-
دخول

عرض كامل الموضوع : المعاون التنفيذي لنصر الله: حزب الله سيلقي السلاح إذا طلب اللبنانيون ذلك في استفتاء


أسير التشرد
16/04/2007, 16:55
أكد لـ«الشرق الاوسط» أن لدى الحزب ما يكفي للدفاع عن لبنان....
أكد المعاون التنفيذي للأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسين خليل لـ«الشرق الاوسط» ان الحزب مستعد لالقاء سلاحه اذا طلبت غالبية اللبنانيين منه ذلك عبر استفتاء عام كالذي دعا اليه الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله. واكد وجود «عقليتين وثقافتين في لبنان حاليا» متهما الفريق الاخر بـ«استدراج عروض لتدويل لبنان» ومعتبرا ان «الحل الانجع الان هو باقرار قانون انتخابات قريب من العدالة على الاقل للخروج من المأزق المرشح للاستمرار اذا لم تحصل الانتخابات النيابية المبكرة».ورفض الحديث عن تصعيد مقبل، قائلا ان المعارضة تنتظر ان «يمل شركاؤها في الوطن من المراهنة على الخارج». وأكد ان «الازمة باقية طالما ان هذا الفريق يراهن على الاجنبي... وإذا بقيت الامور هكذا سنصل الى رئيسين... وربما 3 رؤساء و3 حكومات». وحذر من «عواقب المراهنة على الاميركي والاسرائيلي» مذكرا بـ«السوابق في هذا المجال». وقال: «ان من يريد ان يراهن على الفصل السابع (لإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي) سيأتي يوم ويركب الباخرة ليلحق بالذين سطروا له الفصل». وابدى خليل رفض «حزب الله» الشديد لفرض رقابة على الحدود مع سورية، داعيا الى عدم المراهنة على ان سلاح الحزب سينفد اذا اقفلت الحدود، ومؤكدا ان لدى الحزب من السلاح «ما يكفي للدفاع عن لبنان ضد العدو الاسرائيلي». وجزم بان هذا السلاح لن يستخدم في حرب اهلية لبنانية لان الحزب يرفضها بشدة. وفي ما يأتي نص الحوار:
* الى اين سيذهب الوضع اللبناني بعد توقف الحوار الداخلي والوساطات العربية؟
ـ يمكن من خلال ما جرى من جلسات حوار ومساع حميدة من اطراف عربية او اسلامية ومن اطراف لبنانية، ان يقرأ المرء بين السطور ان هناك لغزا معينا اصبح بينّاً امام جميع اللبنانيين. نحن ومنذ البداية لم نكن نطرح مقايضة بين المحكمة الدولية والحكومة. وكنا نقول هذا للجميع لان موضوعها اتخذ فيه قرار على طاولة الحوار واجمع اللبنانيون على وجود المحكمة ووجوب معرفة الحقيقة. لذلك لم تكن المحكمة بندا في جلسات التشاور. موضوع المحكمة دخل في المداولات عندما دخل الاخ (النائب) سعد الحريري تلك الجلسة المشهورة بين (رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتلة الوفاء للمقاومة، نواب الحزب والمتحالفين معه) وقال كلمته المشهورة وفيها ان العقدة الرئيسية لديه هي في المحكمة. واذا تفاهمنا عليها لا مانع لدي من ان تأخذوا نصف الحكومة، فرد الرئيس بري طالبا المسودة. وبدل طرح المسودة للنقاش فوجئنا بإدراجها على جدول اعمال مجلس الوزراء رغم كل تأكيدات الحريري والسنيورة وجنبلاط بانها لن تطرح. وكان هذا التصرف اول مسمار يدق في نعش الحكومة فكان قرار الاستقالة لانه لم يكن بإمكاننا الاستمرار مع اناس لا نثق بكلامهم. نحن لدينا تجربة مرة معهم بدءا من اتفاق الرياض الاول الذي اجهض وصولا الى لقاءات الرئيس بري والنائب الحريري.
