أنا ملك ٌ بلا تاج ٍ
فذي التيجان ليست بدعة العصر ِ
أنا الُستهلـَك المنبوذ من صغري
ومقموع ٌ
وملعون ٌ
ومغضوبٌ عليّ لآخر العمر ِ
*****
أراني إن فتحتُ فمي
لأرجوهم رجاء القس بالدير ِ
وأشكو شدة الألم ِ
أداوى بالمساميرِ
وإن أعياهم ُ مرضي
رموني في مزابلهم
بلا أسف ٍ
بلا ندم ِ
*********
سأبقى طيلة الأيام أشكرهم
لرأفتهم بآهاتي
وأشكرهم بمأساتي
ولا أنسى صنائعهم
بيوم شحوب وجناتي
فيوم العجز والضيق ِ
لقد صنعوا لتجديدي
وتجميلي
وتذويقي
ملايين المساحيق ِ

ولو كشّرتُ أنيابي
وصحتُ بوجههم جوعاً
أعالج في مشافيهم
وُ أخرس بالخوازيق ِ

ولكن أي إنصاف ٍ مع الغير ِ
فأرمى خارج البيت ِ
لكي لا أزعج السجاد من جسدي
ومن عبقي
ومن صوتي
كأني جئتُ من حجر ٍ
بلا حس
ولا شعر ِ
****
برغم المد والجزر ِ
برغم الخير والشرِّ
برغم بلاد الـُعرب أجمعها
سأبقى شاهد العصر ِ
****
فما ُأنصفتُ إلا من سلاطيني
ودستُ في زمانهم ِ
رؤوس الناس كلهم ِ
وأعلوا رايتي دوماً
لقد رفعوا مقامي
ألف مقدار على قدري
بنوا بيتاً جديداً لي
وها أنا ساكن فيه
كأني فيه قافية على بيت من الشعر
فبعد سنين في الأقدام ِ
قد ُأسكنتُ في الثغر ِ
( )