ta_06
09/11/2006, 20:27
كي لا ننسى . . . من تراث شارون الأرهابي
مقال يستحق القراءة....
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الخطوط العريضة
* حلم اختفاء الآخر العربي احتل صميم الاستراتيجيات الاسرائيلية وصولا الى عهد البلدوزر .
* شارون قاد حرب الابادة السياسية والمجزرة المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني مستمرة ...
* دولة شارون الفلسطينية : دويلة المعازل والبانتستونات ومعسكرات الاعتقال الجماعية
* الذي جرى في عهد شارون ويجري بعده يسقط الاوراق عن العورات العربية والدولية
* تحتاج فلسطين من امتها ودولها وقياداتها العربية الى ارادات قومية –وطنية - سياسية حقيقية وقرارات بانياب فاعلة ...؟!!
كان شارون وفقا للكثير من الشهادات الاسرائيلية يشكل خلاصة الفكر والاستراتيجية الصهيونية إزاء الصراع وربما يكون هو أنجح وأشرس من طبقها على الأرض..
...العنوان الأساسي الكبير لـ "المرحلة الشارونية"
هو التصعيد الحربي القمعي الإذلالي التركيعي الشامل ضد الفلسطينيين بغية تطويعهم وإجبارهم على رفع الرايات البيضاء وتنكيس أعلام الانتفاضة الاستقلالية والرضوخ للشروط والاشتراطات والصيغ السياسية الإسرائيلية وصولاً إلى ابتزاز تنازلات فلسطينية تاريخية واستراتيجية عبر صيغتي الجنرال باراك المتمثلتين بـ "إنهاء نزاع القرن الساخن الدامي مع العرب " وإنهاء المطالب الفلسطينية في قضايا اللاجئين وحق العودة والقدس والحدود ومقومات السيادة .." الخ.
ولذلك أيضاً أعلن شارون تباعا " أن الحكومة الإسرائيلية قررت إعلان حرب على الإرهاب الفلسطيني وعلى السلطة الفلسطينية بغية تدمير قواعد الإرهاب "، وأعلن أيضاً : "اننا في حالة حرب.. وعلينا أن نحارب الإرهاب بلا هوادة، من أجل اجتثاث الشر من جذوره".. واضاف : "سوف نضربهم وندمرهم من الأساس لأنها الطريق الوحيدة كي تهدأ البلاد، والطريق الوحيدة لاجراء مفاوضات والتوصل إلى تسوية، ولن يتم ذلك إلا إذا نجحنا في القضاء على بنى الإرهاب" .
الهدف الكبيرالكبير المبيت من وراء مخطط وسياسات التدمير والحرق والمجازر والإخضاع كان -تحقيق "حلم اختفاء الآخر العربي"كما أكد الباحث الإسرائيلي ميرون بنفنستي"، وإعادة تشكيل الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أكده أيضاً البروفيسور الإسرائيلي ميرون بنفنستي حينما كتب في صحيفة هآرتس يقول : "أن شارون يرمي من وراء مخططه إلى تجنيد الجميع لأيديولوجيته الرامية إلى نزع الشرعية عن الشعب الفلسطيني وعن قيادته الشرعية ".
فشارون كان يحلم باستبدال الشعب الفلسطيني عبر هذه الحرب، وبإعادة تشكيله وصياغته بما يتناسب مع مخططاته واشتراطاته السياسية، الأمر الذي أكده أيضاً جوناتان فريد لاند في صحيفة الغارديان حينما كتب قبل وفاة عرفات موضحاً :
"يرغب شارون في إيجاد شعب فلسطيني مختلف حتى لا يضطر للتعامل مع الشعب الحقيقي"،
ويضيف "وهكذا أن شارون –كان - يسعى ليسلي نفسه بتخيل شعب فلسطيني هادئ بدلاً من التفكير في شعب يتمتع بالكبرياء والاباء، تحت قيادة زعماء مرنين ومطواعين بدلاً من قيادة رمز وطني ولم يتحقق حلم شارون ولكن من يدري مقدار الدم الذي سيراق قبل أن يتحقق ؟".
