-
دخول

عرض كامل الموضوع : أيها السوريون الجهلة ......


Tarek007
23/05/2005, 05:57
أيها السوريون الجهلة ......أقيموا تمثالاً لحكمت الشهابي !!!
الكاتب: نور الدين بدران المصدر: مرآة سورية
المعرفة أنواع بلا حدود ، الجهل أصناف بلا أبعاد ، ولكن أحياناً من الصعب فصل الجهل عن المعرفة ، أو حتى التمييز بين الاثنين.
فمثلاً من الجهل أن تبرئ جلاداً ، وتدين آخر ، ولكن أيضاً من المعرفة أن تدين ظالماً وتبرئ أخاه في الجور، ولكن هذه المعرفة أسوأ بكثير من ذلك الجهل ، وإذا تجاوزنا المسألة الشكلية ودخلنا إلى الجوهر ، في هذه المحاكمة ، فتغدو هذه المعرفة ، تماماً كذلك الجهل ، والنتائج العملية هنا للجهل والمعرفة واحدة في كارثيتها.
لكن ثمة ما هو أسوأ من ذلك الجهل البريء وتلك المعرفة الهادفة، ألا وهو المعرفة المدعية المتعالية والمغرورة، القاطعة والباتة، الديَانة لكل مختلف عنها ومتعارض معها ، والجازمة بكل أوهامها على أنها حقائق مبرمة ، وحين تصل هذه المعرفة إلى هذا المستوى من الصلف والمكابرة ، تستسهل كل شيء ، فتؤله الشيطان، وتشيطن الملائكة ، وتذر الرماد في العيون ، وتدحرج الحجارة في الدماغ ، وتجعل الأسود أبيض ، وتصادر على المطلوب ، ومن هذا النمط قرأت مقالة (على مرآة سوريا) تشكل نموذجاً فريداً من هذا النوع من المعرفة، بل هي بحد ذاتها التي أوحت لي باستنباط هذه الخصائص لهذه المعرفة ، ولذلك أنا مدين بالشكر لكاتبها.

