Espaniol
23/05/2005, 13:19
حدثت هذه القصة فى الأزمنة البعيدة فى (مدينة الفضائل) حينما كانت الفضائل والأخلاق متجسدة
تحس وتشعر
تتكلم وتتفاعل مع بعضها كأنها بشر
فها هى المحبة تغذى الجميع
والإتضاع يجلس تحت أقدامهم
والجمال يأسرك سحره الذى لا يوصف
والبساطة التى تجذبك اليها لعدم تعقدها
حدث ذلك حينما اصيبت (البلاغة) بمرض شديد أفقدها القدرة على الكلام!
البلاغة التى تجذب إليها العقول والقلوب وقفت حينذاك عاجزة عن الكلام!1
وقتها حزنت جميع الفضائل لما أصاب البلاغة وود الكل لو استطاع مساعدتها. وعم الحزن على الجميع فى مدينة الفضائل وصار حديثهم الشاغل عن البلاغة الخرساء.
إلى أن جاء اليوم الذى أعاد البهجة إلى القلوب، وأرجع الفرح إلى المدينة.
فى ذلك اليوم تقدمت المحبة بكل ما تملكه من قوة داخلها – قوة قادرة على التضحية لأنها كانت محبة صافية لا تشوبها أيه شائبة – وقالت ما عقد الألسن عن الكلام. فقد قررت أن تعطى لسانها إلى البلاغة لكيما تعيش به !
قالت المحبة فى تأثر وفرح بالغين: " لست فى حاجة إلى اللسان حاجة البلاغة اليه"
وفيما يبدو أن الأمر لم يكن بهذه السهولة ، قد عارضها الجميع فى ذلك. فكيف لهم ان يروا المحبة بينهم وهى عاجزة عن النطق؟ المحبة التى كثيراً ما داوت القلوب الحزينة بكلمة من لسانها المحب ! لم يستطيعوا أن يتخيلوا أن يأتى اليوم الذى تقف فيه المحبة عاجزة عن الكلام.
ولكن المحبة – كما قلنا – كانت صافية نقية، لذلك كانت واثقة مما تتحدث به، فعلى الرغم من معارضة الجميع إلا أنها تخلت بكل محبة عن لسانها وأعطته للبلاغة.
ما إن عاد النطق مره أخرى إلى البلاغة، إلا وقررت أن تصف ما فعلته المحبة من أجلها فى عبارة فيها كل بلاغة اللفظ وبلاغة الشعور، عبارة لن تكون هناك عبارة ابلغ منها إنها:
" الله محبة"
أما المحبة فقد صارت غير ناطقة معطية بذلك المثل والمثال لكل من أراد أن يقتنيها، فصارت تفعل دون أن تنطق!
ظلت المحبة هكذا.. محبة صامته، لكنها فى ذات الوقت محبة باذله.. مضحية بأعز ما تملك بل وبكل ما تملك دون ان تتكلم، يكفيها أن قوتها تظهر فيما تفعله وليس فيما تقوله..
فيا من تحب
ها هى المحبة أمامك
فإفعل مثلها إن شئت أن تقتنيها
منقول من كتاب جبرة
للدكتور رومانى فوزى راغب
تحس وتشعر
تتكلم وتتفاعل مع بعضها كأنها بشر
فها هى المحبة تغذى الجميع
والإتضاع يجلس تحت أقدامهم
والجمال يأسرك سحره الذى لا يوصف
والبساطة التى تجذبك اليها لعدم تعقدها
حدث ذلك حينما اصيبت (البلاغة) بمرض شديد أفقدها القدرة على الكلام!
البلاغة التى تجذب إليها العقول والقلوب وقفت حينذاك عاجزة عن الكلام!1
وقتها حزنت جميع الفضائل لما أصاب البلاغة وود الكل لو استطاع مساعدتها. وعم الحزن على الجميع فى مدينة الفضائل وصار حديثهم الشاغل عن البلاغة الخرساء.
إلى أن جاء اليوم الذى أعاد البهجة إلى القلوب، وأرجع الفرح إلى المدينة.
فى ذلك اليوم تقدمت المحبة بكل ما تملكه من قوة داخلها – قوة قادرة على التضحية لأنها كانت محبة صافية لا تشوبها أيه شائبة – وقالت ما عقد الألسن عن الكلام. فقد قررت أن تعطى لسانها إلى البلاغة لكيما تعيش به !
قالت المحبة فى تأثر وفرح بالغين: " لست فى حاجة إلى اللسان حاجة البلاغة اليه"
وفيما يبدو أن الأمر لم يكن بهذه السهولة ، قد عارضها الجميع فى ذلك. فكيف لهم ان يروا المحبة بينهم وهى عاجزة عن النطق؟ المحبة التى كثيراً ما داوت القلوب الحزينة بكلمة من لسانها المحب ! لم يستطيعوا أن يتخيلوا أن يأتى اليوم الذى تقف فيه المحبة عاجزة عن الكلام.
ولكن المحبة – كما قلنا – كانت صافية نقية، لذلك كانت واثقة مما تتحدث به، فعلى الرغم من معارضة الجميع إلا أنها تخلت بكل محبة عن لسانها وأعطته للبلاغة.
ما إن عاد النطق مره أخرى إلى البلاغة، إلا وقررت أن تصف ما فعلته المحبة من أجلها فى عبارة فيها كل بلاغة اللفظ وبلاغة الشعور، عبارة لن تكون هناك عبارة ابلغ منها إنها:
" الله محبة"
أما المحبة فقد صارت غير ناطقة معطية بذلك المثل والمثال لكل من أراد أن يقتنيها، فصارت تفعل دون أن تنطق!
ظلت المحبة هكذا.. محبة صامته، لكنها فى ذات الوقت محبة باذله.. مضحية بأعز ما تملك بل وبكل ما تملك دون ان تتكلم، يكفيها أن قوتها تظهر فيما تفعله وليس فيما تقوله..
فيا من تحب
ها هى المحبة أمامك
فإفعل مثلها إن شئت أن تقتنيها
منقول من كتاب جبرة
للدكتور رومانى فوزى راغب