وائل 76
05/05/2007, 18:01
الآن يا مدينة الأفلاك المعلق نورها بمدارج السماء…
الآن يا عروس الوجه المقابل لاخضرار السهول المنداح سحر ظلالها بين ساحاتك و أروقتك العتيقة…
الآن يا أميرة الحواضر الراسيةِ خيولها على ضفاف الروح…ترقب فرسانها القادمين مع نضارة الفجر الطالع من زوايا حاراتك القديمة يرد التحايا على جموع الصامدين كل في موقعه..يأوي إلى عروق الحنون حول سورك الملتف بلحمة قدسية جعلت منه شامة تزدان بها ملامح وجهك الساحر…
الآن يا بريق الصبح في عيون الراقدين قرب محرابك الكبير…هزي من حولك طرق المدائن الغائرة في وحل ظلامها..اغسلي أستارها بفيض بهائك الآسر ..اغمري أبوابها بنداء أحمد يوم خشعت خلفه قلوب الأنبياء و طاف جلال صوته أركانَ آفاقك الرحبة فأضفى على قسماتها قدسية خاصة ظلت معلقة بحنين قبابك الشماء..تروي تفاصيل الجرح الغائر و الوجع المتجذر عبر السنين…
هي لحظة انكسار الحلم و الدمع المشتت في فضاءات المدن المكلومة حين لملمت جرحها و بقايا فرحها و شخصت أبصارها صوب مساحات الأسى النابت حول ثغرك الجميل..وهبتك فرسان فجرها الذين قدِموا إليك حاملين وعدهم و عشقهم و رحيق الأفق المندى بعطر الذين صعدوا تباعاً يتزاحمون على بوابات السماء.. هي الخيول ذاتها… ما زالت تصر على أصالتها و بقايا ذاكرتها .. ما زالت تحتفظ بعبق زحوف الفاتحين منذ عهد ابن الخطاب و صلاح الدين و حتى زمن الضياع .. لكنها اليوم تأوي إلى مرابطها القديمة و ينهمر الدمع السكيب في فضاء عيونها الجميلة .. تبحث عن رائحة فرسانها الأوائل يمتطون صهوة أحلامها.. لا تثني عزيمتهم قيود و لا يعيق خطوهم إحكام الحصار …
هي الخيول ذاتها .. تعقد بين ناصيتها وثاق عهد و بيعة و تسلمه لأولئك القادمين مع صدى المآذن المجلجلة بالتكبير .. تشيح‘ بوجهها عن أصحاب القامات المترنحة بين أروقة الفنادق و المكاتب الفاخرة .. يتلعثمون بكلمات الوهم إياها و يشربون من ذات الكأس المسربل بالهوان …
هي دروب حاراتك الموصدة أمام العابرين تظل شاهدةً على مرارة الهزيمة و آثار الخيانة .. تظل رابضةً على ثغور الوعد.. تحكي قصة الذين حجزوا فجرها و حجبوا عن مداخلها الضياء … قصة الذين داست حوافرهم نضارة العشب المترامي حول ظلال قبابك المسكونة بالجلال …
و حين يعتصر السواد أفق العواصم التي باعت طهر ترابها للغزاة.. حين يخيم الضباب على امتداد النهر الواصل بين حديّ المقاومة و الانكفاء إلى حدود الذل المطبق حول رقاب الذين هدهم حمل السلاح … حينها سيبزغ فجرك القدسيّ من بين الحراب و يسبغ أنوار الضحى على الذين ذبل في عيونهم ألق الحياة و اكتست ملامحهم بنحيب الوجع الضائع بين شتات الفرح …
حينها سيفرّ النوم من عيون الحمائم الواقفة على شرفات الشوق و حول أسوارك المسبية .. ستظلّ ساهرة تتمتم بكلمات الدعاء و نشيد صوتها المخنوق تنتظر قوافل الثائرين بشوقٍ غامر يخالطه دمع سخين ..تعلق على صدورهم نياشين الصمود .. تنزعها عن الأكتاف المزيفة التي فقدت أصالتها و ضيّعت هيبتها التي نسجتها أعمار من الدماء و البنادق قبل أن يرتد رصاصها إلى زنود الثابتين على حروف الوعد إياه …
و تبقى وحدها شمس الأصيل .. تنسج حول عينيك هالةً من أطياف الفرح و روعة أنسام الصّبا .. تحجب عن سمائك و هدب قلبك الكبير دخان رصاصهم الغادر و أبواق الناعقين بالشعارات المهترئة .. تبقى خيوط الشمس تتسلل عابرةً كل الحواجز و السدود .. تلوذين بدفئها من برودة الدم الذي ما عاد ينبلج من حدّ السيوف المرصوصةِ أغمادها على جدران القصور .. يعلوها غبار الوهم و معالم العار الذي سيجلل تاريخ أصحابها و يكسوه بالسّواد …
و حين تلتقي أقباس الوجْد بين ضلوع فجرك الموعود يَذْوي من حرارتها ظلام الأمسيات الحزينة و صقيع الأجواء القاسية و يمتد سحر جلالك المخزون في خبايا سورك المرصع بدماء الذين رحلوا و يرسم صوراً لحياةٍ جديدة تفيض دروبها عزاً و كرامة و ترفع رأسها في حبور لتعلن للحواضر أجمع أن ساعة الفرج توشك أن تحين …