فحوى هذه المقالة الغرائبية ، أنها تكتشف ما لم يكتشفه سوري لا داخل سوريا ولا خارجها ،لا من السلطة ولا من المعارضة ، لا من الأحياء ولا من الراحلين ، إنه إكتشاف برسم صاحبه ، الذي يعلن جهلنا كسوريين على الملأ ، لاسيما أولئك الذين يعملون في مجالات حقوق الإنسان ، حيث ينورنا صاحب المقال حول شخصية العماد حكمت الشهابي الذي ظل رئيساً لهيئة الأركان في الجيش العربي السوري نحو عقدين من الزمن الأسود ، وكان قبلها رئيساً للمخابرات العامة السورية ، وهذا كله معروف ، أما التحفة فإن الجنرالات: رفعت الأسد ومصطفى طلاس وبقية الفريق الحاكم فكلهم جلدوا الشعب السوري بينما كان السيد حكمت الشهابي يقف بالمرصاد ضد عملية الجلد هذه ، ويمنع الجيش السوري من أداء هذه المهمة ، بل كان الوحيد حسب هذه المقالة الفنتازية الذي يقف في وجه الرئيس حافظ الأسد ، وينوره بدور الجيش وبأن أماكن تواجد هذا الجيش ليس في حماة وحلب وجسر الشغور وإنما في الجولان المحتل ، ويكاد الكاتب أن يوحي لنا ، بأن الشهابي أمر الرئيس الراحل بكف يد ضابط الوحدات الخاصة السيد هاشم معلا عن تلك المناطق المنكوبة، وبأن الرئيس الراحل (لا صوت ولا رد له في المقالة) فهم ما أملاه عليه أبو حازم واستجاب طوعاً أو كرهاً.
ونحن شعب جاهل فمن أين لنا أن ندري بأن ثمة من كان يرفع صوته أمام المرحوم ، بل لعمرك هذه من المستحيلات في ذاكرتنا ووعينا ومن الخيالات العجيبة ، ولا يؤاخذن الكاتب جهلنا ، لأن كل ما نعرفه أن الرئيس الراحل كان المتحدث الوحيد والجميع عليهم الإصغاء ، وأنه هو سوريا حتى أننا لم نعد نعرف اسم بلدنا إلا ب"سوريا الأسد" وحتى هذه الألف الواقفة في آخر اسم وطننا الحبيب، كسرت وجعلت تاءً ومربوطة بقرار من القيادة القطرية ، كردع وقائي لكل حرف يقف ولكل غزو أجنبي ، وأننا كجهلة (ولا أدري أين كان كاتب المقال أيامها لينورنا) كنا نعلم أن الرجل الثاني في البلاد هو رفعت الأسد ، وهو ليس ثانياً بعد الأول مباشرة ، وإنما المسافة بينهما كالمسافة بين الله ورسوله ، ولأنه أساساً شقيقه ، وعند الحزة واللزة ، وعندما خيّل لنا أن دمشق ستغدو كتلة من اللهب ، أي عندما خرج السيد رفعت الأسد من الموقع الذي هو فيه ، كان هو وجيشه وأبناؤه وحاشيته خارج البلاد ، وبالطبع لأنه أخ شقيق كُرّم هذا التكريم ، وإلا فالمزة أقرب من باريس هذا إذا لم نقل شيئاً آخر.
أما بعد السيد رفعت الأسد ( المارق في عرف النظام) فلم يكن هناك أحد ، كانوا يصطفون جميعا ًو معاً كما في أي سيرك أمام الساحر القائد أو القائد الساحر ينحنون بإجلال ويصمتون بخشوع ويصفقون بحماس ، وإذا ابتسم سيادته ، رأيت التكشيرة على وجوههم ارتسمت في ولحظة واحدة ، وبدقة فريدة كأنك أمام عرض للنظام المنضم للأفواه ، فكل يعرف دوره ، والمكافأة على قدر النجاح في إظهار الطاعة ، والسيد الشهابي لم يكن خارج السيرك ، بل من صقوره ، ولكنه لا هو ولا غيره وصلوا إلى موقع يطلون منه لتحية الجمهور إلا بعد تدريبات طويلة واختبارات وارتباطات وإلى آخره من مستلزمات الوصول ، وهو أذكى بكثير من أن يتكلم وبالأحرى أن يرفع صوته ، وإذا سلمنا فرضاً (كشجرة على القمر) بأنه رفع عقيرته ، واستجاب القائد الملهم له ، فلماذا تمت تلك المجازر ؟ ولماذا كل تلك الضحايا؟ أم أن ضميره وحسه "الإنساني" أو "الوطني" لم يستيقظا إلا بعد فوات الأوان ؟ والسؤال الرهيب بعد هذه الفرضية الرهيبة : ماذا كان سيكون الأمر لو لم يوقف أبو حازم هاشم معلا وجماعته؟
ربما وفي حدوده وليس مع الرئيس الراحل أو ليس بالطريقة المسرحية التي يدبجها صاحب المقال ، تدخل الشهابي ولكن من منطلقات أضيق بكثير من الوطنية وبوعي أدني بكثير من الوعي المتحضر لدور الجيش وعلاقته بالشعب والوطن ، قد تكون مناطقية وعشائرية وطائفية ، في أحسن حالاتها ، وهذا أمر لا يتعلق به وحده وإنما ببنية ووعي وأسلوب حكم نظام بكامله ،( لا يستثنى منه إلا المغضوب عليهم )، ولاسيما النافذين وكبار الضباط.
دليلي على ذلك التجربة فلم نشهد ما يخالف ذلك طوال العقود الأخيرة من القرن المنصرم ولا سيما فترة الأزمة ، ولكن فيما يخص الشهابي حين كان رئيساً لجهاز المخابرات ، شهدت مرحلة مسؤوليته اعتقالات وتعذيباً حتى الموت ، وخلال وجوده في قيادة الأركان، تحول الجيش السوري في لبنان إلى قطعان من المهربين، وارتكبت فظائع في لبنان سنبقى ندفع ثمنها إلى مدى غير منظور، أما عن الفساد الذي استحكم واستشرى كالسرطان داخل الجيش الباقي في سوريا فحدث ولا حرج، وإذا كان من عذر للشهابي ، فهو أن الأمر ليس فردياً، وإنما هو مسؤولية نظام بكامله ، وأن الشهابي ليس إلا واحداً من هذا النظام ولو رفع عقيرته(أيضاً فرضاً) لتدحرج رأسه أو سمعنا خبر انتحاره كما سمعنا بخبر انتحار السيد محمود الزعبي مثلاً، وأين أبو حازم من أبي مفلح ، على الأقل رسمياً.
أما عن ختامه فلم يكن مسكاً، فحين غادر السلطة ، تحدثت صحف عربية وأيضاً أوروبية (فرنسية وألمانية) وأميركية عن استثماراته في الولايات المتحدة ، وقيل أنها تتجاوز الملياري دولار(أظن أنها تعويض نهاية الخدمة، وهي دريهمات بسيطة يقبضها أي مواطن سوري حين يحال على التقاعد) ، بل تحدثت عن المكان(لوس أنجلس) وبعض القطاعات (مزارع القريديس وغيرها)، وهنا في سوريا تناقلت الأخبار الشفوية/ همساً طبعاً، أن خليفته علي أصلان (ليقوم هو بشراء صفقة سيارات تصفق سوريا صفقاً) جمع من حاشية الشهابي أكثر من 300سيارة ، مع أنه ترك للعائلة من السيارات ، العدد نفسه تقريباً.
أما موقفه ضد التوريث ، فليس من موقع حضاري ولا رغبة بدولة عصرية ، وكيف يكون ذلك وهو التلميذ النجيب والسليل الشرعي ورئيس المخابرات وهيئة الأركان لدولتنا العتيدة؟ وإنما من المواقع آنفة الذكر، بالغة السوء.
ولا أدري كيف وصل كاتب المقال العجيب إلى السيد سليمان الخطيب ، وأن من لا يعرفه هو جاهل بجرائم النظام (غريب كيف يدين النظام كله إلا الشهابي أم أن ثمة آخرين من اللون نفسه ، لا أدري) فهذا السليمان الخطيب لا يمكن وضعه في قائمة الضباط الذين لهم علاقة بالقرار السياسي ، وبالحري هاشم معلا!! ، إنه رئيس للمحكمة العسكرية الميدانية ، وهي ككل المحاكم الاستثنائية ، تتلقى املاءات من القيادات ودوره تنفيذي بحت فالخطيب ليس أكثر منفذ عادي أمام مشرع بيده بعض الحل والربط ، لأن الحل والربط ككل في يد واحدة وحيدة.

