطقة جزاء الخصم، ومع ذلك تسطح على الأرض وشرع يتدعبل مثل الجعران، فصفر الحكم معطياً إياهم ضربة جزاء!
ولكن هل انتهت المشكلة؟
أبداً، فاللاعب الذي سدد البينالتي أخطأ المرمى وقذف الكرة خارج الملعب! حكم التماس رفع الراية، وحكم الساحة صفر لإعادة تنفيذ البنالتي *، بحجة أن الحارس قد تحرك!
في المرة الثانية أخطأ اللاعب في التنفيذ، وأمر الحكم بإعادة تنفيذ البنالتي...!!!
في المرة الثالثة أصابت الأرنبةُ العصا واستطاع اللاعب إدخال الكرة ضمن الشباك، فاشتعل الملعب بالصياح والصفير وضرب قناني الكازوز في الهواء احتفالاً بالتعادل الذي تحقق بضربة البنالتي.
هذا على المدرجات، وأما في أرض الملعب فقد حدث أمر غريب جدا،ً وهو أن زملاء اللاعب الذي أحرز الهدف بالتسديدة الثالثة، لم يتمكنوا من الاحتفاء به وتقبيله، ذلك أن حكم الساحة وحكما التماس سبقوا كل اللاعبين إلى الاستلقاء فوق اللاعب، وأشبعوه تبويساً، لأنه تمكن من تسجيل الهدف.
:o
----
* بينالتي : ضربة جزاء