-
دخول

عرض كامل الموضوع : اتحـــاد طلبــــة 48+2 !!


yass
18/05/2005, 14:35
د.زهير ابراهيم جبور

كلما ازدادت اللوحة قتامة بسبب الحال التي آل إليها الاتحاد الوطني لطلبة سوريا أتذكر الصفحات المضيئة للنضالات الطلابية في الخمسينات من القرن الماضي ضد الأحلاف الخارجية والانقلابات العسكرية والممارسات التعسفية لإدارات المؤسسات التعليمية التي عانى منها الطلبة البعثيون أكثر من غيرهم بسبب دورهم الرائد في تلك النضالات عندما كانوا مثالاً طيباً في التفوق الدراسي والإحساس العالي بالمسؤولية والولاء للوطن.

ولكن بعدما صار للطلبة اتحاداً يسانده الحزب والدولة بسخاء لا مثيل له، تحّول هذا الاتحاد إلى مؤسسة بيروقراطية هزيلة في أدائها وصارت أبعد ما تكون عن العمل لتحقيق المهام والأهداف المنوطة بها، حيث اختزلت هذه المهام لتقتصر على خدمة القيادات الطلابية الفاشلة في مختلف المستويات!!

ولذلك لم يعد مستغرباً أن تنقلب المعادلة فيصبح أكثر الطلاب تسيباً ولا مسؤولية وفشلاً هم الأكثر تنافساً وقتالاً على شغل المواقع القيادية الطلابية، حيث نجد بعض ممثلي الطلبة الذين أمضوا في الجامعة أكثر من عشر سنوات ولم يتخرجوا وراحوا يتهافتون على التشبث بمواقعهم بكافة السبل والوسائل لأن الأمر بات مجدياً ومغرياً لهم على مختلف الأصعدة بسبب الامتيازات الممنوحة لهم!!

وصار بعض هؤلاء القياديين يبرزون هويتهم القيادية عند لزوم ما لا يلزم لعبور حواجز الفشل والإخفاق الدراسي لأنهم باتوا يملكون مجسّات فعّالة جداً لمعرفة هذه الحواجز وكيفية عبورها، وللتأكد من ذلك يمكن التدقيق فقط في السجلات الدراسية ومدى الالتزام بالقوانين والأنظمة الجامعية للقيادات الطلابية بدءاً من الهيئات الإدارية إلى أعلى الهرم القيادي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:

إذا كان الكثير من هؤلاء الطلبة فاشلاً بامتياز فهل نتوقع منهم أن يدافعوا عن حقوق الطلبة المبدعين والمتفوقين؟!!

من البديهي أن الفاشلين سيبحثون عن كل ما يبرر فشلهم ويعززه وسيدافعون نقابياً عن الفاشلين أمثالهم دراسياً ومساعدتهم إلى الحد الذي صارت فيه برامج الامتحانات توضع على أساس مراعاة الطلبة الفاشلين وللتأكد من ذلك أيضاً يمكن أن نسبر وندقق قرارات مجالس الشؤون الطلابية والتظلم والتأديب لسنوات عديدة ولندقق في مواقف ممثلي الطلبة في هذه المجالس واعتراضاتهم العتيدة على معاقبة أغلب الطلبة الذين ارتكبوا غشاً امتحانياً والعمل بشكل مستميت لتخفيف هذه العقوبات ، وبالمقابل لندقق في الحالات التي دافع فيها ممثلو الطلبة عن الطلبة المتفوقين الذين تعرضوا لغبن ما !!

ونتساءل: أين دور الطلبة في كشف أسرار الامتحانات الجامعية وما يدور في الأروقة عن الفساد المتبادل بين بعض ممثلي الطلبة والأساتذة الذي يمارسون الارتكابات المختلفة؟!!

أين دور الاتحاد في مساندة أساتذة الجامعات من ذوي الكفاءات العلمية والمعرفية والمهنية المحترمة لإنقاذ هيبة جامعاتنا التي تتدهور سمعتها لماذا يسكت الاتحاد عن شكاوي الطلاب العديدة على الأساتذة العاجزين عن العطاء المعرفي والذين وصلوا حداً من التدهور جعلهم يخشون الطلبة المبدعين ويحاصرونهم ويعاقبونهم بأدنى الدرجات!!

ما هو دور اتحاد الطلبة في فضح الابتزاز المنظم الذي يتعرض له الطلبة فيما يسمى بالسكن الجامعي وخاصة الاتاوات المعنوية والأخلاقية والمادية التي تحتم على البعض دفعها .

هل سمعتم يوماً قيادياً طلابياً يتحدث عن معاناة طلبتنا مع طريقة تدريس مادة الثقافة القومية الاشتراكية والنكات اللاذعة التي يتبادلها الطلبة فيما بينهم بعدما جعلهم مدرسو هذه المادة أقل قومية وأقل اشتراكية وأكثر جهلاً ، هذا بغض النظر عن تبادل الجهل المعرفي بين قيادات الطلبة ومدرسي الثقافة القومية حيث بعضهم كان قيادياً طلابياً سابقاً !!

لذلك بقيت مادة الثقافة وسيلة لممارسة كل الجهالات وأداة ابتزاز بحق طلبتنا بسبب" الهبش" الثقافي الذي مارسه " الرفاق" المدرسون لأن الثقافة القومية الاشتراكية تقتصر فقط على الرفاق وخاصة المتفرغين منهم!!

الأمر الذي أثمر هبلاً في عقول طلبتنا لا يستطيعون التخلص منه إلاّ بعد مرور سنوات على تخرجهم، وإلاّ كيف تفسّر القيادات الطلابية المعادلة التالية: الطلاب الأكثر تفوقاً في كليات الطب والهندسات المختلفة يرسبون في مادة الثقافة أو يحرزون أدنى الدرجات فيها؟!!!

لقد آن الآوان لإعادة النظر في بنية اتحاد الطلبة وأساليب عمله وصلاحياته في المجالس الجامعية وطريقة تمثيله في هذه المجالس بحيث يتحول إلى أداة إصلاحية حقيقية في جامعاتنا لرفع مستوى التعليم في هذه الجامعات و المساعدة على تطوير المناهج وتحديثها من خلال الرصد الحقيقي لمعاناة الطلبة مع هذه المناهج بدلاً من (( القناعة)) المعرفية والاكتفاء بالكتاب الجامعي الهزيل ومشتقاته من النوتات والأمليات التي تباع في دكاكين التجهّيل بأجر باهظ يقل كثيراً عن الثمن الذي يدفعه الوطن بسبب تخريب عقول طلبتنا وأسرهم في هذه الأمليات والمحاضرات والنوتات الهزيلة .

ولنبدأ بالخطوة الحاسمة التالية:

إصدار قرار بإلغاء جميع المساعدات الامتحانية بحيث لا تقل درجة الحد الأدنى للنجاح عن 50% بأي حال من الأحوال، عندها سنحرر القيادات الطلابية ومجالسنا الجامعية من هدر الوقت على توسيع دائرة الفشل في جامعاتنا والتخلص من العناصر الطلابية الكسيحة معرفياً والتي لا يتجاوز أفق تفكيرها وسويتها الدرجة 48+2 ولكن لنعطيهم الحق في تشكيل نقابة تدافع عنهم شرط أن تعلن اسمها الصريح وبكل شفافية: نقابة الدفاع عن الطلبة الفاشلين!!!
-------------------------------------------------------------------------------------
شام برس - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////