لم يبق إلا أن ننصب للسيد حكمت الشهابي تمثالاً، وهو على قيد الحياة ، ونعتذر له عن جهلنا ، وندخله كتب التاريخ المدرسية ، لكن المشكل الكبير في عدد التماثيل ، فقد طلع علينا من يقول (جماعة رفعت وجماعة علي حيدر وطلاس ودوبا وغيرهم وغيرهم، واليوم هذه نغمة جديدة الجملة عتيقة المقام).

كفى إسفافاً بحق هذا الشعب ، كفى محاولات بائسة لقسمه وتفريقه بين هذا وذاك ممن قهروه وأذلوه، إنه شعب واحد حكمه ويحكمه نظام واحد، وقد عانى فقراء هذا الشعب بلا استثناء على أرباب المال والسلطة بلا استثناء، وتبرئة أي طرف من القاهرين ، حلقة جديدة ولا يهم إذا كانت بريئة أو مبرمجة، فهي في نهاية المطاف ، حلقة سيئة في مسلسل سيء عنوانه: آه.....يا سوريا.


منقول

Tarek007
23/05/2005, 16:33
توقيعي

krimbow
23/05/2005, 17:39
يا عمى شو طويل هالمقال
صارلي شي ساعة عم اقرا :cry:

بس يللي فهمتو انو في مقال كاتبو واحد عم يمسح جوخ لحكمت شهابي و اللا انا غلطان

اذا يللي فهمتو صح معناتا توقعوا عودة حكمت مع شي حزب اخو محلوشة بالقريب العاجل (اسف يا جماعة المراقبين اذا كلمة اخو *** ما عجبتكم او ضد الاعراف خبروني لحتى شيلها خوش ما بعرف شو معنات الكلمة بس بتوقع مو مسبة)

بقى ياريت تنزلولنا المقال يللي بيمسح الجوخ للشهابي شباب

مشكور طارق :D

Tarek007
23/05/2005, 20:26
اخو محلوشة



أو ....أخو ملحوشة ....ما بيئسر كلوا ماشي .....ولحتى تعرف الكلمات المسموحة راجع الشنتاية :confo:


حبيب قلبي كريمبو :sosweet:

Tarek007
23/05/2005, 20:55
رح نزلك هاد المقال :
مبارح بعتولي ياه .... قال لما قرؤوه تذكروني



دليل تعلم صناعة الثورة على الطريقة الأمريكية في عشرة أيام

د. ثائر دوري :





(( تعلم الإنكليزية في أسبوع ))

تعلم الفرنسية في عشرة أيام ))

(( الإسبانية من غير معلم ))

هذه نوعية من الكتب الرخيصة التي تباع على الأرصفة و تبيع الوهم بأسعار زهيدة . و يقبل عليها نوعية من الناس حازوا حظاً قليلا من التعلم فأغراهم العنوان فاشتروا هذه الكتب علّهم يعوضون فرصة التعليم التي فاتتهم خلال عشرة أيام . وهذه الكتب نوع من النصب توهم الذي اشتراها لمدة سبعة أيام او عشرة أنه سينال مراده و يحقق أحلامه ، ثم يكتشف أنه لم يتعلم أي شيء ، و ربما أضاع القليل الذي كان يعرفه .........

يطرح الأمريكان هذه الأيام نوعا مشابها من الكتب المبسطة موضوعه(( كيف تصنع ثورة في عشرة أيام )) و يضم بداخله ، على طريقة كتب فن الطبخ ، المقادير المطلوبة لصناعة ثورة على الطريقة الأمريكية ، و كيفية مزج هذه المقادير مع بعضها ، و مدة وضعها على النار كي تنضج على الطريقة الأمريكية ، فيأكل منها الأحباب و الأصحاب من صهاينة و رأسماليين كبار و رجال سياسة مشتاقين إلى السلطة . تعالوا لنستعرض المواد المطلوبة لصناعة ثورة على الطريقة الأمريكية :

1- وجود مؤكد للفساد و النهب و سوء استغلال السلطة و قمع الحريات من قبل الطبقة الحاكمة .

2- مصالح حيوية للولايات المتحدة في البلد المستهدف مع ممانعة من قبل حكامه عن تلبية هذه المصالح إما لأنها تنفي وجودهم من أساسه ، كأن يطلبوا من دكتاتور يعتمد نظامه على الجيش أن يحل جيشه ..........

أو لأن النظام لديه إيديولوجية تقاوم التوسع الإمبريالي ، و هذه الحالة باتت نادرة في عالم اليوم .

3- عشرة كيلو غرام من المعارضة المشتاقة إلى كراسي الحكم و لا يهم إن كانت فاسدة أم غير فاسدة ، دكتاتورية أو ديمقراطية . ما يهم هو مدى استعدادها لخدمة المشروع الأمريكي و في حالات موثقة كانت المعارضة جزءاً من بيئة النهب و الفساد و على نحو أكبر من رجالات السلطة نفسها لكن هذا غير مهم . المهم أن تعلن التزامها بخدمة مصالح أمريكا الحيوية و عفى الله عما مضى ( العمالة تجب ما قبلها )

4- رزمة من الشعارات الديمقراطية لأنها الكلمة السحرية التي تفتح القلوب و العقول و كل الصناديق المقفلة على طريقة افتح يا سمسم .

5- اسم مناسب للحركة مثل ثورة القرنفل أو الثورة البرتقالية او ثورة الأرز ..............الخ . و يجب أن يتم تحضير مجموعة من الشالات أو القبعات أو ربطات العنق بلون الثورة و توزيعها بكميات كبيرة على كل المشاركين .

كيفية خلط المقادير السابقة مع بعضها :

يجب أن يتم مزج العناصر السابقة مع بعضها ببطء شديد و بحرص و يفضل أن لا يبدأ مزجها مع بعضها إلا في مناسبة مهمة و على الأغلب في حدث انتخابي فتنزل الحشود إلى الشارع ترتدي الشعار ( شال أحمر أو أعلام برتقالية أو ربطات عنق صفراء .....الخ ) . و تحت شعار الديمقراطية ليتم تغيير نظام الحكم

و هنا يأتي دور الميديا الهائلة التي توضع تحت تصرف المعارضة المدعومة أمريكيا عبر ذراع المنظمات غير الحكومية مثل:

المؤسسة الديمقراطية الوطنية (National Democratic Institute) التابعة لمارغريت أولبرايت، ومؤسسة (Open Society Institute ) التابعة لجورج سوروس، و و المؤسسة الجمهورية الدولية ل"جون ماك كين و بيت الحرية (Freedom House) التابعة لجيمس وولسي

و كلها مؤسسات ترتبط بالإدارة الأمركية و ميزانيتها بشكل أو بآخر من الإدارة الأمريكية. فهي مؤسسات خاصة - عامة ففي الحالة الأكرانية تم تجنيد أكثر من 10000كادر من جمعية الشباب الأخضر، و مجلس

(Committee on Voters of Ukraine) و هو المجلس الذي قدم مبلغا 3000 دولار كراتب شهري للشخص و هذا يمثل دخلاً ضخماً بالنسبة لدولة مثل أكرانيا و هذه الرواتب ممولة من قبل الولايات الأمريكية، عبر وكالة التنمية الدولية الأمريكية، و ال (NED). . إن تجنيد آلاف الممثلين لأجل لعب مظاهرة أمام الصحافة تم تجربته لأول مرة من قبل مكتب الاستخبارات البريطانية( MI6) ، و مكتب الاستعلامات المركزية، في عملية "أجاكس: سنة 1952، حيث تم تجنيد 6000 ممثل للسير نحو القصر الملكي للإطاحة بمصدق . كما و ضعت آلاف الخيم و الأغطية وضعت تحت تصرف المتظاهرين الذين عسكروا في ساحة الاستقلال و تم توزيع الأغذية المجانية, معظم الأمور اللوجيستية تم إعدادها من قبل الوكالة الدولية للتنمية الأمريكية (USAID ) ((أوكرانيا: الشارع ضد الشعب - شبكة فولتير )) ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

و بعد أن تنتهي تهيئة الأمور اللوجستية تبدأ مهمة الميديا دون أن تخجل من تكرار عملية تيمشوارا ، التي صارت رمزاً لكذب وسائل الإعلام ، حيث صورت وسائل الإعلام الغربية ما يجري في مدينة تيمشوارا الرومانية على انه مذبحة هائلة و سوقت رقماً لأعداد القتلى يبلغ عشرات الآلاف ( ذكر رقم 60 ألف في البداية ) من اجل الإطاحة بنظام شاوشيسكو في ذلك الوقت و تبين فيما بعد أن الأمر لا أساس له من الصحة .

يبدأ مصورو وكالات الأنباء و المحطات الفضائية باللعب بواسطة الصورة . فحشد من مائة شخص يمكن أن يظهر عبر التركيز على وسطه دون انزياح الكاميرا إلى الجوانب و كأنه من مئات آلاف المتظاهرين . و غالباً يتم اختزال البلد في الأماكن المعدة للتصوير ، فأكرانيا اختصرت بكييف بينما شرق البلاد الذي يضم عدداً كبيرا من السكان ، و الجزء الأهم من صناعة و ثروة البلاد ، و الذي يميل إلى موسكو تم تجاهله تماما أثناء تغطية الأخبار .

و بموازاة ذلك يتم التركيز على السيرة الفاسدة للنظام القائم فتروى قصص عن فسادهم و رشوتهم و قمعهم ، و للأسف فإن أغلب هذه القصص حقيقية و لا يستطيع المراقب الحيادي تكذيبها . لكن ما يتم تجاهله عمدا هو الجانب الآخر للصورة ، و هو أن المعارضة المدعومة غربياً هي في نفس مستوى فساد السلطة إن لم يكن أكثر ففي الحالة الأكرانية ، التي نكرر الإستشهاد بها لأنها صارت حالة مدرسية و يطمح البعض لتكرارها ، تختفي سيرة فساد مرشح المعارضة يوشينكو ، التي تابع الكاتب منذر بدر حلوم بعضاً منها في مقال (( سقوط أوراق الديموقراطية الصفراء في أوكرانيا )) . يقول الكاتب :

(( ......فقد خصص معد البرنامج ومقدّمه الصحافي ميخائيل ليونتيف حلقة لكشف صفحات من تاريخ يوشينكو، عنوانها (رئيس وزراء اوكرانيا في سرير واحد مع عميل أميركي) بثّت بتاريخ 10/04/2000. جاء فيها أن البرت غور نائب الرئيس الأميركي السابق طرح في كانون أول من عام 1999 على الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما اسم فيكتور يوشينكو لشغل منصب رئيس الوزراء. كان يوشينكو في هذه الأثناء مديرا للمصرف القومي، وقد رُبِطَ تزويد أوكرانيا ببقية القروض بتنصيب يوشينكو رئيسا للوزراء. على الرغم من أن الأخير كان قد قدم بيانات كاذبة عن احتياطي العملة الصعبة في مصرفه ما دفع صندوق النقد الدولي لطلب استعادة قروض قدّمت بناء على تلك البيانات الكاذبة. أمّا وصول يوشينكو إلى كرسي رئاسة الوزراء، كما جاء لدى ليونتيف، فيعود إلى زواجه من الأميركية من أصل أوكراني يكاتيرينا تشوماتشينكو المحللة السياسية في الإدارة الأميركية والمستشارة في مكتب الأمن القومي الأميركي. وكما تشير مصادر صحافية مختلفة، فإن يكاتيرينا الأميركية لم تحصل على الجنسية الأوكرانية إلا قبل أسبوع واحد من الانتخابات الأخيرة. أمّا زواج يوشينكو منها فيبدو شبيها بما يحصل في الأفلام المصرية: يجدها في الكرسي المجاور في الطائرة، يتبادلان الحديث، وسرعان ما يكتشف أنّ أفكارها توافق أفكاره وأشياء أخرى لديها توافقه، فينتقلان بسرعة إلى سرير الزوجية. أمّا بعد الزواج وولادة طفلتهما فيصبح يوشينكو جاهزا لشغل كرسي رئيس الوزراء....))

و يتابع الكاتب :

((أمّا عن تاريخ يوشينكو الوظيفي فهناك العديد من المصادر التي يتضح بالرجوع إليها مصير أوكرانيا الذي تحرص عليه ديموقراطية العولمة اليوم. فثمة مقال نُشر في (بروفيل) بتاريخ 05/02/2001 يلقي الضوء على التخريب الذي حصل في أوكرانيا في فترة رئاسة يوشينكو للوزراء. فقد لعب مكتبه دورا كبيرا في صفقات مالية مشبوهة تولتها نائبته تيموشينكو التي كانت تتحكم آنذاك بأهم المؤسسات الاقتصادية الأوكرانية مثل غاز بروم وإدارة الطاقة الموحّدة، على غرار تشوباييس ابن عائلة يلتسين الأوليغاركية في روسيا. أمّا الأهم من ذلك، فهو الرسالة التي نشرت على موقع (نيديليا أوكراينسكي بوليتيكوم) بتاريخ 23/10/2004. كتب هذه الرسالة الموجَّهة إلى يوشينكو كل من: أندريه ديريبا، واضع كتاب <<حقيقة يوشينكو>>، وأليكسي لان، واضع كتاب <<يوشينكو: تاريخ مرضه>> والناشر ديميترو بونامارتشوك، رئيس جمعية الصحافيين الأحرار. تتضمن الرسالة الموجَّهة إلى يوشينكو عشرة أسئلة، يبدأ كل منها ب: (هل حقيقة أنّ...)، لكن يوشينكو لم يحر جوابا، الأمر الذي يرى فيه المعلقون تأكيدا على صحة الاتهامات التي تنطوي عليها الأسئلة. يدور الحديث عن تحويلات مالية إلى حسابات مشاريع وهمية، جرت عام 1991، قام بها يوشينكو حين كان رئيسا لمصرف أوكرانيا، تلاها تحويل المبلغ المسروق إلى 31,10 مليون دولار أميركي وإيداعه في الحساب رقم 323860690 في Taylor Bank of Chicago,، وعن سحب يوشينكو عام 1992 لمبلغ 15 مليار روبل من مصرف أوكرانيا وتحويل هذا المبلغ إلى 232,5 مليون دولار، ثم إيداعها في الحسابين المصرفيين رقم 0494970668 ورقم 3037490202 في مصرف Wells Fargo Bank San Francisco وعن مبالغ قدمها المصرف الأوكراني بين عامي 19911992 إلى جمعية (إيميكس 55 ¬القرم) لقاء رشوة تلقّاها يوشينكو، وعن طبع عملة غير مغطاة وزيادة مقصودة لمعدلات التضخم في أعوام 19931996 وتخفيض قيمة العملة المحلية بهدف الإثراء الشخصي، وعن أمر صدر عام 1996، عن يوشينكو، يقضي بعدم صرف الرواتب المتراكمة على الدولة للمواطنين، في الوقت الذي صرف فيه مبلغ 10 ملايين دولار لدعم العاملين في المصارف، وعن دعم زوجته لمنظمات قومية فاشية، وعن تحويلات من خزينة الدولة لتغطية نفقات شخصية: مرّة لتغطية نفقات دراسة ابنته فيتالينا في جامعة تاراس تشيفتشينكو عام 1997، والثانية لتجديد شقته البالغة مساحتها 350 مترا مربعا، في شارع مالايا جيتوميرسكايا عام 1999، وثالثة لدعم جريدته الخاصة <<أوكرانيا مولودايا>> عام 2000؛ وأخيرا، عن فضيحة تعيين <<مكيّس>> الحمّام العمومي الذي يقصده يوشينكو، مستشارا لرئيس الوزراء عام 2000، ثم ترشيحه من قبل يوشينكو في قائمة حزبه (ناشا أوكرانيا) لعضوية البرلمان الأوكراني عام 2002. ))

هذا جزء بسيط من صورة الثورات المخملية و البرتقالية و القرنفلية التي يطمح البعض إلى تكرارها في وطننا العربي و التي يصح معها المثل الشعبي الذي يقول :

(( طلع من تحت الدلف إلى تحت المزراب ))

يبقى سؤال أخير :

هل هناك طريقة لمقاومة هكذا ثورات و إفشالها ؟

الجواب نعم يوجد . لقد فشلت الصيف الماضي ثورة لا أدري ما الإسم الكودي لها . أعني محاولة الإطاحة بشافيز ديمقراطيا بعد أن فشلت الإطاحة به عسكرياً أو اقتصادياً ، حيث فشل الإنقلاب العسكري ، ثم الإنقلاب الإقتصادي عبر اضراب عمال صناعة النفط عصب اقتصاد البلاد . فدفعت المعارضة البلاد دفعا إلى إجراء الانتخابات . جُهزت المواد السابقة التي ذكرناها ((مصالح حيوية للولايات المتحدة ، معارضة مشتاقة إلى كراسي الحكم و مستعدة لخدمة الولايات المتحدة ، منظمات غير حكومية فعالة ، ميديا هائلة شيطنت شافيز )) . و دفعت البلاد إلى الإنتخابات لإجراء الإنقلاب الديمقراطي ، الذي تطلق عليه الدوائر الأمريكية (( سوفت انقلاب )) . لكن أمراً أساسياً غاب عن ذهن طباخي هذه الثورة ، و لا يمكن للعجينة التي تصنع منها الثورات على الطريقة الأمريكية أن تختمر بدونه ، ألا و هو السخط الشعبي على نظام حكم فاسد مرتشي قمعي . فهذا أمر غير موجود في فنزويلا ، التي يندمج نظامها مع مصالح الفقراء و المعدمين الذين يشكلون 70% من الشعب الفنزويلي و يقوم بثورة اجتماعة لصالحهم عبر تحويل جزء من عوائد النفط لتعليمهم و تطبيبهم ، و قام بتوزيع أراضي كبار الملاك على الفلاحين الفقراء ، و لم يعرف عنه اضطهاد الناس أو سجنهم . ففشلت الثورة على الطريقة الأمريكية لأن نتائج الاستفتاء كانت بشكل كبير لصالح شافيز كما أن الشعب الذي أفشل الإنقلاب العسكري كان سينزل إلى الشارع لحماية ديمقراطيته الحقيقية . إذاً عندما تكون السلطة مندمجة بشعبها و تعبر عن مصالحها و ليست غارقة بالفساد فلا مكان لوصفة الثورة الأمريكية . و قديماً قيل إن القلاع تؤخذ من داخلها .

هل تتواجد هذه المناعة في أنظمة وطننا العربي ؟

أشك بذلك . لذلك أرجح أن نشهد ثورات برتقالية و قرنفلية عديدة لن تكون نتيجتها سوى مزيداً من الخيبة و الفساد و القمع ، و سيكون حال الجماهير المكتوية من الأوضاع الراهنة كحال المستجير من الرمضاء بالنار