وقد عزز الكاتب" آفي شلايم" أستاذ العلاقات الخارجية في جامعة اكسفورد وهو مؤلف كتاب "الجدار الحديدي"، جملة الأهداف والمضامين المشار إليها بعبارات مكثفة، حيث كتب في الهيرالد تريبيون يقول : " أن الهدف السياسي لشارون لذلك التصعيد العسكري كان قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين حتى يخضعوا" وحسب كلام شارون نفسه : "يجب ضربهم، وعلينا أن نلحق بهم خسائر فادحة.. كما أن برنامج شارون السياسي الأوسع هو القضاء على اتفاقيات أوسلو، وإكمال إعادة احتلال الأراضي الفلسطينية، والإطاحة بالسلطة وتقويض وإذلال القيادة الفلسطينية.. وباختصار : فإن بطل الحلول العنيفة قد أطلق عنان الإرهاب في المناطق الفلسطينية ليس لقمع الفلسطينيين بل لوقف المسيرة نحو حكم ذاتي أو استقلالي ودولة فلسطينية" .
على هذه الارضية الادبية العقائدية السياسية قاد شارون على مدى سنوات قيادته لدولة الاحتلال وحتى الجلطة التي غيبته عن مسرح الاحداث ما يمكن ان نسميه "المجزرة / المذبحة المفتوحة المتصلة بمنتهى الارهابية والاجرامية ضد الشعب العربي الفلسطيني " ...
فالذي جري على امتداد مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ارض القطاع على نحو حصري كان مخططا ومبيتا ومؤدلجا ومدججا بفتاوى وتشريعات الحاخامات .. وبالقرار والتصميم والاصرار الرسمي الاسرائيلي بقيادة البلدوزر ..
والذي جري على ارض القطاع يمكن ان نطلق عليه المجزرة المذبحة المفتوحة التي تنفذ مع سبق التخطيط والتبييت والترصد في اطار خطة »فك الارتباط« التي تعني تطبيقا وعمليا على الارض كان اعادة انتاج لمشروع الاحتلال عبر خيار "غزة اولا" و"دويلة المعازل" ...
"فك الارتباط" واعادة انتاج "غزة اولا" و "دويلة المعازل"
ففي الجوهر والصميم والتطبيقات والتداعيات على الارض الفلسطينية، فإن خطة "فك الارتباط " الشارونية كانت وما تزال بلا شك اعادة انتاج لخيار المشروع القديم - الجديد - المتجدد الذي يطلق عليه اسم خيار "غزة اولا"، والذي ركبت عليه بعد ذلك تسميات اخرى مثل "غزة - اريحا" اولا، او "غزة - بيت لحم" اولا، او "غزة - الخليل" اولا، فشارون هو صاحب فكرة دويلة فلسطينية في غزة اولا..
ولكن..؟!
عن اي دويلة نتحدث.. او يتحدث شارون..؟!
انها بعبارة مكثفة جدا.. جدا: دويلة المعازل و "البانتستونات" العنصرية و "معسكرات الاعتقال" الجماعية...
وفي الجوهر والصميم والتداعيات الحقيقية فإن خطة "فك الارتباط " الشارونية انما تشكل ذروة حرب "الابادة السياسية" التي شنها شارون ضد الشعب العربي الفلسطيني، حيث انه - اي شارون - لم يخف ابدا نواياه واهدافه الحقيقية.
فقد اعلن اكثر من مرة وبمنتهى الوضوح ان خطة "فك الارتباط" (التي وصفها بأنها صفقة الرزمة التاريخية مع الادارة الاميركية)، تشكل ضربة قاضية للفلسطينيين"، و"انها خطوة وقائية ضد خطط ومشاريع الاخرين"، وانها تنطوي على لاءات اساسية كبيرة هي: "لا للتفاوض مع الفلسطينيين" و"لا للمشاريع السياسية الدولية"، و"لا لاستمرار الوضع الراهن".
وكان شارون قد شرح اهم مضامين خطته في مقال نشره في صحيفة معاريف العبرية مخاطبا الاسرائيليين مؤكدا:
"ان خطة فك الارتباط تخلق تغييرا استراتيجيا في التوازن السياسي في المنطقة، اذ تبادر اسرائيل الى خطوة تمكنها من الحفاظ على احتياجاتها الامنية، وعلى الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وعلى قدس موحدة وكبيرة".
واضاف: "ستمنحنا خطة فك الارتباط حرية العمل الواسع في محاربة الارهاب من خلال دعم دولي لم نشهد مثله في الماضي، وستمكنا من تسريع بناء الجدار بمسار يحافظ على المصالح الامنية لاسرائيل ويحمي اكبر عدد من الاسرائيليين، وفي المقابل سنحافظ على سيطرتنا على كافة المنافذ والمعابر المؤدية الى قطاع غزة من اجل منع تهريب الاسلحة، وسنعيد الانتشار حولها بشكل يمكننا من ضرب الارهاب ايضا من داخل القطاع".
