"صباح"



قصة اهداها الي صديق مصري تحكي عن شاب فلسطيني ذاهب لمهمة خاصة جدا

(لعمل استشهادي)

ففكرت ان اهديها لأصحاب القضية واتمنى ان تنال اعجابكم



صباح:


أحسست ببعض الرهبة وأنا أتطلع حولى فى صمت

الى تلك الوجوه الهادئة والنظرات الحانية


ابتسمت حين رأيت تلك الطفلة تداعب والدتها

كانت تشبهها وخصلات شعرها الاسود تحيط وجهها برقة

وسحر لا مثيل له يطل من عينيها

كانتا تمشيان على الجهة الاخرى من الطريق

حمدا لله أنهما ليستا بطريقى

أحسست أنى غريب لبعض الوقت

أحسست أننى لا أنتمى الى هذا المكان

خشيت أن أنسى كل شئ بهذه النظرة الحائرة فى عيناى

هذا الصباح أكثر هدوءا عن أى صباح آخر

تذكرت صوتك الحزين مساء أمس

هذا الحزن فى عينيك

ترى هل كنت تعلمين أنى سأفعل ذلك

هل فهمت ذلك رغم أنى لم أبح بشئ

هل كنت تعلمين أن ذلك بعيد عن رغباتى ورغباتك

شئ فى الاتجاه المضاد

ضد قوانينى أو قوانينك

وانفعالاتك الدائمة

ومشاعرك المجنونة

شئ يختلف عن اسمى واسمك

وعن بدايات غرامك وغرامى

ترى هل أحسست بعذوبة عناقى الأخير

هذا الصباح أكثر هدوءا عن أى صباح آخر

أشعلت سيجارة

دخنتها بسرعة

سيجارة أخيرة

حاولت التلذذ بطعمها

والتلذذ بتلك الأحلام التى ملأتنى

فى مشاهد قصيرة مرت ذكرياتى على خاطرى

تذكرت من أحببتهم ومن أحبونى

تذكرتك أنت

وصوت ضحكتك

فى خطوات قصيرة عبرت ذلك الشارع الطويل

أعلم أن هناك من ينظر الى عن كثب

يرمقنى بتلك النظرات الغاضبة

أو المحتقرة

فى خطوات قصيرة اقتربت من ذلك الحاجز العسكرى

هذا الصباح أكثر هدوءا عن أى صباح آخر