dot
10/11/2006, 00:30
بقلم:حسن حاتم المذكور
بداية ماذا تعني الأستقلالية في مجالات العمل المهني والنقابي ومجمل النشاط الوطني الديمقراطي ، هل يعني حقاً الوقوف على التل بعيداً عن مصير الوطن وهموم الناس؟ او اللاأبالية أزاء ما يعصف بالبلاد من كوارث ومصائب ومحن، والترقب السلبي لما سوف يحدث من نتائج كارثية؟ هكذا كما يعتقده البعض خطأ بالتأكيد لان مثل تلك المظاهر المخجلة والمشينة في اغلب جوانبها ليس لها ما يجمعها مع مبدأ النشاط المهني والوطني الديمقراطي المستقل .الاستقلالية وبكل بساطة تعني تحرير الأرادة الجماهيرية من نفوذ السلطة السياسية، وتدخلات اجهزتها ومؤسساتها وتأثيراتها المادية والمعنوية، واشراك اعلامها المؤمم، واضرار المحسوبية والمنسوبية، الى جانب الأختراقات الأيديولوجية والمذهبية والتزمت النظري والبرنامجي المؤطر بضيق الأفق الحزبي والشللي، وايضاً الرفض القاطع لحالات التحجم والذبول داخل ثكنات الوصاية المطلقة ثم التحجر كلافتات وواجهات دعائية وفي افضل حالاته، كيانات سلبية لا وظيفة لها سوى الأستنفار اللاواعي لمناطحة مثيلاتها من واجهات الطرف المقابل.
الأستقلالية تعني كذلك ، رفض الوساطة بين الناس والوطن وبين الفرد والمجتمع، وبين المبادرات الذاتية والأهداف المشتركة ، بين الوعي وارادة الأبداع ، بين التفكير السليم والممارسة الناجعة ، بين العمل المثمر واعادة تقييم المسار والنتائج ، انها الوقاية من اعراض عمى الطاعة والأنتظار السلبي لتلقي قوالب التوجيهات والتعليمات الجاهزة،انها الحيويات الواعية والطاقات الخلاقة والأنجازات النقية في اجواء حرية الأخلاص للوطن والأيمان بالشعب والرغبة في ان تتوجه جميع الدوافع والقدرات والنوايا الحسنة للألتحام والتوحد والتجدد في احضان المجتمع .
تلك الحقائق لم تحتج الى مجهر عقائدي للبحث عنها، انها اكبر بكثير من حجم المذاهب والبرامج والأيديولوجيات والتحاصص وتقاسم الأسلاب والمنافع الفئوية والذاتية،انها تصرخ وتتظلم وتستغيث وتدعو عبر الأنتكاسات والأنكسارات والمسلسل الدامي للهزائم. لاترغب احزاب الطوائف والأعراق والعشائر والأيديولوجيات والكيانات التي تشكلت على ارضية التوافقات والمحاصصات ان ترى مثل تلك الحقائق وتستفيد من التجارب المريرة، انها مصابة بالحول التاريخي وعطب الذاكرة ونوبات الأصرار الغبي على تكرار ممارسات وسلوكيات فقدت صلاحيتها نهائياً ، انها عاجزة عن فهم الواقع والتغييرات الجذرية التي طرأت على مجمل ظروف وحياة الأنسان العراقي يقظته ووعيه ونظرته المستقبلية، حبه للحريات الديمقراطية ، تعلقه في استقلالية ارادته وقراره ورسم افاق مستقبله. المؤسسة السياسية طائفية، عرقية ، مذهبية ، عقائدية لم تستوعب بعد القيمة الأجتماعية لمنظمات المجتمع المدني المستقلة والدور التاريخي الذي يمكن لها ان تلعبه على اصعدة الفكر والمعرفة والتحضر وتعزيز اواصر السلم الاجتماعي .منظمات المجتمع المدني المستقلة : هي كالمرآة التي تستطيع عليها جميع اطراف المؤسسة السياسية ان ترى شكلها ،. حجمها ، ايجابياتها ،سلبياتها ، بوساطتها فقط يمكن لها ان تشخص عيوبها وتصلح عاهاتها وتعدل اعوجاجها، اما اذا كسرت تلك المرآة او لوثت وتشوهت ، فستختلط الوجوه وتمتزج العورات وتختفي الفواصل بين ما هو جميل او قبيح، وما هو ايجابي وسلبي ، وتمرر الخيانات والأساءات ، لهذا يجب على كل من يجد نفسه واثقاً من حسن طويته وصدق برامجه وادعاءاته ونواياه ، ونظافة هويته الوطنية والانسانية، ويكون مستعداً لاستيعاب اهمية الممارسة الديمقراطية وتقبل الآخر واحترامه والأيمان بحقه ، عليه ان يحافظ على تلك المرآة كاملة نظيفة بعيدة عن مصادر التلوث واغبرة الطائفية والعرقية والعشائرية واعراض الأختراقات المذهبية والأيديولوجية.