لكل ذلك.. كان غريبا عجيبا مستنكرا ان تتعاطى الرباعية الدولية.. وان يتعاطى العرب مع خطة شارون.
فاذا كان شارون نجح في خداع البعض ازاء خطته فان خديعته ما كان يجب ان تنطلي على الجميع ويجب ان لا تستمر ويجب ان لا يسمح لها بالنجاح.
فحتى بعض الكتاب والمحللين والسياسيين الاسرائيليين فضحوا خديعة شارون فها هو الاديب الاسرائيلي المعروف بـ (ميخائيل) يقول "من اجل الحقيقة الدقيقة لم يحدث شيء، لم يحدث شيء لانه اصلا لم يكن ليحدث شيء، والغاء لا شيء (مشيرا هنا الى استفتاء الليكود) لا يعني اكثر من لا شيء،، لان شارون اراد اصلا تكريس الاحتلال والاستيطان"، وها هو يوسي سريد زعيم حركة ميرتس سابقا يكشف المزيد من الحقيقة قائلا "حكومة شارون اجلت كل شيء، وكل شيء قائم في قرارها حول فك الارتباط، فلا ذكر للمستوطنات التي يفترض ان تخلى ولا خريطة ولا جدول زمنيا ملزما وفضلا عن كل ذلك فان القرار لم يهدف الى فك ارتباط اسرائىل بغزة"، الامر الذي اكده ايضا الكاتب المعروف عوزي بنزيمان حيث كتب في هآرتس قائلا "ان شارون لا يفك الارتباط بغزة".
اما المحلل السياسي (الوف بن) فكتب في صحيفة هآرتس "ان الخطة صحيح اقرت ولكن لن يحدث اي تغيير على الارض"، بينما صرح المؤرخ شلومو زاند مؤكدا نوايا شارون الحقيقية قائلا "ان شارون يعيد الانتشار في غزة ليبقى عشرين سنة اخرى في الضفة".
اما ترجمة كل ذلك على الارض الفلسطينية في غزة والضفة فكانت وما تزال مستمرة بالخطوط والعناوين الاساسية:
اولا: (اسرائيل) تواصل سيطرتها على المعابر البرية وعلى المياه الاقليمية وعلى الاجواء.. كما ستمنع بناء اي ميناء بحري في غزة وفتح مطار الدهينة.. اي ان القطاع سيبقى تحت الطوق البري والبحري والجوي الاسرائيلي، وليطلق العرب والعالم بعد ذلك على الكيان الفلسطيني داخل هذا الطوق ما يشاؤون: دولة مستقلة او دويلة او امبراطورية.. الخ.
ثانيا: اما في الضفة الغربية فان تبني خطة فك الارتباط عربيا ودوليا سيعني على الارض الاستمرار ببناء الجدار العنصري وتكريس تقسيم جسم الضفة جغرافيا وسكانيا، وضم التكتلات الاستيطانية للسيادة الاسرائيلية، وتكريس (ضم القدس موحدة عاصمة يهودية لدولة اسرائيل الى الابد) والاخطر من كل ذلك اعتقال الشعب الفلسطيني في اطار معسكرات الاعتقال بين الجدار والنهر.
فخطة "فك الارتباط" ما هي سوى اعادة انتاج لخيار غزة ودويلة المعازل الفلسطينية وما هي سوى نصب واحتيال سياسي على العرب والعالم كله..
"فك الارتباط" مجزرة مفتوحة ايضا
وحينما اعلن شارون واقطاب المؤسسة العسكرية الامنية السياسية الاسرائيلية بان تطبيق خطة "فك الارتباط" لن يتم قبل "تفكيك البنية التحتية للارهاب الفلسطيني" و"ان على رئيس الحكومة الفلسطينية ان يبرهن على قدرته على محاربة الارهاب".. وحينما أصدر كبار الحاخامات اليهود فتوى دينية أرسلوها الى حكومة شارون يشرعون فيها قتل المدنيين والاطفال الفلسطينيين بالجملة فان خطة "فك الارتباط" و"اعادة انتاج مشروع الاحتلال" انما ترجمت على الارض عمليا بانتاج نكبة ومجزرة مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني.
