-
دخول

عرض كامل الموضوع : من هزم أميركا ومن يرثها..؟!


الهوى سلطان
18/11/2006, 03:56
هزيمة أميركا في العالم العربي والإسلامي كانت بحاجة إلى إعلان مدو ليس في ساحات المنافسة الانتخابية في أميركا، وإنما في صفحات الفورن أفيرز، وبتوقيع ريتشارد هاس احد أبرز استراتيجيي الإدارة الأميركية الآفلة. يحق لأعداء الهيمنة الأميركية أن يفرحوا بالنصر بقدر ما عليهم أن يقلقوا. فالفوضى وعدم الاستقرار والحروب الأهلية القائمة والقادمة رافقت إعلان الهزيمة.

من هزم أميركا باعتراف هام هم الإسلاميون بألوانهم المختلفة من شاركوا في القتال ومن شاركوا في الانتخابات؟ سنة أم شيعة؟
فالمقال يساوي بالنتيجة والأثر بين القاعدة وحماس وحزب الله, وبالمحصلة فإن من هزم أميركا هو من يرثها!
على الأقل من وجهة نظر أميركية....!

خطورة المقال أن كاتبه هو ممن صنعوا الهزيمة التي ما كان أحد يتوقعها، وهي هزيمة بلا أفق. فالكاتب يتوقع وصول الراديكاليين الذين هزموا أميركا إلى الحكم "فإنّ سمات العصر المقبل ستتميّز بتأثير ضعيف للاعبين الخارجيين، في مقابل تنامي دور القوى الداخلية. إذ من المتوقع أن تتولى القوى الراديكالية الحكم، ما سيؤدي إلى إحداث تغيير في حالة الأمر الواقع القائمة حالياً، بحيث تصبح عملية تشكيل الشرق الأوسط الجديد من الخارج أمراً في غاية الصعوبة، مشكّلة بذلك التحدي الأكبر لسياسة الولايات المتحدة الخارجية في العقود المقبلة"

ويوضح هاس طبيعة القوى الرديكالية أكثر: "سيسدّ الإسلام الفراغ السياسي والثقافي السائد في العالم العربي، على نحو مطرد، وسيشكل مؤسسة لسياسات غالبية سكان المنطقة، فالقومية العربية والاشتراكية العربية أصبحا من الماضي، والديمقراطية تنتمي إلى المستقبل المنظور، في أفضل الأحوال، حيث باتت الوحدة العربية شعاراً، وليست واقعاً."

الكاتب يكشف بسخرية مُرة كيف كان العراق بوابة الهيمنة الأميركية وبوابة الهزيمة: "تسبب غزو العراق بتقليص نفوذ الولايات المتحدة في العالم، نتيجة لتنامي الشعور المعادي للأميركيين وتقييد حركة جزء كبير من القوات الأميركية. فكان من سخرية القدر أن تكون حرب الخليج الأولى التي اعتبرت حرب ضرورة قد شكلت بداية للعصر الأميركي في الشرق الأوسط، فيما جاءت الحرب الثانية التي اعتبرت حرب خيار لتنهي ذلك العصر. الى ذلك برزت عوامل أخرى ساهمت في فقدان واشنطن نفوذها في المنطقة، ومنها انهيار عملية السلام، كنتيجة لفشل مفاوضات كامب ديفيد في العام 2000، وضعف خليفة ياسر عرفات وصعود حماس والنزعة الإسرائيلية الأحادية وعدم قدرة ادارة بوش على مواصلة العمل الدبلوماسي، وهكذا خسرت الولايات المتحدة دوراً فريداً، كانت قد استطاعت من خلاله أن تتواصل مع العرب والإسرائيليين معاً".

يشرك المقال الأنظمة العربية بالمسؤولية عن الهزيمة: "عامل آخر أدى إلى انتهاء العصر الأميركي، وهو فشل الأنظمة العربية التقليدية في مواجهة تنامي الأصولية الإسلامية، حيث فضّل الكثيرون من سكان المنطقة القادة الدينيين، عندما خيّروا بينهم وبين قادة سياسيين فاسدين، فيما انتظر الأميركيون حتى وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر شر من أيلول لكي يتأكدوا من أن المجتمعات المغلقة باتت تشكل الحاضنة للأصولية".

إيران حصلت على الغنيمة الكبرى، وهو تحليل يتفق تماما مع ما ذهب إليه أبو حمزة المهاجر أمير القاعدة في بلاد الرافدين في خطابه الأخير "ستصبح إيران إحدى القوتين الأكثر تأثيراً في المنطقة. ومخطئ من يقول إن طهران كانت على شفير تحولات داخلية دراماتيكية. فإيران التي تتمتع بثروة عظيمة، هي الدولة الخارجية الأكثر نفوذاً في العراق، كما أنها تمسك بسلطة مهمّة على حماس وحزب الله، وهي قوة إمبراطورية تقليدية، ذات طموحات كبيرة لإعادة رسم المنطقة على صورتها، ومن المرجح أن تترجم غاياتها على أرض الواقع".

الكاتب لا يتوقع انتصارا في الحرب الأميركية على "الإرهاب"، ويخلص إلى أنه "سيبقى الإرهاب، الذي هو بحسب تعريفه الاستعمال المتعمّد للقوة ضد المدنيين في مسعى لتحقيق مآرب سياسية، سيبقى ظاهرة أساسية في المنطقة، وسيظهر في المجتمعات المنقسمة، كما في العراق، وفي المجتمعات التي تسعى فيها الجماعات الراديكالية إلى إضعاف أو إسقاط شرعية الحكومة، كما في السعودية ومصر، فيما يتوقع أن يصبح أكثر تطوراً، وأداة لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من القوى الأجنبية."