فلسطيني للأبد
09/11/2006, 13:18
بحكم القربى نستقبل العديد من أولاد العم و بنات الخالات الفارين (مؤقتا) هم و عائلاتهم من جحيم القتل و الرصاص في (دار السلام) ...
وبحكم العادة و الهوى تراني متعلقة عيوني بأولائك الصغار يضحكون و يتراكضون هنا و هناك في أرجاء الشقة يتكلمون وبلهجة طفولية محببة يصعب علي فهم مفرداتها مع أنني تقدمت في دروسي باللهجة العراقية فأصبحت ( أحِب و أحتشي و أكره وأحتشي) – مثل يقال حتى لا تكون متطرف في مشاعرك عند الحكم-
و هو مضحك مبكي عندما نرى حقيقة ما وصل اليه الأعراب من تطرف حتى في تقرير من يحق له الحياة....
ما علينا...
أحاول التدخل و (التحركش) بهم لأسمع المزيد من كلماتهم أو أسألهم عن الأشياء (اشياءهم) في بغداد...ا
لمدرسة ،الأصدقاء و إذا بالجمل دائما تحتوي على الطلقات و الإنفجارات و الموت و منع التجول....
(منع التجول)؟؟!!!!!
أحد الصغار لم يكمل عامه الرابع يسأل : متى منع التجول؟؟؟
: ليس هناك منع تجول...
الصغير خائف يريد أن يخرج الى بيته قبل منع التجول...
ياللكارثة –من وجهة نظري- ثم أسأله مم يخاف فيشيح بوجهه الصغير ويقول : من الطلطات ( الطلقات)
و أراهم يتابعون لهوهم و ضحكهم ثم يتسمرون فجأة و تبكي إحدى الصغيرات خوفاً عند سماعهم طرقعة الألعاب النارية التي من الطبيعي أن يفرح الصغار عند سماعها و رؤيتها قبل أن يكتشفوا أنها ليست قذيفة أو (طلطات)...
و تطول السهرة و يحلو الحديث و السمر لمجموعة تعودت أن تلازم بيوتها لا تخرج إلا للضرورة القصوى و تنتهي آمال الخروج مع وداع الشمس حيث يصبحون تحت رحمة الكهرباء التي تأتيهم كل حين و مين ....
يفاجئنا أحد الصغار بالسؤال وهو يشير الى مصدر النور : هذي مولدة لو وطنية؟؟؟؟
تعالت الضحكات على كلماته البريئة التي تتساءل عن مصدر الكهرباء إن كان من مولد أم من الشركة (الوطنية)؟؟!
ثم بدأت الصغيره زينب تروي القصة عندما داهم المسلحون الحي التي تقع مدرستهم به و كيف حاولت الجارة إنقاذهم مع إبنتها عندما أمسكت بهم و ركضت بين جموع الأهالي المفجوعة الذين تراكضوا لإنقاذ أبنائهم تحت قصف القنابل ونيران الأسلحة الأتوماتيكية...
إلا أنها تاهت في الزحام مع أختها الصغيرة و لم تعد تعرف كيف تتصرف فأخذت أختها و إنسلت الى أحد الصفوف في مدرستها الفارغة خوفا على أختها الصغيرة بينما كانت تدعو الله لا تأتي أمها للبحث عنها فتصاب أو تتعرض لسوء...
كل هذا في عقل الفتاة ذات السبع سنوات التي تحاول الخروج من لعبة الجنون التي وجدت نفسها فيها... خرجت مرة أخرى بين الجموع :شفت راس يشبه راس أبويا و جلت يارب يكون أبوي..:
أيه هاذا أبوي ..
تعلقت بيه و ظليت أبكي ...تعلق أمها أن الصغيرة ظلت تعاني من الكوابيس لمدة طويلة..- مع إختصار الكثير من التفاصيل لجنون الوضع الذي وضع فيه هؤلاء الصغار و المسلحون بينما بعضهم يقصف الجامع(بيت الله) الآخرون يوجهون أسلحتهم نحوهم و الأهل يراقبون ممنعون من الإقتراب لإنقاذ الصغار -
عائلتين أتت تحتمي بصيف عمّان الحار من لهيب بغداد المتفجر...حملت معها صغارها(مؤقتا) بعيدا عن قذيفة مجنونه أو مسلح معتوه أو سيارة موت مفخخه ...
