-
دخول

عرض كامل الموضوع : شهادة صحفي الجزيرة !!


وائل 76
18/05/2007, 21:58
لو مناسب هون اتركوه ... لو مو مناسب إنقلوه للمكان المناسب ... لو ما عجبكم إحذفوه .. يلي بتشوفه صح أنا قبلان فيه .





الجزيرة توك تشهد عملية إعدام علني في غزة !


16/05/2007


رزق عروق - الجزيرة توك - غـزة



////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////



كنت متجها برفقة طاقم الجزيرة توك للمشاركة في تشييع جثمان الزميلين الصحفيين سليمان العشي,محمد عبده ظهر الاثنين 14-5-2007م,عندما صدمنا بمشاهدة أول عملية اعدام علنية في أحد شوارع مدينة غزة على مرأى ومسمع عشرات من المارة.
حينها كادت غزة تطبق كفيها على وجهها ويثور بحرها ضجرا وغضبا , جراء استمرار شلال الدم الفلسطيني المتواصل بعد تجدد الاشتباكات المسلحة.
الساعة كانت تشير إلى الثانية والنصف ظهرا, والشمس العمودية نالت من الأبدان , بحرها ونارها, المسلحون ينتشرون في شوارع المدينة وكأن دبابات الاحتلال على شفا حفرة لاقتحام المدينة كسابق عهده.
لكن هذه المرة المسلحون يتربصون ببعضهم بعضا.
تناولت أطراف الحديث مع زميلي إبراهيم عمر أثناء ركوبنا السيارة حول الشهيدين الراحلين , وكان مما قلته لإبراهيم :"برحيل سليمان ومحمد الدور عليك ,جهز نفسك , والا عليك ان تحلق لحيتك التي أخذت بالظهور , حتى لا تنال جزاء من ثم إعدامهما يوم السبت".



وقبل ان أكمل حديثي الموجه لإبراهيم , قاطعتنا حركة سريعة للمسلحين أقاموا حاجزا طيارا على إحدى الاشارات الضوئية ,حيث تقدمت سيارة كانت متوقفة أمامنا مباشرة , ليطلب منها المسلحون بالوقوف على ناصية الطريق , وأجبروا شاب ملتحي على النزول من السيارة .
أثناء ذلك أخبرت السائق بضرورة الانسحاب من المكان والعبور من شوارع التفافية ,ونحن نراقب المشهد بحذر وترقب.وبدأ المسلحون بتنفيذ مخطط فوجئنا به جميعا..



المسلحون أجبروا الشاب الأعزل على النزول من سيارته ليتولى مسحلين اثنين ضربه بأعقاب البنادق, ومن ثم يطلبون منه الوقوف على الحائط .. ليتولى أحدى المسلحين باطلاق النار على اقدام الشاب محمود أبو خاطر الذي سقط مغشيا عليه جراء زخات الرصاص الكثيف, محاولا بكل ثقله بعد اصابته الهروب من المسلحين الا أن المقنعين وكان عددهم ستة أجهزوا على الشباب بشكل سريع بأكثر من خمسين رصاصة استقرت في كافة انحاء جسده النحيل.



ومن هول ما رأينا لم ندري بما نقول اثر مشاهدتنا لعملية اعدام علنية في وضح النهار, حالة من الهرج والمرج والارتباك أصابت كل من تواجد بالمكان...


بشكل سريع سار السائق هاربا من المكان الذي وقعت فيه عملية الاعدام , ليفاجئنا السائق بالقول:" يا شباب اذا كنتم حماس انزلوا من السيارة كي لا يقتلونا جميعا", أخبرناه اننا صحفيين ذاهبين في مهمة صحفية.حينها تبادر الى ذهني حادثة اعدام الصحفيين سليمان العشي ومحمد عبده...



وبعد انهينا مشاركتنا في مواراة الصحفيين المغدورين الثرى,غادرنا المكان سريعا,فارقت زميلي ابراهيم عمر و واصلت طريقي, ليوقفنا حاجز من المسلحين مرة أخرى وجرى تفتيش دقيق لنا حتى مررنا بسلام.
في ساعات متأخرة هاتفت ابراهيم للاطمئنان عليه فيخبرني أن الشاب الذي أعدم أمام ناظرينا ظهر أمس , انتقل الى رحمة الله .