مقال يستحق القراءة....
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الخطوط العريضة
* حلم اختفاء الآخر العربي احتل صميم الاستراتيجيات الاسرائيلية وصولا الى عهد البلدوزر .
* شارون قاد حرب الابادة السياسية والمجزرة المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني مستمرة ...
* دولة شارون الفلسطينية : دويلة المعازل والبانتستونات ومعسكرات الاعتقال الجماعية
* الذي جرى في عهد شارون ويجري بعده يسقط الاوراق عن العورات العربية والدولية
* تحتاج فلسطين من امتها ودولها وقياداتها العربية الى ارادات قومية –وطنية - سياسية حقيقية وقرارات بانياب فاعلة ...؟!!
كان شارون وفقا للكثير من الشهادات الاسرائيلية يشكل خلاصة الفكر والاستراتيجية الصهيونية إزاء الصراع وربما يكون هو أنجح وأشرس من طبقها على الأرض..
...العنوان الأساسي الكبير لـ "المرحلة الشارونية"
هو التصعيد الحربي القمعي الإذلالي التركيعي الشامل ضد الفلسطينيين بغية تطويعهم وإجبارهم على رفع الرايات البيضاء وتنكيس أعلام الانتفاضة الاستقلالية والرضوخ للشروط والاشتراطات والصيغ السياسية الإسرائيلية وصولاً إلى ابتزاز تنازلات فلسطينية تاريخية واستراتيجية عبر صيغتي الجنرال باراك المتمثلتين بـ "إنهاء نزاع القرن الساخن الدامي مع العرب " وإنهاء المطالب الفلسطينية في قضايا اللاجئين وحق العودة والقدس والحدود ومقومات السيادة .." الخ.
ولذلك أيضاً أعلن شارون تباعا " أن الحكومة الإسرائيلية قررت إعلان حرب على الإرهاب الفلسطيني وعلى السلطة الفلسطينية بغية تدمير قواعد الإرهاب "، وأعلن أيضاً : "اننا في حالة حرب.. وعلينا أن نحارب الإرهاب بلا هوادة، من أجل اجتثاث الشر من جذوره".. واضاف : "سوف نضربهم وندمرهم من الأساس لأنها الطريق الوحيدة كي تهدأ البلاد، والطريق الوحيدة لاجراء مفاوضات والتوصل إلى تسوية، ولن يتم ذلك إلا إذا نجحنا في القضاء على بنى الإرهاب" .
الهدف الكبيرالكبير المبيت من وراء مخطط وسياسات التدمير والحرق والمجازر والإخضاع كان -تحقيق "حلم اختفاء الآخر العربي"كما أكد الباحث الإسرائيلي ميرون بنفنستي"، وإعادة تشكيل الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أكده أيضاً البروفيسور الإسرائيلي ميرون بنفنستي حينما كتب في صحيفة هآرتس يقول : "أن شارون يرمي من وراء مخططه إلى تجنيد الجميع لأيديولوجيته الرامية إلى نزع الشرعية عن الشعب الفلسطيني وعن قيادته الشرعية ".
فشارون كان يحلم باستبدال الشعب الفلسطيني عبر هذه الحرب، وبإعادة تشكيله وصياغته بما يتناسب مع مخططاته واشتراطاته السياسية، الأمر الذي أكده أيضاً جوناتان فريد لاند في صحيفة الغارديان حينما كتب قبل وفاة عرفات موضحاً :
"يرغب شارون في إيجاد شعب فلسطيني مختلف حتى لا يضطر للتعامل مع الشعب الحقيقي"،
ويضيف "وهكذا أن شارون –كان - يسعى ليسلي نفسه بتخيل شعب فلسطيني هادئ بدلاً من التفكير في شعب يتمتع بالكبرياء والاباء، تحت قيادة زعماء مرنين ومطواعين بدلاً من قيادة رمز وطني ولم يتحقق حلم شارون ولكن من يدري مقدار الدم الذي سيراق قبل أن يتحقق ؟".
وقد عزز الكاتب" آفي شلايم" أستاذ العلاقات الخارجية في جامعة اكسفورد وهو مؤلف كتاب "الجدار الحديدي"، جملة الأهداف والمضامين المشار إليها بعبارات مكثفة، حيث كتب في الهيرالد تريبيون يقول : " أن الهدف السياسي لشارون لذلك التصعيد العسكري كان قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين حتى يخضعوا" وحسب كلام شارون نفسه : "يجب ضربهم، وعلينا أن نلحق بهم خسائر فادحة.. كما أن برنامج شارون السياسي الأوسع هو القضاء على اتفاقيات أوسلو، وإكمال إعادة احتلال الأراضي الفلسطينية، والإطاحة بالسلطة وتقويض وإذلال القيادة الفلسطينية.. وباختصار : فإن بطل الحلول العنيفة قد أطلق عنان الإرهاب في المناطق الفلسطينية ليس لقمع الفلسطينيين بل لوقف المسيرة نحو حكم ذاتي أو استقلالي ودولة فلسطينية" .
على هذه الارضية الادبية العقائدية السياسية قاد شارون على مدى سنوات قيادته لدولة الاحتلال وحتى الجلطة التي غيبته عن مسرح الاحداث ما يمكن ان نسميه "المجزرة / المذبحة المفتوحة المتصلة بمنتهى الارهابية والاجرامية ضد الشعب العربي الفلسطيني " ...
فالذي جري على امتداد مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ارض القطاع على نحو حصري كان مخططا ومبيتا ومؤدلجا ومدججا بفتاوى وتشريعات الحاخامات .. وبالقرار والتصميم والاصرار الرسمي الاسرائيلي بقيادة البلدوزر ..
والذي جري على ارض القطاع يمكن ان نطلق عليه المجزرة المذبحة المفتوحة التي تنفذ مع سبق التخطيط والتبييت والترصد في اطار خطة »فك الارتباط« التي تعني تطبيقا وعمليا على الارض كان اعادة انتاج لمشروع الاحتلال عبر خيار "غزة اولا" و"دويلة المعازل" ...
"فك الارتباط" واعادة انتاج "غزة اولا" و "دويلة المعازل"
ففي الجوهر والصميم والتطبيقات والتداعيات على الارض الفلسطينية، فإن خطة "فك الارتباط " الشارونية كانت وما تزال بلا شك اعادة انتاج لخيار المشروع القديم - الجديد - المتجدد الذي يطلق عليه اسم خيار "غزة اولا"، والذي ركبت عليه بعد ذلك تسميات اخرى مثل "غزة - اريحا" اولا، او "غزة - بيت لحم" اولا، او "غزة - الخليل" اولا، فشارون هو صاحب فكرة دويلة فلسطينية في غزة اولا..
ولكن..؟!
عن اي دويلة نتحدث.. او يتحدث شارون..؟!
انها بعبارة مكثفة جدا.. جدا: دويلة المعازل و "البانتستونات" العنصرية و "معسكرات الاعتقال" الجماعية...
وفي الجوهر والصميم والتداعيات الحقيقية فإن خطة "فك الارتباط " الشارونية انما تشكل ذروة حرب "الابادة السياسية" التي شنها شارون ضد الشعب العربي الفلسطيني، حيث انه - اي شارون - لم يخف ابدا نواياه واهدافه الحقيقية.
فقد اعلن اكثر من مرة وبمنتهى الوضوح ان خطة "فك الارتباط" (التي وصفها بأنها صفقة الرزمة التاريخية مع الادارة الاميركية)، تشكل ضربة قاضية للفلسطينيين"، و"انها خطوة وقائية ضد خطط ومشاريع الاخرين"، وانها تنطوي على لاءات اساسية كبيرة هي: "لا للتفاوض مع الفلسطينيين" و"لا للمشاريع السياسية الدولية"، و"لا لاستمرار الوضع الراهن".
وكان شارون قد شرح اهم مضامين خطته في مقال نشره في صحيفة معاريف العبرية مخاطبا الاسرائيليين مؤكدا:
"ان خطة فك الارتباط تخلق تغييرا استراتيجيا في التوازن السياسي في المنطقة، اذ تبادر اسرائيل الى خطوة تمكنها من الحفاظ على احتياجاتها الامنية، وعلى الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وعلى قدس موحدة وكبيرة".
واضاف: "ستمنحنا خطة فك الارتباط حرية العمل الواسع في محاربة الارهاب من خلال دعم دولي لم نشهد مثله في الماضي، وستمكنا من تسريع بناء الجدار بمسار يحافظ على المصالح الامنية لاسرائيل ويحمي اكبر عدد من الاسرائيليين، وفي المقابل سنحافظ على سيطرتنا على كافة المنافذ والمعابر المؤدية الى قطاع غزة من اجل منع تهريب الاسلحة، وسنعيد الانتشار حولها بشكل يمكننا من ضرب الارهاب ايضا من داخل القطاع".