لمى خاطر
الآن يا عروس الوجه المقابل لاخضرار السهول المنداح سحر ظلالها بين ساحاتك و أروقتك العتيقة…
الآن يا أميرة الحواضر الراسيةِ خيولها على ضفاف الروح…ترقب فرسانها القادمين مع نضارة الفجر الطالع من زوايا حاراتك القديمة يرد التحايا على جموع الصامدين كل في موقعه..يأوي إلى عروق الحنون حول سورك الملتف بلحمة قدسية جعلت منه شامة تزدان بها ملامح وجهك الساحر…
الآن يا بريق الصبح في عيون الراقدين قرب محرابك الكبير…هزي من حولك طرق المدائن الغائرة في وحل ظلامها..اغسلي أستارها بفيض بهائك الآسر ..اغمري أبوابها بنداء أحمد يوم خشعت خلفه قلوب الأنبياء و طاف جلال صوته أركانَ آفاقك الرحبة فأضفى على قسماتها قدسية خاصة ظلت معلقة بحنين قبابك الشماء..تروي تفاصيل الجرح الغائر و الوجع المتجذر عبر السنين…
هي لحظة انكسار الحلم و الدمع المشتت في فضاءات المدن المكلومة حين لملمت جرحها و بقايا فرحها و شخصت أبصارها صوب مساحات الأسى النابت حول ثغرك الجميل..وهبتك فرسان فجرها الذين قدِموا إليك حاملين وعدهم و عشقهم و رحيق الأفق المندى بعطر الذين صعدوا تباعاً يتزاحمون على بوابات السماء.. هي الخيول ذاتها… ما زالت تصر على أصالتها و بقايا ذاكرتها .. ما زالت تحتفظ بعبق زحوف الفاتحين منذ عهد ابن الخطاب و صلاح الدين و حتى زمن الضياع .. لكنها اليوم تأوي إلى مرابطها القديمة و ينهمر الدمع السكيب في فضاء عيونها الجميلة .. تبحث عن رائحة فرسانها الأوائل يمتطون صهوة أحلامها.. لا تثني عزيمتهم قيود و لا يعيق خطوهم إحكام الحصار …
هي الخيول ذاتها .. تعقد بين ناصيتها وثاق عهد و بيعة و تسلمه لأولئك القادمين مع صدى المآذن المجلجلة بالتكبير .. تشيح‘ بوجهها عن أصحاب القامات المترنحة بين أروقة الفنادق و المكاتب الفاخرة .. يتلعثمون بكلمات الوهم إياها و يشربون من ذات الكأس المسربل بالهوان …
هي دروب حاراتك الموصدة أمام العابرين تظل شاهدةً على مرارة الهزيمة و آثار الخيانة .. تظل رابضةً على ثغور الوعد.. تحكي قصة الذين حجزوا فجرها و حجبوا عن مداخلها الضياء … قصة الذين داست حوافرهم نضارة العشب المترامي حول ظلال قبابك المسكونة بالجلال …
و حين يعتصر السواد أفق العواصم التي باعت طهر ترابها للغزاة.. حين يخيم الضباب على امتداد النهر الواصل بين حديّ المقاومة و الانكفاء إلى حدود الذل المطبق حول رقاب الذين هدهم حمل السلاح … حينها سيبزغ فجرك القدسيّ من بين الحراب و يسبغ أنوار الضحى على الذين ذبل في عيونهم ألق الحياة و اكتست ملامحهم بنحيب الوجع الضائع بين شتات الفرح …
حينها سيفرّ النوم من عيون الحمائم الواقفة على شرفات الشوق و حول أسوارك المسبية .. ستظلّ ساهرة تتمتم بكلمات الدعاء و نشيد صوتها المخنوق تنتظر قوافل الثائرين بشوقٍ غامر يخالطه دمع سخين ..تعلق على صدورهم نياشين الصمود .. تنزعها عن الأكتاف المزيفة التي فقدت أصالتها و ضيّعت هيبتها التي نسجتها أعمار من الدماء و البنادق قبل أن يرتد رصاصها إلى زنود الثابتين على حروف الوعد إياه …
و تبقى وحدها شمس الأصيل .. تنسج حول عينيك هالةً من أطياف الفرح و روعة أنسام الصّبا .. تحجب عن سمائك و هدب قلبك الكبير دخان رصاصهم الغادر و أبواق الناعقين بالشعارات المهترئة .. تبقى خيوط الشمس تتسلل عابرةً كل الحواجز و السدود .. تلوذين بدفئها من برودة الدم الذي ما عاد ينبلج من حدّ السيوف المرصوصةِ أغمادها على جدران القصور .. يعلوها غبار الوهم و معالم العار الذي سيجلل تاريخ أصحابها و يكسوه بالسّواد …
و حين تلتقي أقباس الوجْد بين ضلوع فجرك الموعود يَذْوي من حرارتها ظلام الأمسيات الحزينة و صقيع الأجواء القاسية و يمتد سحر جلالك المخزون في خبايا سورك المرصع بدماء الذين رحلوا و يرسم صوراً لحياةٍ جديدة تفيض دروبها عزاً و كرامة و ترفع رأسها في حبور لتعلن للحواضر أجمع أن ساعة الفرج توشك أن تحين …
لمى خاطر