كثير من منظمات المجتمع المدني القائمة فعلاً او شكلاً ، تكونت خطأ وابتدأ نشاط بعضها كواجهات سياسية ومذهبية ودعائية لهذا الطرف او ذاك التكتل ، بعضها مشدود الى وتد التمويل واخرى شكلتها عناصر مفطومة على الأرتزاق ، مثل تلك المنظمات اصبحت لها تكلفاتها على مستقبل منظمات المجتمع المدني ، وعائقاً امام تحقيق اهدافها القريبة والبعيدة في مجالات النشاط الوطني الديمقراطي المستقل. ثمة من حاول ويحاول انجاز شيء نافع، لكن ظلت تنقصه اليقظة والحذر لتجنب اسباب الأنتكاسات والعثرات السابقة فتعثر وانتكس وتراجع، لكن هناك في الجانب الآخر وعلى نفس السياق محاولات جادة واعية تواكح الحصارات ومحاولات التهميش والأحتواء ، تختصر المسافة بين واقع الجمود والتردي الراهن والأدوار المستقلة الرائدة في بناء منظمات المجتمع المدني. ان الأمر بمجمله يعبر عن ولادة حتمية لواقع جديد، يثبت اصالته عبر المبادرات والنشاطات المتواصلة وانبثاق الكيانات الرائدة ، ولمثل ذلك الواقع توجد حاجة ماسة وضرورة تاريخية، وهنا يجب ان يقتنع الأخرون، بأن محاولات العودة الى مجمعات الأفكار والممارسات والسلوكيات الضارة اصبح امراً ليس له ما يبرره، اضافة الى استحالته ، لهذا يكون الزاماً على مؤسسات العملية السياسية وواجهاتها في العراق وخارجه ان تستوعب الدرس من جانبها، وتدعم بقوة ونزاهة منظمات المجتمع المدني وتضخ بين صفوفها الأيجابيين من عناصرها ومؤازريها الى جانب الحرص الشديد على استقلاليتها وسلامة نهجها وتماسك كياناتها مصحوباً بكل اشكال الدعم النزيه ومنه المعنوي بشكل خاص، وتحرص ايضاً وبمبدئية عالية على ان تكون منظمات المجتمع المدني المستقلة هي الأجواء الصحية التي يمكن ان تتنفس داخلها العافية جميع الأطراف والكيانات الوطنية المخلصة ، وتجعل منها قوة مؤثرة ، تراقب وتحاسب ويخشاها الجميع وعلى محكها يستطيع كل منها ان يمتحن صدقه واستقامته وقدرته وضعفه وثقته بنفسه .
منظمات المجتمع المدني وفي جميع الحالات، ثروة فكرية وسياسية ومعرفية وحضارية وطاقات خلاقة وابداع متجدد وثمرة للجميع ومن اجل الجميع ، وسكة امنة يسير عليها قطار الوطن والمجتمع نحو الأمن والأستقرار والأزدهار ومتانة وخلود السلم والأجتماع. هذا ما نأمل وسننتظره ، وليبقى الوطن هو الأكبر في عيون اهلــه
بداية ماذا تعني الأستقلالية في مجالات العمل المهني والنقابي ومجمل النشاط الوطني الديمقراطي ، هل يعني حقاً الوقوف على التل بعيداً عن مصير الوطن وهموم الناس؟ او اللاأبالية أزاء ما يعصف بالبلاد من كوارث ومصائب ومحن، والترقب السلبي لما سوف يحدث من نتائج كارثية؟ هكذا كما يعتقده البعض خطأ بالتأكيد لان مثل تلك المظاهر المخجلة والمشينة في اغلب جوانبها ليس لها ما يجمعها مع مبدأ النشاط المهني والوطني الديمقراطي المستقل .الاستقلالية وبكل بساطة تعني تحرير الأرادة الجماهيرية من نفوذ السلطة السياسية، وتدخلات اجهزتها ومؤسساتها وتأثيراتها المادية والمعنوية، واشراك اعلامها المؤمم، واضرار المحسوبية والمنسوبية، الى جانب الأختراقات الأيديولوجية والمذهبية والتزمت النظري والبرنامجي المؤطر بضيق الأفق الحزبي والشللي، وايضاً الرفض القاطع لحالات التحجم والذبول داخل ثكنات الوصاية المطلقة ثم التحجر كلافتات وواجهات دعائية وفي افضل حالاته، كيانات سلبية لا وظيفة لها سوى الأستنفار اللاواعي لمناطحة مثيلاتها من واجهات الطرف المقابل.
الأستقلالية تعني كذلك ، رفض الوساطة بين الناس والوطن وبين الفرد والمجتمع، وبين المبادرات الذاتية والأهداف المشتركة ، بين الوعي وارادة الأبداع ، بين التفكير السليم والممارسة الناجعة ، بين العمل المثمر واعادة تقييم المسار والنتائج ، انها الوقاية من اعراض عمى الطاعة والأنتظار السلبي لتلقي قوالب التوجيهات والتعليمات الجاهزة،انها الحيويات الواعية والطاقات الخلاقة والأنجازات النقية في اجواء حرية الأخلاص للوطن والأيمان بالشعب والرغبة في ان تتوجه جميع الدوافع والقدرات والنوايا الحسنة للألتحام والتوحد والتجدد في احضان المجتمع .
تلك الحقائق لم تحتج الى مجهر عقائدي للبحث عنها، انها اكبر بكثير من حجم المذاهب والبرامج والأيديولوجيات والتحاصص وتقاسم الأسلاب والمنافع الفئوية والذاتية،انها تصرخ وتتظلم وتستغيث وتدعو عبر الأنتكاسات والأنكسارات والمسلسل الدامي للهزائم. لاترغب احزاب الطوائف والأعراق والعشائر والأيديولوجيات والكيانات التي تشكلت على ارضية التوافقات والمحاصصات ان ترى مثل تلك الحقائق وتستفيد من التجارب المريرة، انها مصابة بالحول التاريخي وعطب الذاكرة ونوبات الأصرار الغبي على تكرار ممارسات وسلوكيات فقدت صلاحيتها نهائياً ، انها عاجزة عن فهم الواقع والتغييرات الجذرية التي طرأت على مجمل ظروف وحياة الأنسان العراقي يقظته ووعيه ونظرته المستقبلية، حبه للحريات الديمقراطية ، تعلقه في استقلالية ارادته وقراره ورسم افاق مستقبله. المؤسسة السياسية طائفية، عرقية ، مذهبية ، عقائدية لم تستوعب بعد القيمة الأجتماعية لمنظمات المجتمع المدني المستقلة والدور التاريخي الذي يمكن لها ان تلعبه على اصعدة الفكر والمعرفة والتحضر وتعزيز اواصر السلم الاجتماعي .منظمات المجتمع المدني المستقلة : هي كالمرآة التي تستطيع عليها جميع اطراف المؤسسة السياسية ان ترى شكلها ،. حجمها ، ايجابياتها ،سلبياتها ، بوساطتها فقط يمكن لها ان تشخص عيوبها وتصلح عاهاتها وتعدل اعوجاجها، اما اذا كسرت تلك المرآة او لوثت وتشوهت ، فستختلط الوجوه وتمتزج العورات وتختفي الفواصل بين ما هو جميل او قبيح، وما هو ايجابي وسلبي ، وتمرر الخيانات والأساءات ، لهذا يجب على كل من يجد نفسه واثقاً من حسن طويته وصدق برامجه وادعاءاته ونواياه ، ونظافة هويته الوطنية والانسانية، ويكون مستعداً لاستيعاب اهمية الممارسة الديمقراطية وتقبل الآخر واحترامه والأيمان بحقه ، عليه ان يحافظ على تلك المرآة كاملة نظيفة بعيدة عن مصادر التلوث واغبرة الطائفية والعرقية والعشائرية واعراض الأختراقات المذهبية والأيديولوجية.