وائل 76
18/05/2007, 22:00
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////




إبراهيم عمر
محرر في الصفحة الرياضية بصحيفة فلسطين


كم هو قاسٍ ذلك الشعور الذي ينتاب الإنسان حينما يفقد عزيزا وأخا وصديقا على نحو مفاجئ، وبلا مقدمات؛ شعور مؤلم لا تعبر عنه الكلمات، ولا تتسع له الصفحات.
سليمان ومحمد.. شهيدان فلسطينيان جديدان، لم يكن رحيلهما على يد الاحتلال، بل على يد أبناء جلدتهم، تزاملتُ معهما قبل ثلاثة أشهر فقط، لنساهم جميعا في ولادة صحيفة فلسطينية جديدة لطالما كان الغزيون ينتظرونها، عشنا أياما لا تنسى، فكانا نعم الأخ ونعم الرفيق، قبل أن تخطفهما يد الغدر وتمارس بحقهما جريمة لا تغتفر دون أي ذنب يقترفوه.

خُطف سليمان ومحمد علي يد فئة "مأجورة" أبت إلا أن تزرع الحزن والألم في قلوب محبيهما، مارست بحقهما التعذيب والإهانة، قبل أن تطلق سراحهما، ولكن لا لكي يعودا إلى ذويهما وزملائهما، بل لتعدمهما بدم بارد، وبطريقة لا يفعلها إلا المجرمين، أطلقت وابل من الرصاص عليهما، فقضى الأول على الفور، وأصيب الثاني إصابات بالغة توفى على إثرها في اليوم التالي.

من يعرف سليمان ومحمد للمرة الأول يشعر وكأنه يعرفهما منذ زمن بعيد، الابتسامة لا تفارق محياهما، يعملان بجد واجتهاد قلما يجد له المرء شبيها، قابلت سليمان للمرة الأولى في أول مرة وطأت فيها قدماي مقر الصحيفة، كان شابا بشوشا، دمث الأخلاق، هادئ الطباع، مبتسم على الدوام، جاء ليعمل محررا في القسم الاقتصادي للصحيفة، صافحته وجلسنا معا، لتنشأ بيننا صداقة تعززت مع أيام العمل وتواليها، لم تكد تمر أسابيع على ذلك حتى انتقل للعمل في الشؤون الإدارية للصحيفة بجانب عمله الصحفي.

كان طموحه كبيرا، أراد أن يبني مستقبله من هنا، من "فلسطين" (1) ، أحب أن نكنيه "بأبو محمد" رغم أنه لم يتزوج بعد، وإن كان ينوي الارتباط في وقت قريب.

أما محمد، فكان شابا متوقد النشاط، عمل منذ البداية في الشؤون الإدارية، لم يكن يمر يوما دون أن يفاجئنا بفكرة جديدة، كانت أفكاره رائعة، انتزع بها إعجاب الجميع، حمل على كاهله عبئا كبيرا في صحيفة اعتبر البعض إطلاقها في هذا الوقت وهذا المكان، وبهذه الظروف مغامرة غير محسوبة العواقب، لكنه نجح في الأشهر الثلاثة بعمل الكثير، قبل تضع رصاصات الغدر حدا لحياته، وتوأد أحلامه البسيطة.
بعد أسابيع قليلة من الآن كان من المفترض أن يتم زفاف محمد، لذا كان حريصا على الإيفاء بكل متطلبات الزواج، اقترح علينا عمل "جمعية" يتم بموجبها اقتطاع جزء من الراتب الشهري على أن تُجري القرعة لاختيار من يحظى بالحصول على المبلغ الذي يتم جمعه كل شهر.. أخبرنا بأن وضعه يتطلب أن يكون في المقدمة دون خوض القرعة، باعتباره مقبل على الزواج، فوافق الجميع بشرط "تناول الحلوى في أسرع وقت ممكن"!، لكنه رحل دون أن نتناول تلك الحلوى، ودون أن يتم الزواج الموعود.

رحيل سليمان ومحمد ترك الغصة في حلوق كل من عرفهما وتعامل معهما، وترك الحسرة في قلوب ذويهما، ترك أيضا تساؤلات كثيرة لم أجد لها إجابات شافية، لعل أبسطها: لماذا يقتل الفلسطيني شقيقه الفلسطيني؟!

ماذا سيكون شعور القاتل بعد أن يرتكب جريمته؟!
هل فعلا يشعر بالفخر والزهو حينما يزهق روحا مؤمنة؟!
هل يشعر بالسعادة عندما يقضي على حياة شاب وضع القدس وفلسطين دوما في قلبه؟
هل هل هل ...!

لقد ذهب جسدا سليمان ومحمد فقط، ولكن روحهما ستبقى تحلق في سماء الوطن، وستلعن هؤلاء القتلة، ستلاحقهما في كل مكان، وستحل لعنتها عليهم، ولن يجني من قتلهما سوى العار في الدنيا، والجحيم في الآخرة، في وقت ترقد روحهما في جنة الفردوس.. إن شاء الله.