ان قراءة متأنية لكل ما حدث تشعرنا ان لا نية صادقة بالمشاركة ولا قناعة لديهم بموضوع الوحدة الوطنية. في لبنان الان توجد ثقافتان وعقليتان مختلفتان تماما. واكبر دليل على ذلك ما جرى خلال جولات الحوار، حيث كان يتم التوصل الى اتفاقات وعندما يخرجون من اللقاءات ينفذون ما يملى عليهم. هناك عقلية حاضر ومستعد. وتسعى بكل ما اوتيت من قوة الى تسليم البلد ومقدراته الى الاجنبي. وهناك عقلية تقول ان الاختلاف السياسي في لبنان يجب ان يخضع للتفاهم والحوار والشراكة. لو اتت كل قوة الدنيا معهم، فلن يستطيعوا ان يفعلوا شيئا الا بالتفاهم مع شركائهم في الوطن، والا فانهم يضعون البلد على سكة الخراب. الاميركي يريد استخدام البلد لمصالحه والاسرائيلي، وللاسف الشديد، كذلك الفرنسي. لمصلحة من مشاريع ادخال لبنان تحت الفصل السابع؟ بالتأكيد هؤلاء لا حرص لديهم على البلد. فالشيء الذي لم يستطيعوا تحقيقه بالعدوان، ثم بالقرار 1701، يحاولون الان تحقيقه تحت عنوان متابعة تنفيذ هذا القرار وهو ضرب المقاومة وسلاحها وضرب الوحدة الوطنية.
* ماذا بعد توقف الحوار؟
ـ لا اريد ان اقف عند الفاصلة والنقطة، المسألة ليست 19ـ11، ولا ملاحظات على المحكمة. هناك عقلية مختلفة وفهم مختلف للبنان. هناك من يقول انه يريد معرفة ما يريد الاميركي لان الفرنسي طلب منه هذا. وهناك من يريد القيام بانقلاب، و(النائب) وليد جنبلاط الذي يعتبر ان مشروعه الوطني هو القيام بانقلاب في سورية. تغيير الانظمة العربية ليست قضيتي. ولماذا يريد ان يجر لبنان كله خلفه في اتون قضية اكبر منا بكثير؟ اما سمير جعجع فهو يعمل بالنفَس الموجود لدى جنبلاط وبعقلية فيديرالية وعقلية تقسيم او عقلية مطالبة الاجنبي بحكم البلد. هناك تناقض عقليات.
* مشروعان متناقضان، هل يمكن ان يلتقيا، واذا لم يكن ممكنا فما الذي سيحصل؟
ـ هم يقولون اننا ننفذ «اجندة» ايرانية او سورية. ونحن نقول لهم اننا حاضرون ان تكون المرجعية لبنان واللبنانيين. لماذا يخافون من موضوع الاستفتاء والانتخابات المبكرة؟ فلنتفق على جهة معينة تقوم بالاستفتاء وإذا كانوا «قبضايات» وشجعانا، كما قال النائب الحريري، فليملكوا الشجاعة بالذهاب الى الاستفتاء والى الانتخابات المبكرة. هذه مسألة تحصل في كل دول العالم.
* استفتاء على ماذا؟
ـ على اي شيء، على كل ما يريدونه، حتى على التوجه السياسي. الحل الانجع الان هو باقرار قانون انتخابات قريب من العدالة على الاقل للخروج من المأزق المرشح للاستمرار اذا لم تحصل الانتخابات.
* في حال جرى استفتاء على سلاح المقاومة، هل ستقبلون بنتائجه؟
ـ لا مشكلة لدينا، فليجروا الاستفتاء وليسيروا بالمشروع الذي يريدونه.
* تلقون السلاح؟
ـ قبل موضوع الاستفتاء، طرح (الامين العام للحزب) سماحة السيد (حسن نصر الله) موضوع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار، قائلا للجميع انه مستعد للمناقشة حول اي شيء يؤمن الدفاع عن لبنان واللبنانيين بالمنطق والحق والعدل. هناك منطق يقول ان هناك عدوا بقي محتلا الارض 30 سنة ولم يقبل ان يغادرها الا بعد ان اجبر على ذلك بقوة السلاح بوجود دولة ضعيفة غير قادرة. فما الجريمة التي اقترفتها المقاومة التي كان يتغنى بها الرئيس السنيورة واوردها في بيانه الوزاري؟ ما حصل خلال الحرب يشبه الخيال، كنا نضع المطالب الاميركية والاسرائيلية وما يطلبه الرئيس السنيورة في كل اللقاءات فنحس انها منسوخة لكن كلاً منها كتب بقلم مختلف. الكارثة الكبرى هنا كانت عندما تبنى فريق من اللبنانيين وجهة نظر عدونا وعدوه ووجهة نظر الاميركي. وعندما نعاتبه، يقول انه كان ينقل مطالب الطرف الاخر، فهل هو رئيس حكومة لبنان ام وسيط بين لبنان واسرائيل؟
* هل لا تزال هناك فرصة للجلوس مع من تتهمهم بما يشبه الخيانة؟
ـ بكل صراحة اقول انه يجب ان ييأس شركاؤنا في الوطن من الاعتماد على الاجنبي، وان ييأسوا من ان القرارات الدولية هي الملجأ والحصن لتنفيذ مشاريعهم في البلد. ما ينفع هو الجلوس مع الشركاء في البلد للتفاهم حول كل المواضيع، لا ان تجلس معهم لإقناعهم بتطبيق ما يريده منك الاميركي والفرنسي فضلا عن الاسرائيلي. عندما نصل الى قطع الرهان على الاميركيين تحل الامور. لقد رأينا تجربة المراهنة على الاميركي في العراق وعلى الاسرائيلي في لبنان وما حصل لكل المراهنين على الاميركي والإسرائيلي فيه. اما آن الاوان لأخذ الدروس والعبر؟ انا لا اقبل التهديد بالسيف الاميركي او بالفصل السابع. لسنا قاصرين على الاطلاق.
* وما هو المخرج؟
ـ البلد في ازمة سياسية واقتصادية وامنية ودستورية... ما الذي ينتظرونه اكثر مما اعطاه الرئيس بري. اقسم انه لم يكن احد منا يتصور ان يقدم الرئيس بري حلولا كهذه. الى متى الكذب على الناس في موضوع المحكمة؟ نحن نقول لهم فلننجز موضوع المحكمة ثم ننظر في موضوع الحكومة.
* ماذا لو اقرت المحكمة تحت الفصل السابع؟
ـ فليفعلوا ما يستطيعونه وما يقدرون عليه.
* قلتم ان اقرارها يعني «فرط البلد»، ماذا يعني هذا الكلام؟
ـ اقرارها يعني ضرب رأي فئة كبيرة من اللبنانيين عرض الحائط. وان شاء الله نثبت لهم ان هؤلاء يساوون كل لبنان. ومن يريد ان يراهن على الفصل السابع سيأتي يوم ويركب الباخرة ليلحق بالذين سطروا له الفصل السابع. هذا البلد هو للبنانيين ولمن خياره الاول والاخير هو لبنان وليس لمن خياره الازقة الدولية.
* هل تعني ان «حزب الله» لن يستعمل القوة لفرض اي تغيير؟
ـ هم يشهدون لنا بالقدرة، لكننا لم نستخدم القوة. ولو كنا نريد استخدام القوة لفرض قناعاتنا لما كنا قبلنا الاحتكام الى التفاهم وهو شعارنا الذي نرفعه مع التوافق.
* السيناريو الاخر هو استمرار الوضع على ما هو عليه وصولا الى انتخابات الرئاسة حيث سيترجم الانقسام اكثر برئيسين وحكومتين...؟
ـ الازمة باقية طالما ان هذا الفريق يراهن على الاجنبي... واذا بقيت الامور هكذا سنصل الى رئيسين... وربما 3 رؤساء و3 حكومات احداها عسكرية كما ورد في بعض الصحف. هل ستبقى هناك محكمة وحقيقة ووحدة وطنية بعد ذلك؟ ولماذا القفز دائما فوق الدستور؟ ان الرسالة الى مجلس الامن تقول له وقع على «فرط» البلد.
* ما هو موقف «حزب الله» من الرقابة على الحدود مع سورية، وهل صحيح ان السلاح يصل الى الحزب عبرها؟
ـ نحن ضد هذا التوجه. وقمنا بمعركة سياسية خلال الاعداد للقرار 1701 حتى جرى تعديله.
* ماذا لو تقرر شيء ما بهذا الخصوص؟
ـ ومن سيقرر؟
* الحكومة؟
ـ انها غير شرعية وغير موجودة.
* كيف ستواجهون اي قرار؟
ـ انا اقول اننا غير موافقين. والجيش اللبناني اعلن مرارا انه لا يحتاج الا الى مساعدة ببعض التقنيات. متى كانت حدودنا مع سورية هي مثل حدودنا مع فلسطين؟
* ماذا عن السلاح؟
ـ الهدف ليس ضبط الحدود، بل السعي الدائم لديهم للقضاء على سلاح «حزب الله». فهل اذا اغلقوا الحدود سينتهي سلاح «حزب الله»؟
* لا لكنه قد يعني ان لا سلاح جديدا سيصله؟
ـ ما لدينا يكفينا للدفاع عن البلد من العدوان الاسرائيلي. كل هذه الاجراءات لن تنفع في منع «حزب الله» والمقاومة من الدفاع عن البلد وارضه وشعبه.

«الشرق الاوسط»