krimbow
01/12/2006, 05:15
سميح القاسم من مقاومتهم إلى بلاطهم
كتبت بادية ربيع:
لا مبالغة في التاكيد أن بوسع المثقف، وربما المثقف وحده، أن يكون رافعة ثورية، وأن يكون بلدوزر خيانة ايضاً، ايهما يختار! وإذا لم يصح هذا المعيار المتطرف على اية جغرافيا في العالم، فهو لا شك يصح تماماً في الحالة العربية وفي الفلسطينية منها خاصة.
في حقبة زمنية معينة، دعنا نقول من ستينات إلى ثمانينات القرن الماضي، أو نهايتها، شهدت الساحة الفلسطينية فريقاً من الشعراء أُطلق عليهم شعراء المقاومة. منهم توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم. أما توفيق زياد فتوفي بحادث طرق إبان عودته من أريحا إلى الناصرة حيث كان قد وصل هناك لاستقبال عرفات. وما زال محمود درويش حي يرزق وليس هذا مجال الحديث عنه وهو الذي قرأ شعراً أمام شمعون بيرس ومضيفيه الفلسطينيين والعرب في أريحا. وسميح القاسم ما زال يقرض الشعر فيُدعى من مكان إلى آخر.
لفت نظري خبر يقول بأن الملك عبد الله الثاني إستقبل الشاعر سميح القاسم أثناء مشاركة القاسم في الذكرى الأولى للتفجيرات الإرهابية في عمان، وأن الملك لفت خلال اللقاء إلى المكانة الكبيرة التي يحظى بها الشاعر سميح القاسم على الساحتين العربية والدولية.
وربما يعرف الجميع أن الملك نفسه حديث العلاقة بالعربية حتى المحكية منها!
كما عبر الملك خلال اللقاء الذي جرى بحضور مدير مكتب الملك باسم عوض، والشاعر الأردني حبيب الزيودي، عن شكره لمشاركة القاسم في إحياء ذكرى التفجيرات من خلال إحدى القصائد الرائعة التي كتبها بهذه المناسبة.
من جانبه أشاد القاسم بجهود الملك عبد الله في الدفاع عن صورة الإسلام والعروبة وانه الصوت الحقيقي الذي يجسد دور الهاشميين في الدفاع عن الهوية العربية ".
لعل في هذا الخبر لفيف من المفارقات. وهي مفارقات تتعلق بالشاعر وليس بالملك. فالملك لا بد أن يستقبل من يدخل بلاطه، وهو كسياسي لا شك مهتم باستيعاب المثقفين وطويهم تحت جناحه كاي نظام حكم، خاصة وإن كان عربياً.
والسؤال هو: هل هو دور سميح القاسم أن يشارك في مناسبة كهذه؟ وإن كان لا بد من المشاركة، فهل الطرف الذي على سميح القاسم أن يشارك معه هو النظام الحاكم، أم الشعب؟ أم أن القاسم توصل إلى استنتاج لم يسبقه إليه أحد بأن النظام والشعب في وئام تام وأن النظام يمثل الشعب تماماً!
هل يليق هذا الموقف بالشاعر الذي كتب ذات يوم:
"ألف ديَّانٍ أنا أغرقتهم في دياجيري..." . وديان هو وزير حرب اسرائيل لسنوات عديدة. وهل أغرق القاسم دياناً حقاً بموقفه هذا؟
ما قام به سميح القاسم يؤكد ظاهرة تحول الكثير من المثقفين إلى إتقان فن التعري والتجرد من الماضي ومن الانتماء للوطن والشعب والغوص عميقاً في خدمة أنظمة تقوم على القمع والاضطهاد وعلى ما يولد ما هو أخطر من تفجيرات عمان!
منقول
كتبت بادية ربيع:
لا مبالغة في التاكيد أن بوسع المثقف، وربما المثقف وحده، أن يكون رافعة ثورية، وأن يكون بلدوزر خيانة ايضاً، ايهما يختار! وإذا لم يصح هذا المعيار المتطرف على اية جغرافيا في العالم، فهو لا شك يصح تماماً في الحالة العربية وفي الفلسطينية منها خاصة.
في حقبة زمنية معينة، دعنا نقول من ستينات إلى ثمانينات القرن الماضي، أو نهايتها، شهدت الساحة الفلسطينية فريقاً من الشعراء أُطلق عليهم شعراء المقاومة. منهم توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم. أما توفيق زياد فتوفي بحادث طرق إبان عودته من أريحا إلى الناصرة حيث كان قد وصل هناك لاستقبال عرفات. وما زال محمود درويش حي يرزق وليس هذا مجال الحديث عنه وهو الذي قرأ شعراً أمام شمعون بيرس ومضيفيه الفلسطينيين والعرب في أريحا. وسميح القاسم ما زال يقرض الشعر فيُدعى من مكان إلى آخر.
لفت نظري خبر يقول بأن الملك عبد الله الثاني إستقبل الشاعر سميح القاسم أثناء مشاركة القاسم في الذكرى الأولى للتفجيرات الإرهابية في عمان، وأن الملك لفت خلال اللقاء إلى المكانة الكبيرة التي يحظى بها الشاعر سميح القاسم على الساحتين العربية والدولية.
وربما يعرف الجميع أن الملك نفسه حديث العلاقة بالعربية حتى المحكية منها!
كما عبر الملك خلال اللقاء الذي جرى بحضور مدير مكتب الملك باسم عوض، والشاعر الأردني حبيب الزيودي، عن شكره لمشاركة القاسم في إحياء ذكرى التفجيرات من خلال إحدى القصائد الرائعة التي كتبها بهذه المناسبة.
من جانبه أشاد القاسم بجهود الملك عبد الله في الدفاع عن صورة الإسلام والعروبة وانه الصوت الحقيقي الذي يجسد دور الهاشميين في الدفاع عن الهوية العربية ".
لعل في هذا الخبر لفيف من المفارقات. وهي مفارقات تتعلق بالشاعر وليس بالملك. فالملك لا بد أن يستقبل من يدخل بلاطه، وهو كسياسي لا شك مهتم باستيعاب المثقفين وطويهم تحت جناحه كاي نظام حكم، خاصة وإن كان عربياً.
والسؤال هو: هل هو دور سميح القاسم أن يشارك في مناسبة كهذه؟ وإن كان لا بد من المشاركة، فهل الطرف الذي على سميح القاسم أن يشارك معه هو النظام الحاكم، أم الشعب؟ أم أن القاسم توصل إلى استنتاج لم يسبقه إليه أحد بأن النظام والشعب في وئام تام وأن النظام يمثل الشعب تماماً!
هل يليق هذا الموقف بالشاعر الذي كتب ذات يوم:
"ألف ديَّانٍ أنا أغرقتهم في دياجيري..." . وديان هو وزير حرب اسرائيل لسنوات عديدة. وهل أغرق القاسم دياناً حقاً بموقفه هذا؟
ما قام به سميح القاسم يؤكد ظاهرة تحول الكثير من المثقفين إلى إتقان فن التعري والتجرد من الماضي ومن الانتماء للوطن والشعب والغوص عميقاً في خدمة أنظمة تقوم على القمع والاضطهاد وعلى ما يولد ما هو أخطر من تفجيرات عمان!
منقول