Fares
03/06/2004, 17:40
رن جرس الهاتف في غرفته الصغيرة.. نهض من فراشه مذعوراً وهو يدمدم: "من يا ترى يطلبني في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟؟"
بدأ التوجس يتسرب إلى قلبه من المجهول الذي ينتظره في الجهة الثانية من الخط.. قرر ألا يرد !!!
دفن رأسه تحت الوسادة، ولكن أوهامه لاحقته إلى قوقعته الجديدة...
لن يجرؤ أحد من زملائه في الوظيفة أن يزعجوا سكونه بعد منتصف الليل، فجميعهم يعرفون نظامه العسكريّ في تسيير حياته اليومية، بالإضافة إلى أنه لم يقصر أبداً في أدائه في الوظيفة.. فلمَ يرنّ هذا الهاتف اللعين إذاً ؟؟!
معارفه خارج حدود الوظيفة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة.. فأخوه قد توفي منذ سنين، وأخته تعيش مع زوجها وأطفالها خارج البلاد، وعلاقاته مع أقاربه لا تتعدى المعايدات الرسمية في ذكرى عيد الميلاد من كل عام..
لم يتبقّ له أحد في هذه الدنيا غير أمه المسكينة..
لا .. لا.. ليس من المعقول أن يكون قد أصابها مكروه، فقد كان عندها منذ بضعة ساعات، وهي كانت في أتم صحة.. ولكن!!!؟؟
أخذت مخاوفه تزداد مع إلحاح ذلك المجهول برنينه المتواصل..
لقد كانت أمه تعاني من ألمٍ في الرأس وطنين في الأذن، ولكن هذا ليس بذي أهمية، فهذه الأعراض تلازمها منذ سنوات.. ولكن، أمن المعقول؟؟؟
تمكن الهلع من قلبه أخيراً.. نهض من الفراش بصعوبة، توجه إلى زاوية الغرفة وتكوم هناك واضعاً رأسه بين يديه وقد شحب لونه..
أحس أنه يكاد يختنق، وشعر بقطرات من العرق الباردة وهي تبلل وجهه...
فجأة.. توقف الهاتف عن الرنين...
بقي في زاوية الغرفة عدة دقائق يتحسس يها الصمت من جديد.. ثم شرع بالضحك.. ضحك بصوت خافت أخذ يعلو بالتدريج إلى أن تحول إلى ضحكات هستيرية صاخبة..
تذكر أنه لا يملك هاتفاً في منزله...
أيار 2004
بدأ التوجس يتسرب إلى قلبه من المجهول الذي ينتظره في الجهة الثانية من الخط.. قرر ألا يرد !!!
دفن رأسه تحت الوسادة، ولكن أوهامه لاحقته إلى قوقعته الجديدة...
لن يجرؤ أحد من زملائه في الوظيفة أن يزعجوا سكونه بعد منتصف الليل، فجميعهم يعرفون نظامه العسكريّ في تسيير حياته اليومية، بالإضافة إلى أنه لم يقصر أبداً في أدائه في الوظيفة.. فلمَ يرنّ هذا الهاتف اللعين إذاً ؟؟!
معارفه خارج حدود الوظيفة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة.. فأخوه قد توفي منذ سنين، وأخته تعيش مع زوجها وأطفالها خارج البلاد، وعلاقاته مع أقاربه لا تتعدى المعايدات الرسمية في ذكرى عيد الميلاد من كل عام..
لم يتبقّ له أحد في هذه الدنيا غير أمه المسكينة..
لا .. لا.. ليس من المعقول أن يكون قد أصابها مكروه، فقد كان عندها منذ بضعة ساعات، وهي كانت في أتم صحة.. ولكن!!!؟؟
أخذت مخاوفه تزداد مع إلحاح ذلك المجهول برنينه المتواصل..
لقد كانت أمه تعاني من ألمٍ في الرأس وطنين في الأذن، ولكن هذا ليس بذي أهمية، فهذه الأعراض تلازمها منذ سنوات.. ولكن، أمن المعقول؟؟؟
تمكن الهلع من قلبه أخيراً.. نهض من الفراش بصعوبة، توجه إلى زاوية الغرفة وتكوم هناك واضعاً رأسه بين يديه وقد شحب لونه..
أحس أنه يكاد يختنق، وشعر بقطرات من العرق الباردة وهي تبلل وجهه...
فجأة.. توقف الهاتف عن الرنين...
بقي في زاوية الغرفة عدة دقائق يتحسس يها الصمت من جديد.. ثم شرع بالضحك.. ضحك بصوت خافت أخذ يعلو بالتدريج إلى أن تحول إلى ضحكات هستيرية صاخبة..
تذكر أنه لا يملك هاتفاً في منزله...
أيار 2004