-
دخول

عرض كامل الموضوع : سورية: اعتقال اعضاء منتدي الأتاسي لقراءة رسالة من الاخوان


حسون
25/05/2005, 13:03
المصدر : القدس العربي
2005 / 5 / 25

2005/05/24

باريس ـ القدس العربي من صبحي حديدي:
بعد أيام معدودات علي اعتقال المحامي محمد رعدون، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ، شنّت إدارة الأمن السياسي في سورية، في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات مباغتة طالت أعضاء مجلس إدارة منتدي الأتاسي، وهم السيدة سهير الأتاسي رئيسة المنتدي، والسيدة ناهد بدوية، والسادة حسين العودات، جهاد مسوتي، حازم نهار، محمد محفوض، عبد الناصر كحلوس، ويوسف جهماني. وقبل أسبوع كان الجهاز ذاته قد اعتقل علي العبد الله، العضو التاسع في مجلس الإدارة وبات جميع الأعضاء قيد الاعتقال الآن.
والخلفية الوحيدة المتوفرة لتفسير هذه الحملة هي موافقة مجلس الإدارة علي تلاوة رسالة كان المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية، المحامي علي صدر الدين البيانوني، قد وجهها إلي لقاء حواري دعا إليه المنتدي وشارك فيه ممثلو 14 من التنظيمات السياسية والهيئات واللجان الحقوقية، وبينهم حزب البعث الحاكم. وكان العبد الله قد اعتقل في وقت سابق لأنه هو الذي تلي رسالة البيانوني أثناء اللقاء.
غير أنّ ما يلفت الإنتباه في شنّ هذه الحملة أنها اتسمت بمستوي من العنف الشديد يعيد التذكير بالماضي البغيض وطرائق عمل الأجهزة الأمنية في أواخر السبعينيات وطيلة عقدَي الثمانينيات والتسعينيات. وقد علمت القدس العربي أنّ طريقة اعتقال السيدة سهير الأتاسي كانت عنيفة بصفة خاصة، لأنّ ستة عناصر مدججين بالسلاح الكامل اقتحموا المنزل عن طريق السور الخارجي، وكسروا زجاج بعض النوافذ، وأوشكوا علي تحطيم الباب الرئيسي، وأصروا علي اقتياد الأتاسي بثياب النوم.
كذلك يلفت الإنتباه أن الحملة تسير علي نقيض من محاولات تحسين صورة النظام في ناظر العالم الخارجي، وذلك من خلال انعقاد منتدي المرأة والأعمال الدولي، الذي نظمته الجمعية الدولية للنساء في الأعمال بالتعاون مع مؤسسة مورد و الجمعية السورية البريطانية ، ورعته مباشرة السيدة الأولي أسماء الأسد، وشاركت فيه سوزان مبارك عقيلة الرئيس المصري، وبنازير بوتو رئيسة وزراء الباكستان السابقة، وأمينة أردوغان عقيلة رئيس الوزراء التركي. وكانت الأسد قد أدلت إلي قناة الأخبار البريطانية سكاي نيوز بتصريحات لافتة، هي الأولي من نوعها لأية عقيلة رئيس سوري في مختلف عهود حزب البعث، جاء فيها أنه إذا أرادت سورية جذب الإستثمارات الأجنبية، يجب أن نري المزيد من الإصلاحات السياسية والمؤسسية ؟
ومن المعروف أن منتدي الأتاسي كان واحداً من منتديات عديدة تأسست تلقائياً، ودون ترخيص رسمي، خلال الأشهر الأولي التي أعقبت وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد في حزيران (يونيو) 2000، وكان بين أبرزها أيضاً منتدي الكواكبي في حلب، ومنتدي الحوار الوطني الذي أطلقه النائب في مجلس الشعب رياض سيف. ورغم أنّ نشاطات تلك المنتديات اقتصرت علي الندوات والنقاشات والمحاضرات، وصنعت مناخات ما عُرف آنذاك باسم ربيع دمشق ، فإنّ السلطة سارعت إلي إغلاقها في شباط (فبراير) 2001، وشنّت اعتباراً من شهر آب (أغسطس) حملة اعتقالات شملت أبرز ناشطيها. وبدأت الحملة بنائب دمشق في مجلس الشعب مأمون الحمصي، ثمّ رياض الترك الأمين الأول آنذاك للحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي، والنائب أيضاً عن دمشق ورجل الأعمال رياض سيف، والنشطاء: كمال اللبواني، وليد البني، عارف دليلة، حبيب صالح، حسن سعدون، حبيب عيسي، فواز تللو.
السلطة سكتت، مع ذلك، علي أنشطة منتدي الأتاسي ولكن دون أن تمنحه ترخيصاً رسمياً، وكأنها أرادت تحويله إلي شاهد وحيد علي أنّ البلاد تعيش أجواء الإصلاح، وأن حرية التعبير مصانة. وحدث مراراً أنّ الرئيس السوري بشار الاسد، في أحاديثه مع الصحافة الاجنبية خصوصاً، كان يضرب منتدي الأتاسي مثلاً مضاداً كلما طُرح عليه سؤال حول وأد ربيع دمشق وخنق الحريات. ومن اللافت استطراداً أن يتعرّض المنتدي إلي هذه الضربة العنيفة التي سيكون لها أصداء واسعة خارج سورية، خصوصاً في أروقة الإتحاد الأوروبي الذي ما يزال يناقش تفاصيل الشراكة الأوروبية ـ السورية، وفي الكونغرس الأمريكي حيث يتزايد التربّص بالنظام، وربما في الصالونات الفارهة حيث تتواصل اجتماعات سيدات الأعمال. هذا لكي لا نتحدّث عن أروقة المؤتمر القطري لحزب البعث الحاكم، والذي ينعقد بعد ايام معدودات!

غريب الدار
26/05/2005, 17:51
بنا ***** يا انسان :jakoush: