-
دخول

عرض كامل الموضوع : حذارِ أيها السوريون!!!!


حسون
26/05/2005, 20:02
نور الدين بدران
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الحوار المتمدن - العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26


وهذه دفعة أخرى على الحساب.
لكنها والحق يقال أنها ليست عينة عشوائية ، بل أسماء ورموز مختارة ومدروسة ، و جل ما أخشاه أن يكون ثمة دفعات أخرى تدرس من رموز الثقافة السورية ذات المنحى الديمقراطي والعلماني، لأن الأجهزة التي أخذت إجازة من الاعتقالات (ليس كلياً ونهائياً) في السنوات الأخيرة ، كانت تجمع المعلومات وتدرس وتبحث بدقة وترو ولم تضع وقتها، بل كانت تستعد لهذه الأيام العصيبة.
هكذا بعد الاتكال أو أخذ الإشارة من المجهول بالنسبة لي ، والمعلوم ربما بالنسبة لقلة ممن أمر بهذا الفعل الشنيع، قامت أجهزة الأمن السورية باعتقال مجموعة من إدارة منتدى جمال الأتاسي، وهي خطوة استفزازية غير متوقعة ، بل رسالة صريحة لمن لم يفهم بعد الرسائل التي سبقتها ، كاعتقالات ربيع دمشق ، وغيرها ، كالرسالة الأخيرة التي جسدها اعتقال المحامي السيد محمد رعدون ، ولا أظن أن ثمة من يختلف على فحوى هذه الرسائل : اخرسوا جميعاً ، هذا البلد مزرعتنا ، وكل شاة فيها قاب قوسين أو أدنى من سكاكيننا ، ولا يوجد كبير في هذه البلاد ، سوى المخابرات ، ومن لا يعجبه ، فليضرب رأسه بأقرب حائط ، أو يترك المهمة لنا.
ولا ينفع العقل مع هذا الجنون المتمادي ، فمن العبث أن تفكر لماذا كل هذه الرعونة التي يتخبط فيها النظام السوري أو بالأصح أجهزته ومن وراءها.
فالعقل الذي أصبح تهمة سيئة في هذه البلاد التعيسة ، لا يصل إلى أي تفسير منطقي ، لأنه يحاكم على أساس الوقائع السياسية الداخلية والخارجية ، وليس على أساس النزوات السادية واللعبة والمصالح المخابراتية.
الوقائع تقول أن البلاد بحاجة إلى إصلاحات عميقة في جميع بناها ومستوياتها ، اقتصادياً سياسياً ثقافياً ، والعقل بلا هوية إيديولوجية ، فترى وتسمع من يقول ذلك من كل المشارب والاتجاهات العقلية في البلاد ، من السلطة والمعارضة ، والباعة المتجولين ، وما يقوله ويعد به الاصلاحيون المتهافتون على المؤتمر القطري العاشر للحزب الحاكم أو حتى ما قالته منذ يومين السيدة أسماء الأخرس عقيلة السيد رئيس الجمهورية ، لا يختلف ولا حتى بالشكل عما يقوله ويردده الذين اعتقلوا منذ أعوام أو منذ أيام ، وهكذا وهنا ينتهي العقل ومشواره، ولا نعود إلا أمام الهذيان الذي تمثله هذه الاعتقالات المبهمة ، التي لابد أن يكون لها في النهاية معنى وأغراض ، ومن العقل أن يبحث المرء ، وأيضاً من العقل أن يخمن ويتكهن ولا يجزم، أو على الأقل أن يتساءل ، وشخصياً لا أقوم بغير تحريض التساؤل.
مثلاً هل تريد هذه الأجهزة أن تقول للجميع أنها هي التي تحكم سوريا ، وأنها لا تريد أية إصلاحات ، وإنها ستعتقل استنسابياً (أي من تراه مناسباً) من المعارضة أو أطياف الثقافة السورية ، لتوصل رسالة واضحة ، لمن هم في خارج السلطة فعلاً ولمن هم أيضاً داخلها شكلاً ، ولكي يفهم الجميع دون استثناء المغزى الحقيقي لرأيها الذي وضعته أمامهم وأمام مؤتمرهم بأيام فقط؟
بصيغة أخرى: هل تريد تلك الأجهزة أو من وراءها ، أن يدفعوا بالبلاد إلى الخيار الأخطر والأكثر سوءاً أي إلى النموذج العراقي ؟ خاصة بعد أن كرر الرئيس بشار الأسد أنه ليس صدام حسين ، ويريد التعاون مع العالم ويريد الإصلاح؟ وهل تريد هذه الأجهزة ومن وراءها أن تقول أنها قادرة على ذلك أمام سمع ونظر من لا يريدون ذلك، ولو كانوا في السلطة؟
هذه تساؤلات ، يفرضها مسرح اللامعقول السوري الراهن، فأي معقول هذا أن يعتقل ناشرون ومثقفون وحقوقيون وناشطون في مجالات حقوق الإنسان، يعملون ويقولون ويفكرون في الشمس وبكامل العلن ، وهم لا يملكون سوى أقلامهم وآرائهم منذ ولادتهم وحتى الآن؟ لماذا هذا التوقيت الذي يصادف انعقاد المؤتمر وفورة التصريحات الإصلاحية على أعلى المستويات داخلياً وخارجياً؟ وهنا يجب أن نتذكر على سبيل المثال تصريح السيد عماد مصطفى سفير سوريا في واشنطن منذ شهر حين قال: "لن يكون في سوريا معتقل سياسي واحد ، أو معتقل رأي مع حلول شهر حزيران"، فهل هي مصادفة أن يعتقل مع نهاية شهر أيار أشخاص بعضهم لم يعتقل حتى في الأيام التي اعتقل فيها الأطفال والنساء والشيوخ على الشبهة ولو بالأسماء؟ وفي الوقت الذي تتطلع عيوننا جميعاً لإطلاق سراح جميع المعتقلين وعودة جميع المبعدين ولانعقاد مؤتمر وطني يجمع كافة أطياف الوطن ، ورؤية الدخان الأبيض؟
هذه الأجهزة واضحة ومعروفة ، وأسماء قادتها وحكامها معروفة أيضاً، ولكن المجهول هو من يحكمها بالفعل.
إزاء هذا الوضع لابد أن البلاد تدخل في نفق أخطر وأبعد مما نتصور جميعاً .
لا ... ليس هناك مؤامرة ، أو لا أدري ولكني لست ممن يعتقدون بأن التاريخ يسير بالمؤامرات ، دون التقليل من أهمية دور المؤامرة خاصة في هذه البلدان ، إنما هذه هي الثقافة السورية سياسياً (بمؤامرة وبدون مؤامرة) بعد هذه الحقبة الرهيبة من حكم الديكتاتوريات والاستبداد ، ولن يحصد أحد إلا ما زرع أسلافه.
حذار أيها السوريون !!!!