-
دخول

عرض كامل الموضوع : التلفزيون السوري الوطني وقناة الحرّة الامبريالية


Tarek007
26/05/2005, 05:57
التلفزيون السوري الوطني وقناة الحرّة الامبريالية


حكم البابا : ( كلنا شركاء) 24/5/2005
حدث معي بعد مشاركتي في برنامج سام منسي الجهات الأربع علي فضائية الحرّة الأمريكية قبل أسبوعين، ماحدث مع جحا في طرفته المشهورة مع ابنه وحماره، حين اكتشف أنه لو ركب حجا، أو ركب ابنه، أو ركب الاثنان معاً علي الحمار، أو لو مشيا بقرب الحمار، أو لو حملا الحمار، فسيجد من ينتقد وضعهم، ليصل جحا أخيراً إلي الحكمة الشهيرة التي تقول إن ارضاء الناس غاية لاتدرك.
حدث معي نفس الشيء تقريباً مع فارقين بسيطين أولهما أنني لم أصمت صمت جحا، وثانيهما أن منتقدي كانوا من الرفاق الأمنيين، وهؤلاء من الصعب أن تقول أمامهم حكمة وتمشي، فعليك أن تفكر وأنت تحادثهم بالدولاب، والكبل الرباعي، والكرسي الألماني ولسعات الكهرباء؟.
صحافية في جريدة تشرين السورية، تؤمن بالمثل القائل (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، وتطبقه عملياً بكتابة التقارير الأمنية في أوقات فراغها، عابت عليّ بأني لم أرد حين سمّي أحد ضيوف البرنامج الوجود السوري للبنان احتلالاً، فقلت لها: وهل تتوقعين مني أن أخالف رأي القيادة التي سحبت جيشها من لبنان وفق القرار 1559، الذي يعتبر الجيش السوري في لبنان جيشاً أجنبياً؟! وصحافي من نفس الجريدة، أرقام هواتف رجال الأمن المحفوظة في هاتفه الخليوي أكثر من أرقام هواتف الصحافيين والمثقفين، استهجن ما قلته حول الهواء الملوث في سورية الذي تحدثت عنه في معرض كلامي عن الحرية، فأخرجت له المرسوم التشريعي الذي صدر أخيراً، بعد ظهوري علي قناة الحرّه والذي نص علي فرض ضريبة للبيئة علي السيارات، وقلت له علي طريقة المصارع الذي خنق خصمه بيدي الخصم نفسه: رد، فلم يرد!! وأمين الفرقة الحزبية في الجريدة (وهذا أضعه بدون أوصاف لأن منصبه يشرحه) عاتبني علي قولي بأن نصف الذي نجحوا في الانتخابات الحزبية كتبوا فيّ تقارير للمخابرات، واستعان بيمين معظّم ليؤكد بأنه لم يكتب فيّ تقريراً، فأجبته: اللي فيه شوكه بتنخزه، وإلاّ لماذا حسبت نفسك علي النصف الذي ذكرته، ولم تحسبها علي النصف الذي لم أذكره؟!
لكن ما لم أرد عليه هو ما كتبه صحافي (بني اسمه بمعادلة كيميائية دقيقة، علي صورة جبل جليد في محيط، لا تظهر منه إلاّ قمته الثقافية الشعاراتية، بينما يخفي ماء المحيط مخاطره وامتداداته)، اعتبر أن قناة الحرّة تمثل الامبريالية الأميريكية البشعة، مصاصة دم الشعوب، وسارقة ثرواتهم، وغازية أراضيهم، ومؤخرة تنميتهم، وسرد مجموعة من الأوصاف الشهيرة المحفوظة في الاعلام السوري، الذي يعتبر أبلغ رد عليها المشهد الذي وصل فيه طبيب إلي قرية غربة ليفحص نظر سكانها في مسرحية دريد لحام الشهيرة غربة ، فحفظ السكان إشارات اللوحة التي يتم من خلالها فحص النظر، وردوا علي الطبيب عندما سألهم بصوت واحد: حافظينها.
وبعد استخدام الصحافي للمفك الجدانوفي، والكماشة الستالينية، والمطرقة الوهابية، والمنشار الغزالي (نسبة إلي الامام أبو حامد الغزالي وليس إلي رستم غزالة رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري السابق في لبنان) استطاع اكتشاف مكان الصندوق الأسود للمؤامرة الامبريالية العالمية، وتوصيل قاطرة الحرّة التلفزيونية بفرق المارينز العسكرية، ليخرج بنتيجة مفادها أن المنبر جزء من الرأي، وأن الظهور في هذا المنبر يعني التبني الكامل لآرائه، وعلي هذا الأساس أصبحت أنا العبد الفقير لله بمشاركتي لمدة ساعة في برنامج الجهات الأربع ، مسؤولاً ليس فقط عن برامج قناة (الحرّة) كلها، بل وعن السياسة الأمريكية بقضها وقضيضها، وكدت أصدق أنني أخذت مكان آدم ايرلي في التصريحات الاعلامية، ومكان كوندليزا رايس في السياسة الخارجية، ومكان جوني أبي زيد في العمليات العسكرية.