لكل ذلك.. كان غريبا عجيبا مستنكرا ان تتعاطى الرباعية الدولية.. وان يتعاطى العرب مع خطة شارون.
فاذا كان شارون نجح في خداع البعض ازاء خطته فان خديعته ما كان يجب ان تنطلي على الجميع ويجب ان لا تستمر ويجب ان لا يسمح لها بالنجاح.
فحتى بعض الكتاب والمحللين والسياسيين الاسرائيليين فضحوا خديعة شارون فها هو الاديب الاسرائيلي المعروف بـ (ميخائيل) يقول "من اجل الحقيقة الدقيقة لم يحدث شيء، لم يحدث شيء لانه اصلا لم يكن ليحدث شيء، والغاء لا شيء (مشيرا هنا الى استفتاء الليكود) لا يعني اكثر من لا شيء،، لان شارون اراد اصلا تكريس الاحتلال والاستيطان"، وها هو يوسي سريد زعيم حركة ميرتس سابقا يكشف المزيد من الحقيقة قائلا "حكومة شارون اجلت كل شيء، وكل شيء قائم في قرارها حول فك الارتباط، فلا ذكر للمستوطنات التي يفترض ان تخلى ولا خريطة ولا جدول زمنيا ملزما وفضلا عن كل ذلك فان القرار لم يهدف الى فك ارتباط اسرائىل بغزة"، الامر الذي اكده ايضا الكاتب المعروف عوزي بنزيمان حيث كتب في هآرتس قائلا "ان شارون لا يفك الارتباط بغزة".
اما المحلل السياسي (الوف بن) فكتب في صحيفة هآرتس "ان الخطة صحيح اقرت ولكن لن يحدث اي تغيير على الارض"، بينما صرح المؤرخ شلومو زاند مؤكدا نوايا شارون الحقيقية قائلا "ان شارون يعيد الانتشار في غزة ليبقى عشرين سنة اخرى في الضفة".
اما ترجمة كل ذلك على الارض الفلسطينية في غزة والضفة فكانت وما تزال مستمرة بالخطوط والعناوين الاساسية:
اولا: (اسرائيل) تواصل سيطرتها على المعابر البرية وعلى المياه الاقليمية وعلى الاجواء.. كما ستمنع بناء اي ميناء بحري في غزة وفتح مطار الدهينة.. اي ان القطاع سيبقى تحت الطوق البري والبحري والجوي الاسرائيلي، وليطلق العرب والعالم بعد ذلك على الكيان الفلسطيني داخل هذا الطوق ما يشاؤون: دولة مستقلة او دويلة او امبراطورية.. الخ.
ثانيا: اما في الضفة الغربية فان تبني خطة فك الارتباط عربيا ودوليا سيعني على الارض الاستمرار ببناء الجدار العنصري وتكريس تقسيم جسم الضفة جغرافيا وسكانيا، وضم التكتلات الاستيطانية للسيادة الاسرائيلية، وتكريس (ضم القدس موحدة عاصمة يهودية لدولة اسرائيل الى الابد) والاخطر من كل ذلك اعتقال الشعب الفلسطيني في اطار معسكرات الاعتقال بين الجدار والنهر.
فخطة "فك الارتباط" ما هي سوى اعادة انتاج لخيار غزة ودويلة المعازل الفلسطينية وما هي سوى نصب واحتيال سياسي على العرب والعالم كله..
"فك الارتباط" مجزرة مفتوحة ايضا
وحينما اعلن شارون واقطاب المؤسسة العسكرية الامنية السياسية الاسرائيلية بان تطبيق خطة "فك الارتباط" لن يتم قبل "تفكيك البنية التحتية للارهاب الفلسطيني" و"ان على رئيس الحكومة الفلسطينية ان يبرهن على قدرته على محاربة الارهاب".. وحينما أصدر كبار الحاخامات اليهود فتوى دينية أرسلوها الى حكومة شارون يشرعون فيها قتل المدنيين والاطفال الفلسطينيين بالجملة فان خطة "فك الارتباط" و"اعادة انتاج مشروع الاحتلال" انما ترجمت على الارض عمليا بانتاج نكبة ومجزرة مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني.