hudhafah
20/11/2006, 13:06
قصة اذهلتتني - العربة !!
العربة بقلم:محمد الوليدي
كنا ستة ركاب عندما صعدنا العربة , ثلاثة جلسوا قي المقعد الأمامي و ثلاثة في المقعد الخلفي ،كان من سوء حظي أني كنت في المقعد الخلفي في تلك العربة المهترئة و المتجهة آخر النهار الى المدينة القديمة ، و ربما كانت العربة الوحيدة المتجهة للمحطة التي نريدها لذا لا يوجد خيارا آخر ، كانت توجد أمراة منزوية في زاوية المقعد الخلفي عندما صعدنا ؛ كانت هزيلة و في الثمانين من العمر , فلم تأخذ حيزا من المقعد وكانت هادئة في بداية الطريق الضيق جدا وهو الطريق الوحيد المؤدي للمدينة القديمة , حاولت الحكومة توسيعة الا أن الأهالي رفضوا هدم أي مباني بجانب الطريق من أجل هذا الغرض.
كانوا يقولون انها مباني أثرية وهي الأم والروح للمدينة القديمة والحديثة ايضا ولن نرض بهدم حجرا منها , ونزلت الحكومة عند رغباتهم وظل الطريق على حاله.
لم تمضي العربة قليلا حتى لاحظنا أن تلك المرأة التي معنا مجنونة , كانت تتحدث مع نفسها وكان يرتفع صوتها احيانا ثم بدأت باستخدام اليد ,كانت تضرب أحيانا وتصرخ في وجوهنا احيانا , وحاولت عض يد الراكب الذي يجلس في الوسط عندما حاول قتح الشباك .
لاحظنا انها كانت تشد شعر السائق دون ان يلتفت اليها وكانت تقبل يدها بعد الأمساك بشعره وتضحك , تعجبنا , احد الركاب قال بامتعاض للسائق :"هل انقطع الركاب لتاخذ معك راكبة مجنونة ؟", وآخر والذي تلقى ضربة خفيفة على صدره للتو قال:"أعتقد بأننا سنصل مجانين - صحيح ايها السائق العبقري؟" لم يجب السائق بشيء , كان ينظر بطرف عينيه يمينا وشمالا بحزن .
أحد الركاب والذي كان أكثرنا هدوءا قال :" انصحك بوضعها في الصندوق الخلفي ..أرحنا يا اخي ,أو نحن نركب معك بالمجان؟ "
أحد الركاب في المقعد الأمامي طلب منا الهدوء يظهر انه رأى شيئا في وجه السائق ..الا أن أحدا لم يعره الأهتمام .
ثم قال لي أحد الركاب: "افعل شيئا أنت عل السائق يتصرف" وكنت قد نلت نصيبا من تصرف هذه المرأة العجوز , فقلت للسائق "انزلها جانبا فستجد من يوصلها حيث تشاء ,وسادفع لك بدل أجرة راكب تعويضا لك " في تلك اللحظة أوقف العربة جانبا واخذ ينظر الينا بعيون دامعة و بغضب: " كفى .. كفى .. أحرقتم دمي .. يكفيني ما أنا فيه .. هذه أمي ..أمي .. أتفهمون؟ "
جميعنا نظرنا للأسفل بلا استثناء ,لم نستطع ان نتكلم و عندما وصلنا المحطة دفعت له الأجرة دون أن أضع عيني في عينيه , حاولت أن اعتذر أيضا , لكني لم أستطع !.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
العربة بقلم:محمد الوليدي
كنا ستة ركاب عندما صعدنا العربة , ثلاثة جلسوا قي المقعد الأمامي و ثلاثة في المقعد الخلفي ،كان من سوء حظي أني كنت في المقعد الخلفي في تلك العربة المهترئة و المتجهة آخر النهار الى المدينة القديمة ، و ربما كانت العربة الوحيدة المتجهة للمحطة التي نريدها لذا لا يوجد خيارا آخر ، كانت توجد أمراة منزوية في زاوية المقعد الخلفي عندما صعدنا ؛ كانت هزيلة و في الثمانين من العمر , فلم تأخذ حيزا من المقعد وكانت هادئة في بداية الطريق الضيق جدا وهو الطريق الوحيد المؤدي للمدينة القديمة , حاولت الحكومة توسيعة الا أن الأهالي رفضوا هدم أي مباني بجانب الطريق من أجل هذا الغرض.
كانوا يقولون انها مباني أثرية وهي الأم والروح للمدينة القديمة والحديثة ايضا ولن نرض بهدم حجرا منها , ونزلت الحكومة عند رغباتهم وظل الطريق على حاله.
لم تمضي العربة قليلا حتى لاحظنا أن تلك المرأة التي معنا مجنونة , كانت تتحدث مع نفسها وكان يرتفع صوتها احيانا ثم بدأت باستخدام اليد ,كانت تضرب أحيانا وتصرخ في وجوهنا احيانا , وحاولت عض يد الراكب الذي يجلس في الوسط عندما حاول قتح الشباك .
لاحظنا انها كانت تشد شعر السائق دون ان يلتفت اليها وكانت تقبل يدها بعد الأمساك بشعره وتضحك , تعجبنا , احد الركاب قال بامتعاض للسائق :"هل انقطع الركاب لتاخذ معك راكبة مجنونة ؟", وآخر والذي تلقى ضربة خفيفة على صدره للتو قال:"أعتقد بأننا سنصل مجانين - صحيح ايها السائق العبقري؟" لم يجب السائق بشيء , كان ينظر بطرف عينيه يمينا وشمالا بحزن .
أحد الركاب والذي كان أكثرنا هدوءا قال :" انصحك بوضعها في الصندوق الخلفي ..أرحنا يا اخي ,أو نحن نركب معك بالمجان؟ "
أحد الركاب في المقعد الأمامي طلب منا الهدوء يظهر انه رأى شيئا في وجه السائق ..الا أن أحدا لم يعره الأهتمام .
ثم قال لي أحد الركاب: "افعل شيئا أنت عل السائق يتصرف" وكنت قد نلت نصيبا من تصرف هذه المرأة العجوز , فقلت للسائق "انزلها جانبا فستجد من يوصلها حيث تشاء ,وسادفع لك بدل أجرة راكب تعويضا لك " في تلك اللحظة أوقف العربة جانبا واخذ ينظر الينا بعيون دامعة و بغضب: " كفى .. كفى .. أحرقتم دمي .. يكفيني ما أنا فيه .. هذه أمي ..أمي .. أتفهمون؟ "
جميعنا نظرنا للأسفل بلا استثناء ,لم نستطع ان نتكلم و عندما وصلنا المحطة دفعت له الأجرة دون أن أضع عيني في عينيه , حاولت أن اعتذر أيضا , لكني لم أستطع !.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////