أنا السالمة المسالمة التي تعيش بسلام لا أستطيع أن أبعد عن تلافيف مخي كيف سيعود هؤلاء الصغار الى جهنم؟؟
بدعم من @@ شلة أصحاب القضية @@
وبحكم العادة و الهوى تراني متعلقة عيوني بأولائك الصغار يضحكون و يتراكضون هنا و هناك في أرجاء الشقة يتكلمون وبلهجة طفولية محببة يصعب علي فهم مفرداتها مع أنني تقدمت في دروسي باللهجة العراقية فأصبحت ( أحِب و أحتشي و أكره وأحتشي) – مثل يقال حتى لا تكون متطرف في مشاعرك عند الحكم-
و هو مضحك مبكي عندما نرى حقيقة ما وصل اليه الأعراب من تطرف حتى في تقرير من يحق له الحياة....
ما علينا...
أحاول التدخل و (التحركش) بهم لأسمع المزيد من كلماتهم أو أسألهم عن الأشياء (اشياءهم) في بغداد...ا
لمدرسة ،الأصدقاء و إذا بالجمل دائما تحتوي على الطلقات و الإنفجارات و الموت و منع التجول....
(منع التجول)؟؟!!!!!
أحد الصغار لم يكمل عامه الرابع يسأل : متى منع التجول؟؟؟
: ليس هناك منع تجول...
الصغير خائف يريد أن يخرج الى بيته قبل منع التجول...
ياللكارثة –من وجهة نظري- ثم أسأله مم يخاف فيشيح بوجهه الصغير ويقول : من الطلطات ( الطلقات)
و أراهم يتابعون لهوهم و ضحكهم ثم يتسمرون فجأة و تبكي إحدى الصغيرات خوفاً عند سماعهم طرقعة الألعاب النارية التي من الطبيعي أن يفرح الصغار عند سماعها و رؤيتها قبل أن يكتشفوا أنها ليست قذيفة أو (طلطات)...
و تطول السهرة و يحلو الحديث و السمر لمجموعة تعودت أن تلازم بيوتها لا تخرج إلا للضرورة القصوى و تنتهي آمال الخروج مع وداع الشمس حيث يصبحون تحت رحمة الكهرباء التي تأتيهم كل حين و مين ....
يفاجئنا أحد الصغار بالسؤال وهو يشير الى مصدر النور : هذي مولدة لو وطنية؟؟؟؟
تعالت الضحكات على كلماته البريئة التي تتساءل عن مصدر الكهرباء إن كان من مولد أم من الشركة (الوطنية)؟؟!
ثم بدأت الصغيره زينب تروي القصة عندما داهم المسلحون الحي التي تقع مدرستهم به و كيف حاولت الجارة إنقاذهم مع إبنتها عندما أمسكت بهم و ركضت بين جموع الأهالي المفجوعة الذين تراكضوا لإنقاذ أبنائهم تحت قصف القنابل ونيران الأسلحة الأتوماتيكية...
إلا أنها تاهت في الزحام مع أختها الصغيرة و لم تعد تعرف كيف تتصرف فأخذت أختها و إنسلت الى أحد الصفوف في مدرستها الفارغة خوفا على أختها الصغيرة بينما كانت تدعو الله لا تأتي أمها للبحث عنها فتصاب أو تتعرض لسوء...
كل هذا في عقل الفتاة ذات السبع سنوات التي تحاول الخروج من لعبة الجنون التي وجدت نفسها فيها... خرجت مرة أخرى بين الجموع :شفت راس يشبه راس أبويا و جلت يارب يكون أبوي..:
أيه هاذا أبوي ..
تعلقت بيه و ظليت أبكي ...تعلق أمها أن الصغيرة ظلت تعاني من الكوابيس لمدة طويلة..- مع إختصار الكثير من التفاصيل لجنون الوضع الذي وضع فيه هؤلاء الصغار و المسلحون بينما بعضهم يقصف الجامع(بيت الله) الآخرون يوجهون أسلحتهم نحوهم و الأهل يراقبون ممنعون من الإقتراب لإنقاذ الصغار -
عائلتين أتت تحتمي بصيف عمّان الحار من لهيب بغداد المتفجر...حملت معها صغارها(مؤقتا) بعيدا عن قذيفة مجنونه أو مسلح معتوه أو سيارة موت مفخخه ...
أنا السالمة المسالمة التي تعيش بسلام لا أستطيع أن أبعد عن تلافيف مخي كيف سيعود هؤلاء الصغار الى جهنم؟؟
بدعم من @@ شلة أصحاب القضية @@