لا أعترض علي تلك الرؤية البوليسية للصحافي كونه يتحدث انطلاقاً من تجربته الشخصية، فهو يكتب في جريدة تشرين السورية، ويظهر علي شاشة التلفزيون السوري، والمنبر فيهما جزء من الرأي فعلاً، ومدراؤهما وكتابهما يعيّنون بأوامر أمنية، وكتابهما يكتبون ضمن التوجه الأمني، ولذلك يكتب هو، بينما لا أكتب أنا، رغم أنني مزامله (في الوظيفة فقط)، بينما أنا أعتبر نفسي مسؤولاً عن المساحة التي أكتب فيها فقط، والهواء الذي أتحدث فيه فقط، والمنبر المحترم بالنسبة لي هو الذي يحترم إسمي، ولايضع رقابة أو قيوداً علي، ولايفرض شروطاً مسبقة علي حريتي، وأعتبر أن قول الحقيقة لايدخل في معادلات الداخل والخارج، التي أصبحت عكازة الأنظمة المريضة.
قاعدة التعامل مع منابر الاعلام الخارجي في سورية هي من ليس معنا فهو ضدنا، فقبل أشهر كانت قناة الجزيرة توصف بأنها صهيونية، واعتبرت جريدة النهار اسرائيلية، وجريدة القدس العربي عرفاتية، وبعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري شتمت قنوات العربية و المستقبل و LBCI ، واليوم تعتبر قناة الحرّة امبريالية، والحبل علي الجرار.
بقي أن أسأل الصحافي أنه كان باستطاعتي أن أنتقد أمريكا في قناة الحرّة الامبريالية، دون أن يقطع أحد البث، ودون أن تحدث مشكلة، وتقوم الدنيا ولاتقعد، فهل أستطيع أن أظهر علي شاشة التلفزيون السوري الوطني، وأنتقد (ولو) أمريكا؟
عشر نصائح للتلفزيون السوري
لوجه الله وابتغاء مرضاته، وتكفيراً عن ذنوبي، ورغبة في فعل الخير، وزكاة عن أموالي، وصدقة عن أرواح موتاي أوجه هذه النصائح العشر للتلفزيون السوري، والتي أعتقد أنه لو طبقها سيصبح تلفزيوناً مشاهداً:
النصيحة العاشرة: منع ظهور المسؤولين السوريين علي الشاشة، لأن ظهورهم المستمر في التلفزيون طوال ثلث قرن، زاد النسل في سورية عندما لم تكن القنوات الفضائية موجودة، وزاد تهريب أجهزة الاستقبال بعد ظهور القنوات الفضائية العربية!!
النصيحة التاسعة: في حال أصر المسؤولون علي الظهور علي شاشة تلفزيونهم السوري، فالبرنامج الوحيد الذي يمكن أن يعيد لهم شعبيتهم لو ظهروا فيه هو برنامج (الكاميرا الخفية)!!
النصيحة الثامنة: استبدال البرامج التي تتشدق بحرية المرأة والتي كان تأثيرها الوحيد زيادة عدد المحجبات في سورية، ببرامج تدعو إلي قمع المرأة، لأن المشاهد ينفذ كل ما يطلبه منه التلفزيون السوري، لكن بالعكس!!
النصيحة السابعة: استبدال طاقم المذيعين والمذيعات بآخرين جدد، شرط أن لا يتم اختيارهم كما في العادة من سجون النساء بالنسبة للمذيعات، ومن فروع المخابرات بالنسبة للمذيعين!!
النصيحة السادسة: إلغاء كل برنامج يتحدث ويحلل الوضع السوري الداخلي والخارجي، أو علي الأقل تسميته (مجنون يحكي وعاقل يسمع) لأنه بهذه التسمية يمكن كسب جمهور للبرنامج، كون المشاهد سيعتبر أن هناك تغيراً حقيقياً حدث في سورية، بالاعتراف بأنه العاقل وغيره المجنون، بعد أن كان يعامل طوال الوقت كأبله وغيره الحكيم!!
النصيحة الخامسة: تحويل نشرات الأخبار إلي برامج مسابقات، ومنح جوائز للمشاهدين عقب كل نشرة أخبار، بعد إجابتهم علي أسئلة تطرح حول أخبار النشرة، فهذه هي الطريقة الوحيدة لجعل نشرة الأخبار السورية مشاهدة!!
النصيحة الرابعة: تشفير التلفزيون السوري، واستقدام خبراء عالميين لجعل (كود) التشفير صعباً وغير قابل للفك بسهولة، لأن ذلك سيزيد من طلب مشاهدته علي قاعدة (كل ممنوع مرغوب)!!
النصيحة الثالثة: إيقاف بث أي برنامج أو مسلسل كوميدي في التلفزيون السوري، حتي لاتزيد جرعة الضحك فوق الحد المقبول والخطر علي الصحة، لأن كل برامج هذا التلفزيون تدخل في خانة الكوميديا!!
النصيحة الثانية: حشد كمية كبيرة من الإعلانات في البرامج السـياسية، وقطع البرامج كل ثلاثين ثانية لتقديم عدد من الاعلانات، بحيث تصبح هذه البرامج إعلانية تتخللها مقاطع سياسية، وبذلك يجد المشاهد شيئاً يستحق المشـاهدة فيها!!
النصيحة الأولي: في حال تم تنفيذ النصائح التسع السابقة، سيصبح التلفزيون السوري مشاهداً، ولكن تبقي مسألة مهمة يجب تغييرها هي اسمه، فبسبب معاناة المشاهد الطويلة مع التلفزيون السوري، ينبغي اختيار اسم جديد لا يذكر المشاهد بعذاباته الطويلة التي تعرض لها جراء مشاهدته للتلفزيون السوري، عندما لم تكن هناك قنوات فضائية، وكانت الأجهزة المشتراة بملايين الدولارات تشوش علي التلفزيون الأردني كي لايستطيع المشاهد السوري متابعته!!

حسون
26/05/2005, 20:07
مشكور عالموضوع و ميت :D