كثير من منظمات المجتمع المدني القائمة فعلاً او شكلاً ، تكونت خطأ وابتدأ نشاط بعضها كواجهات سياسية ومذهبية ودعائية لهذا الطرف او ذاك التكتل ، بعضها مشدود الى وتد التمويل واخرى شكلتها عناصر مفطومة على الأرتزاق ، مثل تلك المنظمات اصبحت لها تكلفاتها على مستقبل منظمات المجتمع المدني ، وعائقاً امام تحقيق اهدافها القريبة والبعيدة في مجالات النشاط الوطني الديمقراطي المستقل. ثمة من حاول ويحاول انجاز شيء نافع، لكن ظلت تنقصه اليقظة والحذر لتجنب اسباب الأنتكاسات والعثرات السابقة فتعثر وانتكس وتراجع، لكن هناك في الجانب الآخر وعلى نفس السياق محاولات جادة واعية تواكح الحصارات ومحاولات التهميش والأحتواء ، تختصر المسافة بين واقع الجمود والتردي الراهن والأدوار المستقلة الرائدة في بناء منظمات المجتمع المدني. ان الأمر بمجمله يعبر عن ولادة حتمية لواقع جديد، يثبت اصالته عبر المبادرات والنشاطات المتواصلة وانبثاق الكيانات الرائدة ، ولمثل ذلك الواقع توجد حاجة ماسة وضرورة تاريخية، وهنا يجب ان يقتنع الأخرون، بأن محاولات العودة الى مجمعات الأفكار والممارسات والسلوكيات الضارة اصبح امراً ليس له ما يبرره، اضافة الى استحالته ، لهذا يكون الزاماً على مؤسسات العملية السياسية وواجهاتها في العراق وخارجه ان تستوعب الدرس من جانبها، وتدعم بقوة ونزاهة منظمات المجتمع المدني وتضخ بين صفوفها الأيجابيين من عناصرها ومؤازريها الى جانب الحرص الشديد على استقلاليتها وسلامة نهجها وتماسك كياناتها مصحوباً بكل اشكال الدعم النزيه ومنه المعنوي بشكل خاص، وتحرص ايضاً وبمبدئية عالية على ان تكون منظمات المجتمع المدني المستقلة هي الأجواء الصحية التي يمكن ان تتنفس داخلها العافية جميع الأطراف والكيانات الوطنية المخلصة ، وتجعل منها قوة مؤثرة ، تراقب وتحاسب ويخشاها الجميع وعلى محكها يستطيع كل منها ان يمتحن صدقه واستقامته وقدرته وضعفه وثقته بنفسه .
منظمات المجتمع المدني وفي جميع الحالات، ثروة فكرية وسياسية ومعرفية وحضارية وطاقات خلاقة وابداع متجدد وثمرة للجميع ومن اجل الجميع ، وسكة امنة يسير عليها قطار الوطن والمجتمع نحو الأمن والأستقرار والأزدهار ومتانة وخلود السلم والأجتماع. هذا ما نأمل وسننتظره ، وليبقى الوطن هو الأكبر في عيون اهلــه